الغرب يسعى لمعاقبة روسيا من خلال دول في آسيا الوسطى
تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT
تستخدم الشركات الروسية دول آسيا الوسطى للتحايل على عقوبات الحرب الروسية الأوكرانية، الأمر الذي يضع الغرب في معضلة. إذ تحتاج الدول الغربية إلى إيجاد طريقة لتعطيل الإمدادات التكنولوجية الروسية، لكنها لا تريد الانخراط في حرب تجارية مع الجمهوريات السوفيتية السابقة الصاعدة.
في الوقت الذي تسعى فيه دول المنطقة إلى تعميق التعاون مع آسيا الوسطى وعقد قمة رئاسية أخرى قريبا، تتوخى دول المنطقة الحذر وتحاول الحفاظ على مسافة اقتصادية مع جارتها الشمالية العظيمة وحاكمها السابق.
وفي الآونة الأخيرة، حظر البنك المركزي في قيرغيزستان التحويلات إذ رأى أنها غطاء للتجارة الروسية مع الصين. ولم تسرّ موسكو بهذه الخطوة.
زاد رفض مدفوعات الشركات الروسية من خلال البنوك في آسيا الوسطى بمقدار الثلث، وفقًا تقرير"RBC" الذي صدر في تموز/يوليو وهو متخصص في أخبار الأعمال.
وتأتي هذه الحملة مع تشديد العقوبات الغربية ضد بعض شركات آسيا الوسطى التي يُشتبه في أنها تساعد روسيا على التهرب من الإجراءات العقابية. ولا يريد سكان آسيا الوسطى أن تقع بلدانهم تحت العقوبات، لأنهم بحاجة إلى التقنيات والأسواق الغربية لتنميتها، لكنهم لا يستطيعون الانفصال تمامًا عن موسكو.
وأعرب ديفيد أوسوليفان مبعوث الاتحاد الأوروبي بشأن العقوبات، عن تقديره لتعاون كازاخستان لكنه أقر بأن الدول المعنية ليس لديها الفرصة لإدارة ظهرها بالكامل لموسكو. ويتسبب هذا التوازن في معضلة لدى صانعي السياسات الغربيين.
لماذا تحتاج روسيا إلى آسيا الوسطى؟تلعب الدول المجاورة لروسيا في آسيا الوسطى دورًا مهمًا في مساعدة موسكو على تخفيف ضربات العقوبات الغربية ووقف تدفق الشركات الأجنبية سواء برغبتها أو بدون. وتتيح دول آسيا الوسطى للروس إمكانية الوصول إلى السلع والخدمات المالية التي "جفت" في روسيا.
وأصبحت هناك ظاهرة مؤخرا، حيث يسافر المزيد من الروس من الطبقة المتوسطة إلى كازاخستان أو قيرغيزستان لفتح حسابات مصرفية أو شراء منتجات غربية لم تعد متوفرة في بلادهم.
وارتفع عدد السيارات الغربية المباعة في كازاخستان للمشترين الروس العام الماضي بنسبة 143 بالمائة وفقًا لبيانات RBC. ويذكر أن تجار السيارات الحذرين يرفضون البيع للمواطنين الروس لأنهم يخشون قطع علاقاتهم مع الغرب، بما في ذلك اليابان وكوريا الجنوبية.
Relatedإنطلاق أشغال قمة منظمة شنغهاي للتعاون في كازاخستان شاهد: روسيا تطلق مركبة شحن إلى محطة الفضاء الدولية من قاعدة بايكونور في كازاخستاناختتام ألعاب شعوب الرحل العالمية في أستانا عاصمة كازاخستانتعد كازاخستان "النقطة الساخنة" الأكثر شعبية لرواد الأعمال الروس-بعد جورجيا- وفقًا لمجلة فوربس للأعمال، حيث تم تأسيس 6100 شركة جديدة العام الماضي.
ويذكر أن كازاخستان ما تزال أكبر مصدر لـ "سلع الحرب"، فهي أرسلت ما يقارب 300 مليون دولار من هذه المعدات إلى روسيا في عام 2023.
