ملاحقات قضائية لشيخ صوفي شهير مُتهم بـ«التحرش»
تاريخ النشر: 19th, September 2024 GMT
بعد أيام من اتهام فتاة لشيخ صوفي شهير في مصر، يُدعى صلاح التيجاني، بـ«التحرش» بها في الصغر، تصاعدت الانتقادات والمطالبات بتوقيفه، في حين توالت البلاغات القضائية ضده، بعد رصد «المجلس القومي للمرأة» منشورات مماثلة لثلاث فتيات ضد نفس الشخص.
وفي منشور عبر حسابها على «فيسبوك»، قبل أيام، ادعت فتاة تُدعى خديجة، وتقيم حالياً في روسيا، تعرضها لـ«تحرش ومضايقات» من التيجاني على مدار سنوات ماضية في صغرها، لافتة إلى أنها «تخضع لعلاج نفسي نتيجة تصرفاته معها».
وأدى المنشور، الذي كذبته والدة الفتاة على خلفية اتهامها بـ«المرض النفسي»، لانتقادات حادة للشيخ وطريقته عبر «السوشيال ميديا». واتهم مدوّنون التيجاني بـ«استغلال الدين للتستر على الجرائم التي يرتكبها».
وبينما أعلنت «الطريقة التيجانية» تبرؤها من صلاح التيجاني، المعروف بعلاقاته بمشاهير الكتّاب والفنانين، توالت الاتهامات ضده ببلاغات رسمية للنائب العام. وأعلن «المجلس القومي للمرأة» في مصر، الخميس، تقدمه ببلاغ للنائب العام ضد الشيخ التيجاني، عقب رصد مكتب شكاوى المرأة بالمجلس منشور الفتاة، علاوة على منشورات مماثلة لثلاث فتيات ضد نفس الشخص على مواقع التواصل الاجتماعي.
وشدد المجلس في بيان له على دوره في «توفير المساعدة القضائية اللازمة، وإبلاغ السلطات العامة عن أي انتهاكات لحقوق وحريات المرأة».
وسبق أن أعلنت مؤسسة «قضايا المرأة المصرية »، وهي مؤسسة حقوقية غير حكومية، تلقيها ثلاث شكاوى ممن وصفتهم بـ«ناجيات أفدن بتعرضهن للتحرش الإلكتروني والجنسي من الشيخ نفسه» يجري التحقق منها، مع طلبهن «الدعم القانوني والتدخل لحمايتهن من التهديدات المستمرة».
وبينما سعى آخرون لتكذيب الاتهامات الموجهة للشيخ، وأثنوا على طريقة تعامله معهم، اعتبر صلاح التيجاني في تصريحات صحافية أن «الهجوم ضده حملة مأجورة بهدف تحقيق أغراض أخرى»، مشيراً إلى «وجود خلاف بينه وبين ممثل الطريقة الصوفية الشيخ محمد الحافظ التيجاني».
ودفعت الاتهامات التي لاحقت التيجاني، المتحدث الرسمي باسم المشيخة العامة للطرق الصوفية، أحمد قنديل، للتأكيد في بيان صحافي، الأربعاء، أن «شيخ الطريقة التيجانية المعتمد رسمياً من المشيخة العامة للطرق الصوفية، والممثل للسادة التيجانية، هو الشيخ محمد الحافظ التيجاني».
وجاء نفي «الطرق الصوفية» بالتزامن مع بيان «الطريقة التيجانية»، التي تبرأت من صلاح التيجاني، مؤكدة براءتها من «كل قول أو فعل يخالف ما يعتقده أهل السنة والجماعة»، مشيرة إلى أن صلاح التيجاني «معزول عن أي اسم تابع للطريقة التيجانية، ولا يمثل إلا نفسه، وليس مسموحاً له بممارسة أي نشاط خاص بها لعدم أهليته».
وأكدت «الطريقة التيجانية» أن صلاح التيجاني «ثبت عنه فساد معتقده، وانحرافه عن الطريقة وتحريفه لأصولها»، نافية صلتها بالزاوية التي يوجد فيها بمنطقة إمبابة (شمال الجيزة).
بدوره، قدم المحامي عمرو عبد السلام بلاغاً للنائب العام ضد صلاح التيجاني، واتهمه بـ«استغلال الدين للترويج لأفكار متطرفة ومغلوطة، بقصد إثارة الفتنة بين أطياف المجتمع، وزعزعة عقيدته الوسطية».
وقال عبد السلام لـ«الشرق الأوسط» إن البلاغ جاء لكون التيجاني «أسس جماعة دينية على خلاف أحكام القانون»، مشيراً إلى أن «الطريقة (الصلاحية التيجانية الجديدة) ليس معترفاً بها من المشيخة العامة للطرق الصوفية، وبالتالي تعد جماعة دينية بالمخالفة».
وأضاف عبد السلام أن مقاطع الفيديو، التي ينشرها عبر صفحته على «فيسبوك»، تتضمن «تحريفاً واضحاً لتفسيرات القرآن والسنة»، بالإضافة إلى «قيامه بالترويج لأفكار هدامة، ومحاولة توصيف نفسه باعتباره إنساناً فوق الوصف»، لافتاً إلى أن «واقعة التحرش المزعومة من الفتاة لا يمكن التحقيق فيها من دون وجود بلاغ منها».
