سرايا - استشهدت المتضامنة الأميركية عائشة نور ازغي بعد إصابتها برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في بلدة بيتا جنوب نابلس، إثر مشاركتها في فعالية تضامنية سلمية ينظمها أهالي البلدة رفضا للاستيطان على أراضيهم منذ نحو 4 سنوات.

واستشهدت عائشة -أو "ايسنور ازكي" كما ظهر اسمها في وثيقة جواز السفر الأميركي الخاص بها- برصاصة من النوع الحي، اخترقت الجهة اليسرى من ناحية رأسها، ووصفت إصابتها "بالحرجة جدا" وفق ضابط إسعاف بلدة بيتا فايز عبد الجبار.



وأوضح عبد الجبار للجزيرة نت أن المسافة التي أطلق منها جيش الاحتلال الرصاص تجاه المتضامنين الأجانب والمواطنين المتظاهرين قريبة جدا، وتقدر من 200 إلى 250 مترا فقط، مما أدى لإصابة عائشة التي أفضت إلى استشهادها بعد وقت قصير.

ولفت عبد الجبار إلى أنهم عملوا على تقديم الإسعاف للمتضامنة المصابة، ومن ثم نقلوها إلى مستشفى رفيديا الحكومي في نابلس، "وكانت عليها بعض العلامات الحيوية" حسب قوله، لكن حالتها الصحية ساءت بشكل أكبر بفعل ما أحدثته الرصاصة من نزيف دم حاد، أدى لمفارقتها الحياة بعد وقت قصير من وصولها المشفى.

وعن طبيعة ما جرى، قال موسى حمايل الناشط ضد الاستيطان في بيتا وأحد المنظمين الرسميين للفعالية إن جيش الاحتلال انتشر بكثافة في منطقة كرم نمر قرب جبل صبيح جنوب بلدة بيتا قبل تنظيم الفعالية، وتواجد على مسافة قريبة من المتظاهرين.

وأضاف حمايل في اتصال هاتفي بالجزيرة نت "ما إن انتهينا من صلاة الجمعة حتى باشر جيش الاحتلال وكعادته بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقنا، وأتبع ذلك وبشكل مباشر ومقصود بالرصاص الحي، وأطلق رصاصتين إحداهما أصابت المتضامنة الأجنبية عائشة برأسها، بينما أصيب شاب آخر بشظايا الرصاصة الثانية في فخذه".

وأكد أن وجود الاحتلال الكثيف وانتشار جنوده في محيط المنطقة التي تنظم بها فعالية التضامن بشكل أسبوعي دل على تعمدهم استهداف المتظاهرين وخاصة المتضامنين، حيث إن الجنود أصابوا بالرصاص قبل أقل من شهر متضامنا أميركيا أيضا من أصول تايلندية.

"ولم تحصل تلك المواجهات الكبيرة بين المتظاهرين وجيش الاحتلال حتى يستدعي هذا الكم الكبير من العنف والقمع من جنود الاحتلال" حسب حمايل، الذي أضاف أن الاحتلال صار يتعمد قمع المسيرة وإنهاءها بشكل سريع، لا سيما مع وجود متضامنين، والذين بلغ عددهم في فعالية اليوم 12 متضامنا.

ودانت جهات سياسية وفصائل فلسطينية مختلفة جريمة الاحتلال الإسرائيلي باغتيال المتضامنة الأجنبية، وقال محافظ نابلس غسان دغلس في تصريح صحفي له بعد زيارته مشفى رفيديا حيث يرقد جثمان المتضامنة "أقول للرئيس الأميركي جو بايدن إن الاحتلال قتل المتضامنة الأميركية بالرصاص الأميركي في مسيرة سلمية، كما قتل أطفال شعبنا في غزة وجنين من قبل".

وطالب دغلس بوقف "الحرب المجنونة" على الفلسطينيين، كما حمل حكومة الاحتلال الإسرائيلي ومن وصفه بـ"العالم الظالم" الذي يدعم حكومة الاحتلال المسؤولية عن هذه الجريمة.

