يقول الدكتور زياد العلي من جامعة واشنطن إن الولايات المتحدة على وشك الخروج من الجائحة بعد أربعة أعوام كدولة "مريضة بشكل أكبر" بسبب تكاثر المشاكل المتعلقة بالقلب التي تسبب بها كوفيد-19. فما هي نسبة تلك المشاكل وماذا نعرف عنها؟

لم يكن مايك كاميريلي الذي يعمل كإطفائي ومسعف يعاني في رفع المعدات الثقيلة ولكنه منذ أصيب بكوفيد-19 وبقيت أعراضه طويلاً، صار يخطو بحذر شديد على جهاز المشي لتعلم كيف يتعامل قلبه.

اعلان

ويقول كاميريلي إن الإصابة بالمرض وضعت حدوداً لكل شيء تقريباً في حياته، جسدياً ونفسياً. 

بطريقة ما أدت إصابته الخفيفة بكوفيد-19 إلى سلسلة من المشاكل الصحية التي تركته في نهاية المطاف مع ارتفاع خطير في ضغط الدم، وخفقان قلب قوي مع أي مجهود طفيف ونوبات من الألم الشديد في الصدر.

وكان الأطباء الذين زارهم كاميريلي في حيرة من أمرهم حتى عثر أخيراً على طبيب قلب في جامعة واشنطن عالج مرضى يعانون من مشاكل قلبية مماثلة بعد إصابتهم بكوفيد. 

مايك كاميليري لا يزال يتابع علاجه رغم مرور سنوات على إصابته بكوفيد-19Angie Wang/AP

وتقول الدكتورة المختصة في أمراض القلب سوزارن شنغ وتعمل في لوس أنجلس إن تأثير كوفيد على صحّة قلوب الأمريكيين بدأ يظهر الآن، بعد نحو أربعة سنوات على ظهور الفيروس. 

وتضيف قائلة "نشهد تأثيرات كثيرة على القلب والجهاز الوعائي وهي للأسف تفوق عدداً  التأثيرات على أنظمة الأعضاء الأخرى". 

ولمدّة تصل إلى عام بعد الإصابة بالمرض قد يتعرض الأشخاص لخطر متزايد للإصابة بمشكلة جديدة متعلقة بالقلب. قد يكون ذلك أي شيء، من الجلطات الدموية وعدم انتظام ضربات القلب إلى النوبات القلبية، حتى لو بدا أنهم يتعافون بشكل جيد في البداية.

ولكن ما لا يعلمه الأطباء حتى الآن هو هوية الأشخاص الذين قد يواجهون مشاكل من هذا النوع، وما إذا كانت تلك المشاكل الصحية ستبقى طويلاً أو ما إذا كانت إشارة إلى أمراض قلبية أخرى قد يصاب بها الناس في مراحل لاحقة من عمرهم.

"دولة مريضة أكثر"

يقول الدكتور زياد العلي من جامعة واشنطن إن الولايات المتحدة على وشك الخروج من الجائحة بعد أربعة أعوام كدولة "مريضة بشكل أكبر" بسبب المشاكل المتعلقة بالقلب التي تسبب بها كوفيد. 

ويضيف العلي أنه من المرجح أن يتردد صدى هذه العواقب على امتداد أجيال. 

وكان كاميليري شعر بضيق في التنفس أولاً ولاحقاً أصيب بمشاكل قلبية أخرى، فجرّب أنواعاً متعددة من العلاج من دون نتيجة، حتى انتهى به المطاف في عيادة من جامعة واشنطن للمصابين بكوفيد مزمن. 

وتقول دكتورة القلب أماندا فيرما التي أشرفت على عدّة مرضى مصابين بكوفيد مزمن إنها وجدت خلال في سيلان الدم وإن ذلك جزء من المشاكل الصحية التي يعاني منها هؤلاء الأفراد. 

اعلانمايك كاميريلي خلال جلسة علاجAngie Wang/AP

وتشير فيرما إلى أن بعض المصابين بكوفيد مزمن طرأ خلل على دورتهم الدموية، بحيث عندما يقومون بأعمال جسدية، لا تؤدي تلك الدورة المطلوب منها، ولذا يشعرون بالتعب.  

وتشير إلى أن بعض الأشخاص يعانون أيضاً من مشاكل في بطانة الأوعية الدموية الصغيرة [وهذا ما يتطابق مع دراسات سابقة] التي لا تتوسع وتتقلص بشكل صحيح لتحريك الدم من خلالها. 

خطر الذبحة القلبية؟

كم يبلغ خطر الذبحة القلبية على الذين أصيبوا بكوفيد؟ هذا ما حاول الدكتور العلي استنتاجه عبر تحليل قاعدة بيانات ضخمة تعود لقدامى المحاربين. 

وتبين أنّ الأشخاص الذين أصيبوا بالمرض في بداية انتشاره أكثر عرضة لخطر ضربات القلب غير الطبيعية والجلطات الدموية وآلام الصدر والخفقان وحتى النوبات القلبية والسكتات الدماغية [خلال عام بعد إصابتهم بالفيروس]، مقارنة بغير المصابين.

