صورة قاتمة عن مستقبل الأخبار المحلية.. جمهور الهواتف المحمولة يغيّر كل شيء
تاريخ النشر: 14th, October 2025 GMT
أظهرت أحدث الأبحاث التي أجرتها كلية ميدل للصحافة بجامعة نورث وسترن صورة قاتمة عن مستقبل الأخبار المحلية، حيث تواجه أزمة حقيقية مع تراجع الثقة وتحوّل الجمهور إلى الهواتف الذكية ومنشئي المحتوى التفاعلي بدل التلفزيون والصحف.
وبيّن تقرير حالة الأخبار المحلية 2025 الصادر عن الكلية والذي تضمّن استطلاع رأي أكثر من ألف شخص في مدينة شيكاغو الأميركية، أن الهواتف الذكية تجاوزت التلفزيون كمصدر رئيسي للأخبار المحلية، وأن منشئي المحتوى يتفوقون على الصحف، كما استنتج أن 15٪ فقط من المشاركين مستعدون لدفع ثمن التغطية المحلية.
وضمن حلقة بودكاست لمجلة "إي آند بي" الأميركية خُصصت لمناقشة التقرير، قال مدير مبادرة الأخبار المحلية تيم فرانكلين، إن النتائج تمثل نقطة تحول، مضيفا أن "التلفزيونات المحلية الآن تواجه اضطرابا كالذي واجهته الصحف الورقية قبل 10 أو 15 عاما وربما أكبر".
جمهور الهواتف المحمولة يغير كل شيءوتقول الأستاذة والعميدة المساعدة للبحوث في جامعة نورث وسترن ستيفاني إيدجيرلي، إن الدراسة تسلط الضوء على حقيقة رآها معظم الناشرين منذ سنوات، وتتمثل بأن الجمهور الأصغر سنا يعيش الآن بشكل شبه كامل داخل الهواتف الذكية، فهي ترافقهم طوال اليوم.
لكن الفرق الرئيسي -وفق إيدجيرلي التي شاركت بالحوار عبر البودكاست ذاته- يتمثل في التباين بين الأجيال، موضحة أن الشباب نشؤوا في عالم مليء بالأجهزة المحمولة ولم يتعلموا التفاعل الاجتماعي في عالم بدأ بالطباعة ثم التلفزيون، مضيفة أنه وبحلول سن 14 عاما يتمكن نحو 90٪ من المراهقين من إمكانية الوصول إلى الأجهزة المحمولة، ولذلك تنشأ لديهم علاقة قوية مع هذه الأجهزة كمصدر رئيسي للمعلومات.
وهذا يعني -وفقا للأستاذة الجامعية- أن إعادة تجميع المحتوى المطبوع أو المخصص للويب ليس كافيا، مشددة على أهمية منح الأولوية للمحتوى الجاهز والمُعدّ للهاتف المحمول أولا.
صانعو المحتوى هم المنافسونولعل الاكتشاف الأكثر إثارة للدهشة في دراسة كلية ميدل للصحافة وفق مجلة "إي آند بي" هو أن ثلث المشاركين أفادوا بتلقيهم الأخبار المحلية اليومية من منشئي المحتوى على منصات مثل تيك توك وإنستغرام وسبستاك.
إعلانويعزو فرانكلين أسباب هذا التحول إلى الطريقة التي يفضلها الجمهور في سرد القصص، وقال إنه "خاصة مع المستهلكين الأصغر سنا، فإنهم معتادون على الفيديو وليس على النص المكتوب"، لافتا إلى أن العديد من منشئي المحتوى ينتجون مقاطع فيديو قصيرة تعكس طريقة أكثر حوارية وأصيلة لسرد القصص، مؤكدا أن المؤسسات الإخبارية التقليدية يمكنها أن تتعلم الكثير من ذلك.
واستدرك فرانكلين بالقول: "هذا لا يعني أن الصحافة الاحترافية ستُستبدل، بل إنها تواجه تحديا للتطور".
وأشار تقرير كلية ميدل إلى إحصائية أخرى مقلقة وفق وصف المجلة الأميركية، حيث إن 32% فقط من البالغين بين 18 و29 عاما يستهلكون الأخبار المحلية يوميا، بانخفاض عن العام السابق الذي سجّل نسبة 39%.
وعن تلك الجزئية توافق المشاركون في البودكاست على أهمية السعي إلى تكوين علاقة مع الأخبار لدى صغار السنّ في المدارس الإعدادية والثانوية، مؤكدين أن عادات الانخراط تتشكل قبل بلوغ سن الرشد بوقت طويل، وقال فرانكلين: "علينا أن نجد طرقا لجعل الأخبار المحلية ذات صلة بحياة الناس اليومية، وهذا يعني إعادة التفكير في كيفية سرد القصص وأين نظهر".
