كتبت "العربية":
عقب سلسلة الانفجارات المتزامنة لأجهزة اتصال محمولة "بيجر" في أنحاء لبنان، أدت إلى استشهاد وإصابة المئات أمس الثلاثاء، كانت هناك تفاصيل لم تتكشف حول سبب استخدام حزب الله لهذه الأجهزة التي انتهى عمرها ولم يعد أحد يستخدمها في الاتصالات بعد ظهور الهواتف الخلوية.

وحسب ما تردد عن وجود هجمات سيبرانية شنتها إسرائيل على الآلاف من عناصر وقيادات حزب الله، من خلال تفخيخ أو تفجير بطاريات هواتف البيجر التي يحملونها، فإن هذا يفتح باب الحديث حول شكل ونوع المعارك القادمة وهل تستخدم التكنولوجيا الحديثة والذكاء الصناعي فيها أم لا وكيف يمكن مواجهتها؟

في هذا الشأن، يقول محمد محسن رمضان مستشار الأمن السيبراني ومكافحة الجرائم الإلكترونية في مصر لـ"العربية" إنه ورغم تضارب التفسيرات حول كيفية تنفيذ مثل هذا الهجوم، لابد من معرفة ما هي أجهزة البيجر مضيفا أن البيجر هو جهاز اتصال لاسلكي صغير كان يستخدم قديما قبل ظهور الهواتف الذكية وتم تطويره في الستينيات للاستخدام في حالات الطوارئ.



وتابع أن البيجر يعتمد على إرسال إشارات رقمية عبر موجات الراديو لإخطار المستخدم بأن شخصا ما حاول الاتصال به كما يمكن إرسال رسائل نصية قصيرة عبر هذا الجهاز، مشيرا إلى أن البيجر وسيلة شائعة للتواصل، قبل انتشار الهواتف الذكية وخاصة بين الأطباء العاملين في المناوبات الليلية، وموظفي خدمات الطوارئ كما استخدم أيضا في المجالات العسكرية والأمنية.

"آمنة نوعا ما"
وحول لماذا يعتمد عناصر حزب الله على البيجر رغم أنه بات وسيلة قديمة؟ قال الخبير المصري إن جهاز البيجر يعتبر من التقنيات القديمة نسبيا والتي لا يمكنها الاتصال بالإنترنت، ولذلك تعتبر آمنة نوعا ما من الاختراقات السيبرانية ومحاولات التجسس والتتبع الشائعة عند استخدام الهواتف المحمولة أو الذكية، ولهذا فهي لا تزال تستخدم في المجالات العسكرية والأمنية، وهذا على الأرجح السبب الذي يدفع عناصر حزب الله لامتلاك هذه الأجهزة.

شريحة.. وطائرات مسيرة
أما عن كيفية الانفجار، فيجيب محمد محسن رمضان بالقول إنه لا يزال من المبكر معرفة كيف انفجرت هذه الأجهزة بالتحديد حيث إن التفسيرات حول أسباب هذا الأمر لا تزال تتوالى، وأبرزها أن شريحة ما تم زرعها في كافة أجهزة البيجر قبل استيرادها واستخدامها من قبل عناصر حزب الله، موضحا أن هذه الشريحة تم تفعيلها من خلال موجات الراديو المرسلة عبر طائرات مسيّرة تم إطلاقها في مختلف أرجاء لبنان بحيث تعمل تلك الموجهات على تفجير الشريحة أو رفع درجة حرارة بطارية الجهاز بما يؤدي إلى انفجارها.

وأضاف الخبير المصري أن ما يعزز ذلك أن مصادر لبنانية تأكد أن أجهزة الاتصال التي انفجرت هي "أحدث طراز" جلبه حزب الله خلال الأشهر القليلة الماضية، كما أن الأجهزة المستهدفة كانت ضمن شحنة جديدة تلقاها الحزب مؤخرا.

