المسلة:
2025-07-31@04:52:55 GMT

الهروب من كردستان: الأزمات تدفع الشباب إلى الهجرة

تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT

الهروب من كردستان: الأزمات تدفع الشباب إلى الهجرة

27 أغسطس، 2024

بغداد/المسلة: شهدت الفترة الأخيرة تزايدًا مفرطًا في أعداد المهاجرين من إقليم كردستان العراق إلى أوروبا، مما يعكس حالة من اليأس وانعدام الأمل بين الشباب الكردي. فمع تزايد معدلات الهجرة بين يناير ويوليو الماضيين، برزت هذه الظاهرة بشكل لافت، حيث لم يمنع المهاجرين الظروف القاسية والمخاطر التي يواجهونها من مغادرة الإقليم والبحث عن حياة أفضل في الخارج.

و تشير التصريحات والتحليلات إلى أن الأسباب الرئيسية وراء هذه الموجة الكبيرة من الهجرة تعود إلى الأزمات الاقتصادية والسياسية المستمرة في الإقليم، بالإضافة إلى انعدام فرص العمل والظروف المعيشية الصعبة.

ووفقًا لرئيس جمعية اللاجئين العائدين من أوروبا إلى إقليم كردستان، بكر علي، فإن إحصائيات أولية أظهرت أن أكثر من خمسة آلاف مواطن هاجروا إلى أوروبا خلال السبعة أشهر الأولى من العام الحالي، وكانت الأغلبية من محافظة السليمانية، حيث اتجه القسم الأكبر منهم إلى بريطانيا.

والمخاطر التي يواجهها المهاجرون في رحلتهم الخطرة نحو أوروبا عديدة، ومن بينها حوادث الغرق. شهدت السواحل الإيطالية وفاة حوالي 70 شخصًا، بينهم 26 مواطنًا كرديًا عراقيًا كانوا على متن قارب يقل مهاجرين. كما وقعت حوادث أخرى تضمنت غرق قوارب بالقرب من السواحل اليونانية، مما أسفر عن وقوع العديد من الضحايا وإنقاذ آخرين بصعوبة.

ورغم استقرار الأوضاع الأمنية في إقليم كردستان، إلا أن الأزمات الاقتصادية تفاقمت منذ عام 2014، ما أثر بشكل كبير على الحياة اليومية للسكان. الأزمة الاقتصادية التي أعقبت استفتاء الانفصال وتداعيات هبوط أسعار النفط أثرت سلبًا على قدرة السلطات على دفع رواتب الموظفين وتوفير الخدمات الأساسية، مما زاد من نسبة البطالة والفقر وأدى إلى موجات من التظاهرات احتجاجًا على سوء الأوضاع.

في ظل هذه الظروف، يبدو أن الشباب في إقليم كردستان فقدوا الأمل في تحسين أوضاعهم داخل الإقليم، ما يدفعهم للتفكير بالهجرة كخيار وحيد للبحث عن حياة كريمة. هذه الظاهرة تعكس تحديات كبيرة تواجه حكومة الإقليم والمجتمع الكردي بأسره، مما يستدعي ضرورة التحرك العاجل لوضع حلول جذرية وتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية، للحد من نزيف الهجرة وتوفير مستقبل أفضل للشباب.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: إقلیم کردستان

إقرأ أيضاً:

المرجعية الدينية صمام الأمان في الأزمات

بقلم : علي الحاج ..

لطالما كانت المرجعية الدينية في العراق الملاذ الآمن والحصن الحصين عند اشتداد الأزمات، والدليل الحي على ذلك ما شهدته البلاد من مواقف مصيرية، أبرزها ما بعد عام 2003، حيث أسهمت المرجعية بدور محوري في إعادة تنظيم الحياة السياسية والاجتماعية والأمنية.

يشير سماحة الشيخ قيس الخزعلي في كلمته إلى أن المرجعية الدينية العليا، المتمثلة بسماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني، كانت بحق صمام الأمان، ليس فقط للمذهب الشيعي، بل لكل العراقيين. وقد تجلّى هذا الدور في دعوة المرجعية للاستفتاء على الدستور، وفي فتوى الجهاد الكفائي التي أوقفت تمدد تنظيم داعش الإرهابي، وحمت العراق من الانهيار الكامل.

لم تكن الفتوى مجرد بيان ديني، بل كانت تحوّلًا استراتيجياً في مسار الأحداث، جمعت تحت رايتها آلاف المتطوعين ممن لبّوا نداء المرجعية وحققوا أعظم الانتصارات، مثبتين أن المرجعية ليست طرفاً سياسياً، بل قيادة أخلاقية وروحية وشرعية تتدخل عندما يبلغ الخطر ذروته.

يؤكد الشيخ الخزعلي أن المرجعية تمثل الامتداد الطبيعي للمعصومين في زمن الغيبة، فهي المرجع في الفتوى والحكم الشرعي. ومن هنا فإن كل من يخالف فتوى المرجعية أو يتنصل منها فهو يخالف الحق، لأن الحكم الشرعي الصادر عن الفقيه الجامع للشرائط هو الموقف الذي يُبرئ الذمة أمام الله.

وقد واجهت المرجعية محاولات متكررة للتشكيك بمكانتها، خصوصًا بعد الانتصار على داعش، حيث برزت أصوات تشكك في أصل التقليد وتدعو إلى الاستقلال عن العلماء، مدفوعة بمخططات هدفها تفريق كلمة الشيعة وإضعاف وحدتهم. إلا أن هذه المحاولات فشلت، لأن وعي الجماهير وتمسكهم بقيادتهم كان أقوى من حملات التضليل.

وفي زمن تتعدد فيه العناوين وتتكاثر فيه الدعوات، تبقى المرجعية الدينية هي البوصلة التي توجه الناس نحو الحق، وهي القلعة التي تتحطم على أسوارها مؤامرات الخارج وأصوات الداخل المنحرفة. فالمرجعية لم تكن يومًا عبئًا على الدولة أو المجتمع، بل كانت رافعة للمشروع الوطني والديني، ومصدر إلهام للصبر والثبات وتحقيق الانتصار.

وهكذا، فإن التمسك بالمرجعية هو تمسك بالثوابت، والابتعاد عنها هو تضييع للبوصلة. فبها يُعرف الحق، وعندها يُفصل النزاع، ومن خلالها يُحفظ الدين والوطن.

user

مقالات مشابهة

  • حكايات المحاصصة التي حوّلت الدبلوماسية إلى دار مزاد حزبي مغلق وفاسد
  • إقليم كوردستان يدعو بغداد لصرف رواتب شهر حزيران بعد تسليمها القائمة
  • مرض صيفي يرفع أسعار الدجاج في إقليم كوردستان
  • أمريكا.. إمبراطورية الأزمات
  • المرجعية الدينية صمام الأمان في الأزمات
  • نيجيرفان بارزاني: إقليم كوردستان ينظر بعين الأهمية إلى علاقاته التاريخية مع إيران
  • من خارج الإقليم.. سقوط مترصدة المسنين بيد شرطة أربيل (فيديو)
  • بعد انتشار الشائعات.. وائل جسار يكشف حقيقة الهروب والزواج السري لابنته
  • المحكمة الاتحادية ترد دعوى إلزام وزارة المالية بصرف رواتب كردستان
  • المحكمة الاتحادية ترد دعويين بشأن رواتب موظفي إقليم كوردستان