الصمود مقابل التوصل إلى اتفاق.. الديناميات المعقدة بين يحيى السنوار وبنيامين نتنياهو
تاريخ النشر: 28th, August 2024 GMT
في ظل التصعيد المستمر بين إسرائيل وحماس، تتواصل جهود البحث عن هدنة بين الجانبين، وهي جهود تتطلب توقيع أبرز شخصيتين في الصراع: رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزعيم حماس يحيى السنوار.
ويتسم كل من الزعيمين بالصلابة والتصميم، ولديه دوافع قوية لإنهاء النزاع بطريقة تلبي مصالحه الشخصية والاستراتيجية.
بينما تسعى إسرائيل لتحقيق نصر شامل واستعادة الأسرى، يعمل السنوار من أجل ضمانات تضمن عدم إعادة احتلال غزة وتحقيق مكاسب استراتيجية لحماس.
تحليل مواقف بنيامين نتنياهو
يضع نتنياهو نصب عينيه تحقيق "النصر الكامل" على حماس واستعادة الأسرى المحتجزين في غزة، وهي أهداف يراها كثيرون متعارضة.
حيث يتعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي لضغوط كبيرة من عائلات الأسرى ومن المجتمع الإسرائيلي، حيث يطالبون بإبرام اتفاق حتى وإن كان ذلك يعني استمرار حماس.
وفي الوقت ذاته، يواجه نتنياهو ضغوطًا من الائتلاف الحكومي المكون من وزراء يمينيين متطرفين، الذين يهددون بالإطاحة بالحكومة في حال قدم تنازلات كبيرة.
بالإضافة إلى ذلك، يسعى نتنياهو لتجنب تحقيقات حول الإخفاقات الأمنية التي حدثت في الهجوم على إسرائيل في 7 أكتوبر، مما يجعله يفضل استمرار الحرب ما دام أنه يمكن أن يحقق مكاسب سياسية.
مواقف يحيى السنوار
على الجانب الآخر، يسعى السنوار لإنهاء الحرب بشروطه الخاصة، فقد تسببت الهجمات الإسرائيلية في وفاة أكثر من 40 ألف شخص ونزوح 90% من سكان غزة، بينما خسرت حماس العديد من مقاتليها وبنيتها التحتية.
والسنوار يعتمد على ورقة التفاوض الوحيدة المتبقية له، وهي نحو 110 أسرى في غزة.
ويطالب السنوار بضمانات بعدم استئناف الحرب، وانسحاب إسرائيل الكامل من غزة، وإطلاق سراح الشخصيات البارزة بين الأسرى الفلسطينيين.
كما يسعى للحصول على تأكيدات بعودة الفلسطينيين إلى ديارهم وإعادة بناء غزة. ولكن مع استمرار النزاع، يواجه السنوار خطر زيادة عدد الضحايا وزيادة استياء الفلسطينيين تجاه حماس، مما قد يؤثر على مستقبله السياسي.
دور الضغوط الخارجية
تلعب مصر وقطر دور الوساطة مع حماس، ولكن تأثيرهما محدود، فمن غير المرجح أن يؤثر الضغط الخارجي بشكل كبير على السنوار، الذي يعتبر أن الضغوطات قد تكون غير كافية لتغيير موقفه.
ومن جهة أخرى، تقدم الولايات المتحدة دعمًا عسكريًا كبيرًا لإسرائيل، ولكنها قامت بفرض بعض الضغوط لوقف الهجمات على رفح، وهي ضغوط لم تمنع إسرائيل من متابعة أهدافها العسكرية.
حيث يتوقع أن يؤثر هذا الدعم الأمريكي بشكل ضئيل على التوصل إلى اتفاق نهائي، مع تباين الآراء حول تأثير الضغوط الأمريكية.