العلاقة مع الصين غامضةتشعر الدول التي تساعد روسيا "من تحت الطاولة" بالحيرة من حقيقة أن معاهد البحوث العسكرية الغربية والصحفيين الاستقصائيين وثقوا العديد من حالات السلع ذات الاستخدام المزدوج التي تدخل إلى روسيا عبر دول آسيا الوسطى.
ويعترف المحققون بأن التجارة بين دول آسيا الوسطى والصين ببساطة خارجة عن السيطرة، وليس لديهم أي فكرة عن حجم الشاحنات من الصين إلى روسيا، لكن الرسوم الجمركية المفروضة عليها تُثري البلدان المعنية، وهي لن ترغب في التخلي عنها.
هل العقوبات المفروضة على روسيا ملزمة أيضًا لدول آسيا الوسطى؟قال توم كيتنج مدير مركز الجريمة المالية والأمن في الخدمات الملكية المتحدة، بأن العقوبات ضد روسيا لا يفرضها مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، وأضاف أنه تبعا لذلك لا توجد سلطة قانونية للدول التي لا تفرض عقوبات أحادية الجانب، كمجموعة السبع وشركائها.
فلا لا يمكن إلزام دول آسيا الوسطى قانونيا اتباع سياسة العقوبات، ولكن يمكن منعها من دعم موسكو بشكل كامل بالوسائل السياسية والاقتصادية.
وحتى الآن لم تنضم أي دولة من دول آسيا الوسطى إلى الغرب في فرض عقوبات على روسيا بسبب الحرب الروسية الأوكرانية. ومع ذلك، تعهدت هذه الدول بعدم مساعدة موسكو في التحايل على القيود المفروضة.
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية فيديو: فياضات عارمة في روسيا وكازاخستان وإجلاء الآلاف من الأشخاص من كازاخستان بلينكن يؤكد دعمه للجمهوريات السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى ماكدونالدز تغادر كازخستان بسبب نقص اللحوم الروسية روسيا الصين قيرغيزستان كازاخستان أوزبكستان الحرب في أوكرانياالمصدر: euronews
كلمات دلالية: وفاة لبنان إسرائيل حزب الله إيطاليا أمطار وفاة لبنان إسرائيل حزب الله إيطاليا أمطار روسيا الصين قيرغيزستان كازاخستان أوزبكستان الحرب في أوكرانيا وفاة لبنان إسرائيل حزب الله إيطاليا أمطار رجل إطفاء انفجار روسيا الصين المفوضية الأوروبية الاتحاد الأوروبي السياسة الأوروبية دول آسیا الوسطى فی آسیا الوسطى یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الأوروبي يقرر تجميد الأصول الروسية إلى «أجل غير مسمى»!
وافق الاتحاد الأوروبي، على تجميد أصول البنك المركزي الروسي المودعة في أوروبا إلى أجل غير مسمى، في خطوة تهدف إلى إزالة العقبة الكبرى أمام استخدام هذه الأموال لدعم أوكرانيا في حربها مع روسيا، وتعكس موقف التكتل الأوروبي الراسخ في مواجهة التحديات الأمنية المرتبطة بالعملية العسكرية الروسيةِ.
ويأتي هذا القرار ضمن جهود الاتحاد الأوروبي لضمان استمرار تمويل كييف خلال الحرب، إذ تعتبر العملية العسكرية الروسية تهديدًا مباشرًا لأمن التكتل الأوروبي، وتسعى الدول الأعضاء لتوظيف جزء من الأصول السيادية الروسية المجمدة منذ بداية العملية الروسية في أوكرانيا عام 2022 لدعم ميزانية أوكرانيا العسكرية والمدنيةِ.
وتتمثل الخطوة الأولى في تجميد 210 مليارات يورو (246 مليار دولار) من الأصول السيادية الروسية طالما اقتضت الحاجة، بدلاً من إعادة التصويت كل ستة أشهر على تمديد التجميد، مما يحرم المجر وسلوفاكيا، اللتين تربطهما علاقات أوثق بموسكو، من الاعتراض على تمديد التجميد مستقبلاً، ويقلل المخاطر القانونية التي قد تضطر الاتحاد الأوروبي لإعادة الأموال إلى روسياِ.
