أخبارنا المغربية - عبد المومن حاج علي

شهدت مدينة الفنيدق منذ ليلة أمس أحداثاً مأساوية، حيث قضى عدد كبير من الأمهات ساعات طويلة من القلق والبحث المضني عن أطفالهن الذين تغيبوا عن منازلهم بعد استجابتهم لدعوات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، تحث القاصرين على محاولة الهجرة غير الشرعية إلى مدينة سبتة المحتلة، اليوم الأحد 15 شتنبر.

وانتشرت هذه الدعوات، التي أطلقتها صفحات مشبوهة على المنصات الرقمية بسرعة، مما دفع العديد من الأطفال والمراهقين إلى التفكير في مغادرة منازلهم لتحقيق حلم الوصول إلى أوروبا عبر طرق غير قانونية، رغم المخاطر الكبيرة التي ستواجههم.

ومن بين هؤلاء الأمهات، صادفت جريدة "أخبارنا" سيدة قادمة من مدينة القصر الصغير، تعيش لحظات من الألم والحزن الشديدين بعد اختفاء طفليها؛ فتاة في الرابعة عشرة من عمرها وطفل في العاشرة. الأم، التي تجتاحها مشاعر اليأس والخوف، لم تتوقف عن البحث عن ابنيها منذ اختفائهما ليلة السبت الماضي، زارت مراكز الشرطة ودور الرعاية، بل وصلت بها الأمور إلى النزول إلى مدينة الفنيدق بنفسها، تبحث في كل زاوية وحتى داخل الحافلات التي تعبر المنطقة، على أمل أن تجد أي أثر لطفليها.

هذه الأم، مثل غيرها من الأمهات، تدفع ثمناً باهظاً للظاهرة التي تفاقمت بفعل بعض الصفحات الوهمية على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تعمل على تحريض الأطفال والمراهقين على "الحريك"، مما يزرع في عقولهم فكرة الهجرة كحل سحري للحصول على حياة أفضل.

هذه الأفكار المغلوطة، التي يتم ترويجها دون وعي أو مسؤولية، تدفع القاصرين إلى مواجهة مستقبل مجهول مليء بالمخاطر، بدءًا من فقدان الاتصال بأسرهم إلى المخاطر الصحية والأمنية التي يواجهونها على طول الطريق، والتي قد تؤدي إلى فقدان حياتهم غرقاً أثناء محاولة المرور سباحة نحو الثغر المحتل.

وما يزيد من خطورة الوضع هو أن العديد من هؤلاء الأطفال يتعرضون للاستغلال من قبل شبكات تهريب البشر التي تستغل حماسهم وطموحاتهم بطرق غير قانونية، مما يزيد من احتمالية تعرضهم للمخاطر في كل خطوة على طريق الهجرة.

الأم من القصر الصغير ليست الوحيدة التي تواجه هذا الكابوس، فقد شاركت العديد من الأسر نفس المصير، حيث باتت مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة للتأثير السلبي على أطفالهم بدلاً من أن تكون وسيلة للتواصل أو التوعية.

ولا تزال العديد من الأسر في هذه المناطق على أمل أن تعود الأمور إلى طبيعتها وأن يتمكنوا من استعادة أطفالهم، بينما تمكن العديد منهم من العثور عليهم، لكن الخوف من تكرار اختفائهم يظل يسيطر على حياتهم اليومية، في ظل استحالة مراقبة تفاعلهم مع مثل هذه الدعوات المشبوهة.

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: العدید من

إقرأ أيضاً:

التضامن الاجتماعي وويل سبرنج تنفذان المرحلة الثانية لتأهيل مدربين متخصصين في تعزيز التواصل الأسري بين الآباء وأبنائهم

 

شهدت مدينة الغردقة انطلاق فعاليات المرحلة الثانية من المعسكرات التدريبية المتخصصة  التي تنفذها وزارة التضامن الاجتماعي بالتعاون مع مؤسسة "ويل سبرنج" بهدف إعداد وتأهيل مدربين محترفين في مجال تعزيز التواصل والحوار الأسري الفعال بين الآباء والأبناء.

ويهدف هذا البرنامج النوعي، الذي ينظمه البرنامج القومي للحفاظ على كيان الأسرة المصرية "مودة"، إلى تمكين الأسر المصرية من خلال بناء كوادر تدريبية قادرة على إحداث تغيير إيجابي في ديناميكية التواصل داخل المنزل.

