الأسبوع:
2025-06-01@23:30:14 GMT

الجيش المصري العظيم و الهوية الوطنية والعربية

تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT

الجيش المصري العظيم و الهوية الوطنية والعربية

في أعماق التاريخ، حيث تلتقي شمس الحضارة المصرية بأمواج النيل العظيم، كان هناك جيش أسطوري، جيش يقف شامخًا كصخرة صماء في وجه العواصف، يحمي تراث الأجداد ويدافع عن أرض الكنانة. هذا الجيش العريق، الذي شهد ميلاد الحضارة وتطورها، ظل على مر العصور رمزًا للقوة والشجاعة والتضحية.

ومنذ فجر التاريخ، سطر الجيش المصري أروع الملاحم البطولية في معركة قادش الأسطورية، وأظهر الجنود المصريون شجاعة فائقة وتكتيكات حربية متقدمة.

وفي العصر الحديث، حقق الجيش المصري انتصارات ساحقة في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر، حيث أثبت للعالم أجمع قدرته على تحقيق المستحيل.

وفي حرب أكتوبر المجيدة، كتب الجيش المصري واحدة من أروع صفحات التاريخ العسكري. ففي ساعات قليلة، تمكن من عبور قناة السويس، وكسر خط بارليف، الذي كان يعتبر خطاً دفاعياً منيعاً. كانت تلك اللحظة فجر أمل جديدا، وأثبتت للعالم أجمع أن الإرادة الصلبة والعزيمة القوية قادرة على تحقيق المستحيل. لقد كانت انتصارات أكتوبر هي ثمرة سنوات من التخطيط والتدريب، وهي دليل على أن الجيش المصري قادر على تحقيق النصر في أصعب الظروف.

ولم يقتصر دور الجيش المصري على الحروب التقليدية، بل امتد إلى مواجهة التحديات المعاصرة. ففي مواجهة الإرهاب الأسود، الذي حاول أن يزرع الرعب في قلوب المصريين، وقف الجيش المصري صخرة صماء. في سيناء وفي كل ركن من أركان الوطن، خاض جنودنا معارك شرسة، قدموا أرواحهم فداءً للوطن. كانت دماؤهم الطاهرة هي السماد الذي غذى شجرة النصر، ورسالة للعالم أجمع بأن مصر لن تلين، وأن إرادتها ستظل صامدة.

واليوم، يواصل الجيش المصري دوره الحيوي في حماية الوطن. ففي ظل التحديات المتزايدة التي تواجه المنطقة، يقف الجيش المصري كدرع يحمي مصر وشعبها. فهو يقوم بدور محوري في مكافحة الإرهاب، وحماية الحدود، وتأمين المنشآت الحيوية. كما يساهم في جهود التنمية والبناء، ويوفر الدعم للمجتمعات المحلية.

ولم يعد دور الجيش مقتصرًا على الجانب العسكري فقط، بل أصبح له دور فعال في عملية التنمية الشاملة. فالجيش المصري يشارك في العديد من المشروعات القومية، مثل بناء الطرق والكباري، وتشييد المدن الجديدة، وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين. كما يقوم بتدريب الكوادر الوطنية وتأهيلها للعمل في مختلف المجالات.

ولم يقتصر دور الجيش المصري على حماية حدود الوطن، بل امتد إلى نطاق أوسع ليشمل حماية الوطن العربي بأكمله. فمصر، بقيادتها الحكيمة وجيشها الباسل، لطالما كانت ملاذًا للأشقاء العرب في محنهم، وسداً منيعاً يحميهم من الأخطار المحدقة.

فقد قدمت مصر الدعم والمساندة للعديد من الدول العربية في مختلف الظروف والأزمات، سواء كانت عسكرية أو سياسية أو اقتصادية. وكان للجيش المصري دور محوري في حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة، وحماية المصالح العربية المشتركة، وذلك لأسباب منها، التاريخ المشترك الذي يجمع مصر والدول العربية تاريخ مشترك وحضارة عريقة، مما يولد شعورًا بالانتماء والولاء المتبادل، والقوة العسكرية التي يتمتع الجيش المصري بقوة عسكرية كبيرة وقدرات قتالية عالية، مما يجعله قوة ردع قوية أمام أي تهديدات خارجية، والقيادة الحكيمة حيث تتمتع القيادة المصرية بحكمة وخبرة في التعامل مع الأزمات والتحديات الإقليمية، والمسؤولية التاريخية: تشعر مصر بمسؤولية تاريخية تجاه الأمة العربية، وتعتبر نفسها جزءًا لا يتجزأ منها، ما يمكن من القول بكل يقين أن الجيش المصري يعتبر رمزًا للوحدة العربية والتضامن الإسلامي. وقد أثبت على مر التاريخ أنه قادر على حماية الوطن العربي والدفاع عن مصالحه.