ويهدف هذا التجميد إلى تمهيد الطريق لإقناع بلجيكا بدعم خطة الاتحاد الأوروبي لاستخدام الأموال الروسية المجمدة في تقديم قرض لأوكرانيا يصل إلى 165 مليار يورو لتغطية احتياجاتها خلال عامي 2026 و2027، على أن تُسدّد أوكرانيا هذا القرض فقط بعد دفع روسيا لتعويضات الحرب، مما يجعل القرض فعليًا بمثابة منحة مسبقة ممولة من مدفوعات التعويضات المستقبليةِ.
ومن المقرر أن يجتمع المجلس الأوروبي في 18 ديسمبر لوضع اللمسات النهائية على تفاصيل قرض التعويضات وحل المشكلات المتبقية، بما يشمل ضمان جميع حكومات الاتحاد لبلجيكا بعدم تحملها تبعات مالية في حال رفع موسكو دعوى قضائية محتملة، في خطوة تؤكد حرص الاتحاد الأوروبي على حماية مصالح أعضائه وخلق آلية دعم مالي متينة لأوكرانياِ.
وفي سياق متصل، أعلنت الحكومة الألمانية أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيزور برلين لإجراء محادثات مع المستشار فريدريش ميرتس قبل اجتماع قادة الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، فيما قالت وزيرة المالية الدنماركية ستيفاني لوس إن بعض المخاوف ما تزال بحاجة للتعامل معها، لكنها أكدت وجود أمل في التوصل إلى قرار شامل الأسبوع المقبلِ.
وعبّر رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان عن اعتقاده بأن تجميد الأصول الروسية لأجل غير مسمى سيُلحق ضررًا بالتكتل الأوروبي، مؤكداً أن بلاده ستسعى لإعادة الأمور إلى نصابها القانوني، فيما وصف البنك المركزي الروسي الخطط الأوروبية بأنها غير قانونية وأعلن عن نية مقاضاة شركة “يوروكلير” المقيمة في بروكسل أمام محكمة موسكو بسبب ما اعتبره إجراءات ضارة تؤثر على قدرة البنك على التصرف في أمواله وأوراقه الماليةِ.
ويعكس قرار الاتحاد الأوروبي استخدام الأصول الروسية المجمدة لإطلاق قرض دعم أوكرانيا رغبة التكتل في تعزيز موقف كييف المالي والأمني، ومواصلة الضغط على موسكو لوقف العمليات العسكرية، ويأتي هذا القرار ضمن سلسلة من العقوبات المالية والاقتصادية التي فرضها الاتحاد الأوروبي منذ بداية الحرب، ويهدف أيضًا لضمان استقرار الأوضاع الاقتصادية والأمنية في القارة الأوروبيةِ.
وتعود جذور تجميد الأصول الروسية في أوروبا إلى العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي عقب غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير 2022، وشملت قيودًا على التعاملات المالية والممتلكات المصرفية الروسية، حيث باتت هذه الأموال ركيزة أساسية في استراتيجيات الاتحاد الأوروبي لدعم أوكرانيا، فيما تظل موسكو ترى في هذه الإجراءات انتهاكًا للقوانين الدولية وحافزًا للنزاع القضائي والدبلوماسيِ.
وكان صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن تقدّمًا كبيرًا يتم إحرازه في جهود تسوية النزاع الأوكراني.
وقال ترامب خلال فعالية في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض إن أسهل الملفات بالنسبة له كان من المفترض أن تكون روسيا وأوكرانيا، مشيرًا إلى أن هناك الكثير من التقدم يُحرز في هذا الملف.
صندوق الاستثمار الروسي يحذر أوروبا من عواقب استخدام الأصول الروسية المجمدة
صرح رئيس صندوق الاستثمار الروسي المباشر، كيريل ديميترييف، السبت، بأن البيروقراطيين الأوروبيين سيواجهون عواقب أفعالهم غير القانونية المتعلقة بالأصول الروسية المجمدة، ووصف ما يحدث بأنه تهديد للثقة بالنظام المالي العالمي وسيادة القانون والقدرة المالية لأوروبا.
