الدماء تسيل في لبنان.. وإسرائيل تتأهب لـ«القصاص»
تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT
بيروت- «وكالات»: قتل 9 أشخاص وأصيب نحو 2750 أغلبهم من عناصر حزب الله في جنوبي لبنان وسوريا بعد انفجار أجهزة اتصال من نوع «بيجر» بأيدي أصحابها، واتهم حزب الله إسرائيل بالمسؤولية عن تفجير الأجهزة، في حين لم تعلق إسرائيل حتى الآن.
وأعلن وزير الصحة اللبناني مقتل 9 أشخاص بينهم طفلة، وإصابة نحو 2750 ، ووجه وزير الصحة نداء إلى كافة المستشفيات باستقبال جميع المصابين، في حين قال الدفاع المدني اللبناني: إن المستشفيات في الجنوب تجاوزت قدرتها الاستيعابية، ونعمل على نقل الجرحى خارج المحافظة.
من جهته، أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني أن السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني أصيب في أحد هذه الانفجارات، موضحا أنه «بكامل وعيه، ولا يوجد أي خطر عليه».
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض إلى إصابة 14 شخصا في سوريا بانفجار أجهزة اتصال.
وأعلن حزب الله -في بيان- أن «إسرائيل مسؤولة» عن الهجوم. وأضاف البيان «نحمل العدو الإسرائيلي المسؤولية كاملة عن العدوان الذي طال المدنيين أيضا وأدى لارتقاء عدد من الشهداء».
وقال الحزب إن «العدو الغادر والمجرم سينال بالتأكيد قصاصه العادل على هذا العدوان الآثم من حيث يحتسب ولا يحتسب».
وأكد البيان أن «الأجهزة المختصة في حزب الله تجري تحقيقا واسع النطاق أمنيا وعلميا لمعرفة سبب الانفجارات المتزامنة»، ودعا الحزب إلى «الانتباه من الشائعات والمعلومات المضللة بما يخدم الحرب النفسية لمصلحة العدو الصهيوني».
كما حملت الحكومة اللبنانية إسرائيل المسؤولية، وقال وزير الإعلام اللبناني في مؤتمر صحفي: إن لبنان يدين العدوان الإسرائيلي الغاشم، داعيا الأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياتها تجاه هذا العدوان، مؤكدا أن الحكومة باشرت على الفور اتصالات مع الدول المعنية والأمم المتحدة لوضعها أمام مسؤوليتها.
في المقابل، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن: نتنياهو وجالانت اجتمعا تحت الأرض بوزارة الدفاع لبحث التوترات في لبنان، في ظل تأهب الجيش الإسرائيلي على أي رد محتمل من حزب الله.
وأكدت هيئة البث الإسرائيلية رفع حالة التأهب في جميع الموانئ بما في ذلك إيلات، في ظل توقع رد من حزب الله على تفجير أجهزة الاتصال، وأضافت أن مسؤولي وزارة النقل ناقشوا الاستعدادات بميناء حيفا ومطار بن جوريون وسيناريوهات أخرى.
وأفادت صحيفة وول ستريت جورنال نقلا عن شركة لوبك إنترناشيونال الأمنية قولها إن سبب انفجار أجهزة الاتصال في لبنان هو على الأرجح برمجيات خبيثة، وأوضحت أن البرمجيات رفعت حرارة البطاريات ما أدى لانفجارها، أو وضع شحنة فجرت عن بعد.
ووفقا للصحيفة، فإن أجهزة الاستدعاء المتضررة كانت من شحنة جديدة تلقاها الحزب خلال الأيام الأخيرة.
وكانت وكالة أسوشيتيد برس عن مسؤول في حزب الله قوله إن إسرائيل تقف وراء الحادث الأمني في لبنان، مضيفا أن أجهزة الاتصال كانت تحمل بطاريات ليثيوم يبدو أنها انفجرت نتيجة تسخين زائد.
وأرجع محللون عسكريون عمليات التفجير الأخير التي استهدف أجهزة اتصال لاسلكية في العديد من مناطق لبنان إلى نية إسرائيل دخول حرب برية مع حزب الله.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة اليوم: إن التطورات في لبنان تبعث على القلق الشديد في ظل الوضع «الشديد التقلب»، مضيفا أن المنظمة الدولية تأسف لسقوط أي ضحايا من المدنيين.
