موقع النيلين:
2025-07-31@04:05:09 GMT

الحربُ في السودان تتسبّب في نهب المتاحف والآثار

تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT

وصلت تداعيات الحرب المدمرة في السودان المتواصلة منذ أكثر من 17 شهرا إلى المتاحف التي تتعرّض للنهب والقطع الأثرية التي تُعرض للبيع على الإنترنت، ما يثير قلقا لدى الباحثين والمنظمات الدولية.

وحذّرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) من أن “التهديد للثقافة (في السودان) وصل إلى مستوى غير مسبوق في الأسابيع الأخيرة، خصوصا في ظل ورود تقارير عن نهب المتاحف والمواقع التراثية والأثرية والمجموعات الخاصة”.

وقالت مديرة المتاحف في الهيئة القومية للآثار ورئيس لجنة استرداد الآثار السودانية إخلاص عبد اللطيف لوكالة فرانس برس “نعم تعرّض متحف السودان القومي لعملية نهب كبيرة”.

وأضافت أنه تمّ رصد عبر الأقمار الصناعية “خروج شاحنات كبيرة محمّلة بكل القطع الأثرية المخزّنة في المتحف عن طريق أم درمان متجهة نحو الغرب”.

وأشارت إلى أن هذه المسروقات تباع في المناطق الحدودية وخصوصا على الحدود مع جنوب السودان.

واندلعت المعارك في السودان في أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو، لتنزلق البلاد إلى ما وصفته الأمم المتحدة بـ”واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في الذاكرة الحديثة”.

ولم يتبين بعد حجم المسروقات أو قيمتها لصعوبة وصول المسؤولين إلى المتحف الذي يقع في منطقة سيطرة الدعم السريع. وتقول عبد اللطيف إن مخازن المتحف القومي “تعتبر مستودعا رئيسيا لجميع آثار السودان”.

وتم افتتاح المتحف القومي عام 1971، وهو يقع في العاصمة ويطل مدخله على ضفة النيل الأزرق، ويضم مقتنيات وقطعا تؤرّخ لجميع فترات الحضارة السودانية بدءا من من العصور الحجرية وحتى الفترة الإسلامية مرورا بالآثار النوبية والمسيحية.

ومن بين الأسباب التي دفعت إلى إنشاء المتحف إنقاذ القطع الأثرية وبقايا بعض المعابد سواء من الحضارة النوبية أو المصرية القديمة من أن تغمر بالمياه في فترة بناء السدّ العالي في أسوان في جنوب مصر.

ولم يجب المتحدث باسم قوات الدعم السريع على اتصال من وكالة فرانس برس للتعليق على الأمر. ولكن في مايو، أكدت هذه القوات في بيان “حرصها على حماية آثار الشعب السوداني والحفاظ عليها”.

خلال الأيام الماضية، تداول العديد من السودانيين على منصات التواصل الاجتماعي إعلانا نقلا عن موقع التجارة الإلكترونية “إي باي” لبيع قطعة تضم ثلاثة تماثيل على قاعدة واحدة (رجل وامرأة وطفل) وكُتب عليها أنها من القطع الأثرية المصرية القديمة معروضة للبيع بسعر 280 دولارا.

وندّد هؤلاء ببيع تراث السودان عبر الإنترنت، إلا أن أحد خبراء الآثار السودانية أكد لفرانس برس، وقد طلب عدم ذكر اسمه، أن “التمثال المعروض (على الانترنت) تقليد لقطعة موجودة بالمتحف”.

إلا أنه أشار إلى أن هناك إعلانات لـ”قطع فخارية وذهبية ولوحات كانت موجودة بالمتحف” معروضة للبيع عبر الإنترنت.

وأَضاف “هناك مخاوف أنه إذا حاول سارقو المتحف تحريك التماثيل الضخمة قد تتعرض للدمار لأنها تحتاج إلى متخصصين”.

ودعت اليونسكو السودانيين “من الجمهور والوسط الفني.. في المنطقة والعالم إلى الامتناع” عن الاتجار بالقطع الفنية السودانية.

في العام 2020، أغلقت الحكومة السودانية المتحف لصيانته وظلّ مغلقا إلى أن نجحت السلطات مطلع عام 2023 – وقبل ثلاثة أشهر من الحرب – في نقل تمثال الملك ترهاقا من مدخل المتحف إلى داخله بمساعدة فريق عمل إيطالي متخصّص.

وترهاقا هو خامس ملوك مملكة كوش كما كان يطلق على السودان قديما، وحكمها قبل حوالى 2700 عام.

ولكن لم يفتتح المتحف مجددا بسبب اندلاع المعارك.

في يونيو، تأكدت اليونسكو، بحسب بيان لها، “من تعرّض أكثر من عشرة متاحف ومراكز ثقافية ومؤسسات ذاكرة للنهب والتخريب” في السودان.

وحذّرت من ضياع “ذاكرة آلاف السنين من الحضارة والمعرفة والتقاليد الأصلية في البلد”.

ولم يتوقّف نهب التراث عند المتحف القومي. وقالت عبد اللطيف إنه “تمّ نهب ممتلكات متحف نيالا في جنوب دارفور ومجموعاته المتحفية وحتى أدوات العرض”.

كذلك أشارت إلى سرقة متحف الخليفة عبد الله التعايشي في أم درمان، وتدمير أجزاء من مبناه الذي يعود إلى حقبة الدولة المهدية في السودان قبل الاستقلال.

وأرجع الباحث في الآثار السودانية والمدير الأسبق لهيئة الآثار حسن حسين سبب السرقات إلى أنه “لا توجد حراسة للمتاحف والآثار السودانية بسبب الحرب”.

وأطلق باحثون في الآثار حملة لاسترداد القطع الأثرية السودانية المنهوبة. وقال حسين إنه يسعى إلى تسليط الضوء على أزمة سرقة تاريخ السودان خلال مؤتمر سيعقد في مدينة مونستر الألمانية.

وقال “أوضاع الآثار السودانية في الوقت الراهن تشغل كل المهتمين بالتراث الإنساني”.

جريدة عمان – أ.ف.ب

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الآثار السودانیة القطع الأثریة فی السودان إلى أن

إقرأ أيضاً:

«التيار الوطني القومي» يؤكد دعمه للقوات المسلحة السوادنية

رئيس الوزراء السودان يرحب بأُطروحات ومقترحات الخبراء حول القضايا التي تهم المواطنين

رحب رئيس وزراء حكومة الأمل بالسودان، الدكتور كامل إدريس، بكل الأطروحات والمقترحات المقدمة من الخبراء من أبناء الوطن في أي من القضايا التي تهم المواطنين، مشيرًا إلى أن رئاسة مجلس الوزراء تهتم بكل جهد وطني يساعد على تجاوز التحديات التي تواجه البلاد.

جاء ذلك خلال لقائه بوفد التيار الوطني القومي برئاسة بروفسور فكري كباشي، في مكتبه بمدينة بورتسودان اليوم، موضحا أهمية تضافر الجهود وتلاقح الأفكار في معالجة القضايا الوطنية.

وقال الدكتور يحي حاج نور، الأمين العام للتيار الوطني القومي، إن فكرة التيار تقوم على توفير السند للقوات المسلحة في حرب الكرامة، وتوفير السند للجهاز التنفيذي بالدولة، حيث يقوم التيار بعمل دراسات تخصصية في الأمانات المختصة حول شتى الموضوعات، وتقديمها للجهاز التنفيذي لمساعدته في أداء مهامه.

وأضاف أنه تم خلال اللقاء مناقشة مهام الأمانات بالتيار، منوهًا إلى أن البداية اليوم كانت بالملف الاقتصادي لأهميته باعتباره أهم مؤشر لاستقرار المواطن وعودته إلى المناطق المحررة، حيث تم تقديم أطروحات في هذا الشأن لرئيس الوزراء لدراستها والاستفادة منها.

قطار العودة الطوعية إلى السودان يُغادر محطة مصر

مصطفى بكري: «حكومة الانفصال بقيادة حميدتي مؤامرة جديدة لتفتيت السودان وتقسيمه»

مقالات مشابهة

  • في ليلة المتاحف.. زياد الرحباني كلل واجهة المتحف الوطني
  • في إطار فعالية ليلة المتاحف... متحف الآثار في جامعة الروح القدس – الكسليك فتح أبوابه
  • عناوين الصحف السودانية اليوم الأربعاء 30 يوليو 2025
  • 28% في الإيرادات.. وزير السياحة والآثار يجتمع بهيئة المتحف القومي للحضارة
  • حريق جزئي بمركز كونترول “الشهادة السودانية”.. و”التربية” توضح
  • فعاليات فنية وثقافية وتعليمية ضمن برنامج التدريب الصيفي بالمتحف القومي للحضارة المصرية
  • عناوين الصحف السودانية اليوم الثلاثاء 29 يوليو 2025
  • «التيار الوطني القومي» يؤكد دعمه للقوات المسلحة السوادنية
  • رئيس الجالية السودانية بمصر: نشكر أرض الكنانة على استضافتنا وتسهيل إجراءات عودتنا
  • رؤوس ثور بيحان الذهبية تحكي حضارة عريقة وتاريخًا يتنقّل بين المتاحف والمزادات