لجريدة عمان:
2025-12-14@08:47:34 GMT

التعاون الأخضر يعِد بمستقبل أكثر إشراقا

تاريخ النشر: 16th, September 2024 GMT

ترجمة: بدر بن خميس الظفري -

في كلمته الرئيسية التـي ألقاها يوم الخميس، دعا الرئيس الصيني شي جين بينج الصين وإفريقيا إلى تعزيز تحديث بلادهما، قائلا: «إنه يتعين علينا أن نعمل بشكل مشترك على تعزيز تحديث صديق للبيئة. إن التنمية الخضراء هي السمة المميزة للتحديث في العصر الجديد».

وفي السنوات الأخيرة، كثفت الصين والدول الإفريقية التعاون في مجال التنمية الخضراء، وتسعى جاهدة إلى إدراج التنمية الخضراء في آليات التعاون في مختلف المجالات، مع تعزيز التنمية عالية الجودة لمبادرة الحزام والطريق وتنفيذ خطط عمل منتدى التعاون الصيني الأفريقي، من أجل بناء مستقبل أكثر إشراقا للعلاقات الصينية الإفريقية.

أولاً، أدت مشاريع التعاون بين الصين وإفريقيا إلى إيجاد مساحات خضراء في المدن الأفريقية. وقد أدى تغير المناخ إلى زيادة وتيرة التطرف المناخي، بما في ذلك تأثير الجزر الحرارية الحضرية في المدن والمناطق المحيطة بها، مما يجعل المجتمعات الساحلية أكثر عرضة للكوارث المرتبطة بالمناخ، ومن الممكن أن يؤدي الحفاظ على المساحات الحضرية الخضراء وخلق المزيد منها إلى الحد من المخاطر المرتبطة بالفيضانات الحضرية وموجات الحر.

على سبيل المثال، تعد حديقة (مالابو) الوطنية التي تبلغ مساحتها 870 ألف متر مربع في غينيا الاستوائية، والتي بنتها شركة صينية، أول حديقة شاملة في المدينة في البلاد وأصبحت منظرًا حضريًا أخضر، كما أن مشروع التنمية الخضراء على ضفاف النهر في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وهو أول مشروع بناء حديقة في الخارج للصين، لم يوجد ساحة شاملة في المدينة فحسب، بل قلل أيضًا من التلوث والتدهور البيئي، مما عزز توافق الجانبين بشأن التنمية الخضراء.

ثانيا، تعمل الصين وأفريقيا بشكل مشترك على تعزيز برنامج «السور الأخضر العظيم»، وهو المشروع الذي تبناه الاتحاد الأفريقي في عام 2007، والذي صوّر في البداية كوسيلة لمنع التصحر في منطقة الساحل ووقف توسع الصحراء الكبرى، من خلال زراعة جدار من الأشجار يمتد عبر منطقة الساحل بأكملها.

أفريقيا هي المنطقة الأكثر تضرراً من التصحر، حيث يواجه حوالي 45% من أراضيها درجات متفاوتة من التصحر. ويهدف مشروع «السور الأخضر العظيم» إلى استعادة 100 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة واحتجاز حوالي 250 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، وخلق 10 ملايين فرصة عمل في هذه العملية بحلول عام 2030.

في عام 2017، وقع معهد شينجيانج للبيئة والجغرافيا التابع للأكاديمية الصينية للعلوم مذكرة تفاهم مع الوكالة الأفريقية لمشروع «السور الأخضر العظيم»، بما في ذلك إنشاء مركز أبحاث. وقد عملوا معًا لتحسين قدرة البلدان الأفريقية على السيطرة على التصحر من خلال اتخاذ تدابير مثل مراقبة النظام البيئي والاستخدام المستدام لموارد الأراضي وتدريب المواهب ونقل التكنولوجيا.

وتعمل الصين وأفريقيا معا لمعالجة انجراف المراعي والتعدي على الشجيرات في إثيوبيا أيضا، وقد ساعد هذا الجهد في استعادة الغطاء النباتي. كما أسفرت التقنيات والحلول الجديدة التي قدمتها الصين للسيطرة على التصحر والحد من تآكل الرمال المتحركة في العاصمة الموريتانية نواكشوط عن نتائج طيبة أيضا.

ثالثا، ساعد التعاون بين الصين وأفريقيا في مجال الطاقة الخضراء في تقليص العجز في الطاقة في أفريقيا. وتواجه أفريقيا تحديا هائلا يتمثل في ضمان أمن الطاقة ومكافحة تغير المناخ. فنحو 600 مليون أفريقي لا يحصلون على الكهرباء، ونحو 900 مليون شخص لا يحصلون على وقود الطهي النظيف، ورغم أن أفريقيا غنية بموارد الطاقة الخضراء مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية والطاقة الحرارية الأرضية، إلا أن هذه الموارد لم تتطور بعد بشكل كامل بسبب نقص التمويل والتكنولوجيات والبنية الأساسية، وتعمل الشركات الصينية، باعتبارها رائدة عالمية في مجال الطاقة الخضراء، على تعزيز التعاون بين الصين وأفريقيا في مجال الطاقة الخضراء بشكل مطرد، وذلك بفضل مزاياها في التكنولوجيا والمعدات وخبرة الإدارة، ومساعدة قطاع الطاقة في أفريقيا على تحقيق التحول الأخضر وتقليل العجز في الطاقة.

