شنت جماعة أنصار الله "الحوثي"، منذ أيام حملة اعتقالات واسعة طالت المئات في عدد من المناطق الواقعة تحت سيطرتها بهدف منع إقامة مهرجانات احتفالية بالذكرى السنوية لثورة 26 أيلول /سبتمبر، التي أسقطت نظام أسرة آل حميد الدين عام 1962، التي حكمت شمال اليمن لعقود.

الحملة التي بدأت على مدى الأيام الماضية، والتي شملت قيادات حزبية وناشطين وهواة تصوير في عدد من المحافظات من بينها إب وسط اليمن.



وكثفت الجماعة من انتشارها الأمني الواسع في الشوارع الرئيسية ومفترقات الطرق وسط وعيد بمنع وقمع بالقوة أي خروج للمواطنين للاحتفال بذكرى الثورة.

إجراءات الحوثيين، أثارت أسئلة عديدة عن سياقها ولماذا كل هذا الخوف من مظاهر الاحتفاء بذكرى ثورة 26 سبتمبر في نسختها الثانية والستين، وهي عادة درج عليها اليمنيون طيلة العقود الماضية.

ويبرر الحوثيون هذه الحملة، بأن دعوات الاحتفال بذكرى ثورة سبتمبر مدفوعة من خصومها في الحكومة اليمنية المعترف بها، وإحداث فوضى في مناطق سيطرة الجماعة شمال ووسط البلاد.

"طيش وارتياب"
وفي السياق، يرى الكاتب والصحفي اليمني، كمال السلامي، إنه "من الواضح أن جماعة الحوثي تعيش لحظة طيش وارتياب غير مسبوقة، خصوصا أن اليمنيين قابلوا دورها وانخراطها في حرب غزة بقدر كبير من اللامبالاة".


وقال السلامي في حديث خاص لـ"عربي21"، إنه في مقابل ذلك، "يبدي اليمنيون التصاقا كبيرا بالمناسبات الوطنية، ورغبة عميقة في إحياء ذكرى ثورة 26 سبتمبر" في الوقت الذي "يتجاهلون مناسبات الجماعة ولا يلقون بالاً لما تقوم به من هجمات ضد إسرائيل".

وحسب الصحفي السلامي، فإن هذا الشعور بالتجاهل الشعبي "يدفع الجماعة إلى الارتياب من أي تحركات لا تنسجم مع طرحها ومع تحركاتها...كما يدفعها للانتقام من كل من يحاول الابتهاج بمناسبات وطنية لا ترتبط بالجماعة ولا بالمحطات التي صنعتها هي كذكرى الانقلاب 21 سبتمبر( تاريخ اجتياحها صنعاء 2014)".

ولم يستبعد الكاتب اليمني، أن تسعى الجماعة لاستغلال الأجواء الحالية "لاستهداف من كانوا بالأمس حلفاء لها في حزب المؤتمر الشعبي العام لتقضي نهائيا على أي محاولة للتأثير أو قيادة، أو تأطير أي حراك مجتمعي خشية أن يتطور ليصبح ثورة يطيح بها".

بالتزامن مع اللحظة التي تعيشها الجماعة بسبب هجمات البحر الأحمر، ودخولها على خط التصعيد ضد إسرائيل، وفقا للكاتب والصحفي السلامي، إلا "أنها تعيش قلقا مزمنا من أي تحركات داخلية خشية أن تتطور لثورة ضدها".

وقال "إنه في الحقيقة هذا ما يحدث فعلا، فاليمنيون ينتظرون بفارغ الصبر انهيار سلطة الجماعة، كي يتنفسوا الصعداء".

"حملة هي الأشد"
من جانبه، قال الصحفي والناشط الحقوقي اليمني، محمد الأحمدي، إن "حملة الحوثيين المسعورة ـ حسب وصفه ـ ضد اليمنيين الراغبين في إحياء ذكرى ثورة 26 سبتمبر في مناطق سيطرة الجماعة منذ أيام هي سلوك معتاد سنويا لكنه هذه السنة أكثر بطشا".


وتابع الأحمدي حديثه لـ"عربي21"، أن ذلك هو "تعبير عن حالة الارتباك والخوف الذي تعاني منه هذه المليشيا الإرهابية والأزمة النفسية والأخلاقية والسياسية التي تعيشها في ظل حالة الاحتقان والزخم الثوري الواسع في مناطق سيطرتها لدى اليمنيين الرافضين لحكم هذه المليشيا ومشروعها الطائفي المزيج من الإمامة والنموذج الإيراني"، على حد قوله.

