أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس، أسامة حمدان أن مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة لا تحتاج إلى مبادرات جديدة من أجل التفاوض بشأنها، لأن كل المشاريع السابقة فشلت لعدم وجود ضمانة بأن تقبلها “إسرائيل”.. مشددا على أن الأيام القادمة ستكشف عن مفاجآت في الضفة الغربية لا يريدها العدو الصهيوني، وأنها ستدق المسامير في نعشه.

وقال حمدان في حوار شامل مع الجزيرة نت، مساء اليوم الأحد: إن الولايات المتحدة لا تمارس ضغطا حقيقيا على رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو من أجل قبول المقترحات الأمريكية التي سبق أن أعلنت حماس موافقتها عليها.

ونفى القيادي في حماس أن تكون هناك مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة بمعزل عن “إسرائيل”.. قائلا: “نحن سمعنا في الإعلام بأن هناك حديثا أمريكيا عن صفقة مباشرة مع حركة حماس، لكن حتى اللحظة لم يكن هناك شيء عملي، فالأمريكيون لم يتصلوا بنا بشكل مباشر، ولا أرسلوا عبر الوسطاء شيئا من هذا القبيل”.

وفي ما يتعلق بالتصريحات الصهيونية عن نجاح جيش الاحتلال في اغتيال القيادي في حماس محمد الضيف، شدد حمدان على أن “الأخ أبو خالد (محمد الضيف) بخير، ولا زال على رأس عمله ويمارس دوره كقائد للمقاومة، وكل ما نُشر من إشاعات لم يدفعه إلى الوراء، وما زال في موقعه يمارس دوره، ورغم مرور أكثر من 330 يوما من القتال لا هو ولا جنوده ولا أركانه كلت لهم عزيمة ولا تراجعت لهم إرادة”.

وأرجع القيادي في حماس تماسك الجبهة الداخلية في القطاع إلى عدد من العوامل، أهمها: التصاق الشعب الفلسطيني بقضيته على مدى نحو 75 سنة، فالآباء يورثون القضية للأبناء ثم للأحفاد رغم قسوة الظروف والأهوال التي مر بها هذا الشعب.

وأوضح أن هذا الشعب ربط نفسه وقضيته مع الله، وبالتالي نشأت عنده حالة من الإيمان واليقين والتسليم؛ مما دفعه إلى المزيد من العمل من أجل تحقيق الهدف وهو التحرير.

ولفت إلى أن المقاومة خرجت من نسيج الشعب الفلسطيني، ولم تنفصل عنه، وخلقت داخله بيئة كلها مقاومة تتكون من الابن والأخ والشقيق.

وذكر أن المقاومة استهدفت جيش الاحتلال الذي يقهر الشعب، ومن ثم رأى فيها هذا الشعب الفلسطيني عنوانا للثأر من الجرائم التي ترتكب في حقه.

وقال: المقاومة تعلم اليوم أنها أفضل من أمس، وتتعلم في الميدان كيف تطور أداءها وتحتضن شعبها الذي يلتف حولها دائما.

وأضاف: إن المقاومة ركزت في معركتها على أهدافها ضد الاحتلال ولم تنجرف في معارك جانبية تثير ضدها الكثير من الغضب والحساسيات.

ونفى حمدان أن يكون اختيار يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي في حماس جاء ردا على اغتيال إسماعيل هنية في طهران، “لأن ذلك لم يتم بطريقة ثأرية ذاتية فردية”، بل هناك معايير يتضمنها النظام الداخلي للحركة، وهناك شروط يجب أن تتوافر في أي قائد ينتخب لقيادتها.

وعند سؤاله عن التغييرات التي شهدتها حماس عقب تولي السنوار رئاستها، قال القيادي في الحركة: إن “كل قائد له طريقته في إدارة الأعمال، والأخ أبو إبراهيم (السنوار) بدأ مباشرة العمل في إدارة الحركة وترتيب الأوضاع على المستوى القيادي بطريقة لا تعطي العدو فرصة لإحداث أي اختلال في قيادتها”.

وأضاف: “نشأت حالة استقرار قيادي رغم الهزة التي حدثت نتيجة اغتيال رئيس الحركة أبو العبد (إسماعيل) هنية رحمه الله، وإنه والقادة معه الآن يديرون أمور الحركة بشكل مستقر وبالاتجاه ذاته الذي سارت عليه دوما”.

وفي ما يتعلق بأحداث الضفة الغربية الحالية، قال حمدان في حواره: إن العدو الصهيوني كان يخطط لترحيل مليوني فلسطيني من الضفة إلى الأردن، و”هذا المشروع خطير جدا ليس على الفلسطينيين وحدهم، بل على كل المنطقة بما يمثله من انفجار وعدم استقرار”.