و اعتبر الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي أن ما يقوم به الاحتلال من قتل الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب وحمايته للمستوطنين بالمقابل "جريمة"، وقال في تصريح صحفي وصل الجزيرة نت "لن تُردع الفاشية الإسرائيلية دون فرض العقوبات والمقاطعة عليها، و نريد أن نرى ما الذي سيفعله الرئيس الأميركي وإدارته إزاء قتل الجيش الإسرائيلي لمواطنة أميركية".

عائشة نور ايزغي -أو "ايسنور ازكي"- (26 عاما) متضامنة أميركية من أصول تركية، ولدت في مدينة أنطاليا في تركيا ودرست علم النفس في جامعة واشنطن في الولايات المتحدة الأميركية، وعملت في بعض المراكز كمساعدة اجتماعية ومن ثم عملت في شركة سياحية.

ووصلت عائشة إلى فلسطين منذ 3 أيام فقط، كمتطوعة في حركة التضامن العالمي (ISM)، ضمن فريق من المتضامنين الأجانب الذين يأتون للضفة الغربية للتضامن مع الفلسطينيين، خاصة في المناطق التي تتعرض لاعتداءات المستوطنين وجيش الاحتلال بشكل مباشر، وهذه المشاركة الأولى لها في التضامن مع أهالي بيتا.

ومنذ نحو 4 سنوات ينظم أهالي بلدة بيتا تظاهراتهم السلمية رفضا للاستيطان على أراضي بلدتهم في منطقة جبل صبيح، حيث عاد المستوطنون منذ ذلك الحين للحضور بكثافة عالية، وشيدوا مدرسة دينية وبيوتا متنقلة، ورغم أن جيش الاحتلال أخلى المستوطنين لاحقا، فإنه لم يمنع زياراتهم حول المكان.

ومن جهته ندد الناشط في استقطاب المتضامنين الأجانب وائل الفقيه باغتيال الاحتلال للناشطة عائشة، وقال للجزيرة نت إن الاحتلال بات يتعمد استهدافهم بشكل مباشر، وإن الاعتداءات تطالهم من الجيش ومن المستوطنين على حد سواء، "وكأنه يبعث برسائل بأنهم أصبحوا مستهدفين بالنسبة له".

وأوضح الفقيه أنهم ومع اقتراب موسم الزيتون وجهوا دعوات عديدة لاستقطاب متضامنين أجانب لمؤازرة المواطنين ومساعدتهم في قطف زيتونهم، وأكد أن وجودهم مهم جدا "كمتضامنين وموثقين لجرائم الاحتلال".

وبالرغم من تراجع أعداد المتضامنين في السنوات القليلة الماضية بفعل مضايقات الاحتلال لهم واعتقالهم وترحيلهم، فإنهم كثفوا زياراتهم التضامنية مؤخرا وشاركوا في التصدي لاعتداءات المستوطنين الذين هاجموهم في أكثر من مكان، كما وثقوا ذلك في بلدة قصرة جنوب نابلس قبل شهر.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: جیش الاحتلال بلدة بیتا

إقرأ أيضاً:

رئيس بلدية خزاعة للجزيرة نت: البلدة تعرضت لتدمير كل مكونات الحياة

غزة- أعلن رئيس بلدية خزاعة شحدة أبو روك أن البلدة "منطقة منكوبة" كليا، وقد حولتها الآلة الحربية لقوات الاحتلال الإسرائيلي إلى كومة من الركام والأنقاض، جراء التدمير الممنهج لكل مقومات الحياة فيها من منازل سكنية ومنشآت عامة وخاصة، ومرافق وبنية تحتية، وأراض زراعية كانت بمثابة سلة غذائية.