فيا أبناء مصر الأبطال، إنكم ورثة تاريخ عريق، وحاملوا أمانة عظيمة. حافظوا على هذا الجيش العظيم، ففيه تكمن حمايتكم وعزتكم. تعلموا من أجدادكم الشجاعة والتضحية، وكونوا على أهبة الاستعداد للدفاع عن وطنكم. فالجيش المصري ليس مجرد مؤسسة عسكرية، بل هو رمز للفخر والكبرياء، وهو جزء لا يتجزأ من هويتنا الوطنية.

والجيش المصري هو حارس الوطن الأمين، وهو رمز للفخر والعزة. فمنذ فجر التاريخ وحتى يومنا هذا، ظل هذا الجيش وفياً لدوره في حماية مصر وشعبها.

اقرأ أيضاًصبرة القاسمي يكشف بالدليل: وجدي غنيم كان يحرض على اغتيال مبارك

القوات المسلحة تنعي أول ضابطة فى الجيش المصري

وفاة ابتسامات محمد عبد الله أول سيدة تحمل رتبة ملازم في الجيش المصري

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مصر مقالات الجيش المصري صبرة القاسمي الامة العربية الجیش المصری

إقرأ أيضاً:

"التباشير".. بين الهوية والوسم

 

 

 

ماجد المرهون

majidomarmajid@outlook.com

 

يَصعُب التفريق بين الهُوية كأصالةٍ دائمةٍ تُكتسب بالوراثة والتَّنشِئة وبين تجسيد الهُوية في الاختزال الرمزي بإطلاقِ وسمٍ تسويقي وقد يشوب الأمر شيء من ارتياب الفهم، لنقع لا إراديًا في الخلط بين الأمرين؛ نظرًا لسَطوة الفكرة الترويجية وسيطرتها على الذهن، فإذا كان القصدُ من إطلاق شِعارٍ ذي طابعٍ بصري يُراد له حياة طويلة، فإنَّ البِناء على الهُوية ذات الأصالة أو العَراقةِ يتطلب جهدًا بالغًا لتجسيد عمق الفكرة، لأن الحكم في الجانب المُقابل هو إرضاء الشريحةِ العظمى من المجتمع الذي يحمل في مضمون وشائِجه تلك الهُوية وهذا ليس بالأمر السهل كما قد يُعتقد.

عدم التوافق سيستثير موجة عدم ارتياح لتتبعها موجاتٍ من النقد اللاذع والاستياء أحيانًا، وفي هذا الخصوص تحديدًا يجب التجرُّد من مقولة "رضى الناس غاية لا تُدرك" وتهميشها قليلًا لأن المُبتغى هو إرساء رمزية دلالية تُعبِر عن هويتهم، أما إذا كان القصد من إطلاق الشِعار البصري هو عمليةٍ ترويجية موسمية أو مؤقتة كالوسم أو "التعويذة" كمصطلحٍ غربي مُعرَّب كما تُسميها المهرجانات -مع اني لا استحسن هذه الكلمة- فلا بأس في الأمر ومن غير الضرورة أن يُعبِّر ذلك الوسم عن عمق الهُوية ولا أصالتها وحتى إن فعل فلن يُشكِّل بؤرة خلاف تستدعي التفسير وتقريب وجهات النظر كونه ذا بُعدٍ مرحلي ومؤقت يزول بانتهاء الحدث.

قد لا يدخُل مفهوم التباشير كأساسٍ ضِمن مقومات الهوية العامة أو السائدة، كونها مُتغيرةٍ من مكان إلى آخر في نطاقٍ جغرافي محدود وما تتأثر به المجتمعات من تفاعلات مُرتبطةٍ بضرورة الحدث وزمانه، وربما تَنتفي أهميتها أو فاعليتها في مرحلةٍ ما وذلك بانتفاءِ أسبابها، فتستحيل مادةً تاريخية ضمن ما يُحكى من مروياتٍ قديمة، وبذلك تنتهي أصالة توارثها ولن تعتَّد بها الأجيال الجديدة لعدم توافر مُقوماتها ومُغذياتها، فمثلًا عندما كان يستبشر الضيف أو الغارم أو طالب الحمى أو البحارة والمسافرون برمزية التباشير على بعض البيوت قديمًا فإننا نجد هذا الأمر بمقاييس اليوم لم يعد قائمًا نتيجة تأصيل القوانين المدنية، وبناءً عليه فقد انتهى العُرف السائد وبالتالي انتفت الضرورة، ومع انتفائها وحتمية التغيير الثقافي تلاشت الفكرة ومضمونها إلا ما بقي في شكل توظيف الديكور التجميلي دون فهمٍ أو تقعيدٍ لتوظيف الخاصية الدلالية له.

وتكمُن أهمية التركيز في إطلاق العام على الخاص وليس العكس في اعتبار ما هو سائدٌ لدى أكبر شريحةٍ بشريةٍ في المُجتمع على أوسع نِطاقٍ جُغرافي ممكن، وبهذا الاعتبار فإنَّ إمكانية القبول ستكون أكثر ترجيحًا مع حظوظ ضعيفة للرفض، ذلك بأنَّ المُجتمعات غالبًا ما تركن للتنميط جراء صلابة هويتها وتستحسن السائد في وعيها الجمعي المشترك، وتنبذ المُتطرف باعتباره دخيلًا وحتى إن كان التجديد الاستثنائي أو الغريب، وقد تنظر له بأنه خارج عن المألوف عندما يحاول إسباغ الخاص على العام.

