دبي: «الخليج»
أعلن نادي دبي للصحافة تفاصيل أجندة الدورة الرابعة من «دبي بودفِست» الحدث الرقمي الأول من نوعه في المنطقة، وأكبر تجمع للبودكاسترز العرب، والذي تنطلق فعالياته برعاية سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، رئيس مجلس دبي للإعلام، يوم الاثنين المقبل بمقر نادي دبي للصحافة في «ون سنترال» مركز دبي التجاري العالمي.


ويشارك في الحدث الذي يتزامن مع اليوم العالمي للبودكاست، نخبة من أبرز صُنّاع «البودكاست» والمحتوى الصوتي العربي، وبحضور مؤسسات إقليمية متخصصة، لمناقشة مستقبل «البودكاست» في المنطقة العربية وسبل تحويل المحتوى الصوتي إلى مُنتج احترافي منافس.
كما يناقش الحدث فرص وتحديات صناعة المحتوى الرقمي عبر المنصات المختلفة، ويشكل فرصة لعرض تجارب صُنّاع «البودكاسترز» العرب، واستعراض دورهم في صناعة وتقديم محتوى صوتي هادف، ومدى التأثير الايجابي للمنصات الرقمية في الترويج للتجارب العربية الملهمة.
كما سيتضمن الحدث إلقاء الضوء على تجارب عربية ناجحة، للتعرف على العوامل التي أسهمت في نجاحها وتمكنها من تحقيق شعبية واسعة لدى الجمهور العربي.
اتجاهات عالمية
أكدت منى غانم المري، رئيسة نادي دبي للصحافة، أن الحرص على إيجاد البيئة المناسبة للحوارات الإعلامية والاتجاهات المستقبلية، يأتي في سياق الرؤية الاستشرافية لمدينة دبي وما تقدمه من مبادرات ومشاريع وأفكار ورؤى تهدف في مجملها إلى إيجاد مسار تطويري طموح يعزز تنافسية الإعلام العربي ويزيد من أثره الإيجابي في خدمة المجتمعات العربية ومواكبة تطلعاتها للمستقبل.
وقالت: «نستلهم فكر القيادة الحكيمة ورؤيتها للمستقبل في إطلاق مبادرات تؤكد مكانة دبي الريادية كوجهة أولى للإعلام المستقبلي، ولدينا قناعات مشتركة مع كبرى المؤسسات الإعلامية حول الخطوط العريضة لمتطلبات التوسع في الأدوات الإعلامية الحديثة وفي مقدمتها قطاع البودكاست».
وأضافت: «سعداء باستضافة أكثر من 100 شخصية من نخبة صناع ومنتجي البودكاست في المنطقة والعالم، في دبي ضمن الحدث الرقمي الأول من نوعه بالمنطقة، وأكبر تجمع للبودكاسترز، لمناقشة مستقبل البودكاست العربي وتعزيز حضوره».
أجندة متنوعة
أكدت مريم الملا، مديرة نادي دبي للصحافة بالإنابة، أن أجندة الدورة الرابعة لدبي بودفست ستشهد مناقشة العديد من الموضوعات المهمة، التي تفتح المجال أمام صناع البودكاست للإطلاع على المزيد من الأفكار، للوصول بالمحتوى الصوتي إلى مستويات أرقى من جودة المحتوى.
قالت محفوظة عبدالله، مديرة مشروع «دبي بودفست»: 'يسعدنا الترحيب بصُنّاع محتوى بارزين من مختلف أنحاء العالم العربي لمناقشة سبل النهوض بالبودكاست وتعزيز انتشاره عربياً، مؤكدة أن استراتيجية نادي دبي للصحافة تركز على المساهمة في تطوير الصناعات الإعلامية الجديدة، والتي يُشكّل المحتوى الرقمي المرئي أو المسموع جزءاً كبيراً منها.
مشاركة عالمية
يشارك جيمس كريدلاند، المؤسس والمدير التنفيذي لمنصة «بود نيوز» العالمية كمتحدث رئيسي في التجمع الأكبر على مستوى المنطقة، حيث سيناقش العديد من الافكار المتعلقة بمستقبل هذا القطاع والفرص المستقبلية المتوقعة.
