هل يصمد شعار "التضحية من أجل روسيا" في ظل التضخم وتدهور الروبل ؟
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
في مواجهة انهيار قيمة الروبل وارتفاع معدّل التضخّم وتزايد العقوبات الغربية، يُعرب عدد من سكّان موسكو عن قلقهم على تآكل قدرتهم الشرائية مع أنّ بعضهم يؤكّد استعداده "للتضحية في سبيل روسيا".
والأربعاء، كان اليورو الواحد يساوي 107 روبلاً والدولار الواحد 97 روبلاً. وقبل عام، كان سعر الصرف يقارب حوالى 60 روبلاً.
وبسبب هذا التضخّم تآكلت كثيراً القدرة الشرائية للروس الذين يستهلكون منتجات مستوردة.
وفي الوقت عينه، عاود التضخم الارتفاع منذ بداية الربيع (3,25 بالمئة في حزيران/يونيو)، ما أجبر البنك المركزي الروسي على رفع سعر الفائدة إلى 8,5 بالمئة، وهي الطريقة الأكثر بديهية لمكافحة ارتفاع الأسعار.
شاهد: مظاهرة في بروكسل احتجاجا على ارتفاع الأسعارتراجع الإنفاق الاستهلاكي وسط ارتفاع الأسعار في فرنساكيف تستفيد أكبر الدول المنتجة للنفط والغاز من ارتفاع الأسعار وتدفق عائداته؟وشهد إيغور إنكين البالغ 63 عامًا خلال حياته فترات من صعود الاقتصاد الروسي وهبوطه: شحّ المواد خلال الحقبة السوفياتية، وفوضى تسعينات القرن الماضي، وأزمة العام 1998 التي أتت على مدخّرات الروس.
وقال رجل الأعمال السابق المتقاعد حالياً "علينا أن نحرم أنفسنا من أشياء كثيرة"، لا سيّما الحلويات.
واعتبر أنّ الوضع الحالي "مقلق جداً، خصوصاً بالنسبة لنا كمتقاعدين".
وشدّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن الاقتصاد صمد في مواجهة العقوبات الغربية التي فرضت ردّاً على غزو قواته أوكرانيا. ومع ذلك، يواجه عدد متزايد من الروس ارتفاع تكاليف المعيشة.
- ارتفاع الأسعار -ويعدّ المتقاعدون أول المتضررين إذ إن متوسّط معاشاتهم يبلغ بضع مئات من اليوروهات. وعادت أعداد كبيرة منهم إلى سوق العمل لجني دخل إضافي.
ووضع الشباب لا يدعو إلى التفاؤل أيضًا.
ويشير إلى هذه المخاوف مثلاً تهافت الروس على سحب مدخراتهم عندما شنّت مجموعة فاغنر تمرّدها.
وأكد البنك المركزي الروسي أنّه بين 23 و25 حزيران/يونيو، تمّ سحب مليار روبل (حوالي 940 مليون يورو) نقدًا، أي حوالي خمسة أضعاف المتوسط العادي خلال ثلاثة أيام.
وبالنسبة إلى ديمتري بوبروف (19 عاماً) المتخصّص في المعلوماتية فإن ارتفاع الأسعار طال خصوصاً المكوّنات التي يحتاج إليها لتجميع أجهزة الكموبيوتر.
وقال "مع تراجع الروبل، ارتفعت أسعار بطاقات الرسوميات بشكل كبير"، عازياً السبب في ذلك إلى العقوبات وغزو أوكرانيا.
وعبّر العامل في قطاع المونتاج السينمائي فيودور تيخونوف (37 عامًا) لدى خروجه من متجر بقالة عن استيائه أيضًا جراء الأسعار التي تواصل ارتفاعها.
وقال هذا الأب "في السابق، كان بالإمكان الذهاب (إلى متجر) وشراء مواد غذائية لتحضير وجبة مقابل ألف روبل. حالياً، تكلّف الوجبة ما لا يقل عن 2000 روبل" أي حوالي 19 يورو.
وأعرب عن أمله في أن "تفاوض" موسكو للتوصل إلى رفع العقوبات.
أضاف "لا يمكن أن يستمر هذا الوضع إلى الأبد".
وإذا كان ممكناً أن يرفع البنك المركزي الروسي أسعار الفائدة في منتصف أيلول/سبتمبر المقبل، فإنّ الوضع لا يسبّب الذعر في الأسواق الروسية حالياً، وفقًا لخبراء.
وقال مدير المرصد الفرنسي الروسي في موسكو أرنو دوبيان إنّ "انخفاض الروبل كان متوقعًا: إنه يعكس التجارة الخارجية للبلاد" التي تأثرت بشدة بالعقوبات.
