شح الموارد يفجر صراعات داخل حكومة بورتسودان
تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT
الخلافات تفجرت عقب إقالة الأمين العام لديوان الضرائب، محمد علي مصطفى شرف الدين، قبل أسبوعين من قبل رئيس الوزراء المكلف بتوصية من مجلس السيادة، وذلك دون معرفة وزير المالية الذي اعترض على القرار عقب علمه به.
التغيير: وكالات
احتدمت الخلافات بين وزير المالية السوداني، جبريل إبراهيم، ومكتب رئيس مجلس السيادة قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان، حول الإيرادات المالية الشحيحة للبلاد، وفق مصادر متطابقة، رغم عمليات الجيش المنظمة للاستيلاء على المساعدات الإنسانية المقدمة للاجئين السودانيين.
وأكدت المصادر لـ”إرم نيوز” أن الخلافات تفجرت عقب إقالة الأمين العام لديوان الضرائب، محمد علي مصطفى شرف الدين، قبل أسبوعين من قبل رئيس الوزراء المكلف بتوصية من مجلس السيادة، وذلك دون معرفة وزير المالية الذي اعترض على القرار عقب علمه به.
وأوضحت المصادر أن الأمين العام لديوان الضرائب المُقال هو أحد عناصر حركة العدل والمساواة التي يقودها وزير المالية جبريل إبراهيم، وقد جاء تعيينه ضمن قسمة السلطة التي أعقبت اتفاق جوبا للسلام في السودان.
وأضافت أن “جبريل إبراهيم يرفض إقالة مسؤول الضرائب باعتبار أن المنصب ضمن حصة حركة العدل والمساواة، ولا يجوز الإقالة إلا بعد التشاور مع قيادة الحركة”.
أبرز حلفاء البرهانويعد رئيس حركة العدل والمساواة، جبريل إبراهيم، أحد أبرز حلفاء البرهان، حيث ينخرط منسوبو حركته في القتال إلى جانب الجيش السوداني ضد قوات الدعم السريع، وسط اتهامات باستباحة الوزير لأموال الخزينة العامة.
وكان مبارك الفاضل، رئيس حزب الأمة السوداني، كشف في أغسطس/ آب الماضي أن الحركات المسلحة التي تقاتل مع الجيش أخذت قيمة أصولها وممتلكاتها للقتال من الخزينة العامة للدولة.
وحول الصراع في بورتسودان كتب الصحفي المنتسب إلى حزب المؤتمر الوطني، عبد الماجد عبد الحميد، على موقع “فيسبوك” يقول إن “الأحداث تسارعت بشكل عاصف في الوسط الاقتصادي بمدينة بورتسودان، متوقعًا أن تشهد الساعات القادمة تباعدًا في المسافة بين مكتب البرهان ومكتب جبريل إبراهيم وزير المالية”.
وأشار إلى أن الخلافات بين مكتب البرهان ووزير المالية، تفجرت بسبب شخصيات نافذة في شركات الوقود، تهربت من تسديد مديونيتها، ثم استقوت بمكتب البرهان الذي أطاح لها بمدير الضرائب.
وأضاف أن “الشركات ماطلت في تسديد متأخرات بقيمة 80 تريليون جنيه سوداني، وبعد أن خاطبها مدير المركز الضريبي الموحد لتسديد متأخراتها، سربت الخطاب لشخصيات نافذة في الدولة حيث أوعزت فيه بأن ديوان الضرائب يقف حجر عثرة أمام تسهيل توريد الوقود إلى البلاد”.
وأوضح أن الشركات المذكورة درجت على التهرب الضريبي، برغم أنها تبيع الوقود للمؤسسات الحكومية ذات الطبيعة السيادية والإستراتيجية بأسعار مضاعفة، وتستغل تسهيلات البيع بالآجل لجني أرباح تحتاج إلى مراجعة، على حد قوله.
وذكر أن ديوان الضرائب اتخذ إجراءات مشددة تجاه مدراء شركات الوقود الخاصة باستصدار أوامر بحظرهم من السفر وتقديمهم للقضاء لتحصيل المتأخرات الضريبية.