ويبقى الصمود هو الخيار الذي يفضله كل من نتنياهو والسنوار، على أمل تحقيق مكاسب إضافية قد تحقق أهدافهما الخاصة، بينما تستمر جهود الوساطة الدولية، يبقى الوضع في غزة مرهونًا بالصراع المستمر وتطورات المفاوضات التي قد تحدد مصير الأوضاع في المنطقة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: ائتلاف استئناف الحرب احتلال غزة اهداف استمرار الحرب استراتيجية إسرائيل وحماس اعادة احتلال غزة الائتلاف الحكومي الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحكومة الشخصية تحقيق مكاسب رئيس الوزراء الإسرائيلي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عائلات الأسرى
إقرأ أيضاً:
بعد إعلان إسرائيل عن اغتياله.. من هو محمد السنوار رأس الجناح العسكري لحماس في غزة؟
أعاد الإعلان الإسرائيلي عن اغتيال القائد العسكري البارز في حركة "حماس"، محمد السنوار، الأضواء مجددًا إلى أحد الأسماء المؤثرة في هيكل القيادة العسكرية للحركة، حيث أكد الجيش الإسرائيلي السبت استشهاده في غارة جوية استهدفت مركزًا قياديًّا تحت الأرض بمدينة خان يونس في الثالث عشر من مايو الجاري.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، إن العملية تمت بالتنسيق مع جهاز الأمن العام "الشاباك"، عبر قصف دقيق استهدف موقعًا قياديًّا لحماس تحت الأرض، حيث كان السنوار يعقد اجتماعًا مع عدد من قادة الجناح العسكري.
أبرز مهندسي العمل العسكريحسب مصادر فلسطينية، يُعد محمد إبراهيم حسن السنوار، الملقب بـ"أبو إبراهيم"، من أبرز القادة في هيئة أركان كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، وواحدًا من أبرز مهندسي العمل العسكري داخل الحركة. وتأتي عملية اغتياله بعد شهور من مقتل شقيقه الأكبر، يحيى السنوار، القائد السابق لحماس في غزة، في غارة جوية إسرائيلية في أكتوبر 2024.
ولد محمد السنوار عام 1975 في مخيم خان يونس جنوبي قطاع غزة، لعائلة لاجئة من مدينة المجدل المحتلة، ونشأ في بيئة مشبعة بالعمل المقاوم، حيث عرف عنه انخراطه المبكر في صفوف الحركة منذ تأسيسها، وتصاعد دوره الميداني سريعًا داخل القسام.
شارك السنوار في الإعداد لعدد من أبرز العمليات العسكرية، وعلى رأسها عملية "الوهم المتبدد" عام 2006، التي أسفرت عن أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وهي العملية التي شكلت تحولًا استراتيجيًا في مسار المواجهة بين المقاومة وإسرائيل.
كما يُنسب له تأسيس "وحدة الظل"، وهي الوحدة الأمنية المتخصصة في تأمين وحماية الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، ما يعكس ثقته داخل دوائر القرار العسكري ودوره المحوري في تطوير القدرات العملياتية والتنظيمية للقسام.
وبرز اسم محمد السنوار في الآونة الأخيرة كمرشح محتمل لخلافة شقيقه يحيى السنوار في قيادة الحركة داخل قطاع غزة، خاصةً بعد تصاعد المواجهة المفتوحة مع الاحتلال، واحتدام الصراع الداخلي والخارجي حول إدارة المرحلة المقبلة في ظل العدوان المتواصل والحصار المستمر.
ورأى مراقبون أن اغتيال السنوار يمثل "ضربة استراتيجية" للمقاومة الفلسطينية، لكنه في ذات الوقت يعكس حجم تعقيد البنية التنظيمية التي تقود المواجهة مع الاحتلال، حيث لا تزال حماس تحتفظ بقيادات ميدانية فاعلة رغم خسارة أسماء بارزة.
وبينما لم تعلن حماس رسميًا بعد عن استشهاد محمد السنوار، فإن تأكيدات الاحتلال وتفاصيل العملية تشير إلى أنها جزء من سلسلة عمليات تستهدف تقويض بنية القيادة العسكرية في غزة، ضمن سياسة "قطع الرأس" التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي في سعيه لإضعاف المقاومة.