وقال أبو روك للجزيرة نت إن خزاعة لم تعد بلدة، وهي خالية تماما في الوقت الحالي إلا من الركام والدخان المتصاعد نتيجة عمليات القصف والتدمير والتجريف الإسرائيلية، وقد أجبرت قوات الاحتلال سكانها على النزوح عنها، وباتوا مشتتين في الخيام ومراكز الإيواء، وسط أوضاع إنسانية كارثية تزداد تفاقما يوما بعد يوم.

ويتحدث بمرارة عما آلت إليه هذه البلدة الزراعية الصغيرة، التي كانت واحدة من أجمل مناطق قطاع غزة، ويقول إنها ليست المرة الأولى التي تتعرض بها البلدة للتدمير، فقد دمرت بنسبة تراوح 50% خلال الحرب الإسرائيلية على القطاع عام 2014، وتم إعادة إعمارها.

لكن أبو روك -الذي يرأس بلدة خزاعة منذ العام 2014- يؤكد أن بلدته تعرضت خلال هذه المرة لإبادة شاملة، جراء الاستهداف المباشر لها منذ اندلاع الحرب عقب السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفيما يلي نص الحوار الذي أجرته معه الجزيرة نت.

‎⁨أبو روك ترأس بلدة خزاعة منذ عام 2014 (الجزيرة) ما الذي كان يميز بلدة خزاعة قبل اندلاع الحرب؟ إعلان

هي بلدة كانت تتميز بالزراعة، وتتراوح مساحتها الإجمالية ما بين 5 و6 آلاف دونم (الدونم يعادل ألف متر مربع) منها 2500 دونم سكنية، والمساحة المتبقية زراعية، تتميز بالزراعة المكشوفة، وفي دفيئات زراعية، وأغلبيتها خضار بأنواعها المختلفة.

وكانت البلدة تتمتع بالاكتفاء الذاتي، علاوة عن كونها سلة غذائية لمحافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، كما كان يوجد فيها مساحات مزروعة بأشجار الزيتون، من بينها معمرة، لكنها تعرضت للتدمير الشامل.

وكيف كان حال البلدة من حيث التركيبة السكانية والموقع الجغرافي؟

خزاعة بلدة حدودية مجاورة للسياج الأمني الإسرائيلي، الذي يفصل قطاع غزة عن أراضي الداخل المحتل من الناحية الشرقية في منطقة جنوب قطاع غزة.

وهي بلدة ريفية، كان أغلبية أهلها يعملون في مهنة الزراعة، ويتمتعون بعادات وتقاليد راسخة ومتوارثة لديهم عبر الأجيال، وكانت تقطنها 4 عائلات ممتدة، تجمعها صلات ترابط بالقرابة وصلة الدم والمصاهرة، وكان تعدادهم حوالي 15 ألف نسمة.

وكانت هذه البلدة الصغيرة تحتوي على 4250 وحدة سكنية، أنشئت عام 1973 وفق تخطيط حضري جعل منها واحدة من أجمل مدن القطاع، قبل أن تأتي عليها الحرب بالكامل وتحولها إلى منطقة منكوبة.

أعلنتم أن خزاعة منطقة منكوبة ما السبب وراء ذلك؟

كانت خزاعة تنبض بالخضرة، والسكينة، والعمل، وباتت الآن أرضا خالية إلا من الركام، والدخان والرماد، ومخلفات القصف والتجريف، نتيجة الاستهداف الإسرائيلي المباشر الذي طاول مختلف مكونات الحياة فيها، حيث سوت آلة الاحتلال الحربية المنازل السكنية بالأرض، ودمرت المرافق الصحية والتعليمية، والطرق والبنية التحتية.

وتشتت سكان البلدة، وأجبروا على النزوح تحت القصف والنار مرارا، بدءا من نزوحهم لأول مرة عن البلدة مع بداية اندلاع الحرب، وحتى منذ نحو أسبوعين فقط، حيث اضطر بعض السكان الذين عادوا للبلدة للنزوح مجددا عنها، بموجب إنذارات إخلاء إسرائيلية لكل البلدات الشرقية من محافظة خان يونس.