وأضاف: إن التصعيد الحالي في الضفة لم ينجح في تقويض الفعل المقاوم، والأيام القادمة ستكشف عن أن واقع الضفة سيكون مختلفا تماما عما يريده الاحتلال، وأنها ستدق المسامير في نعش الاحتلال”.

وأشار القيادي في حماس إلى علاقات المقاومة في غزة بالسلطة الفلسطينية، وتحدث عن المبادرة السياسية التي تتعلق بأولويات المعركة وآلية العمل الفلسطيني المشترك للوصول إلى حكومة توافق وطني تدير كل فلسطين وتشارك فيها حماس وتكون جزءا منها.

كما تحدث عن الاتهامات التي تنال من المقاومة وقيامها بعملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023، التي أدت إلى العدوان الصهيوني على غزة المستمر منذ 11 شهرا، وتناول كذلك مدى استعداد حماس إلى تسليم إدارة القطاع إلى سلطة جديدة منتخبة.

وتطرق أيضا إلى قضايا الأسرى الصهاينة لدى المقاومة وقدرتها على حمايتهم رغم مقتل بعضهم، ومدى صمود المقاومين ميدانيا في المعركة، بالإضافة إلى العديد من القضايا الأخرى التي يتناولها الحوار.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: القیادی فی حماس

إقرأ أيضاً:

الصفقة قادمة وقريبة

بعد أن أعلن المفاوض الأميركي آدم بولر عن قرب التوصل إلى اتفاق منوّهاً بمرونة حركة «حماس»، فوجئ الكل بإعلان ستيف ويتكوف انسحاب الوفد الأميركي من الدوحة.

واستكمالاً للمناورة المكشوفة والمنسّقة يعلن بنيامين نتنياهو سحب الوفد الإسرائيلي، والترحيب بالموقف الأميركي الذي أطلق تهديدات صعبة لـ»حماس»، وأشار إلى نتنياهو أن يفعل ما يجب فعله.

المناورة المكشوفة ترتقي إلى مستوى الفضيحة حين تعلن مصادر إسرائيلية أن المفاوضات لم تنهر، ثم يعود ويتكوف، أمس، فقط بعد ثلاثة أيام من إعلان الانسحاب، أن المفاوضات مع «حماس» التي تعثّرت بدأت تعود إلى مسارها.

واستكمالاً للفضيحة نقلت شبكة «فوكس نيوز»، أمس عن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، أن ثمة تقدماً كبيراً في مفاوضات غزّة.

وبالتزامن، أيضاً، مع هذه التصريحات تعلن دولة الاحتلال أنها ستشرع في إسقاط المساعدات الإنسانية لسكّان القطاع، عَبر الجوّ.

بين إعلان انسحاب الوفدين الأميركي والإسرائيلي، وعودة المفاوضات إلى مسارها حسب ويتكوف، لم يطرأ أي جديد على مواقف المقاومة الفلسطينية من ملف المفاوضات، فما الذي جعل الإدارة الأميركية، وستتبعها نظيرتها الإسرائيلية، حتى تعود سريعاً إلى طاولة المفاوضات؟

في الواقع فإن التصعيد الأميركي الإسرائيلي، الذي أوحى بأن المفاوضات على وشك الانهيار، بسبب تعنّت «حماس» قد استهدف تصعيد الضغط عليها بأمل الحصول على تنازلات لكن الوقت لم يسعفهم لتحقيق ذلك.

من حيث المبدأ، فإن كل الأطراف غارقة في أزماتها وتحتاج إلى التوصل لاتفاق. دونالد ترامب بحاجة إلى إنجاز بعد فشله في تحقيق السلام في أوكرانيا، وحاجته للانتقال إلى «اليوم التالي»، لتوسيع «اتفاقات أبراهام»، حيث تأمل أميركا أن تشمل عشر دول عربية وإسلامية.

وفي خلفية الموقف الأميركي، أيضاً، أن دولة الاحتلال قامت بكل ما يمكنها القيام به من احتلال وتدمير وقتل وتجويع، ولكنها لم تنجح في تحقيق أهدافها، وأنها لا تملك خيارات أخرى سوى مواصلة ما تقوم به.

وفي خلفية الموقف الأميركي، أيضاً، أن العالم كله بمن في ذلك حلفاء الدولة العبرية «الغربيون»، قد أعلى الصوت، ورفع مستوى الانتقادات لحرب الإبادة والتجويع، التي تندفع نحو تحفيز العديد من الدول للاعتراف بدولة فلسطين على غرار ما أعلنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وبالإضافة، تزايدت الانتقادات في الداخل الأميركي لسياسة ترامب بسبب استمرار دعمه لدولة الاحتلال.
التفاعلات الداخلية في أميركا، تقترب من أن تشكل أزمة لترامب، الذي لا يملك أي خيارات أو بدائل كما يدّعي، سوى التوصل إلى اتفاق.

