رائدة الأمم المتحدة لتغير المناخ لـ COP28 تناقش تداعيات إزالة غابات الأمازون مع قادة الشعوب الأصلية بالبرازيل
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
أكدت سعادة رزان المبارك رائدة الأمم المتحدة لتغير المناخ لمؤتمر الأطراف COP28 ورئيسة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، ضرورة إشراك الشعوب الأصلية في حملات العمل المناخي، ولا سيما جهود الحفاظ على إمكانية تحقيق هدف تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية، لأن ساكني الغابات هم أفضل حماة لها.
جاء ذلك خلال مشاركتها في قمة الأمازون والتعاون من أجل التنمية المستدامة (ACTO) في مدينة بيليم البرازيلية ضمن وفد رئاسة مؤتمر الأطراف COP28، حيث عقدت لقاءات ثنائية مع عددٍ من رؤساء الدول والوزراء والمحافظين وقادة مجتمعات الشعوب الأصلية.
ومن المتوقع أن تضع قمة الأمازون والتعاون من أجل التنمية المستدامة (ACTO)، سياسة طموحة وموحدة لحماية أكبر غابة مطيرة في العالم، ويشارك في القمة رؤساء الدول الثمانية الموقِّعة على معاهدة التعاون في منطقة الأمازون وهي: بوليفيا، والبرازيل، وكولومبيا، والإكوادور، وبيرو، وفنزويلا، وغيانا، وسورينام، بالإضافة إلى مسؤولين رفيعي المستوى من العديد من الدول المدعوة.
وتحدثت سعادتها خلال لقائها مع قادة الشعوب الأصلية عن دور الشعوب الأصلية في الحفاظ على البيئة قائلة: “أن نحو نصف الغابات البكر المتبقية في العالم تتواجد في مناطق الشعوب الأصلية بحوض الأمازون. ولذا يجب تقدير دورهم الرائد والتاريخي في الحفاظ على الطبيعة والمناخ، ولا سيما خلال اليوم الدولي للشعوب الأصلية في 9 أغسطس من كل عام”.
ودعت سعادتها قادة مجتمعات الشعوب الأصلية إلى تقديم برنامج عملهم إلى مؤتمر الأطراف COP28 الذي تستضيفه دولة الإمارات في نوفمبر القادم.
ويعد متوسط معدل إزالة الغابات في أقاليم الشعوب الأصلية والقبلية في أمريكا اللاتينية أقل من الغابات الأخرى، حيث يُمنع إزالة الغابات في كثير من هذه الأقاليم بنفس المستوى المطبق في المناطق المحمية أو بشكل أفضل في بعض الحالات، فعلى سبيل المثال انخفض معدل إزالة الغابات بمنطقة الأمازون في بيرو بين عامي 2006 و2011 بمقدار انخفاضه في المناطق المحمية ذات الظروف البيئية المماثلة. وخلال لقاء سعادة رزان المبارك مع إليساندرا كوراب، الناشطة البيئية البرازيلية تم التطرق إلى مهمة حماية الغابات المطيرة والحفاظ على سُبل العيش التقليدي فيها من الضغوط الاقتصادية المتزايدة، وهي مهمة صعبة وخطيرة في أحيان كثيرة فيما تحدثت سعادتها: “سعدت بلقاء القادة المحليين لمناقشة أفضل السُبل لحماية منطقة الأمازون، وضمان احتواء الجميع، ووضع وجهات نظرهم وآرائهم في مقدمة أولويات أجندة COP28”.
كما دعت سعادة رزان المبارك مؤسسات التمويل والشركات إلى الابتعاد عن الأنشطة التي تستنزف الطبيعة، بالتزامن مع تيسير وصول مجتمعات الشعوب الأصلية إلى الأنظمة المالية الرسمية.
يذكر أن منطقة الأمازون من المناطق الساخنة والحيوية للتنوع البيولوجي، وإحدى مخازن الكربون الطبيعية التي تمتص كماً كبيراً من غازات الاحتباس الحراري ذات الأثر الكبير في تغير المناخ، ومع ذلك تعرضت المنطقة لضغوط متزايدة بسبب الزراعة، والتعدين غير القانوني، والتنقيب عن النفط، مما سبب تداعيات خطيرة دفعت العلماء إلى التحذير في العام الماضي من موت الأشجار تدريجياً على نطاق واسع، الذي قد يؤدي لتحويل الغابات المطيرة إلى سهول عشبية جافة، كما أن إزالة الغابات تدمر سُبل العيش وأنماط الحياة لدى مجتمعات الشعوب الأصلية في منطقة الأمازون.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
بلحاج لـعربي21: صفعة الفيتو عار على الأنظمة والعلماء.. الشعوب مقهورة
في تصريح خاص لـ"عربي21"، شنّ نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر، الشيخ علي بلحاج، هجومًا لاذعًا على الحكام العرب والعلماء والإعلام الرسمي، عقب الفيتو الأمريكي الذي أسقط مشروع قرار وقف إطلاق النار في غزة، واعتبره "صفعة سياسية مدوّية" و"عارًا تاريخيًا على الأنظمة العربية التي منعت شعوبها من أدنى مظاهر النصرة".