ويتضمن الحدث أيضاً جلسة نقاشية بعنوان «البودكاست في عصر الذكاء الاصطناعي» يتحدث خلالها مجموعة من صانعي المحتوى الصوتي العربي حول تأثير تقنيات الذكاء الصناعي في صناعة البودكاست، وكيفية استخدام الخوارزميات في معالجة اللغات الطبيعية في إنشاء البث الصوتي.
وفي جلسة نقاشية مفتوحة، تعقد تحت عنوان «سر نجاح البودكاست: تجارب عربية»​ يديرها الإعلامي محمد سالم مدير البرامج في شبكة الاذاعة العربية، سيشارك جميع الحضور وصناع البودكاست في المنطقة بآرائهم حول قطاع البودكاست العربي.
حوار مشترك
كما يشارك في جلسة حوارية مشتركة كلاً من عبد الرحمن بومالح، مؤسس شركة «ثمانية» ومقدم بودكاست فنجان، وأنس بوخش، مُقدم بودكاست #ABtalks، حيث سيستعرضان تجربتهما بناء نموذج أعمال رائد وكيفية الاستمرارية في هذا القطاع الحيوي، ونظرتهما المستقبلية.
وتعقد جلسة تحت عنوان «اتجاهات البودكاست.. ماذا يريد الجمهور»، بمشاركة روثي قادان، مدير الاستراتيجية والعمليات في «سبوتفاي» بمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا وجنوب آسيا، وتديرها نهيلة مقدم، مقدمة بودكاست «نو توكس».
في جلسة أخرى يتم مناقشة تحديات إنتاج البودكاست في العالم العربي وكيفية اختيار الموضوعات والمحتوى المناسب للجمهور المستهدف، وبناء سرد قصصي جذاب ومؤثر.​
تجارب المرأة
سيشارك كلاً د. أمل المالكي، مقدمة بودكاست WME، ​ وصفية الشحي​ مقدمة بودكاست ثلاث ارباع، وبثينة مجاربي، مقدمة بودكاست بثينة، ​ ونورة حمود، المدير التنفيذي لمنصة «بودكاستي»، وسهام زعلاني، مقدمة بودكاست، ويديرها مقدم البودكاست حكمت وهبي​، في تسليط الضوء على دور البودكاست الذي يتناول قضايا المرأة باعتبارهن المحفز الأول على الإبداع والتغيير الإيجابي.
فن الإخراج
ستعقد جلسة تحت عنوان «فن اخراج البودكاست» لمناقشة عدة تساؤلات مهمة من بينها: هل يحتاج البودكاست لدور المخرج، والادوات والتقنيات المستخدمة في الإخراج الإبداعي إلى جانب العديد من النقاط الاخرى​.
وستتضمن أجندة دبي بودفيست عدد من ورش العمل التفاعلية وجلسات معرفية لبناء قدرات البث الصوتي لصانعي المحتوى العربي والمتخصصين في وسائل الإعلام على مستوى المنطقة، كما سيشهد الحدث العديد من الفعاليات المصاحبة ومنها الإعلان عن عدد من المبادرات الجديدة الداعمة لصناعة البودكاست العربي وزيادة انتشاره.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات نادي دبي للصحافة دبي نادی دبی للصحافة المحتوى الصوتی البودکاست فی فی المنطقة العدید من

إقرأ أيضاً:

إبراهيم شقلاوي يكتب: السودان بين البودكاست والجزيرة مباشر

المشهد الوطني في بلادنا يفتقر إلى حضور النخب الفاعلة، التي بدت في حالة من التراجع والتوهان، بينما تهيمن منصات البودكاست وقناة “الجزيرة مباشر” على الفضاء الإعلامي بمحتوى متباين، يختلف في جودته وعمقه، كما أن هناك فراغًا واضحًا نتيجة غياب الصالونات الفكرية والسياسية التي كانت في يوم من الأيام منابر وطنية تأخذ على عاتقها توجيه الرأي العام وصياغة الرؤى المستنيرة و المتبصرة.