لا شك أن مُحافظة ظفار هي أرض اللُبان ولن يختلف على ذلك اثنان، وتداخلت مع ارتباط هُويتها بهذه التسميةِ القديمة جدًا وبكُل فخر تعالُقاتٍ كثيرة، منها ما هو مادي شاهد ومنها المعنوي الحسي وحق الفخر بذلك كما تفخر سائر المجتمعات بعراقة رمزياتها. فمثلًا عندما جاء شِعار السلطنة على العلم العُماني فإنه اتخذ من السيفين والخنجر رمزية ذات طابع عام ومتواصل مستمر كأدوات دفاعٍ وقتال وزينة، وهي سائدة في أرجاء عُمان، ولا تزال سارية المفعول وستبقى كذلك، وقياسًا على المِثال فإن رمزية شجرةِ اللبان في مُحافظة ظفار لا تزال صلبةً منذ الأزل وستستمر إلى مالا نهاية، ولا يمكن لي القول إن هناك متغيراتٍ قد تطرأ لتحييد الهوية الدلالية لها ولا حتى مع عشرات الأجيال القادمة، وقد غرس حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- شجرة اللبان عند زيارته لمزرعة أرزات السلطانية عام 2020؛ تأكيدًا منه على الرمزية والمضمون وتأصيلًا للدلالة والمفهوم.

وإذا حملنا أرض التباشير على محمل الهوية البصرية باعتباره وسمًا مرحليًا أو دوريًا، فقد نَستملِح ذلك من الناحية الترويجية، ولكن ما سيُستهجن في هذا العنوان وما بُني عليه من دلالاتٍ خاصة ذات محدودية زمنية وجغرافية، هو اعتباره هُوية دائمة تعبِّر عن الجميع وعن كل شيء، وهذه مُقاربة لا تتسق مع الثقافة العامة للجميع ولن يقبلها الوعي الجمعي المُشترك ولن تبرح مكانها إلا في نطاقٍ محدود ولفترة زمنية قصيرة تنتهي بقرار أو بانتهاء الحدث، بعد أن أشغل الرأي العام وأَسلَكَه في تجاذُباتٍ لا طائل لها وجدالاتٍ لا فائدة منها.

إن إشراك المُجتمع في صِناعة القرار سيجعل منه متفاعلًا ايجابيًا؛ بل ومُمتَّنًا باعتباره عنصرًا مُهمًا حين أدلى برأيهِ في شأنٍ يخصه ويرتبط به، وحتى لو كان على صعيد إطلاق هوية بصرية جديدة، ولم يعد استِشفاف وجهات النظر  بتلك الصعوبة اليوم مع ثورة المعلومات وتطور منافع التقنية من خلال استطلاع رأي مُبسطٍ يأخذ تقييم الاغلبية في الاعتبار ويعتمد على المُفاضلة بين عدة خيارات ونماذج مطروحةٍ، ثم تَحسم اللجنة المُكلفة بالقرار أمرها لتبقى في إطار التواصل المجتمعي من جانب ومن جانبٍ آخر تقيم الحجة على الجميع، وبما لا يدع مجالًا لانتقاد كل رافضٍ أو غير مُقتنع لاحقًا؛ حيث أُفرغ محل النزاع ومنذ البداية من محتواه.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • "التباشير".. بين الهوية والوسم
  • أسعار العملات الأجنبية والعربية اليوم الأحد
  • الدفاع السورية تعلن قواعد السلوك العسكري والمحظورات على منتسبي الجيش
  • فارس المزروعي: مهرجان سباق دلما التاريخي يسهم في صقل وترسيخ الهوية الوطنية
  • عادل عوض: تونس كانت تنظم 480 مهرجانا فنيا قبل الربيع العربي
  • أخر تحديث لسعر العملات الأجنبية والعربية اليوم 30-5-2025
  • وزير الدفاع اللواء المهندس مرهف أبو قصرة: إلى العاملين في الجيش والقوات المسلحة، إن التزامكم بلوائح السلوك والانضباط -التي ستصدر بعد قليل- يعكس الصورة المشرقة التي نسعى لرسمها في جيش سوريا، بعدما شوّهه النظام البائد وجعله أداةً لقتل الشعب السوري، فيما نعم
  • رونالدو أم محمد صلاح.. من هو اللاعب الذي يرغب الأهلي المصري بضمه قبل كأس العالم للأندية؟
  • بولتون الذي تجاوزه التاريخ يواصل دعم دعاية البوليساريو
  • الصوت العظيم لا يقارن.. مروة ناجي تحيي تراث أم كلثوم على مسرح قصر النيل