وجاء تصريح ديميترييف تعليقًا على تقرير صحيفة بوليتيكو الأمريكية الذي أفاد بأن إيطاليا دعمت بلجيكا في معارضة خطة الاتحاد الأوروبي لتحويل 210 مليارات يورو من الأصول الروسية المجمدة إلى كييف، وهو ما يضعف آمال المفوضية الأوروبية في إبرام الاتفاق.
وقال رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي كيريل دميترييف، الجمعة، إن البيروقراطيين في حلف الناتو والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة يفضلون على الأغلب اندلاع حرب عالمية ثالثة على السماح للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتحقيق السلام في أوكرانيا.
جاء ذلك في تعليقه على منشور وزير الخارجية الهنغاري بيتر سيارتو على منصة التواصل الاجتماعي Х، الذي انتقد فيه تصريحات أمين عام الناتو مارك روته، واعتبر أن هنغاريا، بصفتها عضوًا في الحلف، ترفض دعوات الاستعداد للحرب مع روسيا.
وأضاف دميترييف، الذي يشغل أيضًا منصب الممثل الخاص للرئيس الروسي للاستثمار والتعاون الاقتصادي مع الدول الأجنبية: «هذا كله صحيح تمامًا. بيروقراطيو الناتو والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة يبذلون جهودًا هائلة لتقويض خطة السلام التي وضعها الرئيس ترامب».
وفي السياق نفسه، أعلن البنك المركزي الروسي أنه سيقاضي شركة الإيداع البلجيكية يوروكلير بسبب وضع الأصول، مؤكدًا أن خطط المفوضية الأوروبية لاستخدام الأموال المجمدة غير قانونية، وأنه يحتفظ بحق الدفاع عن حقوقه ومساءلة المفوضية أمام الجهات المختصة دون إشعار مسبق.
وتجدر الإشارة إلى أن دول الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع قامت منذ بدء العملية الخاصة الروسية في أوكرانيا بتجميد نحو نصف احتياطيات روسيا من الذهب والعملات الأجنبية، بما يقارب 300 مليار يورو، منها أكثر من 200 مليار يورو في الاتحاد الأوروبي، بما يشمل 180 مليار يورو في حسابات يوروكلير البلجيكية، إحدى أكبر أنظمة المقاصة في العالم.
كيم جونغ أون يكرم وحدة هندسية عسكرية عادت من روسيا بعد مهمة قتالية وهندسية
حضَر زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون حفل استقبال في بيونغيانغ لوحدة هندسية عسكرية عادت إلى البلاد بعد أداء مهام في روسيا، وفق وكالة الأنباء المركزية الكورية اليوم السبت.
وأشاد كيم جونغ أون خلال كلمته بضباط وجنود الفوج 528 من سلاح المهندسين بالجيش الشعبي الكوري، مؤكدًا على سلوكهم البطولي وشجاعتهم الجماعية في تنفيذ الأوامر الصادرة عن حزب العمال الكوري الحاكم خلال مهمة خارجية استمرت 120 يومًا.
وأوضحت الوكالة أن الوحدة أُرسلت في أوائل أغسطس ونفذت مهامًا قتالية وهندسية في منطقة كورسك الروسية خلال الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية الشهر الماضي أن القوات الكورية الشمالية ساعدت في صد توغل أوكراني كبير وتضطلع الآن بدور هام في تطهير المنطقة من الألغام.
وبموجب اتفاقية دفاع مشترك بين كوريا الشمالية وروسيا، أرسلت بيونغيانغ العام الماضي نحو 14 ألف جندي للقتال إلى جانب القوات الروسية في كورسك، وأسفرت العمليات عن مقتل أكثر من 6 آلاف جندي، بحسب مصادر كورية جنوبية وأوكرانية وغربية.
وأشار كيم جونغ أون إلى وفاة تسعة جنود خلال المهمة، واصفًا خسارتهم بالمفجعة، وأعلن منح الفوج وسام الحرية والاستقلال، فيما مُنح الجنود التسعة لقب بطل جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية إلى جانب أوسمة رسمية أخرى.
وأُقيم حفل الاستقبال بحضور كبار المسؤولين العسكريين وقادة حزب العمال الكوري الحاكم، إلى جانب عائلات الجنود وحشود غفيرة من المواطنين.