ويرى شيخ مشايخ الطريقة «العزمية»، علاء ماضي أبو العزائم، لـ«الشرق الأوسط»، أن كل طريقة صوفية «يكون فيها الصالح والطالح، ومن يرتكب مخالفة يجري محاسبته، أو إبعاده»، مشيراً في الوقت نفسه إلى ضرورة عدم تسليط الضوء على أخطاء فردية للإساءة إلى الصوفية والصوفيين.
وبحسب المحامي عمرو عبد السلام، فإن النيابة العامة ستفتح تحقيقاً في البلاغ وستشاهد الفيديوهات التي جرى إرفاقها، على أن يتم استدعاؤه في مرحلة تالية للإدلاء بأقواله، مؤكداً أن الفيديوهات التي نشرها «حملت تهديداً للأمن المجتمعي»، وهي أمور يعاقب عليها القانون بالحبس.
Source link مرتبط
المصدر: الميدان اليمني
كلمات دلالية: الطریقة التیجانیة صلاح التیجانی عبد السلام إلى أن
إقرأ أيضاً:
وفاة صوفي كينسيلا مؤلفة روايات شوباهوليك الأكثر مبيعا عن عمر 55 عاما
انهالت رسائل التعزية والإشادات على الكاتبة البريطانية صوفي كينسيلا، الشهيرة بسلسلة "Shopaholic" الأكثر مبيعا، التي توفيت بسرطان الدماغ عن عمر 55 عاما.
توفيت الكاتبة البريطانية صوفي كينسيلا، صاحبة الكوميديا الرومانسية المرحة "Confessions of a Shopaholic" التي أطلقت سلسلة حققت مبيعات كبيرة.
وكانت تبلغ من العمر 55 عاما وقد شُخِّصت بإصابتها بسرطان الدماغ.
وفي بيان على حسابها في "إنستغرام"، قالت عائلتها إنها "توفيت بسلام، وكانت أيامها الأخيرة مليئة بأحب ما في حياتها: العائلة والموسيقى والدفء وعيد الميلاد والفرح".
"لا نستطيع أن نتخيل كيف ستكون الحياة من دون إشراقتها وحبها للحياة"، أضافت العائلة.
وأعلنت كينسيلا، التي نشرت أيضا باسمها الحقيقي مادلين ويكهام، في نيسان/أبريل 2024 أنها شُخِّصت قبل أكثر من عام بالورم الأرومي الدبقي "glioblastoma"، وهو شكل عدواني من سرطان الدماغ.
وقالت آنذاك: "لم أفصح عن ذلك من قبل لأنني أردت التأكد من أن أطفالي سيتمكنون من سماع الخبر والتعامل معه في خصوصية والتأقلم مع "الوضع الطبيعي الجديد" لدينا".
نشرت كينسيلا عشرة روايات من سلسلة "Shopaholic" بدءا من عام 2000 بكتاب "The Secret Dreamworld of a Shopaholic"، المعروف في الولايات المتحدة بعنوان "Confessions of a Shopaholic"، إلى جانب أعمال روائية أخرى. وبيعت كتبها بأكثر من 45 مليون نسخة حول العالم وتُرجمت إلى عشرات اللغات.
لم تكبر كينسيلا وهي تنوي أن تصبح كاتبة. فهي واحدة من ثلاث فتيات وُلدن لوالدين يعملان في التدريس في لندن، وقد عزفت البيانو والكمان في طفولتها كما ألّفت الموسيقى.
وأخبرت المؤلفة والناشرة زيبي أوينز في بودكاستها "Moms Don’t Have Time to Read Books" أن فكرة الكتابة لم تخطر ببالها قط. وقالت: "لم تكن طموح طفولتي. لم أكن الطفلة التي تمشي وتقول: "سأكتب رواية يوما ما"".
التحقت كينسيلا بجامعة أكسفورد لدراسة الموسيقى، لكنها انتقلت بعد عام إلى برنامج السياسة والفلسفة والاقتصاد.
وأثناء الجامعة التقت الموسيقي هنري ويكهام ووقعت في الحب. وأنجب الزوجان أربعة أبناء وابنة.
وبعد التخرج بدأت العمل صحافية مالية وكانت تقضي وقت تنقلها في القراءة. وعلى متن القطار بدأت فكرة كتابة الرواية تتبلور، وراحت تعمل على روايتها الأولى خلال ساعات استراحة الغداء.
نشرت روايتها الأولى "The Tennis Party" عام 1995 باسم مادلين ويكهام. وسرعان ما تركت عملها في الصحافة لتتفرغ للكتابة، وتبعت ذلك بستة كتب أخرى، بينها "The Gatecrasher" و"Sleeping Arrangements".
نجاح "Shopaholic"أشعلت جولة تسوق عادية تماما فكرة كتابة أول رواية من سلسلة "Shopaholic".
