وفاة الممثل البريطاني ديفيد جرهام صاحب أشهر صوت في مسلسلات الكارتون
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
توفى الممثل البريطاني ديفيد جراهام صاحب أكثر الأصوات التليفزيونية شهرة في العالم عن عمر يناهز 99 عامًا.
خلال مسيرته المهنية الطويلة، قدم الممثل البريطاني ديفيد جراهام أصوات الشخصيات في المسلسلات التلفزيونية بما في ذلك Peppa Pig حيث شارك في أداء صوت الخنزير الجد، وفي Thunderbirds و Doctor Who .
في السابق، لمدة تقرب من عقدين من الزمن، أدى ديفيد جراهام دور الشرير في برنامج الخيال العلمي الطويل Doctor Who - معتمدًا على أسلوب مقطوع ثم تغذية صوته من خلال جهاز توليف.
وفي السابق، شارك ديفيد جراهام بصوته العذب في مسلسل Thunderbirds التلفزيوني وأفلام جيري أندرسون، وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية أنه لعب أيضًا دور طيار العرض جوردون تريسي ، والمهندس برينز، بين عامي 1965 و1966. في عام 2015، أصبح جراهام العضو الوحيد الأصلي في فريق التمثيل الذي عاد لإعادة إنتاج العرض على قناة ITV.
وفي وقت عرض البرنامج الجديد، قال ديفيد جراهام لصحيفة ميرور إنه استوحى صوت باركر من لقاء غداء مع نادل كان كبير خدم ملكي سابق. "قال، هل ترغب في رؤية قائمة النبيذ يا سيدي؟ وكانت هذه هي ولادة باركر".
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن ابن جيري أندرسون، المنتج التلفزيوني جيمي، عزائه لعائلة ديفيد جراهام، قائلاً في بيان: "قبل بضعة أسابيع فقط، كنت مع 2000 من معجبي أندرسون في حفل جيري أندرسون في برمنغهام حيث احتفلنا بعيد ميلاده وكانت تلك المرة الأخيرة التي نلتقي فيها."
وأضاف: "من الداليكس إلى الجد الخنزير والعديد من الأصوات لعروض أندرسون بما في ذلك برينز وجوردون تريسي والرمز باركر. سوف نفتقده بشدة."
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
مسلسل "الست" وأفلام سير المشاهير
من المؤسف أن يكون التعبير الشائع في الصحافة، والصحافة الموازية، أي وسائل التواصل الاجتماعي، في وصف الأفلام والمسلسلات التي تتناول سير المشاهير ونجوم المجتمع، هو تعبير "السيرة الذاتية" بينما الصحيح هو أن هذا النوع من الأعمال الفنية ينتمي إلى "سير حياة المشاهير"، فعندما يكون لدينا فيلم مثل فيلم "الست" الذي يثير حاليا الكثير من الجدل، فليس من الصحيح اعتباره فيلما من أفلام "السيرة الذاتية"، فمعنى هذا أنه معد عن كتاب في "السيرة الذاتية" autobiography كتبته أم كلثوم نفسها وروت فيه قصة حياتها من وجهة نظرها.
ولكن الصحيح القول إنه "سيرة حياة أم كلثوم" أي من أفلام "سير المشاهير" فقط، أي أن هناك من كتب هذه السيرة ووضعها في قالب سينمائي أو تليفزيوني. ولكن الموضوع قد يكون أكثر تعقيدا من التدقيق في وصف "النوع" رغم أهميته الكبيرة. كيف؟
إذا أراد الفنان أن يصنع عملا فنيا يروي فيه قصة حياة شخصية من شخصيات المجتمع، أو المشاهير سواء كان هؤلاء المشاهير من الشخصيات الفنية أو السياسية، أو حتى لو من المجرمين الذين حيروا الناس طويلا، كما في حالة "رية وسكينة" مثلا، أو سفاح الصعيد الشهير في الأربعينيات الماضية الذي عرف بـ"الخُط"، فلابد أن يكون لدى الفنان الذي يعيد صياغة قصة حياة هذه الشخصية أو تلك، "رؤية" جديدة، أو زاوية جديدة للرؤية، تبرر إعادة رواية قصة ربما يكون الجميع على إطلاع بتفاصيلها كونها رويت كثيرا في مقالات وكتب وربما أيضا في أعمال فنية سابقة كما هو الأمر في حالة "الست" أم كلثوم التي سبق أن شاهدنا مسلسلا كاملا طويلا عنها من قبل (37 حلقة).. هل مجرد تغيير الأشكال والديكورات وإعادة ترتيب بعض الأحداث، يكفي؟ أم أن ما يمكنه أن يكون بالفعل "جديدا" ويشد الجميع للإقبال على المشاهدة، هو الكشف عن جوانب جديدة كان خافية من حياة النجم الذي تُروى سيرته؟
إن لم يكن في الأمر جديد، فسوف يظل الجدل يدور عادة حول أشياء لا قيمة لها في حد ذاتها مثل: هل الممثلة التي أدت دور أم كلثوم أفضل من التي سبق أن قامت بالدور نفسه من قبل، وهل هي تشبه أم كلثوم في ملامحها أم لا تشبهها، وما مدى التشابه بين الممثلة وصاحبة السيرة، وهو في الحقيقة جانب ليس مهماً كثيرا في تقييم الأعمال الفنية من هذا النوع، أي تلك التي تعتمد على إعادة تجسيد شخصيات عامة معروفة، فالأهم هنا هو هل نجح الممثل أو الممثلة التي تتقمص الدور، في التعبير عن "روح" الشخصية وأبعادها النفسية بعيدا عن مجرد التشابه الشكلي الخارجي معها؟
لدينا أمثلة كثيرة على أفلام لم يكن هناك أي تماثل في الشكل بين الممثل والشخصية التي أداها، لكن أحدا لم يتوقف أبدا أمام هذه النقطة، لأن أداء الممثل في التعبير عن الشخصية فاق كل حد يمكن تصوره، ونجح في خلق شخصية "جديدة" أصبح لها عالمها الخاص الذي لا يفنى، على الشاشة، رغم أن هذه الشخصية لا تشبه الممثل الذي قام بدورها أصلا. ولعل أفضل مثال يخطر على ذهني الآن، هو أداء الممثل الأمريكي "ليوناردو دي كابريو" لدور "جوردان بلفورت" أكبر محتال عرفته أمريكا ارتبط اسمه بفضحة استثمار أو "توظيف الأموال" ونسبب في ضياع مليارات الدولارات من أموال المستثمرين الأبرياء، كما تم تجسيده في فيلم "ذئب وول ستريت" للمخرج الكبير مارتن سكورسيزي.
القدرة على التعبير وبالتالي "التأثير" في المشاهد، لا علاقة لها بمدى التطابق الشكلي، بل الأداء الذي لابد أن يكون أولا وأخيرا، مستندا إلى نص قوي، يسبر أغوار الشخصية ويشدك كمشاهد، إلى عالمها، لتكتشف مناطق وزوايا جديدة، لم تكن تعرفها من قبل، وليس مجرد الاستعراض الكسول لتعاقب فترات زمنية مختلفة (معروفة( في حياة الشخصية المراد تجسيدها في "السيرة" السينمائية.