وأكد الناشط اليمني، أن مناطق سيطرة مليشيا الحوثي تعيش غليانا شعبيا مستمرا بعد أن ضاق الناس ذرعا بسلوكها ضدهم وممارساتها القمعية وانتهاكاتها الصارخة لحقوق الإنسان ومصادرة الحريات وسياسات الإفقار والتجويع التي تنتهجها وفرض الجبايات وغيرها من الممارسات التي يعبر اليمنيون عن رفضها بوسائل مختلفة، بما في ذلك الاحتفال بالذكرى الثانية والستين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر"، وفق تعبيره.

وينظر قطاع كبير من اليمنيين، وفق مراقبين إلى أن جماعة الحوثي التي تسيطر على صنعاء ومناطق شمال ووسط البلاد، امتداد لنظام آل حميد الدين الذي أطاحت به ثورة سبتمبر 1962، ولذلك تقابل أي محاولات للاحتفاء بذكراها السنوية بإجراءات قمعية منذ سنوات، إلا أن هذه المرة أشدها.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية الحوثي اليمن ثورة سبتمبر اليمن الحوثي ثورة سبتمبر المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ثورة 26

إقرأ أيضاً:

خريطة توضح المواقع الثلاث التي تشملها الهدنة التكتيكية في غزة

(CNN)-- أعلنت إسرائيل عن "وقفة تكتيكية يومية للأنشطة العسكرية" في ثلاث مناطق بغزة لإتاحة وصول المزيد من المساعدات إلى السكان، وسط غضب دولي متزايد إزاء المجاعة في القطاع.

وقال الجيش الإسرائيلي إن هذه الخطوة "تدحض الادعاء الكاذب بالتجويع المتعمد في قطاع غزة".

جاءت هذه الهدنة - التي ستسمح للجيش بفتح ممرات لتسهيل إيصال المساعدات من الأمم المتحدة ووكالات أخرى - متأخرة جدًا بالنسبة لعشرات الفلسطينيين، حيث أفاد مسؤولون في غزة بوفاة المزيد من الفلسطينيين بسبب سوء التغذية، وبين من يحاولون يائسين الحصول على المساعدات من القوافل ومواقع التوزيع.

وفي حين رحبت وكالات الأمم المتحدة بـ"التوقف التكتيكي"، فإن هناك تساؤلات حول ما إذا كان هذا التوقف كافيا بعد أشهر من وصول القليل جدا من المساعدات إلى غزة.

تشمل الهدن التكتيكية التي أعلنها الجيش الإسرائيلي ثلاث مناطق على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط - المواصي، ودير البلح، وجزء من مدينة غزة - وكان من المفترض أن تكون معظمها مناطق آمنة. نشر الجيش الإسرائيلي خريطة توضح المناطق التي ستسري فيها الهدنة، لكنه وضع علامة حمراء على بقية القطاع كـ"منطقة قتال خطرة".

بدأت الهدنة يوم الأحد وتستمر عشر ساعات، من الساعة العاشرة صباحًا حتى الثامنة مساءً بالتوقيت المحلي. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنها ستستمر يوميًا "حتى إشعار آخر".

ومن الجوانب المهمة للإعلان الإسرائيلي إنشاء "مسارات آمنة" مُخصصة من الساعة السادسة صباحًا حتى الحادية عشرة مساءً بالتوقيت المحلي، لتمكين قوافل الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية من توزيع الغذاء والدواء بأمان. وقد تعرضت مئات الشاحنات للنهب في الأشهر الأخيرة، غالبًا على يد أشخاص يائسين، وأحيانًا على يد عصابات إجرامية، وسيُشكل إيصال المساعدات بأمان إلى مستودعات غزة تحديًا كبيرًا.

إسرائيلالجيش الإسرائيليانفوجرافيكحركة حماسغزةنشر الاثنين، 28 يوليو / تموز 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • مرصد عالمي: المجاعة تتكشف في غزة وأدلة متزايدة على سوء التغذية وانتشار الأمراض
  • الاحتلال يعتقل 30 مواطنا من الضفة بينهم أسرى محررون
  • حملة اعتقالات إسرائيلية واسعة في طولكرم
  • الاحتلال يشن حملة اعتقالات في الخليل
  • شهيدان بالخليل والاحتلال يشن حملة اعتقالات واسعة في الضفة
  • الاحتلال يشن حملة اعتقالات في الضفة الغربية
  • خريطة توضح المواقع الثلاث التي تشملها الهدنة التكتيكية في غزة
  • مستوطنون يقتحمون الأقصى والاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة
  • "باستهداف كل السفن".. جماعة الحوثي تعلن التصعيد ضد إسرائيل
  • غزة - الكشف عن عدد شاحنات المساعدات التي دخلت القطاع اليوم