علاوة على ذلك، فإن مشروع طاقة الرياح (دي آر) في جنوب أفريقيا، وهو أول مشروع طاقة رياح صيني في أفريقيا من حيث الاستثمار والبناء والتشغيل، يمكنه توفير 760 جيجاوات ساعة من الطاقة النظيفة سنويًا، ومحطة الطاقة الشمسية التي بنتها الصين في (جاريسا بكينيا) هي أكبر محطة طاقة شمسية متصلة بالشبكة في شرق أفريقيا؛ ويمكنها توليد أكثر من 760 ميجاوات ساعة من الكهرباء سنويًا، وقد تجاوزت القدرة المركبة التراكمية لمحطات الطاقة الكهروضوئية في أفريقيا التي بنتها شركات صينية وأفريقية مشتركة 1.5 جيجاوات.

رابعا، يعزز التعاون الصيني الأفريقي التنمية الخضراء للصناعات الأفريقية، حيث تتوق الدول الأفريقية إلى اغتنام الفرصة لتحقيق التحول الأخضر الشامل، واستخدام مواردها الطبيعية الغنية وإمكانات السوق لجذب المزيد من الاستثمارات إلى صناعاتها الخضراء منخفضة الكربون، ورفع مستوى سلسلة القيمة لصناعاتها الخضراء.

بفضل تعاونها المتعمق مع الشركات الأفريقية، تنقل الشركات الصينية المزيد والمزيد من المنتجات والتقنيات الخضراء إلى أفريقيا وتساعد القارة على التحرك نحو التصنيع الأخضر.

وعلاوة على ذلك، يسعى عدد متزايد من الشركات الأفريقية إلى الحصول على التقنيات الخضراء الصينية لتعزيز الإنتاج المحلي للسيارات الكهربائية لأن الصين رائدة عالمية في هذا المجال. على سبيل المثال، دخلت شركة صناعة السيارات الصينية BYD في شراكة مع شركة رواندية لبناء 40 ألف دراجة نارية كهربائية في كينيا ورواندا بحلول نهاية عام 2026.

من ناحية أخرى، تعد منطقة هاواسا الصناعية في إثيوبيا، والتي صممتها وبنتها شركة صينية، أول منطقة صناعية للنسيج خالية من الانبعاثات في أفريقيا ومشروعًا بارزًا في التصنيع في البلاد. ساعدت التقنيات التي تستخدمها صناعة النسيج الصينية المنطقة الصناعية الإثيوبية على إعادة تدوير ما يصل إلى 85 في المائة من مياه الصرف الصحي. استثمرت حكومة إثيوبيا في أكثر من 10 مناطق صناعية مماثلة في البلاد بناءً على نموذج هاواسا.

إن أزمة المناخ، التي تتفاقم بسبب ارتفاع مستويات الانبعاثات والتلوث، هي واحدة من أخطر الأزمات التي يواجهها العالم، وقد لعب التعاون بين الصين وأفريقيا في مجال التنمية الخضراء دورًا مهمًا في معالجة أزمة المناخ، وتعزيز التنمية عالية الجودة لمبادرة الحزام والطريق، وإقامة علاقة متناغمة بين البشر والطبيعة.

وفي أغسطس، أطلق الحوار الصيني الأفريقي بشأن البيئة وتغير المناخ مبادرة لتعزيز التعاون في التنمية الخضراء والمستدامة، وحث الصين وأفريقيا على إجراء حوار ومشاورات بشأن السياسات البيئية والمناخية، وتبادل أفضل الممارسات في مجالات مثل التخفيف من آثار المناخ والتكيف معه، والحفاظ على التنوع البيولوجي والحد من التلوث البيئي.

وفي أعقاب قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي لهذا العام، أتيح للصين وأفريقيا الفرصة لبدء فصل جديد في التنمية الخضراء والمستدامة.

بياو ينغجي باحثة مشاركة في معهد الصين-أفريقيا التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: التعاون بین الصین التنمیة الخضراء الصینی الأفریقی الصین وأفریقیا الطاقة الخضراء فی أفریقیا فی مجال

إقرأ أيضاً:

وزير البترول: التعاون مع الشركاء ساهم في تعزيز إمدادات الطاقة

أكد وزير البترول والثروة المعدنية المهندس كريم بدوي، أن سياسة التعاون والشراكة الفاعلة مع شركاء النجاح في استكشاف وإنتاج البترول والغاز كانت أحد أهم أسباب تجاوز مصر لتحديات تأمين إمدادات الطاقة التي ظهرت بعد عام 2021، في ظل الظروف الاقتصادية العالمية وتراجع الإنتاج ونقص إمدادات الطاقة، موضحاً أن هذا التعاون أثمر عن إيقاف تراجع إنتاج الغاز والعودة إلى الزيادة التدريجية، وكذلك ثبات واستقرار إنتاج البترول تمهيداً للعودة إلى الصعود بما يمكن الاقتصاد المصري من النمو والازدهار.

