في إطار جهودها للحفاظ على الموروث الثقافي وتوثيقه ونقله للأجيال الجديدة، تنظم مكتبة محمد بن راشد، أمسية شعرية وحوارية استثنائية بعنوان «ابن البادية: رحلة في إرث الشاعر علي بن سلطان بن بخيت العميمي»، الخميس 19 سبتمبر في تمام الساعة السابعة والنصف مساءً؛ وذلك إحياءً لذكرى الشاعر الراحل علي بن بخيت العميمي، أحد أعلام الشعر النبطي في دولة الإمارات، واحتفاءً بما قدّمه من إسهامات بارزة في إثراء الساحة الشعرية.


وتستضيف الجلسة التي يديرها الإعلامي وليد المرزوقي، كلّاً من د. راشد المزروعي ود. سلطان العميمي، لتسليط الضوء على الإرث الأدبي والشعري للشاعر الراحل علي بن بخيت العميمي، إلى جانب استعراض مسيرته الشعرية وتأثيره على الشعر النبطي في دولة الإمارات. وتتخلل الجلسة قراءات من قصائد الشاعر، إلى جانب الحديث عن ذكريات عائلية وشخصية تجمع الدكتور سلطان العميمي بوالده الشاعر الراحل.
وتسلط الجلسة الضوء على عدة محاور، من بينها تأثير البيئة البدوية في مسيرة الشاعر، وكيف أسهمت في تشكيل رموزه وتجاربه الشعرية، إضافةً إلى دوره في النقد الأدبي وتأثيره على جيل من الشعراء الذين عاصروه وأتوا بعده، مع مناقشة التحديات التي واجهت الدكتور راشد المزروعي في جمع وتوثيق هذا التراث الأدبي الثري. وتُختتم الأمسية بفقرة نقاش مفتوحة تتيح للجمهور فرصة التفاعل وطرح الأسئلة حول إرث الشاعر وسبل تعزيز التواصل الثقافي بين الأجيال من خلال فعاليات مثل هذه.
ويأتي تنظيم مكتبة محمد بن راشد هذه الفعالية، في إطار رسالتها ورؤيتها واستراتيجيتها المستدامة لحفظ وتوثيق التراث الثقافي والأدبي، وإتاحة الفرصة للجمهور للتعرف عن كثب على حياة وإسهامات الشخصيات الأدبية العربية عامةً، والإماراتية خاصةً، في القطاع الثقافي والأدبي، إلى جانب فتح الباب أمام الشعراء والكتّاب الجدد للاستلهام من تجارب مَن سبقوهم، عبر توفير منصة رائدة وجسر يربط بين الأجيال ويسهم في إثراء الحوار الثقافي وتعزيز التواصل بين المبدعين.
ويمكن لجمهور «مكتبة محمد بن راشد» الاطلاع على مزيد من التفاصيل والمعلومات حول الأمسية الشعرية وغيرها من الفعاليات والأنشطة المجانية، من خلال زيارة الموقع الرسمي الإلكتروني mbrl.ae، ومتابعة منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بالمكتبة.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

رحيل محمد هاشم.. صوت النشر الحر صنع أجيالا وأضاء قلب القاهرة الثقافي

فقدت الساحة الثقافية المصرية اليوم واحدًا من أبرز رموزها وأكثرهم تأثيرًا خلال العقود الثلاثة الأخيرة، برحيل الناشر محمد هاشم، مؤسس دار ميريت وأحد أعمدة حركة النشر المستقل في مصر، ومع إعلان الخبر، عمّت موجة واسعة من الحزن بين الكتّاب والقراء والنشطاء الثقافيين، ممن عرفوا دوره الريادي وشهدوا أثره العميق في تشكيل مشهد أدبي أكثر حرية وجرأة.

أعلن الدكتور أحمد مجاهد، المدير التنفيذي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، خبر الوفاة عبر صفحته على “فيسبوك”، ناعيًا هاشم بكلمات مؤثرة قال فيها: “لا حول ولا قوة إلا بالله، وداعًا للصديق محمد هاشم أحد العلامات البارزة في مسيرة الثقافة والسياسة بمصر”، مضيفًا أنه نشر بالأمس فقط منشورًا يشكو فيه من إصابته بالإنفلونزا التي منعته من حضور خطوبة ابنته.

الخبر وقع كالصاعقة على الوسط الثقافي، فمحمد هاشم لم يكن مجرد ناشر، بل كان شخصية محورية ساهمت في صياغة موجة جديدة من الكتابة المصرية والعربية منذ أواخر التسعينيات.

وُلد محمد هاشم عام 1958 بمدينة طنطا، وبدأ مسيرته المهنية صحفيًا وكاتبًا، جذبته الكتابة منذ سنواته الأولى، لكنه وجد نفسه لاحقًا في موقع أكثر تأثيرًا: موقع الناشر الذي يفتح الباب للأصوات الجديدة ويمنح المساحة للنصوص الخارجة عن المألوف.

