جراحة إيطالية بغزة: يصلني يوميا 4 أطفال يحملون طلقات مباشرة بالرأس والعنق
تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT
قالت جرّاحة إيطالية تعمل في قطاع غزة إنها تستقبل يوميا ما معدله 4 أطفال مصابين بطلقات مباشرة في العنق والرأس، وإنها لم ترَ هذا الكمّ من الإصابات الخطرة ووضعا بهذا الهول في كل مناطق الصراعات التي عملت فيها.
وقالت فيدريكا ليتزي (40 عاما) التي تعمل جراحة مع "أطباء بلا حدود" في مستشفى دير البلح وسط القطاع، في لقاء هاتفي مع مراسل صحيفة "لا كورييري دي لا سيرا" الإيطالية في القدس المحتلة، إن أكثر ما يصدمها العدد الهائل لضحايا أعمارهم بين عامين و15 عاما، أصيبوا بمقذوف واحد في الرأس والعنق.
وأضافت ليتزي أن الجراحين يرون بوضوح نقطة دخول المقذوف إلى الرأس بلا أثر لنقطة خروجه، وضربت مثلا بمجيد ابن الأعوام الستة الذي كان يعيش في خيمة على أطراف دير البلح بعد هربه من الشمال مع أفراد عائلته الممتدة التي قتل كثير من أفرادها ولم يبق من أسرته المباشرة إلا أبوه.
وروت ليتزي كيف حُمل مجيد إلى المستشفى على عربة يجرّها حمار بعد أن عثر عليه وهو يحتضر قرب خيمته، وكيف وصل إلى قسم الجراحة في وضع مأساوي حتى ظن الأطباء أن إصاباته كثيرة، قبل أن يكتشفوا تجويفا تركه المقذوف بوضوح بعد اختراق الرأس، بلا أثر للتجويف الذي يدل على خروجه.
وأضافت الطبيبة الإيطالية أن هذه المقذوفات عادة ما تنفجر في الرأس ولا يملك لها الأطباء حيلة لأنهم غير مجهزين لهذا النوع المعقد من الجراحة، وقد أودى المقذوف فعلا بحياة مجيد بعد أن ظل في غيبوبة امتدت ساعات.
وتحدثت الطبيبة الإيطالية عن 40 عملية جراحة تجريها يوميا، 15 منها لأطفال. ورفضت التعليق على ما إذا كانت إصابات الرأس والعنق متعمدة أم لا، واكتفت بالقول إن الأكيد أن مجتمع غزة القادم سيُنكَب "بجيش جرار" من المعاقين.
وقبل غزة التي عادت إليها في مطلع الشهر الماضي، عملت ليتزي مع "أطباء بلا حدود" في مناطق صراعات بين الأخطر في العالم مثل سوريا والعراق وأفغانستان وليبيا والصومال وهاييتي.
وقلصت إسرائيل ما تسميه المنطقة الإنسانية في غزة إلى مجرد 40 كيلومترا مربعا، يتكدس فيها 1.6 مليون نازح، وقالت الطبيبة الإيطالية إن ذلك مؤشر على أنها تريد دفع جميع الغزيين في اتجاه البحر.
ومستشفى دير البلح الوحيد الذي ما زال يعمل في وسط قطاع غزة، لكن القصف الإسرائيلي اشتد من حوله في الأسبوع الماضي.
وقالت الطبيبة الإيطالية إن القصف كان عنيفا جدا الأحد الماضي حتى إن نازحين كثيرين أخذوا يتنقلون نحو خان يونس بالجنوب في اتجاه الشاطئ الذي تغطيه خيم نازحين آخرين بالأساس، وإن الأغلبية الساحقة من المرضى غادروا أيضا ولم يبق إلا نحو 100 لا يستطيعون الحركة مثل من بترت أطرافهم أو أصيبوا في الرأس أو يرقدون في العناية المشددة، فضلا عن الأطفال والنساء ممن أصبن في البطن.
وزاد الطين بلة الحصار الخانق على المعونات الإنسانية، ومنها الأدوية حتى المستعجلة جدا مثل مهدئات الألم وأدوية التخدير، إذ يستغرق السماح بمرورها شهرين كاملين، حسب ليتزي التي قالت إن أكثر ما يخشاه الأطفال إخضاعهم للجراحة من دون تخدير.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی الرأس
إقرأ أيضاً:
غزة: نحتاج يوميا إلى 600 شاحنة إغاثية والهدنة لا تعني شيئا إذا لم تتحول لفرصة لإنقاذ الأرواح
#سواليف
قالت السلطات في قطاع #غزة، الأحد، إن القطاع يحتاج يوميا إلى 600 شاحنة إغاثية، مشيرة إلى أن #الهدنة_الإنسانية لا تعني شيئا إذا لم تتحول إلى فرصة لإنقاذ الأرواح.
وقال المدير العام لوزارة الصحة بغزة، إن الهدنة الإنسانية لا تعني شيئا إذا لم تتحول إلى فرصة حقيقية لإنقاذ الأرواح، مطالبا بالإجلاء العاجل للمصابين بجروح حرجة وإصابات الدماغ والعمود الفقري.
كما طالب بإجلاء عاجل للجرحى الذين يحتاجون لعمليات معقدة والمرضى المهددين بالموت، وإدخال #الحليب_العلاجي والمكملات الغذائية للأطفال والرضع.
مقالات ذات صلةمن جانب آخر، قال المكتب الإعلامي الحكومي في بيان صحفي، إن “قطاع غزة يحتاج يوميا 600 شاحنة إغاثية و250,000 علبة حليب شهريا للأطفال #الرضع والحل الجذري هو #فتح_المعابر و #كسر_الحصار فورا”.
وأضاف البيان أن “قطاع غزة يواجه كارثة إنسانية حقيقية مع استمرار الحصار الخانق وإغلاق المعابر ومنع تدفق المساعدات وحليب الأطفال منذ 148 يوما بشكل متواصل”.
وأكد البيان أن “قطاع غزة يحتاج يوميا إلى 600 شاحنة إغاثية تشمل حليب الأطفال والمساعدات الإنسانية والوقود لتلبية الحد الأدنى من احتياجات السكان. ورغم تداول أرقام عن نية إدخال عشرات الشاحنات، فإن هذه الخطوة -إن نفذت- تبقى محدودة ولا تكفي لكسر المجاعة”.
وذكّر المكتب الإعلامي الحكومي أن “250,000 علبة حليب شهريا مطلوبة لإنقاذ الأطفال الرضع من سياسة الجوع وسوء التغذية التي غزت أجسادهم الضعيفة طيلة المرحلة القاسية الماضية”.
وشدد على أن “الحل الجذري والعاجل هو كسر الحصار فورا، وفتح المعابر دون شروط، وضمان تدفق حليب الأطفال والمساعدات والوقد بشكل دائم وكامل، بعيدا عن الحلول الترقيعية أو الجزئية المؤقتة”.