حذّرت صحيفة "تايمز" البريطانية من أن "الحرب الأهلية" التي تدور رحاها في السودان تنذر بالتحول إلى دوامة من الاضطرابات الجيوسياسية الهائلة، قائلة إن الاستجابة الضعيفة لما يجري هناك تنم عن التضاؤل السريع لنفوذ مجلس الأمن الدولي.

ووصفت الحرب بأنها ليست مجرد جثث تتراكم بسبب القتال وتقدرها آخر الإحصائيات بنحو 150 ألفا، بل أيضا مجاعة من المتوقع أن يموت 2.

5 مليون شخص جوعا بحلول نهاية العام، و10 ملايين بحلول مثل هذا الوقت من العام المقبل. هذا فضلا عن تفشي الكوليرا، والنزوح الجماعي للبشر.

ومع ذلك، تغض الأمم المتحدة -التي تنعقد جمعيتها العامة حاليا في نيويورك- الطرف عما يجري في السودان، وفق تقرير المحرر الدبلوماسي للصحيفة، روجر بويز.

ثقب أسود

ورغم أن هناك الكثير من الأزمات الأخرى المشتعلة في العالم، مثل غزو روسيا (العضو المؤسس في مجلس الأمن الدولي) لأوكرانيا، وجبهة الحرب الجديدة في الشرق الأوسط (بين إسرائيل ولبنان)، فإن الحرب في السودان وحدها التي سقطت عميقا في "ثقب أسود"، وبالكاد تحظى بالتغطية الإعلامية، لتصبح ليس فقط "ضحية" الميزانيات المستنزَفة لوسائل الإعلام، ولكن أيضا للامبالاة من قِبل المؤسسات الدولية.

وقد أخذت الحرب الأهلية بين الجيش السوداني و"مليشيا تطلق على نفسها اسم قوات الدعم السريع" -حسب وصف التايمز اللندنية في تقريرها- بعدا عالميا، حيث طالت 21% من مساحة القارة الأفريقية، واجتذبت مرتزقة روسا، ووحدات من الجنود الأطفال الذين يتعرضون لسوء المعاملة ويجري تسخيرهم لأداء أعمال وضيعة.

ووفقا للتقرير، فإن منظمة الأمم المتحدة جرت هيكلتها بعد الحرب العالمية الثانية لإدارة الأزمات المتعددة وتوقع حدوثها مثل تلك التي يتعرض لها السودان، ولديها وكالات تراقب تدفقات الهجرة، وتقدم المشورة بشأن الاستجابات الدولية للأمراض الوبائية، وتكافح سوء التغذية، ويُنتظر منها أيضا إيجاد السبل لإقرار السلام.

كيان بلا فاعلية

وقالت "التايمز" إن المنظمة الدولية ووكالاتها "مغمورة" بالأزمات التي يصعب إدارتها، ثم إن مجلس الأمن الدولي الذي يعيقه حق النقض، والذي تهيمن عليه القوى النووية التي غالبا ما تتجاهل القواعد العالمية كما في حالة روسيا والصين، أصبح كيانا بلا فاعلية.

وأضافت أن صمت المنظمة الدولية إزاء الحرب المستمرة طيلة الـ16 شهرا الماضية تشي بأن روح الدبلوماسية المتعددة الأطراف التي توختها الأمم المتحدة في بواكير تأسيسها قد ذبلت.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن المشكلة اليوم واضحة؛ إذ يتعين إصلاح مجلس الأمن وتوسيع عضويته، وإعادة النظر في حق أعضائه الدائمين بعرقلة القرارات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات مجلس الأمن فی السودان

إقرأ أيضاً:

لجنة التحقق من الأموال المجمدة تبحث في نيويورك دعم البحرين والصين لملف الأرصدة الليبية

الوطن| متابعات

عقدت لجنة التحقق من الأموال الليبية المجمدة بالخارج بمجلس النواب الليبي، سلسلة اجتماعات في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، شملت لقاءات مع بعثتي مملكة البحرين وجمهورية الصين الشعبية، في إطار مساعيها لتعزيز التعاون الدولي بشأن ملف الأرصدة الليبية المجمدة.

وخلال اجتماعها مع بعثة مملكة البحرين، قدّم الوفد الليبي إحاطة شاملة حول الجهود المبذولة لحماية وتنمية الأصول الليبية المجمدة، داعيًا المنامة إلى دعم المبادرات الليبية ذات الصلة.

وأكدت نائبة المندوب الدائم لمملكة البحرين لدى الأمم المتحدة دعم بلادها الكامل لليبيا، مشيرةً إلى أن عضوية البحرين المرتقبة في مجلس الأمن ولجنة العقوبات مطلع عام 2026 ستسهم في تعزيز التعاون والتنسيق مع البعثة الليبية بشأن هذا الملف الحيوي.

كما التقت اللجنة بمسؤولي بعثة جمهورية الصين الشعبية لدى الأمم المتحدة، حيث أكد الجانب الصيني عمق العلاقات بين البلدين، مجددًا موقف بلاده الداعم لحقوق الشعب الليبي، ومعتبرًا أن الأرصدة المجمدة حق سيادي أصيل لليبيين.

وأعرب الوفد الليبي عن تقديره للموقف الصيني، مشددًا على أن هذا الملف يمثل أحد ركائز الأمن القومي الليبي.

الوسومالاموال الليبية المجمدة ليبيا مجلس النواب نيويورك

مقالات مشابهة

  • مسؤولة أممية: الهجوم المدمر على الأطفال والعائلات النازحة في السودان مثير للغضب
  • غوتيريش يدعو لوضع خارطة طريق تشمل انتخابات وطنية في ليبيا
  • مسئولة أممية: الهجوم المدمر على الأطفال والعائلات النازحة في السودان أمر مثير للغضب
  • الأمم المتحدة تطالب بوقف استهداف المدنيين في الفاشر
  • وزير خارجية لبنان يوجه بتقديم شكوى عاجلة لمجلس الأمن والأمم المتحدة ضد الاعتداءات الإسرائيلية
  • لجنة التحقق من الأموال المجمدة تبحث في نيويورك دعم البحرين والصين لملف الأرصدة الليبية
  • الهيئة العربية الدولية للإعمار والأمم المتحدة الإنمائي يباشران أعمال إزالة الركام في قطاع غزة
  • بعد مقتـ ل21 شخصا.. الأمم المتحدة تحث أمريكا على ضبط النفس مع تصاعد التوتر مع فنزويلا
  • الأمم المتحدة تحذر: نحو 4 ملايين نازح بمنطقة الساحل
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: وقف الحرب بداية جيدة.. ونوجّه الشكر لمصر التي أنقذت الدم الفلسطيني