في هذا المقال نحاول مناقشة هذه الأفكار، أزمة الحوار الوطني في السودان، وتاريخ الصالونات السياسية، ونقترح خارطة طريق لإعادة بناء الفضاء العام بعيدًا عن الاستقطاب وضجيج الشعارات.

ومن المهم التذكير أن هذه المنابر ليست وليدة العقد الأخير، بل تعود جذورها إلى ما قبل الاستقلال 1956، حيث كانت الصالونات الفكرية تمثل تقليدًا أصيلًا في الحياة السياسية السودانية. وُجدت مثل هذه الفضاءات منذ خمسينيات القرن الماضي، فاحتضنت النقاشات حول الاستقلال، والديمقراطية، والسيادة الوطنية، ورافقت محطات التحول السياسي الكبرى في البلاد. حيث شكّلت لبنات أساسية في تكوين الوعي العام للسودانين .

هذه المنابر اليوم قد غابت أو غُيّبت، تاركة فراغًا واسعًا في فضاء الحوار الوطني، حلّت محلّه منصات بديلة، أبرزها البودكاست، التي رغم ما توفره من مساحة سردية مهمة، إلا أنها – في أغلبها – تفتقر إلى العمق التحليلي، وتركّز على استعادة التاريخ أكثر من تحليل اللحظة السياسية الراهنة وتعقيداتها البنيوية، ما يقلل من قدرتها على التأثير في الرأي العام أو إنتاج مقاربات سياسية تمس جذور الأزمة الوطنية.

كما أن قناة الجزيرة مباشر، ورغم محاولاتها الجادة لفتح نوافذ للنقاش السوداني في ذروة الأحداث الساخنة، إلا أن سياساتها التحريرية، ومحدودية الوقت، وانتقاء الضيوف، إضافة إلى خضوع الحوارات لأسئلة معدّة سلفًا، جميعها عوامل حدّت من فاعليتها في الوصول إلى تفاهمات أو إنتاج مقاربات بين الفرقاء. فالتحكم في بنية النقاش والزمن والمحتوى، يجعل من الصعب على هذه البرامج أن تلعب دور المنابر الوطنية الحرة.

اليوم يقف السودان عند مفترق طرق، وسط حرب وجودية وصراع صفري بين مكونات النخبة السياسية، يتّسم بالسطحية والتمترس خلف شعارات جوفاء بلا أفق واضح أو مشروع وطني جامع. وفي مثل هذه اللحظات الحرجة، تزداد الحاجة إلى إحياء المنابر التي وُلدت من رحم العقل الوطني المنتبه، بعيدًا عن الاستقطاب والرؤى الإقصائية.

ومثالًا على ذلك، فإن هناك العديد من القضايا المصيرية التي تستوجب من النخب السودانية، سواء في الداخل أو في المهجر، ومن الفاعلين السياسيين، بلورة رؤى واضحة ومتماسكة بشأنها. من أبرز هذه القضايا، ما يتعلق بمواقف الأطراف السودانية تجاه “الرباعية الدولية”، تلك الواجهة التي تمثل تحالف ظرفي تجمعه المصالح، والتي باتت تمثل مجموعة ضغط ذات تأثير متزايد على مسار الأزمة السودانية، سياسيًا وإنسانيًا.

إن عقد مثل هذه النقاشات، بات ضرورة وطنية. فالمقصد ليس إدارة الخلاف فحسب، بل تأسيس لمقاربات عقلانية جديدة تفضي إلى حلول واقعية تعبّر عن تطلعات السودانيين، وتكسر حالة الانسداد السياسي والوطني الراهنة.