وأكد أن سبب انفجار أجهزة البيجر هو على الأرجح برمجيات خبيثة، رفعت حرارة البطاريات ما أدى لانفجارها.(العربية)


المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

هل يُعتبر بناء الجيش المهني القوي هو جزء من بناء الدولة المدنية ؟

هل يُعتبر بناء الجيش المهني القوي هو جزء من بناء الدولة المدنية ؟…
●أذكر أنه في العام ٢٠١٤م عندما كنت دارساً بالأكاديمية العسكرية العُليا (حالياً أكاديمية نميري العسكرية العليا) كُلفت بإعداد بحث التخرج لنيل درجة زمالة كلية الحرب العليا ، حيث كان بعنوان ، تأثير التصنيع الحربي على تطوير القوات المسلحة السودانية (دراسة حالة سلاح المدرعات) ، لم يكن ذلك العنوان ضمن العناوين الثلاثة التى قدمتها لشعبة البحوث بكلية الحرب العليا ، ليتم إختيار واحدٍ منها ، فضلاً عن أن الكتابة في هكذا موضوع يحتاج الى شخص متخصص ، لكن إدارة الكلية أصرت على قرارها ، بإعتبار أن ذلك العنوان هو من ضمن عدة عناوين وردتهم من إدارة التدريب للكتابة عنها ، والخروج بتوصيات يتم مناقشتها في سمنار التدريب للعام القادم ٢٠١٥م ، وإذا ذلك الإصرار وجدت نفسي مضطراً للكتابة عن ذلك الموضوع الذي لم يسبقني فيه احد من الدارسين الذين مروا على الأكاديمية ، ولم تكن الكتابة في هكذا موضوع بالأمر الهين ، خاصة مع ندرة المراجع التى يستند عليها البحث والتحليل ، لتأكيد او نفى فرضيات البحث للوصول الى النتائج ، ومن ثم الخروج بتوصيات مبنية ومستندة على الدراسة العلمية والتحليل ..
●عندما شرعت في كتابة الإطار النظري وتعمقتُ في البحث ، وجدتُ أن هنالك الكثير من المفاهيم والثوابت قد تغيرت بتغير الزمان والمكان في ظل عالمٍ يتجدد بشكلٍ يومي …
●في السابق كان يُقاس مدى تطور الدول بمدى تطور الإتصالات والمواصلات فيها ، وهذا ما درسناه وتعلمناه خلال رحلة حياتنا التعليمية ، ولكن ذلك المفهوم قد تغير تماماً وأصبح من الماضي ، حيث بات يُقاس مدى تطور الدول بمدى تطور الصناعات الحربية فيها ، وصار ذلك هو المحور الأساسي لتقدم الدول ، و وضعها في مصاف الدول العظمى ، والمؤثِّرة في القرارات العالمية ، في ظل نظامٍ عالمي لا يعترف إلا بمنطق القوة ، حيث إنهار النظام العالمي القائم على القواعد ، وساد قانون الغاب الذى يُعَبر عنه بمنطق أن “القوة هى الحق” Might is right وأنتهى معه مبدأ ” منع العدوان” الذى كان سائداً في النظام الدولي القديم ..
●شهدت العديد من الدول خلال الفترة من ٢٠٢٠م وحتى الآن زيادة في حجم الإنفاق العسكري لديها ، وأُعتبر ذلك من الأولويات ، ومعه قفز حجم الإنفاق العسكري بنهاية العام ٢٠٢٤م الى ٢،٧ تريليوناً ، مسجلاً زيادة سنوية قدرها ٩،٤% هى الأكبر منذ الحرب الباردة (المصدر فايننشال تايمز) ، وكان ذلك نتاج التوترات الجيوسياسية والتى عادت معها سياسات القوة الواقعية ..
●السودان دولة تعيش في ظل توترات سياسية امنية عسكرية ، ويخوض حالياً حرباً وجودية ، يحتاج معها الى تقوية جيشه بمزيد من القدرات العسكرية النوعية ، لمجابهة الخطر الحالي والمستقبلي ، ولا يتأتى ذلك إلا بزيادة حجم الإنفاق العسكري ، والإهتمام بمنظومة الصناعات الدفاعية ، والتى مضى فيها السودان خطوات متقدمة تحتاج الى مزيد من البزل والعطاء …
●بعد الإطاحة بنظام الإنقاذ في أبريل من العام ٢٠١٩م ، سرت حالة من السيولة الأمنية ، وأصبحت الدولة مستباحة لأجهزة المخابرات الأجنبية (وقد شهدنا ذلك في ميدان الإعتصام) ، وتلك هى الفترة التى تم فيها تلميع شخصية محمد حمدان دقلو ، وإعادة إنتاجها وصياغتها بشكلٍ يخدم المشروع الغربي الصهيوماسوني في السودان ، وتم تجسير الهُوة بين قوات مليشيا الدعم السريع وتجمع المهنيين (تأسيس حالياً) على الرُغم من موقف الثوار من مليشيا الدعم السريع(في عالم السياسة ليس هنالك مجالاً للصدف) ، وخلال الفترة التى تلت توقيع الوثيقة الدستورية وتشكيل حكومة حمدوك ، شهدنا العديد من الزيارات الى المواقع الأمنية والعسكرية الحساسة ، والمتعلقة بالأمن الوطني والقومي للدولة السودانية ، حيث كانت تلك الزيارات من مخابرات دول أجنبية(منها إسرائيل) ، طالت حتى منظومة الصناعات الدفاعية ، وهذا لا يحدث إلا في دولة اسمها السودان ، وفي ظل حكومة تنفيذية متواطئة ، تُنفِّذ في أجندة لخطة موضوعة سلفاً في تدمير الدولة السودانية وقواتها المسلحة ..
●في ٢١ سبتمبر من العام ٢٠٢١م وعندما قمنا بحركتنا التصحيحية ، كنا نُدرك تماماً أن إستمرار هذا الخطر الإستراتيجي ، المتمثل في قوات الدعم السريع ، وبرنامج قوى إعلان الحرية والتغيير فيما يلي هيكلة القوات المسلحة ، هو بمثابة القضاء على دولة اسمها السودان بشكلٍ نهائى …
●أثبتت الأيام صدق حدثنا وما ظللنا نُحزر منه ، وهاهى المليشيا وحاضنتها السياسية تؤكدان ما ذهبنا إليه ، حاولتا وتحاولان الآن تنفيذ مخطط المشروع الغربي الصهيوماسوني في السودان ، ولكن سوف يُهزمون بحول الله…
●الآن نعود الى عنوان هذا المقال ونُحاول أن نجيب عليه ، بعيداً عن العواطف ومُدعي المدنية ، الذين لا يُفرقون بينها وبين بناء الدولة الحديثة في ظل المتغيرات العالمية الحالية ، لأن بناء الجيش المهني هو جزء من بناء الدولة المدنية ، وأن بناء الجيش لا يعني عسكرة الدولة ، بل هو جزء أساسي من هذا البناء…
●تقوية الجيش وبناء قدراته ، تعنى توحيد السلاح تحت مظلة القوات المسلحة ، بدمج كل الحركات المسلحة فيه ، وأن حماية الدولة مبنية على أساس تقوية جيشها ، وزيادة حجم الإنفاق العسكري ومجاراة التطور في مجال التسليح النوعي ، وأجيال الحروب ، في دولة مثل السودان ، مُحاطة بجيران مزدوجي الولاء ، وتتمتع بموقع جيوسياسيى يجعل العديد من الدول تطمع فيه وفي ثرواته..

