الثورة نت:
2025-08-01@09:21:14 GMT

صنعاء…روحانية المولد

تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT

 

هاتفني صاحبي (ع الغفاري) وقال (اقتشط اليوم)، عرفت انه المولد النبوي الشريف وبالفعل كان قد وضع برنامجاً لزيارة صنعاء القديمة، كانت الساعة التاسعة صباحاً..

دلفنا إلى باب السبح واخترقنا السائلة ومن ثم العلمي والخراز وشوارع وأزقة أخرى أفضت بنا إلى سوق الملح..

استقبلتنا روائح الطيب من البخور والعودة حتى تنفسنا عبق التاريخ وناطحات السحاب (المنازل) الضاربة جذورها في أعماق التاريخ.

. هدوء نفسي بذكر الصلاة على المصطفى صلوات الله عليه وسلم.. الناس الطيبون من كبار السن، والشباب يمزجون العودة والبخور ويرشون العطور الفاخر على ملابس وأيدي الزوار ويقولون(صلى على النبي) يتخلل ذلك فرح الأطفال الذين يتسابقون للحصول على الحلويات والعسب وكأنه العيد الكبير (عرفة) بروحانيات ذكر خير الأنام محمد صلى الله عليه وسلم في ذكرى مولده..

في مكان منزو يقعد شيخ طاعن في السن على كرسي من الخشب القديم رمقنا بعين الفراسة .. موجها كلامه لنا خذا كأسين وإملآهما بالفيمتو وصليا على النبي المختار..

مضينا في السوق والأصوات تتداخل بالتواشيح والأناشيد والقران الكريم، وإذا بأحد التجار الشباب يوزع أكياس(جعالة وعصائر وأنواع أخرى من المكسرات) وكلما مد يده بكيس إلى الزائر يقول(صلى على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم).

امتزج الذكر بالصلاة على النبي، فاطمأنت القلوب بينما الأطفال يتجمعون في باب كل دكان ليظفروا بما تجود به نفس صاحب الدكان والجميع يصلي على الرسول الأعظم..

وهذه عادة صنعاء الأصالة والتاريخ منذ دخول اليمنيين الإسلام برسالة..

هاتفت صاحبي يحيى المقيم هناك وكان رده أن اليوم هو اليوم الثالث للاحتفالية بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم.

وكانت الفرحة الثانية هدية إلى رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وسلم التي قدمها اليمانيون الأنصار في ذكرى مولده الكريم باستهداف تل أبيب بصاروخ يماني (كروز فرط صوتي) الذي جعل اكثر من مليوني مستوطن يهودي يهرعون إلى الملاجئ رعباً من القادم اليماني…

انتقلنا إلى مسجد الصحابي الجليل علي بن أبي طالب -رضوان الله عليه- لنصلي ركعتين كذكر وهدية لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وانتهى بنا المطاف إلى صلاة الظهر في الجامع الكبير الذي قبلته نحو جبل ضين المتجه نحو الكعبة المشرفة في مكة المكرمة..

اليوم اصبحت لليمن واليماني سمعة فاقت اسم كل الدول العربية والإسلامية وأصبحت لها صولات وجولات تحدث عنها السيد حسن نصرالله وأبو عبيدة وباركتها حماس والجهاد وحزب الله والشعبية لتحرير فلسطين وكل الأطياف الفلسطينية الذين اكتووا على مدى 360 يوماً من نيران العدو الإسرائيلي الأمريكي الغربي المنكسر أمام صمود الجبارين وجبهات الإسناد…

هذا هو صاروخ واحد يجعل الفئران تلتجئ إلى مخابئها، فأبهر العالم بالقول والفعل كما قال السيد عبدالملك وأصبح نتنياهو يتخبط كالأعمى في ظل الفشل الذريع والهزيمة النكراء على يد المقاومة الفلسطينية ومن يساندها، ورغم أن الكيان له إسناد لوجستي وعسكري غربي وأمريكي.. عتاده وعدته وجيشه المهزوز المهزوم الذي جعل من نتنياهو يتجه نحو عسكرة الافارقة مقابل الإقامة الطويلة، وما خفي كان أعظم.

إما الخروج المشرف اليمني، فقد تجاوز وفاق تصور العالمين العربي والإسلامي.. وكل عام وانتم بخير…

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

التنوع الثقافي لدى الشباب الرياضي

 

 