جاء ذلك خلال افتتاح مؤتمر "التعاون لتعزيز فرص مجال الاستكشاف والإنتاج البترولي في مصر"، الذي نظمته مؤسسة (إيجيبت أويل آند جاس)، اليوم الخميس، بمشاركة قيادات قطاع البترول ورؤساء شركات البترول الأجنبية العاملة في مصر من شركاء النجاح في مجال الاستكشاف والإنتاج.

وأضاف الوزير أن هذه الجهود المشتركة أسهمت في تأمين إمدادات الطاقة اللازمة لتلبية الزيادة القياسية في استهلاك الكهرباء خلال صيف العام الماضي، والتي بلغت نحو 40 ألف ميجاوات، موجهاً الشكر لشركاء النجاح وللعاملين في مواقع العمل والإنتاج الذين يعملون على مدار 24 ساعة لتأمين احتياجات قطاعات الكهرباء والصناعة ومختلف القطاعات الحيوية في الدولة المصرية.

واستعرض الوزير في كلمته المحاور الرئيسية لاستراتيجية عمل الوزارة، مؤكداً أنها الركائز الأساسية لتعزيز التعاون مع شركاء النجاح.

وأشار إلى أهمية هذا الملتقى الذي يجمع قيادات قطاع البترول وشركاء النجاح في الاستكشاف والإنتاج لعرض أفضل الممارسات وتبادل الخبرات بما يساعد على الإسراع بعمليات زيادة الإنتاج والتعجيل بعمليات استكشاف جديدة، ورفع كفاءة العمليات، ودعم سلامة العنصر البشري، وتحسين كفاءة استخدام الطاقة وترشيدها، وتبني نماذج عمل حديثة تواكب تطورات صناعة البترول والغاز.

كما قام الوزير بتسليم الشركات الفائزة جوائز التميز في العمليات، حيث فازت الشركة (العامة للبترول) وشركة (شلمبرجير) بجائزة إدارة الحقول المتقادمة عن مشروع "مسار عمل بالذكاء الاصطناعي أطلق إمكانات الحقول القديمة بقيمة تزيد عن 33 مليون دولار"، وفازت شركة (خالدة للبترول) وشركة (شلمبرجير) بالمركز الثاني في الجائزة نفسها عن مشروع "إزالة ثاني أكسيد الكربون من الغاز باستخدام تقنية حديثة".

وفازت (هاربور إنرجي) بجائزة كفاءة الطاقة التشغيلية عن مشروع "حل رقمي لضغط الغاز"، وفي المركز الثاني جاءت (نورث بيتروليم الصينية) عن مشروع "تخفيض التكاليف والأنظمة الكهربائية المتكاملة في الصحراء الغربية".

كما فازت (يونايتد إنرجي مصر) بجائزة المشروعات البارزة في السلامة والصحة المهنية وحماية البيئة عن مشروع "إزالة الكربون من توليد الطاقة في حقل المنطقة (أ)"، وفازت شركة (إيناب) بالمركز الثاني عن مشروع "نموذج تصور المخاطر الموحّد: استخدام تحليلات Power BI لقياس وتتبع المخاطر التشغيلية في حقول البترول والغاز".

اقرأ أيضاًوزير العمل يشهد تسليم 405 عقود عمل لذوي الهمم في 27 محافظة

محافظ الغربية يرفع درجة الاستعداد القصوى لجولة الإعادة لانتخابات مجلس النواب 2025

مقالات مشابهة

  • السياسة الأمريكية تجاه أفريقيا: ما الذي تغير؟
  • تحقق مستهدفات السعودية الخضراء.. أكثر من 61 نوعًا من النباتات المحلية ملائمة للتشجير في الشرقية
  • الصين تدعو لتعميق الشراكة مع الإمارات بالنفط والغاز
  • جامعة القصيم: مشروع الطالب محمد الحاج بكلية الهندسة يحقق أعلى فئة ببرنامج "قادة طاقة المستقبل"
  • وزيرة التنمية المحلية تبحث تعزيز التعاون مع مركز سيداري للمشروعات البيئية
  • جامعة الدول العربية تستضيف الاجتماع الخامس عشر لرابطة جمعيات الصداقة العربية الصينية
  • الهلال يفتقد بونو وكوليبالي في 9 مباريات بسبب كأس أمم أفريقيا
  • «الشارقة لإدارة الأصول» ووفد هولندي يستكشفان فرص التعاون
  • وزير البترول: التعاون مع الشركاء ساهم في تعزيز إمدادات الطاقة
  • المكسيك تصادق على زيادات في الرسوم على أكثر من 1400 منتج مستورد من الصين ودول أخرى