وقالت كينسيلا في عام 2019 في بودكاست "The Sunday Salon with Alice-Azania Jarvis": "أتذكر أنني نظرت حولي وفكرت... كلنا نتسوق... نتحدث عن الأمر. نفعله. نفرح به. ونتخذ قرارات سيئة. لماذا لم يكتب أحد عن هذا؟"
وابتكرت قصة عن بيكي بلوموود، صحافية مالية في العشرينات غارقة في الديون بسبب عادة التسوق التي لا تستطيع (أو لا تريد) الإقلاع عنها. وضمّت الرواية مراسلات طريفة ذهابا وإيابا مع محصّلي الفواتير والبنوك، حيث كانت تختلق الأعذار لتأخر السداد. وقالت كينسيلا إن تلك الرسائل كانت من أكثر الأجزاء متعة في الكتابة.
وكانت هناك أيضا قصة حب مع رجل أعمال وسيم التقت به بيكي خلال مهمة عمل، لتنتهي بالزواج وإنجاب ابنة صغيرة مهووسة بالتسوق في الكتب اللاحقة.
ونظرا لأن نبرة "Confessions of a Shopaholic" كانت أكثر طرافة من كتبها السابقة، قررت إرسالها إلى ناشريها باسم مستعار. وكان اسمها الأوسط صوفي، و"كينسيلا" هو اسم عائلة والدتها قبل الزواج.
وافق الناشرون، وصدر "Shopaholic" عام 2000 باسمها المستعار. وقد مزجت الرواية بين روح الدعابة وحكاية تحذيرية عن التورط في الديون إلى حد يفوق القدرة، فحققت نجاحا فوريا.
وقالت كينسيلا إن بيكي كانت امرأة عصرية تمثل الجميع، وسلوكها هو "ما لن تفعله بنفسك، لكن ربما تفعله إذا وجدت نفسك في ظروف قصوى للغاية. وهذا ما تعيشه طوال الوقت".
وتوالت مغامرات بلوموود في كتب منها "Shopaholic Takes Manhattan" و"Shopaholic Ties the Knot" و"Shopaholic & Sister".
ومع مؤلفة "Bridget Jones" هيلين فيلدينغ وغيرهما، وُصفت أعمال كينسيلا كثيرا في الإعلام بأنها "chick lit". وقالت لوكالة "أسوشيتد برس" عام 2004 إنها لا تمانع هذا التصنيف، معتبرة أنه يشير إلى كتاب "ممتع ومسلي وقد تكون له نهاية سعيدة".
وأضافت: "مجرد اهتمامك بأشياء تبدو خفيفة لا يعني أنك لا تستطيع أن تكون لامعا ولديك أفكار عظيمة وسواها".
وحُوِّل أول كتابين من سلسلة "Shopaholic" إلى فيلم عام 2009 بعنوان "Confessions of a Shopaholic" من بطولة آيلا فيشر وهيو دانسي.
وكتبت كينسيلا أيضا "The Undomestic Goddess" و"Remember Me?" و"Twenties Girl". وصدر لها رواية لليافعين بعنوان "Finding Audrey" عام 2015، تلتها سلسلة كتب للأطفال "My Mummy Fairy and Me".
كما حُوِّلت روايتها "Can You Keep a Secret?" إلى فيلم عام 2019 من بطولة أليكساندرا داداريو وتايلر هوشلين. وكانت آخر رواياتها "The Burnout" التي صدرت عام 2023.
المرض والأملفي تشرين الثاني/نوفمبر 2022، وبعد معاناة من أعراض بينها فقدان الذاكرة والصداع ومشكلات في التوازن، شُخِّصت كينسيلا بالورم الأرومي الدبقي الذي لا علاج شافيا له. واحتفظت بالخبر سرا حتى نيسان/أبريل 2024. وفي مقابلة مع شخصية التلفزيون روبن روبرتس بُثت بعد ذلك بأشهر، قالت كينسيلا إنها تركّز على عيش اللحظة.
وقالت: "لقد عشتُ بالفعل أكثر من المتوسط. هكذا نتجاوز الأمر. نأمل".
وبعد تشخيصها كتبت رواية قصيرة بعنوان "What Does It Feel Like" عن امرأة لديها خمسة أطفال وتعاني سرطان الدماغ.
وأوضحت لروبرتس: "ظننت أن الناس قد يكونون فضوليين لمعرفة كيف يكون المرور بهذا. وآمل قبل كل شيء أن يكون العمل مليئا بالتفاؤل والحب".
وقالت أرامينتا ويتلي ومارينا دي باس، وكيلتا كينسيلا في "The Soho Agency"، إن الكاتبة "امتلكت موهبة نادرة في ابتكار شخصيات وقصص ذات أثر عاطفي تتحدث إلى القراء وتُسليهم أينما كانوا وأيا تكن التحديات التي يواجهونها".
وقال بيل سكوت-كير، ناشرها في "Transworld"، إن كينسيلا تترك "صوتا فريدا وروحا لا تخبو ونية صادقة، ومجموعة أعمال ستواصل إلهامنا لنطمح أعلى ونكون أفضل، تماما كما تفعل شخصياتها الكثيرة".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة