ماذا يجري مع اللبنانيين في النيجر وسط الإنقلاب هناك؟ تفاصيل تكشفُ وضعهم!
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
نشرت شبكة "سكاي نيوز عربيّة" تقريراً تحت عنوان: "250 لبنانيا في النيجر.. هكذا تتم التحركات لمساعدتهم"، وجاء فيه: انشغل لبنان بمتابعة أمور أبناء الجالية اللبنانية في بلدان غرب أفريقيا عموما وفي دولة النيجر خصوصا، حيث تشهد الأخيرة انقلابا عسكريا على رئيسها، وأحداث عنف منذ أسابيع.
وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، تم تشكيل خلية أزمة لهذا الغرض، وباشرت الخلية اتصالاتها مع الدول الصديقة لتقديم المساعدة الممكنة لأبناء الجالية اللبنانية في النيجر وكوت ديفوار التي يوجد فيها جالية لبنانية منذ عشرات السنين.
وطلبت وزارة الخارجية اللبنانية، قبل أيام، من الرعايا اللبنانيين المقيمين في النيجر "أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر".
وفي حديثٍ عبر "سكاي نيوز عربية"، قال رئيس الهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير إنّ "التنسيق يتم مع كافة أعضاء الخلية وعلى رأسهم القائم بالأعمال في سفارة النيجر، ماجدة كركي"، مشيراً إلى أن "الهيئة وجهت دعوات لأبناء الجالية غير القادرين على العودة الى لبنان للتواصل مع خلية الأزمة لمساعدتهم على العودة ".
وكشف اللواء خير أن عدد أفراد الجالية اللبنانية في النيجر يبلغ 250 مواطناً، لافتاً إلى أن اللبنانيين "يتواجدون بكثرة في معظم بلدان غرب أفريقيا وساحل العاج وخصوصاً في السنغال، بينما لا يزيد عددهم في النيجر عن 250 شخصا، ومعظمهم يمضون إجازة الصيف في لبنان حالياً".
ولفت خير إلى أن اللبنانيين المقيمين في النيجر يعملون في حقل التجارة وهم أصحاب مؤسسات صناعية، وغالبيتهم من محافظة جبل لبنان وكسروان ومحيطها.
وأكد خير أن الهيئة على أتم الجهوزية لمساعدتهم وتعمل على رفع معنويات كل مغترب حتى عودته الى الوطن سالما.
الأزمات الصعبة
من جهته، أكد مصدر دبلوماسي في كوت ديفوار لموقع سكاي نيوز عربية أن اللبنانيين في غرب أفريقيا بشكل عام وفي النيجر يعملون في قطاع التجارة والصناعة، وهم أصحاب أملاك ومصانع ومؤسسات كبيرة، وكذلك في السنغال.
وكشف المصدر لموقع سكاي نيوز عربية عن "عدم رغبة أصحاب المصانع والمؤسسات في النيجر ترك أعمالهم ومؤسساتهم في الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد خوفا من انتشار حال الفوضى".
وأشار المصدر إلى أن هجرة اللبنانيين الى بلدان غرب أفريقيا قديمة، كاشفاً أن أعداد أفراد الجالية اللبنانية تتغير بين بلد وآخر في دول جنوب وغرب القارة الأفريقية وفقاً للأوضاع السياسية في البلدان نفسها، مشيراً إلى أن "اللبنانيين في السنغال مثلا باتوا يشكلون عدة أجيال منذ هجرة أجدادهم طلباً للرزق في القارة السمراء في القرن الماضي".
وختم المصدر بالقول إنّ معظم اللبنانيين المغتربين في النيجر يقطنون العاصمة نيامي التي يسكنها حوالي 360 ألف نسمة، وأضاف: "هناك جالية لبنانية كبيرة تعيش في دولة نيجيريا المجاورة، وتعتبر أحوال أفرادها جيدة مقارنة بغيرهم من الجاليات العربية المجاورة لكوت ديفوار".
من ناحيته، أوضح المغترب اللبناني في النيجر جان نادر أن "البلاد شهدت أحداثاً صعبة"، مشيراً إلى أنّ "الرغبة في البقاء هناك لا زالت الخيار الأفضل لنا"، وأضاف: "نخشى أن تتعرض المؤسسات التي أسسناها منذ سنين عديدة للسرقة والنهب في حال دبت الفوضى أكثر في هذا البلد الذي يعاني اليوم من مشاكل سياسية". (سكاي نيوز عربية)
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: غرب أفریقیا فی النیجر إلى أن
إقرأ أيضاً:
ماذا بعد الضربة التي صعقت رأس النظام ؟!
صراحة نيوز – جميل النمري
لا تفي الكلمات لوصف الصعقة التي تعرض لها النظام الايراني. لا نتحدث عن قصف المنشآت النووية والعسكرية بل عن اغتيال القيادات العسكرية .. رئيس هيئة الاركان ورئيس الحرس الثوري ومعه صف قيادات الطيران والدفاع الجوي وسلاح المسيرات.وعدد آخر من القادة العسكريين لم يعلن عنهم. هذا الى جانب عدد من علماء الطاقة النووية لا يمكن تعويضهم.
من المفهوم ان تنجح اسرائيل في قصف مواقع عسكرية وحتى نووية بسبب تفوقها الجوي والتكنولوجي. وهي مهدت لذلك بضربات سابقة مدمرة للدفاعات الجوية ومواقع الرادار، لكن ما يحير العقول هو ان تكرر اسرائيل ضربة استخبارية صاعقة كهذه وكأن ايران لم تختبر ضربات استخبارية قاصمة من قبل دللت على خلل خطير في البنية الأمنية الاستخبارية للنظام واذرعه في المنطقة؟! الضربة العسكرية الاستخبارية لحزب الله صعقت رأس حربة النظام الايراني في المنطقة اما هذه الضربة فقد صعقت رأس النظام نفسه ! هل كان حجم الاختراق التقني والبشري للنظام عميقا بصورة غير قابلة للاستدراك أم أن البنية السلطوية والأمنية للنظام كانت اكثر تهتكا من ان يتم ترميمها أو أن القدرات الاستخبارية الاسرائيلية كانت تتقدم كل مرة بفراسخ عن المعالجات والاحتياطات التي كان يقوم بها النظام ؟!
يفسر تأخر الردّ الايراني على العدوان الضخم بغياب القيادات العسكرية الأولى صاحبة القرار الى جانب عنصر المفاجأة. وفي هذا الجانب يمكن الجزم ان ايران تعرضت للتضليل والخديعة بتواطؤ امريكي، فقد كانت الولايات المتحدة تطلب علنا عدم التخريب على مسار المفاوضات ومشروع اللقاء القريب القادم في مسقط الأحد القادم. وبكل الأحوال اميل شخصيا للاعتقاد ان ايران لا تملك اصلا ردا يختلف عما فعلته سابقا اي استخدام سلاحي الصواريخ والمسيرات الذي ثبت عدم جدواه أمام اطواق الدفاع التي تصل حتى الحدود الايرانية بل واصبحت مستهلكة حتى معنويا وفق المعنى الذي اعطته ايران لها أي انها لا تقصد الحاق اضرار مادّية مهمة بل توجيه رسائل ردع تقول ان ايران قادرة وجاهزة متى قررت للضرب في العمق الاسرائيلي . لكن الحقيقة المكشوفة اليوم ان ايران لا تملك إلحاق الأذى الجدي بالعدو لأن الوسيلة الفعلية لإلحاق الأذى بإسرائيل هي عمل عسكري – استخباري مباشر على مواقع حيوية واستراتيجية عن قرب او من داخل اسرائيل نفسها ومن الواضح ان طهران غير جاهزة أو غير قادرة على ذلك.
المحزن ان اسرائيل بعد ان اقدمت على افضع جرائم الابادة الجماعية والتنكيل بشعب تحت الاحتلال تعزز على المستوى الاقليمي دورها كبلطجي المنطقة، تستبيح سيادة الدول وتصول وتجول وتضرب شمالا ويمينا دون حاجة لذرائع ودون أي رادع .. لا القانون الدولي ولا الاعراف السياسية والعسكرية ولا الخوف من انجرار المنطقة الى حرب شاملة ( سلاح التخويف الذي نردده ولم يعد له اي قيمة ) واذا كان النظام الجديد في سوريا بلا حول ولا قوة لكبح البلطجة الاسرائيلية فماذا عن ايران القوة العسكرية الكبرى التي طالما كان الخوف من مواجهة شاملة معها يردع الطرفين ويدفع المجتمع الدولي لكبح التصعيد. فهل ثمة تصعيد اكثر من الهجوم الأخير؟!
هذا الهجوم ليس ضربة يتيمة كما في السابق بل اول خطوة في المشروع الاستراتيجي لضرب القدرات النووية الايرانية. وقد بقي مشروع هذه الحرب محل خلاف بين نتنياهو والرئاسة الأمركية بما في ذلك رئاسة ترامب الحالية حتى استثمرت اسرائيل في تعثر المفاوضات التي ساندها ترامب بقوّة لكي تمرر فكرة المفاوضات تحت النار كما تفعل مع حماس ويبدو أن الفكرة راقت لترامب. والجانب الأخطر في الأمر ان ضرب المنشآت النووية لم يعد خطا احمر كما كان في مرات سابقة. ولن تتردد اسرائيل في الايام القادمة من توجيه ضربات تستهدف قلب كل المنشآت النووية تحت الجبال وان تصمم لها الولايات المتحدة قنابل كثر قوة من تلك التي قتلت نصرالله في مقر على عمق 30 مترا تحت الارض.
والمحزن ايضا ان هذا الخط الأحمر كما كان في عيون العالم أمكن تجاوزه وتشتيت الانتباه عنه بالضربة العسكرية الاستخبارية المبهرة التي تسمرت عليها عيون القيادات السياسية والاستخبارية في العالم. ولعلّ هذا الابهار استهدف ايضا تشتيت الانتباه عن الجريمة النكراء بقتل عدد وافر من المدنيين علماء الذرة الايرانيين. والمهم ان الطريق اصبح مفتوحا دون روادع تذكر لإستئناف الضربات كيفما ومتى رغبت اسرائيل بل ونتنياهو تحديدا الذي يحتاج لحرب جديدة للبقاء في السلطة بعد ان عاف العالم استمرار حربه المجرمة على شعب غزة الأعزل الجائع المحاصر.
ماذا ستفعل القيادة الايرانية الآن؟ هل ستعود الى المفاوضات مهيضة الجناح ام ستتحدى وتقاطع المفاوضات وهو ما يؤدي لرفع ترامب كل تحفظ على متابعة اسرائيل للضربات الإستئصالية للقدرات النووية – وغير النووية – الايرانية ؟!
رأينا ان تعود ايران للمفاوضات وبالمرونة الضرورية، ليس بوصفها استسلاما مهينا بل في سياق نهج جديد للنظام ايران يقوم على الواقعية واستخلاص الدروس ومراجعة صريحة لمسيرته وعلاقاته بجيرانه العرب. وكما قلنا في وقت سابق ان يتخلى النظام عن طموحاته التوسعية ويلوذ بجيرانه العرب والمسلمين في اطار نظام امن اقليمي تكافلي وتنموي يرتاح له الجميع.