في عام 1998، أسس هاشم دار ميريت في وسط القاهرة، في زمن لم تكن فيه حركة النشر المستقل قد نشأت بعد. جاءت ميريت كحلمٍ متمرد، صغير في حجمه، كبير في أثره. 
وقد أسسها هاشم بفلسفة واضحة: النشر يجب أن يكون حرًا، محرّرًا من الرقابة والخوف، ومفتوحًا للكتابة التي تُقلق السائد.

ومع السنوات، تحولت ميريت إلى منصة للأصوات الشابة التي كانت تبحث عن مساحة للتعبير، وقدمت كتّابًا صاروا لاحقًا من أبرز أسماء الأدب المصري المعاصر.

تميّز مشروع هاشم بأنه لم يكن تجاريًا بقدر ما كان ثقافيًا مقاومًا، ودار ميريت لم تكن مجرد دار نشر، بل بيتًا مفتوحًا للكتّاب والفنانين. مقرها في وسط البلد أصبح ملتقى أدبيًا يوميًا، تلتقي فيه الأجيال وتتقاطع فيه التيارات الفكرية، وتُصنع فيه – على طاولة صغيرة – التحولات الكبرى في الكتابة الجديدة.

احتضنت الدار نصوصًا جريئة، اجتماعية وسياسية وفنية، ونشرت أعمالًا أثارت نقاشات واسعة، ورفضت الاستسلام للرقابة، وقدّم هاشم عشرات الكتب التي خرجت من النطاق المحلي إلى الشهرة العربية، وكانت سببًا في إطلاق موجة من الأدب المعاصر المتحرر من القوالب التقليدية.

وبفضل روحه الداعمة، تحولت ميريت إلى مدرسة: مدرسة في الحرية، وفي احترام الكاتب، وفي الإيمان بأن الكلمة الصادقة قادرة على تغيير الوعي.

على المستوى الإنساني، كان محمد هاشم شخصية محبوبة، بسيطة، صريحة، لا يخشى قول رأيه، ولا يتردد في دعم موهبة يراها تستحق. كثير من الكتّاب يعتبرون أن بداياتهم الحقيقية كانت على يديه، وأنه كان “اليد الخفية” التي دفعتهم نحو الجرأة والثقة.

لم يسعَ يومًا إلى الأضواء، ولم يتعامل مع الكتابة كسلعة، بل كرسالة. وقد عرف عنه انحيازه الدائم للحريات، ومواقفه السياسية الواضحة دفاعًا عن العدالة وحقوق الإنسان.

برحيل محمد هاشم، تفقد الثقافة المصرية أحد أهم حراس الكلمة الحرة، وواحدًا من أكثر الفاعلين الذين أثّروا في شكل الكتابة ونقلوها إلى آفاق جديدة، لقد بنى ميراثًا ثقافيًا سيظل حاضرًا في الكتب التي نشرها، والكتّاب الذين آمن بهم، والجيل الذي فتح أمامه أبواب النشر الحرّ.

ستظل «ميريت» شاهدة على بصمته، ليس فقط كدار نشر، بل كفكرة… وموقف… ورجل أحب الثقافة بصدق، ودفع ثمن هذا الحب من عمره وصحته وراحته، اليوم يرحل محمد هاشم، لكن أثره باقٍ، صامتًا أحيانًا، مرتفعًا أحيانًا أخرى.. تمامًا كما أحب أن يكون.

طباعة شارك الساحة الثقافية الناشر محمد هاشم مؤسس دار ميريت أعمدة حركة النشر مشهد أدبي

مقالات مشابهة

  • شيرين عبدالوهاب تخسر قضية تتعلق بحساباتها على منصات التواصل
  • رغم التصالح مع مدرب ليفربول.. محمد صلاح يصل جدة الأسبوع الجاري.. تفاصيل
  • حمدان بن محمد يقدّم واجب العزاء في وفاة عتيق محمد المهيري
  • حمدان بن محمد يحضر أفراح العامري والمزروعي
  • رحيل محمد هاشم.. صوت النشر الحر صنع أجيالا وأضاء قلب القاهرة الثقافي
  • حمدان بن محمد: على خطى محمد بن راشد تعلمنا أن المستقبل لا ينتظر بل يُصنع اليوم
  • حكم نهائي يُفجّر أزمة شيرين عبدالوهاب مع شركة The Basement
  • العمانية للكتاب والأدباء تحتفي بالفائزين بجائزتها للإبداع الأدبي والإنجاز الثقافي في دورتها الـ15
  • ثقافة البحر الأحمر تحتفي باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة (صور)
  • مكتبة الإسكندرية تحتفي بمئوية المفكر مراد وهبة بندوة “الصوت الحاضر”