موضوع التنوع الثقافي مرتبط بشكل مباشر بمستوى التربية التي يتلقها النشء والشباب داخل الأسرة بالدرجة الأولى، ومن خلال الاحتكاك والاختلاط بالمحيط الذي يتعامل معه، ومنه المحيط الرياضي، ويعزز ذلك من التعليم الإيماني الديني الذي ينشأ عليه الشباب، والتعليم بكل مراحله الأساسي والثانوي والجامعي، وفي مجتمعنا اليمني حتما سوف نستبعد أي فكرة للتنوع الثقافي الديني، لأن شعب الإيمان لا يدين ولا يعترف ولا يؤمن إلا بدين خاتم المرسلين الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لذلك فإننا سوف نتحدث عن ثقافة متداولة بين الشباب من باب التنوع في السلوكيات المكتسبة من الأسرة والمجتمع، والعمل والتعليم، وهذا التنوع بالتأكيد له تأثير إيجابي وسلبي، لكن ايجابياته أكثر بكثير نتيجة لارتباطه بدين التسامح والسلام والمحبة الإسلام الذي جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين رسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
لماذا الحديث في هذا الموضوع؟ لأن العالم في تاريخ 29/ يوليو 2025م، وخلافاً للعام الماضي يحتفلون باليوم العالمي للتنوع الثقافي ومحاربة التمييز العنصري، وأنا أرى أننا نحن أحق بأن نذكر بالتنوع الثقافي وأثره الإيجابي، وأن نتطرق إلى التمييز العنصري الذي نبذه الإسلام مع صعود المؤذن بلال بن رباح على المنبر لدعوة الناس للصلاة، فهو أول مؤذن في الإسلام رغم أنه كان عبدا لبني جمح، وبعد إسلامه أصبح من سادة القوم، وهذا لأن الإسلام ينبذ التمييز العنصري، من يحتفلون باليوم العالمي للتنوع الثقافي، يضيفون حواراً بين الثقافات المختلفة، وهذا شيء لا مفر منه في عالمنا المنفتح والذي أصبح قرية واحدة نتيجة للتطور التكنولوجي والتنوع في وسائل التواصل المختلفة، لكن مع الأخذ بالحيطة والحذر الشديد من تضييع ثقافتنا الدينية وهويتنا الإيمانية في خضم الثقافات والسلوكيات الغربية غير الحميدة، لذا وجب على الأسرة والمدرسة والجامعة والأندية، الحرص على تنظيم المحاضرات الثقافية التي تحصن الشباب الرياضي من ثقافة الانحدار والضياع والتشتت الفكري البعيد عن تقوى الله واكتساب مرضاته، وخلق مجتمع متسامح متماسك يسود بداخله العدل والمساواة، وتختفي من صفوفه العنصرية والعصبية والولاءات القبلية التي تمزق النسيج الاجتماعي، وتخلق طبقات مجتمعية فقيرة وطبقات متوسطة وطبقات فائقة الثراء والعبث والتفاخر بالممتلكات العقارية والأرصدة المالية، بحيث لم يعد قادراً على توفير أبسط مقومات العيش الكريم «الخبز» نتيجة لحصار وعدوان وصراع مصدره السلطة.
مما لا شك فيه أن التنوع الثقافي المرتبط بهويتنا الإيمانية، ومحاربة التمييز والتعصب هما مصدر من مصادر التطور والتقدم والازدهار الذي يطمح إلى تحقيقه المجتمع، لأن تنوع الثقافة وفهم ثقافة الآخرين من خلال تعلم لغاتهم ومعرفة أسلوبهم في الحياة دون تقليدهم والانجرار إلى سلوكياتهم غير السوية، وإنما من باب المعرفة واتقاء شرهم ومعرفة الطرق والوسائل التي تمكننا من التعامل معهم وصدهم عن التدخل في شؤوننا، وتسيير أمورنا، لأن تنوع الثقافات يكسب الشباب مهارات جديدة، ويخلق لهم فضاء من التبادل العلمي والفكري والمعرفي، ويمنحهم مجالاً أوسع للابتكار والاختراع والإبداع، يسمح بنشر ثقافة دين التسامح والإيمان المطلق بالله وبرسوله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ويسلط الضوء على سلوكيات أمة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لذلك فنحن أحق بإنشاء يوم عالمي للتنوع الثقافي مبني على هويتنا الإيمانية، وذلك ما نتمنى أن يتم عبر بحث علمي يتناول التنوع الثقافي وأهميته في نشر سيرة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، تتم المشاركة به في المؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم في شهر سبتمبر من العام الجاري.

مقالات مشابهة

  • كيف كان يقضي النبي يوم الجمعة؟.. الطريقة كما وردت في كتب السنة
  • حكم الدعاء بعد التشهد الأخير في الصلاة .. الإفتاء توضح
  • فلكيًا.. الجمعة 5 سبتمبر المولد النبوي الشريف
  • آية واحدة تحميك وأسرتك ومنزلك من أي مكروه وسوء.. وأوصى بها سيدنا النبي
  • سنة الفجر قبل أم بعد؟ .. اعرف فضلها ووقتها
  • التنوع الثقافي لدى الشباب الرياضي
  • صنعاء لحماس: معركة التفاوض لا تقلّ أهمية عن السلاح… والمرحلة الرابعة من الحصار بدأت
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • دعاء بعد صلاة الوتر .. كان يردده النبي ثلاث مرات
  • مناقشة التحضيرات لإحياء المولد النبوي في الضالع