وأكدت الأستاذة راندة فارس، مستشارة وزيرة التضامن الاجتماعي ومديرة برنامج "مودة أن المعسكر هو النسخة الثانية للمعسكرات في إطار جهود وزارة التضامن الاجتماعي لدعم الأسرة المصرية فى ظل  التحديات المتزايدة التي تواجهها، حيث إن الهدف الأساسي هو دعم استقرار الأسرة المصرية وتمكين الشباب العامل في مجال التوعية الأسرية وتأهيلهم لتزويد الآباء والأمهات بالمهارات المتقدمة لفتح قنوات تواصل إيجابية ومؤثرة مع أبنائهم في مختلف مراحلهم العمرية.

وأضافت فارس أن المرحلة الثانية استهدفت تدريب 54 مدربا من ١٣ محافظة هى "مطروح، الإسكندرية، البحيرة، الغربية، كفر الشيخ، المنوفية، القليوبية، الدقهلية، الشرقية، دمياط، السويس، بورسعيد، إسماعيلية"، وجمع البرنامج التدريبي بين الجانب النظري والتطبيقي، مع التركيز بشكل خاص على اتقان فنون التيسير والتدريب الاحترافي، واستيعاب أحدث استراتيجيات التواصل الفعال والمؤثر التي من شأنها أن تحدث فرقًا حقيقيًا في كيفية تفاعل الآباء والأبناء وبناء علاقات أسرية قوية ومتينة.

ومن جانبه أكد الأستاذ ماجد فوزي مؤسس مؤسسة ويل سبرنج أن التدريب يأتي استمرارًا للتعاون والشراكة الفاعلة بين “ويل سبرنج” ووزارة التضامن الاجتماعي وبرنامج “مودة” وفي إطار رؤية مشتركة تؤمن بأن الشباب ليسوا فقط شركاء في الحاضر، بل هم صانعو مستقبل مصر.

وأضاف فوزى أن مؤسسة “ويل سبرنج” تؤكد من خلال هذا التعاون على إيمانها العميق بدور الكوادر الشبابية في إحداث التغيير المجتمعي الإيجابي، وذلك من خلال بناء قدراتهم وتطوير مهاراتهم القيادية.

وأشار إلى أن البرنامج يحمل شعار “بنأثر في اللي بيأثر”، ليعكس فلسفة الانتقال من التأثير الفردي إلى الأثر المتسلسل، حيث يقوم كل شاب مدرب بتمكين آخرين، مما يخلق دوائر واسعة من التغيير الإيجابي.

ويتميز البرنامج بتكامل واضح بين خبرات الجهات الشريكة؛ إذ يجمع بين منهجية “مودة” المتخصصة في قضايا التماسك الأسري، ودور وزارة التضامن الاجتماعي في تعزيز التنمية المجتمعية، وخبرة “ويل سبرنج” في تمكين الشباب.

1000451060 1000451059 1000451058 1000451057 1000451055 1000451056

مقالات مشابهة

  • بسبب مواقع التواصل الاجتماعي.. كابوس يلاحق حياتي الزوجية
  • الداخلية تضبط المتهمين بالاستعراض بأسلحة بيضاء فى موكب زفاف.. فيديو
  • «التضامن الاجتماعي» و«ويل سبرنج» تنفذان المرحلة الثانية لتأهيل مدربين متخصصين في تعزيز التواصل الأسري
  • التضامن الاجتماعي وويل سبرنج تنفذان المرحلة الثانية لتأهيل مدربين متخصصين في تعزيز التواصل الأسري بين الآباء وأبنائهم
  • ظهور نادر للزعيم عادل إمام.. صورة تشعل مواقع التواصل الاجتماعي| ما القصة؟
  • بعد غياب 5 سنوات.. أحدث ظهور لـ عادل امام يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
  • تقرير أممي يحذر من خطورة وسائل التواصل الاجتماعي المغمورة بالمعلومات المضللة
  • أجواء روحانية تُخيّم على مدينة قم في ليلة التاسع من محرم (صور)
  • الهوية البصرية الجديدة لسوريا تلقى تفاعلاً واسعاً وإشادة على منصات التواصل الاجتماعي
  • الرئيس الشرع: الهوية تعبر عن بناء الإنسان السوري وترمم الهوية السورية التي ألفت الهجرة بحثاً عن الأمن والمستقبل الواعد، فنعيد إليها ثقتها وكرامتها وموقعها الطبيعي في الداخل والخارج