من الدوحة حتى دبي .. الصحافة الورقية موت تقني !
تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT
بقلم : حسين الذكر ..
في ظل الزخ الغارق للفضاء الالكتروني ومع عصر القرية ومعجزة العقل البشري .. واتساع رقع المعنى الإعلامي دعونا نعرف بعض المصطلحات بطريقة إعلامية .. خالية من التطنيب والتهويل : –
العولمة : إمكانية تحسس العالم كله والتفكير في مستقبل واحد واعد .
الشوسل ميديا : شبكة اتصال احدث تمتلك قدرة سد حاجات الانسان في عصر العولمة .
الاعلام : عقل قيادي لحسن تدبر وتوظيف الوسائل الخاصة بالراي العام ومواكبتها لمقتضيات القرية العصرية .
قبل عشرة سنوات تحديدا دعيت لالقاء محاضرة لمجموعة من الزملاء والمختصين بالصحافة كان المحور الصحافة الورقية .. وقد قلنا حينها ان الزمن قد تغير وتطوراته تفرض التغيير بالاليات والأساليب لمواكبة روح العصر .. مع التشديد على ان الوعي الصحفي او الرسالة التوظيفية – ولا اقصد الخبرية – ستبقى حية قائمة فاعلة لا تنحصر بوسيلة معينة بل لها قدرة التكيف والانطلاق لتعم الفضاء ولمختلف الاتجاهات .
لم تكن تلك نبؤة .. فقد سبقنا فيها الاخرون وان كان لكل بيئة رؤيتها وتعاطيها وسياساتها الا ان الواقع السوشل ميديوي فرض نفسه بقوة .. حتى أصبحت الصحافة الورقية في خبر كان ولم يعد منها الا الهوية الرمزية وما تبقى فهو جزء من الأرشيف والمتاحف الصحفية .. هنا لا نجتر التشاؤم ولا نريد التهويل .. بقدر ما نعده جزء من ديدين وسنن الحياة ومقتضيات الحضارة .
قبل أيام اتصل بي الزميل العزيز زيد السربل من الكويت الشقيقة داعيا للكتابة وابداء الراي والاقتراح ضمن مشروع الشبكة العربية للإبداع والتميز كمبادرة عربية سيتم تدشينها في مدينة دبي بدولة الامارات العربية المتحدة كجزء من التعاطي والتمكن والسيطرة والتوظيف في ظل ثورة التقنيات والتكنولوجيا المعلوماتيه الحديثة وعالم اليوم الرقمي بما يتناسب مع الروح العربية .
مطلع عام 2024 وعلى هامش بطولة خليجي الدوحة 2023 وجه لي الأستاذ سعد الرميحي الدعوة لحضور احدى امسيات المركز القطري للصحافة بمناسبة بطولة اسيا والإفادة من تجمع الاعلام والصحافة وقد كان محور الحديث فضلا عن التعارف والضيافة والكرم العربي الخوض في إمكانية توظيف الطاقات العربية وصبها باتجاه افضل مما هي عليه وبما يتناسب مع تقنيات عصر العولمة . وقد تحدث الزملاء كل حسب رأيه من مختلف الدول العربية وقد أتيح لي القدر الجميل ان ادلوا بدلوي بكلمات موجزة قلت فيها : ( ان الصحافة الورقية ولدت بتقنيات وماتت بتقنيات ولا يمكن احياؤها في ظل طرق التفكير والاليات السائدة .. الا ان مثل هذه التجمعات العربية يمكن استثمارها وتوظيفها وتوجيها للإفادة من الخبرات التي يتمتعون بها لتوظيف العقل الإعلامي – الحي الذي لا يموت – بشكل افضل لخدمة قضايا الامة ).
تباشير .. مشروع الشبكة العربية للابداع والتميز في الامارات العربية خطوة جيدة بالاتجاه الصحيح ونعتقد جازمين انها تمثل صرخة في ظلامات نفق النحيب على الورق .. واذا ما تم البحث والحديث والتحديث … بسبل المحور الصحفي والإعلامي الإبداعي المتخصص فننا سنسير بهدى العقل العولمي بما يحمل من نتاج لم نستفد حتى الان من مخاض رحمه بعد .. حسين الذكر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الصحافة الورقیة
إقرأ أيضاً:
الانسحاب الصهيوأمريكي من مفاوضات الدوحة.. تكتيك تفاوضي أم تمهيد لتصعيد شامل؟..
بقلم: د. محمد أبو طربوش ..