وفي ظل ارتفاع خطر نشوب حرب واسعة، يُتوقع أن يصل وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى مصر لمناقشة اقتراح جديد يهدف إلى وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن عشرات المحتجزين في القطاع.
وأدت غارة إسرائيلية اليوم على مدينة بليدا الحدودية في جنوب لبنان إلى استشهاد ثلاثة أشخاص، بحسب السلطات اللبنانية.
وقال مايكل هوروفيتس الخبير الجيوسياسي في شركة «لو بيك»، وهي شركة استشارات أمنية مقرها في الشرق الأوسط، إنه «بدون وقف لإطلاق النار في غزة، لن يكون هناك اتفاق بشأن مسألة الحدود مع لبنان. بالنسبة لإسرائيل، هذا يعني أنه سيكون من الضروري على الأرجح الاستعداد لحل عسكري، خصوصا مع تصاعد الضغوط مع بقاء عشرات الآلاف من الإسرائيليين نازحين».
وتابع «هناك إجماع (في إسرائيل) على أن الحرب إذا شُنت للقضاء تماما على حزب الله ستكون صعبة ومكلفة وخطرة للغاية، لأنها قد تقود إلى اشتعال المنطقة. وبالتالي، فإن هدف العملية العسكرية سيكون محدودا ولا سيما لإقامة منطقة عازلة في جنوب لبنان».
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
لماذا انتصرت إسرائيل في لبنان وفشلت في اليمن؟: السعودية تفتح ملفاً مسكوتاً عنه
مقاتلات إسرائيلية (سي إن إن)
أثار الكاتب عبد الرحمن الراشد جدلاً واسعاً بتحليله المفصل للمفارقة بين الأداء العسكري الإسرائيلي في جبهتين متباعدتين: لبنان واليمن. ففي مقاله المنشور بصحيفة الشرق الأوسط تحت عنوان "إسرائيل.. لماذا تفوَّقت في لبنان وليس في اليمن؟"، يرى الراشد أن تل أبيب حققت نصراً ساحقاً على حزب الله في الحرب الأخيرة، بينما بدت عملياتها في اليمن ضد الحوثيين "استعراضية وغير فعالة".
ويعتبر الراشد أن إسرائيل تعاملت في لبنان باحترافية عالية، تمكّنت خلالها من تصفية قيادات الصف الأول لحزب الله، وضرب ترسانته الصاروخية بدقة بالغة، حتى أن المشهد بدا كما لو كان مأخوذاً من فيلم خيال علمي.
اقرأ أيضاً الريال اليمني يترنّح من جديد.. الدولار يقترب من 2600 في عدن خلال تعاملات اليوم 4 يونيو، 2025 حلوى "شهيرة" في الأسواق اليمنية تحتوي على مادة مخدرة.. تحذير عاجل من هيئة المواصفات بصنعاء 3 يونيو، 2025ومع أن الحرب استمرت لأكثر من عام، فإن البنية التحتية في لبنان بقيت تعمل، وحتى الطائرات المدنية استمرت في الإقلاع والهبوط من مطار رفيق الحريري، بينما كان القصف على الضاحية الجنوبية جارياً على مرأى من ركاب الطائرات.
أما في اليمن، فيقول الراشد إن المشهد مختلف كلياً. فالهجمات الإسرائيلية اقتصرت على مطار صنعاء والموانئ والطرقات، دون أثر حقيقي على قدرات الحوثيين، الذين استمروا في إطلاق المسيرات والصواريخ، رغم محدودية تأثيرها.
ويعزو هذا الأداء "المتواضع" إلى سببين رئيسيين: الأول هو شحّ المعلومات الاستخباراتية، إذ لا تملك إسرائيل في اليمن شبكة عملاء ومخبرين كالتي بنتها داخل حزب الله في لبنان؛ والثاني أن الحكومة الإسرائيلية لا ترغب على ما يبدو في توسيع نطاق المواجهة وتكتفي بعمليات عقابية محدودة.
وفي تشبيه لافت، يرى أن الحوثي يشبه "الفراشة الليلية التي تلقي بنفسها في النار"، يظن أنه يتقدم تقنياً بإطلاقه الدرونز والصواريخ، بينما هو لا يزال في جوهره مقاتلاً بدائياً أقرب لعصور الكهوف.