وهذا الاستنتاج يشمل أشخاص في متوسط العمر ولا يعانون من أي أمراض أخرى. 

اعلان

وبحسب العلي، فإن كل 4 أشخاص تقريباً من أصل 100 احتاجوا إلى عناية صحية خاصة لأسباب متعلقة بالقلب بعد إصابتهم بكوفيد-19. 

وإذا كان هذا الاستنتاج يشمل المصابين بالمتحورات الأولى من فيروس كورونا، فإن الدكتور العلي وفريقه يدرسون الآن ما إذا كانت هذه النسبة انخفضت مع المتحورات التي ظهرت لاحقاً ومع اللقاحات.

المصادر الإضافية • أ ب

شارك في هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية تقرير: ارتفاع معدلات الاحتجاز في السجون في أوروبا بعد رفع قيود كوفيد-19 المكتب الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية يحذر من ان كوفيد-19 لم ينته بعد السعودية تستعد لموسم حج بأعداد مماثلة لما قبل جائحة كوفيد سكتة قلبية الولايات المتحدة الأمريكية كوفيد-19 لقاح كورونا دراسة أمراض القلب اعلاناعلاناعلاناعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم روسيا قتل الحرب الروسية الأوكرانية الشرق الأوسط موسكو إسرائيل حرائق غابات حريق كوريا الجنوبية ضحايا Themes My Europeالعالممال وأعمالرياضةGreenNextسفرثقافةفيديوبرامج Servicesمباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Games Job offers from Jobbio عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعونا النشرة الإخبارية Copyright © euronews 2023 - العربية EnglishFrançaisDeutschItalianoEspañolPortuguêsРусскийTürkçeΕλληνικάMagyarفارسیالعربيةShqipRomânăქართულიбългарскиSrpskiLoaderSearch أهم الأخبار روسيا قتل الحرب الروسية الأوكرانية الشرق الأوسط موسكو إسرائيل My Europe العالم مال وأعمال رياضة Green Next سفر ثقافة فيديو كل البرامج Here we grow: Spain Discover Türkiye Algeria Tomorrow From Qatar أزمة المناخ Destination Dubai Angola 360 Explore Azerbaijan مباشرالنشرة الإخباريةAll viewsنشرة الأخبارجدول زمني الطقسGames English Français Deutsch Italiano Español Português Русский Türkçe Ελληνικά Magyar فارسی العربية Shqip Română ქართული български Srpski

المصدر: euronews

كلمات دلالية: سكتة قلبية الولايات المتحدة الأمريكية كوفيد 19 لقاح كورونا دراسة أمراض القلب روسيا قتل الحرب الروسية الأوكرانية الشرق الأوسط موسكو إسرائيل حرائق غابات حريق كوريا الجنوبية ضحايا روسيا قتل الحرب الروسية الأوكرانية الشرق الأوسط موسكو إسرائيل کوفید 19

إقرأ أيضاً:

«موديرنا» تكشف لقاحاً محدثاً ضد كوفيد.. وواشنطن تُغيّر قواعد التطعيم

أعلنت شركة “موديرنا”، اليوم السبت، أن إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) منحت موافقتها على لقاحها من الجيل التالي المضاد لفيروس كوفيد-19، ليكون متاحًا لجميع الأفراد الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا فأكثر، وذلك في أول موافقة تُمنح منذ قيام الهيئة بتشديد متطلباتها التنظيمية لتقييم لقاحات كورونا.

وأوضحت الشركة في بيان أن اللقاح حصل أيضًا على الموافقة لاستخدامه لدى الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و64 عامًا ممن يعانون من حالة صحية كامنة واحدة على الأقل أو عوامل خطر تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات حادة جراء الفيروس.

وتأتي هذه الخطوة بالتزامن مع تغيير لافت في سياسة التطعيم الأميركية، حيث أعلن وزير الصحة الأميركي، روبرت كنيدي، الثلاثاء الماضي، أن الولايات المتحدة أوقفت التوصية بإعطاء لقاحات كورونا الروتينية للنساء الحوامل والأطفال الأصحاء.

ويعد هذا الإعلان تحولًا جذريًا عن التوصيات التي كانت تصدر تقليديًا عن مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، والتي كانت تدعو إلى التطعيم الشامل ضد كوفيد-19 للفئات كافة.

وفي تسجيل مصور جمعه مع مفوض إدارة الأغذية والعقاقير مارتي مكاري، ومدير المعاهد الوطنية للصحة جاي باتاشاريا، أوضح كنيدي أن لقاحات كوفيد-19 أُزيلت رسميًا من جدول التطعيمات الروتينية المُوصى به من قبل السلطات الصحية الأميركية، لتُحصر التوصية بتلقي اللقاح في فئتين فقط: كبار السن، والأفراد الأكثر عرضة للإصابة الحادة بالفيروس.