عبد الباقي الحسن بكراوي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • عاجل: إحباط مخطط صهيوأمريكي يستهدف صنعاء والمحافظات الحرة.. وجهاز الأمن والمخابرات يصدر هذا التحذير الهام للمواطنين “تفاصيل”
  • ضبط عدد من أجهزة ومعدات ستارلينك التي تستخدم لأغراض تجسسية
  • مصدر أمني: ضبط عدد من أجهزة ومعدات “ستارلينك” التي تستخدم لأغراض تجسسية
  • أجهزة الأمن تكشف تفاصيل التعدى على صاحب محل بالفيوم
  • خبير تربوي يكشف 4 إشكاليات تواجه تطوير مناهج طلاب المدارس
  • وزارة الصحة توزّع شحنة جديدة من مشغلات أجهزة «الغسيل الكلوي»
  • هل يُعتبر بناء الجيش المهني القوي هو جزء من بناء الدولة المدنية ؟
  • معاريف تكشف تفاصيل جديدة عن هجوم البيجر الإسرائيلي في لبنان
  • مشفى درعا الوطني يواصل تقديم خدماته للمرضى مع تزويده بـ 5 أجهزة غسيل كلى جديدة
  • خبير تكنولوجيا: الذكاء الاصطناعي يكشف المحتوى الموجّه والممول ويحمي الوعي الرقمي