شهدت مفاوضات الدوحة الرامية إلى وقف إطلاق النار في غزة تطورًا مفاجئا مع إعلان انسحاب الوفدين الأمريكي والصهيوني. فتحت هذه الخطوة باب التكهنات حول دوافعها الحقيقية، لا سيما في ظل حالة الجمود السياسي والميداني التي تلف المشهد.
يضعنا التحليل الاستراتيجي للوضع الراهن أمام سيناريوهين رئيسيين، أحدهما يبدو أكثر ترجيحًا في ضوء المعطيات الحالية.
السيناريو الأول: التصعيد وكسر إرادة المقاومة
يرجّح هذا السيناريو أن الانسحاب ليس مجرد مناورة سياسية، بل خطوة تمهيدية لمرحلة جديدة من التصعيد الوحشي، تهدف إلى فرض الاستسلام على المقاومة.
يتوقع هذا السيناريو أن ترفع الدوائر الصهيوأمريكية وتيرة الإبادةالجماعية ضد المدنيين في غزة بشكل غير مسبوق، مع تنفيذ اغتيالات نوعية لقادة المقاومة في الداخل والخارج في محاولة لشل قدراتهم. بالإضافة إلى ذلك، سيُستخدم الإعلام والحرب النفسية بشكل مكثف لإعادة تشكيل الرواية الدولية وتبرير هذا التصعيد.
وتستند هذه الفرضية إلى قناعة راسخة لدى الأطراف الصهيوأمريكية بأن القوة العسكرية المفرطة هي الأداة الوحيدة لتحقيق أهداف الحرب، بعد أن فشلت الضغوط السياسية والاقتصادية في كسر إرادة المقاومة.
السيناريو الثاني: انسحاب تكتيكي للضغط التفاوضي
أما السيناريو الآخر فيرى أن الانسحاب جزء من لعبة مساومات سياسية تهدف إلى ممارسة ضغط تفاوضي على المقاومة.
يهدف هذا التكتيك إلى إجبار المقاومة على خفض سقف مطالبها، خصوصًا ما يتعلق بوقف العدوان ورفع الحصار الشامل عن غزة. كما يرمي هذا الانسحاب إلى تهيئة الأجواء لإبرام اتفاق هدنة مؤقتة، يكون الهدف الأساسي منها هو استعادة بعض الأسرى والجثامين المحتجزين.
علاوة على ذلك، يسعى هذا السيناريو إلى إعادة ترتيب الجبهة الداخلية الإسرائيلية، التي تعاني من انقسامات وتوترات، قبل استئناف أي حرب مستقبلية بشروط محسوبة ومخطط لها بعناية.
ورغم وجاهة هذا الاحتمال من الناحية التكتيكية، إلا أنه يفتقر إلى ضمانات حقيقية تمنع الاحتلال من استغلال أي هدنة لشن غدر جديد واستئناف عدوانه.
مؤشرات ترجّح التصعيد الشامل
توجد عدة مؤشرات قوية ترجّح كفة سيناريو التصعيدالشامل، أهمها استمرار هيمنة منطق القوة العسكرية على القرار الإسرائيلي والأمريكي، مما يعني أن الحلول الدبلوماسية لا تزال ثانوية في حساباتهم.
يضاف إلى ذلك ضعف الضغط الدولي والصمت العربي–الإسلامي الرسمي، ما يمنح الاحتلال هامشًا واسعًا للمضي قدمًا في مخططاته دون رادع حقيقي.
كذلك ، تعيش حكومة نتنياهو أزمة داخلية حادة، ويحتاج رئيس الوزراء إلى تحقيق”نصر وهمي” لإرضاء اليمين الصهيوني المتطرف والبقاء في السلطة.
أخيرًا، أدى الانحياز الأمريكي الكامل لإسرائيل إلى تحول واشنطن من وسيط محتمل إلى شريك مباشر في العدوان، مما يقلل بشكل كبير من أي فرصة لتدخل أمريكي ضاغط باتجاه الحل السلمي.
غزة: العقدة الاستراتيجية ومعادلة المقاومة
إن الانسحاب الصهيوأمريكي، سواء كان مناورة تفاوضية أو مقدمة لتصعيد شامل، يعكس أن غزة أصبحت العقدة الاستراتيجية للصراع. وفي كل الأحوال، أثبتت الأحداث أن كسر إرادة شعبها لم يعد خيارًا ممكنًا مهما بلغت شراسة العدوان.
هذه الحرب لا ترسم فقط ملامح صراع دموي، بل هي أيضًا تحدد ملامح مرحلة جديدة في معادلة المقاومة والتحرر في المنطقة.