وقال إن وزير المالية جبريل إبراهيم حينما علم بإقالة مدير الضرائب غضب غضباً شديداً وحينما واجه رئيس مجلس الوزراء المكلف أفاده بأن الإقالة جاءت بإيعاز جهات عليا.
بيع المساعدات الإنسانيةوتأتي الخلافات المالية بين صفوف البرهان وحلفائه، رغم ما يجنيه الجيش السوداني من بيع المساعدات الإنسانية المقدمة من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، للاجئين السودانيين.
وقالت مصادر مطلعة لـ”إرم نيوز”إن أعلى حجم مساعدات إنسانية إغاثية وصل إلى حكومة “بورتسودان” كان في مارس وأبريل الماضيين، لاحتياجات السودانيين بالتزامن مع شهر رمضان الكريم، لتوزيعها على مناطق سكنية تحت سيطرة الجيش، وأيضا على مراكز إيواء في الداخل، وهو ما تم الاتجار فيه عبر عدة أشكال.
وأوضحت المصادر أن هذه المساعدات تم الاتجار فيها من خلال بيعها في أسواق مدن واقعة تحت سيطرة جيش البرهان والإسلاميين، من خلال شركات تجارية تابعة لرجال أعمال من “الكيزان” يقومون ببيع تلك المستلزمات بالحصول على نسب ربح، ويكون الجزء الأكبر من عمليات البيع لصالح قيادات في الجيش.
نقلاً عن إرم نيوز
الوسومالبرهان جبريل إبراهيم حركة العدل والمساواة حكومة بورتسودانالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: البرهان جبريل إبراهيم حركة العدل والمساواة حكومة بورتسودان حرکة العدل والمساواة جبریل إبراهیم وزیر المالیة
إقرأ أيضاً:
إبراهيم عيسى: الحرب الروسية الأوكرانية في تصعيد غير مسبوق
قال الإعلامي إبراهيم عيسى إن الحرب الروسية الأوكرانية لم تعد مجرد صراع تقليدي، بل وصلت إلى مستويات تصعيد غير مسبوقة، مشيرًا إلى أن الجميع كان يتوقع أن تكون حربًا سريعة، إلا أن الواقع فرض معادلة معقدة وطويلة الأمد.
وأضاف خلال تقديمه برنامج "حديث القاهرة" على قناة القاهرة والناس، أن الحرب التي بدأت في 2022، فاجأت العالم بامتدادها واستمرارها رغم الجهود الدولية والمبادرات الدبلوماسية.
قصف مكثف داخل روسياوتابع عيسى أن الحدث الأخير داخل الأراضي الروسية لم يكن طبيعيًا، حيث كشفت التقارير عن قصف 137 طائرة مسيّرة أوكرانية لمواقع وقواعد جوية داخل روسيا، بالإضافة إلى إطلاق 41 صاروخًا عابرًا، وهو ما يكشف عن تطور نوعي في القدرات الهجومية لأوكرانيا.
لا انتصار قريب.. ولا نهاية في الأفقوأكد إبراهيم عيسى أن الرهانات على نهاية قريبة للحرب فشلت تمامًا، مشيرًا إلى أن روسيا، رغم قوتها، لم تحقق انتصارًا حاسمًا، كما أن أوكرانيا باتت أكثر شراسة في الدفاع والهجوم.
وأوضح أن الحرب تجاوزت الحسابات العسكرية البسيطة، وأصبحت صراعًا استراتيجيًا معقّد الأبعاد، لافتًا إلى أن روسيا سترد بقوة على الهجمات الأخيرة، ما يُنذر بمزيد من التصعيد في الفترة المقبلة.
وأكد عيسى حديثه بتأكيد أن "الكثيرين لا يتعلمون من التاريخ، الذي لم يُغلق كتابه بعد"، مضيفًا أن العالم لا يزال يكرر أخطاء الماضي في التعامل مع الصراعات الكبرى، مشيرًا إلى أن بقاء الرئيس الأوكراني زيلينسكي في الأيام الأولى كان أمنية عالمية بسبب هشاشة الوضع حينها.