نتنياهو هو الآخر، لم يعد لديه المزيد من الوقت، ذلك أن ائتلافه الحكومي يتفكك، وهو بحاجة إلى إعادة ترميم شعبيته خلال فترة الأشهر الثلاثة لخروج «الكنيست» إلى العطلة الصيفية.

خروج «الكنيست» سيعطي نتنياهو الفرصة للبقاء بحكومة أقليّة، إلى أن تجري انتخابات مبكرة في أوائل 2026.

الجيش والأجهزة الأمنية يضغطون لتحقيق اتفاق بسبب فقد الخيارات، وفقد الأهداف، وبسبب الخسائر التي يتكبّدها جيش الاحتلال في غزّة، وما يعتريه من نقص في الكوادر البشرية، وضعف في الثقة، وتزايد حالات الانتحار والتمرّد عن الخدمة.

اللافت للنظر، تصريح نتنياهو، الذي قال فيه إنه لن يسمح بصفقة تؤدي إلى الاستسلام لشروط «حماس»، إذ إن ذلك يشير إلى حالة ضعف وفشل ومحاولة للتغطية على الفشل.

وبغض النظر عن الأبعاد السياسية والشخصية التي تقف خلف إصرار نتنياهو على مواصلة الحرب الهمجية، إلّا أنه لا يستطيع تجاهل الاتهامات الداخلية المتزايدة، بأنه يخسر المزيد من الحلفاء ويدفع دولة الاحتلال نحو أن تكون دولة منبوذة.
إسقاط المساعدات عَبر الطائرات، تجربة ثبت فشلها
صحيح أن الفلسطينيين يتعرضون لخسائر باهظة، ولكن دولة الاحتلال هي الأخرى تتعرض لخسائر ذات أبعاد إستراتيجية داخلياً، وعلى المستوى الدولي، حيث لم يبق معها تقريباً سوى أميركا، التي قد تفقد صبرها، انطلاقاً من رؤيتها لمصالحها.

المقاومة هي الأخرى، تعيش تحت ضغط أزمة إنسانية كارثية بسبب الحصار، واستمرار حرب الإبادة والتجويع، وهي لا تستطيع تحمّل تبعات ذلك، على أكثر من مليوني فلسطيني، مهدّدة حياتهم بالجملة.

وفق ذلك أعتقد أن الصفقة باتت قريبة جداً، وربما لا يتجاوز التوصل إليها أكثر من أسبوع.
إلى ذلك الحين، فإن المحاولات الإسرائيلية الأميركية للتنصّل من المسؤولية عن حرب التجويع، لن تنجح في إبراء ذمّة الطرفين أمام العالم.

إسقاط المساعدات عَبر الطائرات، تجربة ثبت فشلها، وهي ليست أكثر من ذر للرماد في عيون مفتوحة سواء من حيث الكمّ والنوع، أو الآثار المترتّبة على ذلك.
الحاجة في غزة تتعدّى توفير الدقيق، وبعض المعلّبات، ماذا عن الأدوية، ماذا عن الوقود، ماذا عن الحليب، وماذا عن احتياجات كثيرة؟

لا يمكن أن تتوفر من خلال هذه الآلية التي تعمّق الفوضى، ولا تسدّ رمق القليل من العائلات؟ هذا الملفّ بدأ يثير قلق الكثير من حلفاء أميركا في المنطقة، ويتسبّب بصداع لأنظمة عديدة ما يجبر الإدارة الأميركية على تغيير كل طريقة تعاملها مع هذه الكارثة.

الأيام الفلسطينية

مقالات مشابهة

  • الصفقة قادمة وقريبة
  • ماذا وراء تهديد إسرائيل بـضغط عسكري حقيقي في غزة؟
  • محمد أبو العينين: الشعب لديه وعي بكل المخططات التي تدار ضد الدولة
  • منذ عهد مبارك .. النائب محمد أبو العينين يكشف مخططات إسرائيل لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء
  • قيادي في "حماس": لا نستبعد استهدافا جديدا لقادتنا بعد فشل المفاوضات
  • توفيق محمد بديل أحمد فتوح بالزمالك حال رحيله في ميركاتو الصيف
  • كيف تعاطت المقاومة الفلسطينية مع التهديدات الإسرائيلية الأميركية؟
  • قيادي في “حماس” يكشف عن نقطتين شائكتين متبقيتين في المفاوضات بشأن غزة
  • قيادي في حماس يرد على تصريحات ترامب الأخيرة ضد الحركة
  • قيادي في حماس يكشف لـCNN ما دار في مفاوضات وقف إطلاق النار قبل انسحاب أمريكا وإسرائيل