وأضاف "راقبوا حالة غير عادية: الروبل يتراجع حتى مع ارتفاع سعر النفط (الذي تتبع العملة الروسية تطوره عادة).
التضخم في تركيا يبلغ نحو 48 بالمئة في تموز/يوليو في ارتفاع جديدمنطقة اليورو تسجل انتعاشًا اقتصاديًا طفيفًا في ظلّ التضخم المستمرالجيش الأوكراني يقول إن روسيا حاصرت غالبية موانئ البلاد ولاغارد تحذر من ارتفاع التضخموفي ظلّ تداعيات العقوبات وفي مواجهة تصميم الأوروبيين على التخلّص من اعتمادهم على روسيا في مجال الطاقة، تراجعت عائدات بيع الغاز والنفط - المصدر الرئيسي للدخل في الميزانية الروسية - بنسبة 41,4 بالمئة بين كانون الثاني/يناير وتموز/يوليو وطبقاً لأرقام دائرة المالية، ما يثير مخاوف من تجاوز العجز الفدرالي هذا العام 2 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي.
وفي هذا السياق، قال دوبيان إنّ تدهور قيمة الروبل "يسمح للدولة أيضًا بتعويم خزائنها وتمويل المجهود الحربي"، لأنّه مقابل كل دولار أو يورو تحصل عليه الحكومة ستحظى بالمزيد من الروبلات لتغطية نفقاتها.
في غضون ذلك، يأمل العديد من سكان موسكو بالإضافة إلى السلطات أن تسمح مغادرة شركات غربية عديدة بتطور الشركات الروسية، وبأن يعتمد الاقتصاد على قدراته الذاتية.
وتقول كسينيا سوتشكوفا (18 سنة) قبيل وصولها إلى الجامعة "على الناس الادّخار، والتحلّي بالصبر، والانتظار حتى تمر المحنة".
المصادر الإضافية • أ ف ب
المصدر: euronews
كلمات دلالية: روسيا موسكو أسعار النفط عقوبات ارتفاع الأسعار تضخم الاتحاد الأوروبي الهجرة غير الشرعية أزمة المهاجرين الشرق الأوسط روسيا إيطاليا حقوق الإنسان اليونان مهاجرون الاقتصاد الصيني الاتحاد الأوروبي الهجرة غير الشرعية أزمة المهاجرين الشرق الأوسط روسيا إيطاليا ارتفاع الأسعار
إقرأ أيضاً:
مفيش أوبئة.. شعبة الدواجن: ارتفاع الأسعار غير مبرر والسعر العادل 80 جنيه للكيلو
نفى الدكتور عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن، انتشار أوبئة داخل قطاع الدواجن المصري، مؤكدًا أن هذه التصريحات تسببت في حالة من الذعر أدت إلى قفزات سعرية غير مبررة في السوق.
وقال السيد، في تصريحات لبرنامج “اقتصاد مصر” على قناة أزهري، إن سوق الدواجن المصري يشهد وفرة في الأعلاف، حيث توجد مخزونات كافية تغطي السوق لثلاثة أشهر مقبلة، مؤكدًا أن الحديث عن ندرة أو شحّ في الإمدادات لا يمت للواقع بصلة.
وأشار إلى أن الجهات المتخصصة لم تُصدر حتى الآن بيانات رسمية تؤكد نسب النفوق المرتفعة التي يتم تداولها، مضيفًا أن هذه الأرقام تُستخدم في إطار دعوات لرفع الأسعار، وهي ممارسة تضر بالمستهلك وتربك السوق.
اللقاحات تتمتع بجودة عاليةوأكد السيد أن اللقاحات والأمصال المنتجة محليًا تتمتع بجودة عالية، وقد أثبتت كفاءتها في التصدي للأمراض الشائعة، مشددًا على ضرورة دعم المنتج المحلي بدلًا من التشكيك فيه دون سند علمي.
كما دعا رئيس شعبة الدواجن إلى ضرورة ضبط المعادلة السعرية، مقترحًا أن يكون السعر العادل للدواجن في السوق 80 جنيهًا للكيلو، وهو سعر يضمن استمرار الإنتاج ويحمي المستهلك من الجشع والمضاربة.
وطالب السيد بتفعيل دور البورصة السلعية في تحديد الأسعار بشكل شفاف وعادل، ما من شأنه تحقيق التوازن المطلوب بين مختلف أطراف المنظومة، والحيلولة دون وقوع أزمات مستقبلية قد تهدد استقرار هذا القطاع الحيوي