ويأتي قرار FDA بالموافقة على لقاح “موديرنا” المحدث وسط توجه رسمي أميركي نحو تقليص الاعتماد على التطعيمات الجماعية، وتحويلها إلى تدابير وقائية موجهة للفئات المعرضة للخطر. كما يأتي بعد أسبوع من إعلان متطلبات تنظيمية أكثر صرامة لتسجيل واعتماد لقاحات كوفيد-19 في البلاد، ما يعكس تغيرًا في نهج التعامل مع الفيروس الذي تحول إلى تهديد موسمي أكثر منه وباءً عالميًا.

ويمثل لقاح “موديرنا” من الجيل التالي تطورًا تقنيًا جديدًا في مساعي مكافحة كوفيد-19، إذ صُمم لمواكبة التحورات الفيروسية وتقديم حماية محسّنة، لا سيما للفئات الضعيفة صحيًا، وتُشير الموافقة إلى استمرار التوجه نحو استهداف دقيق للفئات ذات الأولوية بدلًا من حملات التلقيح الشامل التي ميزت المراحل الأولى من الجائحة.

هذا وظهر فيروس كورونا المستجد (SARS-CoV-2) أواخر عام 2019 في مدينة ووهان الصينية، وسرعان ما تحوّل إلى جائحة عالمية في مارس 2020، حين أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ الصحية الدولية، وتسبب المرض، المعروف باسم كوفيد-19، في موجات من العدوى اجتاحت مختلف أنحاء العالم، مؤديًا إلى ضغط هائل على أنظمة الرعاية الصحية، وخسائر بشرية واقتصادية غير مسبوقة.

ومنذ بداية الجائحة وحتى عام 2024، توفي أكثر من 7 ملايين شخص حول العالم نتيجة الإصابة بكوفيد-19، وفق تقديرات منظمة الصحة العالمية، فيما تشير بعض الدراسات إلى أن العدد الحقيقي قد يكون أعلى بسبب نقص التوثيق في بعض الدول، وبلغت معدلات الوفاة ذروتها خلال موجات التفشي الكبرى، خاصة مع ظهور متحورات أكثر عدوى مثل “دلتا” و”أوميكرون”.

وفي عام 2020، سُجّلت نقطة تحول حاسمة حين بدأت شركات مثل “فايزر-بيونتك”، “موديرنا”، و”أسترازينيكا” بإنتاج أول لقاحات فعالة ضد الفيروس، استنادًا إلى تقنيات حديثة كـRNA المرسال، وأظهرت اللقاحات فعالية كبيرة في تقليل حالات الإصابة الشديدة والوفيات، وسرعان ما أُطلقت حملات تطعيم عالمية واسعة.

وبحلول عام 2022، تلقى مليارات الأشخاص حول العالم جرعة واحدة على الأقل من لقاحات كوفيد-19، ما ساهم في خفض أعداد الوفيات والحالات الحرجة بشكل كبير، خاصة بين كبار السن والفئات الأكثر هشاشة صحّيًا، ومع تراجع حدة الفيروس وتحوله إلى نمط موسمي، بدأت التوصيات الصحية تتجه نحو تعزيز المناعة عبر الجرعات الداعمة للفئات المعرضة للخطر، بدلًا من التطعيم الجماعي الواسع.

وفي السنوات الأخيرة، ومع انخفاض معدلات الوفاة وتحسن أدوات العلاج والاستجابة، اتجهت الدول إلى تخفيف الإجراءات الاحترازية والتركيز على التعامل مع كوفيد-19 كمرض يمكن السيطرة عليه باللقاحات الموسمية، على غرار الإنفلونزا، ومع ذلك، لا يزال الفيروس يمثل تهديدًا للفئات الضعيفة صحيًا، مما يبرر استمرار تطوير لقاحات الجيل الجديد وتحديث السياسات الوقائية بناءً على تقييمات المخاطر.

مقالات مشابهة

  • حماس تطالب باتخاذ قرارات عاجلة تُجبرالاحتلال على وقف آلية المساعدات الدموية
  • رئيس اتحاد جمعيات الرفق بالحيوان: لا نعرف عدد الكلاب الضالة في مصر
  • ماذا يحدث للجسم عند تناول البطيخ يوميا؟
  • «موديرنا» تكشف لقاحاً محدثاً ضد كوفيد.. وواشنطن تُغيّر قواعد التطعيم
  • متحور كورونا الجديد يظهر في فرنسا.. ماذا نعرف عنه
  • لصحة الجلد والشعر.. ماذا يحدث عند تناول معلقة سمسم يوميا؟
  • وزير الخارجية الإيراني: نتفق وأمريكا على رفض وجود السلاح النووي بالمنطقة
  • «دراسة»: الكوابيس ترتبط بارتفاع خطر الإصابة بالخرف
  • ريال مدريد يضم أرنولد بعقد طويل الأمد
  • الإنفاق الحكومي وتأثيره على النمو الاقتصادي في العراق