وقد عرف السودان نماذج من المنتديات التي جسّدت هذا الدور، مثل منتدى صحيفة التيار “كباية شاي” ، صالون اللواء عبدالله صافي النور، منتدى طيبة برس، ومنبر عنقرة، وهي تجارب وطنية جمعت بين النخبة والإعلام والرأي العام، وأسهمت في ترسيخ ثقافة الحوار . ففي منتدى “التيار”، طُرحت أسئلة جريئة أمام السفير البريطاني عام 2018 حول آثار السودان لدي بريطانية، وهو ما يعكس جرأة المنابر الوطنية حين تكون حرة ومسؤولة.

أما صالون صافي النور فكان بوتقة فكرية استثنائية جمعت عقولًا من مختلف التيارات السياسية، وخلقت مناخًا أسبوعيًا للتفكير الجماعي في قضايا الوطن، بينما حافظ صالون الأمير جمال عنقرة على استمراريته وتأثيره في دعم قضايا الصحفيين وقادة الرأي وعزز اللحمة الوطنية.

إن غياب هذه المنابر لا يعني فقط تراجع الوعي السياسي، بل يكشف أيضًا هشاشة البدائل التي حلت محلها. فالبودكاست، رغم بعض التجارب الجيدة، لا يزال عاجزًا عن أداء الدور الحيوي الذي كانت تلعبه المنتديات التقليدية، بسبب افتقاره إلى الانفتاح على النخب المؤثرة، واعتماده على السرد التوثيقي أكثر من التحليل البنيوي. وكذلك الحال مع حوارات الجزيرة مباشر التي تظل محكومة بضوابط المؤسسة لا بفضاء الحريات.

وعليه، فإن عودة المنتديات الوطنية الفاعلة والمؤثرة إلى المشهد السوداني تعتبر ضرورة سياسية وفكرية. فالنخب السودانية حين تمنح المساحة والدعم، تملك القدرة على إنتاج مبادرات ناضجة تلامس قضايا الحرب والسلام، والنسيج الاجتماعي، والتعافي الوطني.

بحسب وجه الحقيقة، فإن السودان لن يخرج من أزماته إلا عبر حوار وطني جاد يبدأ من هذه المساحات الحرة التي تضمن استعادة الفضاء العام كمجال مشترك للتفكير والتخطيط وصناعة المستقبل، بعيدًا عن الضجيج والاصطفافات. فحين نعيد للكلمة مكانها، وللحوار هيبته، نكون قد بدأنا أولى خطوات التعافي، نحو دولةٍ قوامها التعدد والعدالة والمواطنة.
إبراهيم شقلاوي
دمتم بخير وعافية.
الأحد 12 أكتوبر 2025م Shglawi55@gmail.com

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • جلسة حوارية بجامعة الدول العربية حول "الأمن القومي وتأثير الإعلام على صناعة الرأي العام العربي"
  • صورة قاتمة عن مستقبل الأخبار المحلية.. جمهور الهواتف المحمولة يغيّر كل شيء
  • برعاية وزير الداخلية وبمشاركة 40 دولة ومنظمة.. مؤتمر الإنتربول يناقش مستقبل العمل الشرطي
  • علاء عابد: قمة شرم الشيخ تؤكد ريادة مصر ومكانتها العالمية
  • أحمد موسى: توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يوم تاريخي يحدد مستقبل الشعوب
  • تامر الحبال: قمة شرم الشيخ لحظة فارقة.. ومصر تعيد صوت العقل إلى المنطقة
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: السودان بين البودكاست والجزيرة مباشر
  • مؤسسة شومان تطلق منصة أزرق لتعزيز المحتوى العربي الرقمي
  • البرلمان يناقش مشروعي قانونين حول الأوسمة العسكرية في جلسة عامة غدا
  • رئيس المنطقة الأزهرية بالإسكندرية يناقش تحديات ومشكلات الفصول الدراسية