إعلان

ومنذ ذلك الحين وهم مشتتون في مناطق مختلفة، يقيمون في الخيام ومراكز الإيواء وحتى في الشوارع، وسط أوضاع إنسانية كارثية تزداد تفاقما يوما بعد يوم.

إن حجم الدمار في خزاعة يفوق كل التقديرات، ويجعلها خارج نطاق الخدمة بشكل كامل، وهو التدمير الأكبر والأشمل لهذه البلدة، التي سبق أن تعرضت للتدمير بنسب متفاوتة خلال الحروب الإسرائيلية المتعاقبة على القطاع، أشدها كان بنسبة 50% في حرب عام 2014.

إن ما آلت إليه بلدتنا الصغيرة الجميلة الهادئة -بفعل آلة التدمير والتخريب الإسرائيلية- دفعنا إلى إعلانها منطقة منكوبة بالكامل وخارجة عن الخدمة بشكل كامل.

بلغة الارقام، ما خسائر خزاعة البشرية والمادية، من حيث التدمير بالمنازل والمرافق والبنية التحية والأراضي الزراعية؟

كان لخزاعة نصيبها من فاتورة الدم خلال الحرب، وفي تقديرات أولية فإن أكثر من 500 من سكانها، رجالا ونساء وأطفالا، التحقوا بقوائم الشهداء، وهناك أسر بأكملها أبيدت ومسحت تماما من السجل المدني، ولم يعد لها أثر نتيجة استشهاد جميع أفرادها من الوالدين والأبناء وحتى الأحفاد.

أما على صعيد الخسائر المادية، فإن الاحتلال حول هذه البلدة الصغيرة إلى كومة من الحجارة والأنقاض، ولم يبق فيها حجرا على حجر، وطال الدمار الشامل كل مقومات الحياة في هذه البلدة، من منازل سكنية، ومنشآت عامة وخاصة، وبنية تحتية من كهرباء ومياه وصرف صحي وغيرها، وشمل التدمير مباني ومقدرات البلدية، إضافة إلى تدمير كامل للبنية التحتية الزراعية من أراض ومنشآت.

ما مدى تخوفكم من ابتلاع ما تسمى المنطقة العازلة لأراضي البلدة بعد توقف الحرب؟

بكل تأكيد لدينا جميعا هذه المخاوف من أن تبتلع المنطقة العازلة التي يخطط الاحتلال لفرضها، زهاء 400 إلى 500 متر في عمق أراضي البلدة، على امتداد 12 كيلومترا من السياج الأمني، وكما ذكرت فإن خزاعة قرية صغيرة، واقتطاع هذه المساحة منها يدمر فيها مقومات الحياة القائمة على الزراعة.

إعلان

مع الإشارة مجددا إلى أن غالبية الأراضي الزراعية بالبلدة متاخمة للسياج الأمني، وتقع في نطاق هذه المنطقة التي يطلق عليها الاحتلال مسمى "أمنية عازلة".

مقالات مشابهة

  • سموتريتش يهدد بالتصعيد في الضفة والاحتلال يقتحم نابلس وطولكرم
  • 42 شهيدا في غزة بأول أيام عيد الأضحى
  • قيد زيزو بشكل رسمي واللاعب يتوجه إلى أمريكا اليوم..تفاصيل
  • الاحتلال يُغيّب آلاف الأسرى في سجونه ويعزلهم بشكل غير مسبوق
  • رئيس بلدية خزاعة للجزيرة نت: البلدة تعرضت لتدمير كل مكونات الحياة
  • بالأسماء: قوت الاحتلال تشن حملة اعتقالات واسعة بالضفة
  • قوات الاحتلال تداهم المحلات التجارية في شارع نابلس بالضفة الغربية
  • إصابة مواطن في قصف الاحتلال مركبة جنوب لبنان
  • قوات الاحتلال تقتحم بلدة تقوع جنوب بيت لحم
  • تفاصيل مؤتمر صندوق النقد والجامعة الأمريكية بالقاهرة