وقال بلحاج: إن المسؤولية لا تقع على الشعوب "المقهورة"، بل على الحكام أولًا، والعلماء ثانيًا، الذين قال إنهم "قُسروا وصمتوا، إلا من رحم ربي"، مشددًا على أن "السكوت عن الجرائم هو شراكة فيها"، خاصة حين تكون الأنظمة العربية قد "أغلقوا الساحات، ومنعوا التظاهر، ووقفوا حجر عثرة أمام إرادة الشعوب".
وأضاف: "أول مرة تمر على الأمة نازلة مفجعة بهذا الحجم، ومع ذلك صمت القبور يخيّم على المنابر والقنوات الرسمية، التي تحاكم المجاهدين وتشيطن المقاومة على موائد إعلام الخليج، بدل أن تكون سندًا لهم".
وفي خلفية هذه التصريحات، يأتي فشل مجلس الأمن الدولي، الأربعاء، في تبني مشروع قرار تقدمت به الجزائر، يطالب بوقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، بسبب الفيتو الأمريكي، رغم تصويت 14 دولة لصالحه. وقد صيغ القرار من قبل الدول العشر غير دائمة العضوية، في مقدمتها الجزائر، ولاقى دعمًا واسعًا باستثناء رفض واشنطن التي برّرت قرارها بعدم إدانة حماس، وتمسكها بأمن "حليفتها الوثيقة إسرائيل".
وعبّر بلحاج عن غضبه من موقف الجزائر الرسمي، واصفًا جلوس مندوبها الدائم، عمار بن جامع، إلى جانب مندوبة أمريكا عند استخدام الفيتو، بـ"الموقف المخزي وغير المشرّف"، وقال: "كان عليه أن يغادر القاعة فورًا، كما فعلت دول أخرى في محطات مشابهة". وأضاف مستنكرًا: "الجزائر التي ناضلت بدماء أبنائها وحرّرتها دول الجوار، تنسى اليوم هذا الماضي المجيد، وتصمت حين يحاصر الغزيون كما حوصرت هي من قبل".
وتابع بلحاج قائلاً: "لو لم تساند تونس أو المغرب أو مصر الثورة الجزائرية، لما تحررنا، فلماذا هذا الجحود اليوم مع فلسطين؟ أين ذاكرة التاريخ؟".
وأكّد أن ما يحدث في غزة لم يعد مجرد مأساة إنسانية، بل "حرب إبادة مكتملة الأركان"، ارتكبت فيها إسرائيل كل المحظورات الدولية، مدعومة أمريكيًا، وسط "صمت عربي مخجل، وتآمر إعلامي سافر، وشيطنة متواصلة للمقاومة".
وعن إعلام الخليج، قال بلحاج إن بعضه "انخرط في حملة منهجية لتشويه فصائل المقاومة، ويصوّرهم كخطر على الاستقرار، بينما هم يدافعون عن أقدس قضية عرفها القرن".
وعن دور العلماء، قال بلحاج إنهم "مُنعوا من الحديث، وكمّمت أفواههم، ومُنعوا حتى من الدعاء في المحاريب، بينما دُعاة الأمة الحقيقيون بين مطرود وسجين ومغترب"، مستثنيًا "أنصار الله في اليمن، الذين ساندوا قضية فلسطين رغم قلة ذات يدهم وتكالب القوى ضدهم"، على حد تعبيره.
مشروع القرار الجزائري الذي أسقطه الفيتو الأمريكي، وصف الوضع في غزة بـ"الكارثي"، وطالب برفع كل القيود على دخول المساعدات الإنسانية، ووقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى من الجانبين، في ظل أكثر من 180 ألف قتيل وجريح فلسطيني، ومجاعة تهدد حياة مئات الآلاف، خصوصًا الأطفال.
الولايات المتحدة، على لسان المندوبة دوروثي شيا، رفضت القرار صراحة، وقالت إنه "لا يضمن أمن إسرائيل ولا يدين حماس"، مؤكدة أن "الرهائن أولوية"، في موقف وصفه مراقبون بأنه تأييد مباشر لاستمرار الحرب والتجويع.
في المقابل، قال المندوب الجزائري بن جامع: "الضحايا يُدفنون بلا أسماء ولا تحقيق، والمحتل لم يواجه العدالة قط. الشعب الفلسطيني ليس وحده، والعالم يراقب الاحتلال". وأكد أن الجزائر ستعود إلى المجلس "من أجل الجياع والعطشى المحاصرين"، بحسب قوله.
واختتم بلحاج حديثه برسالة أمل رغم الألم، قائلاً: "ما دام في الأمة قلب ينبض، فلن تُطفأ شعلة فلسطين. نحن نراهم يذبحون أطفالنا على الهواء، لكننا نعلم من التاريخ أن الطغاة مهما طال صراخهم، فدوائرهم ستدور عليهم لا محالة"، وفق تعبيره.