الذكاء الاصطناعي في غرفة الأخباروكان الذكاء الاصطناعي محورا ساخنا أيضا في الاستطلاع، فقد عبر ما يقرب من نصف المشاركين عن عدم ارتياحهم للأخبار التي تُنتَج بواسطة الذكاء الاصطناعي.
وتعتقد إيدجيرلي أن المفتاح بالنسبة لغرف الأخبار هو الشفافية أمام الجمهور في مدى استخدام الذكاء الاصطناعي وليس تجنب استخدامه تماما، مؤكدة أنه "ليس المهم هو عدم استخدامه، بل كيف تستخدمه"، وأشارت إلى أن معظم الناس لا يفهمون عمل الصحفيين، فلا يمكن للذكاء الاصطناعي القيام بعمل الصحفي وأن يكون عيون وآذان المجتمع، غير أنه يمكن أن يساعد في أجزاء من عملية الإنتاج.
ويتفق فرانكلين على إمكانية وقدرات الذكاء الاصطناعي في زيادة الكفاءة، لكنه استدرك بـ"أنه يجب أن يكون محكوما بالتوجيه والتقدير البشري".
ولم يتردد فرانكلين بالقول إن هذه لحظة تحول بالنسبة للأخبار المحلية، مؤكدا أهمية الاستجابة لها عبر التعلم من منشئي المحتوى وجذب الجماهير كشركاء وليس بوصفهم مجرد عملاء.
وعلى الرغم من أن دراسة كلية ميدل للصحافة تركز على منطقة واحدة، فإن كلا الباحثين يتفقان على أن دروسها تتجاوز حدود المنطقة. ويختم فرانكلين بالقول: "إنها صورة مصغرة للبلاد، والتحدي هو ذاته بالنسبة لكل غرف الأخبار في أميركا، فلا بد من التكيف والتطور وإعادة الاتصال قبل فوات الأوان".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات الذکاء الاصطناعی الأخبار المحلیة
إقرأ أيضاً:
"جامعي الخبر".. فعالية "مستقبل الصيدلة" تتناول تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة المرضى
نظّم مستشفى الملك فهد الجامعي بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، فعالية بعنوان ”مستقبل الصيدلة“، وذلك بهدف تسليط الضوء على مستجدات الطب الحديث والتقنيات الصيدلانية المتقدمة، بمشاركة عدد من المختصين والمهتمين في المجال، وبحضور عدد من منسوبي المستشفى والزوار.أبرز المحاور والمناقشاتواستعرضت الفعالية مجموعة من المحاور التي ركزت على أبرز التطورات التقنية في مهنة الصيدلة، منها الذكاء الاصطناعي في الصيدلة واستخداماته في تصميم الأدوية وتطوير التركيبات الدوائية، إلى جانب دوره في تحديد الجرعات المناسبة للمرضى عبر تحليل البيانات الحيوية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } "جامعي الخبر".. فعالية "مستقبل الصيدلة" تتناول تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة المرضى - اليوم "جامعي الخبر".. فعالية "مستقبل الصيدلة" تتناول تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة المرضى - اليوم var owl = $(".owl-articleMedia"); owl.owlCarousel({ nav: true, dots: false, dotClass: 'owl-page', dotsClass: 'owl-pagination', loop: true, rtl: true, autoplay: false, autoplayHoverPause: true, autoplayTimeout: 5000, navText: ["", ""], thumbs: true, thumbsPrerendered: true, responsive: { 990: { items: 1 }, 768: { items: 1 }, 0: { items: 1 } } });
أخبار متعلقة بالذكاء الاصطناعي.. مركز القلب الجامعي يقود مستقبل جراحات القلبلأول مرة.. جراحة نادرة في الخبر لزراعة مفصل المرفق وترميم الأربطةعربة فحص متنقلة مجانية للكشف عن سرطان الثدي تجوب الشرقيةوناقشت الفعالية الطباعة ثلاثية الأبعاد للأدوية وما تتيحه من إمكانات لتصنيع أدوية دقيقة ومصممة وفق احتياجات المريض، والأجهزة الذكية في الصيدليات ودورها في رفع كفاءة العمل الصيدلي من خلال الأتمتة والتحضير المسبق للمحاليل والأدوية، إضافة إلى المعالجات الجينية والخلايا الجذعية كأحد أبرز الاتجاهات المستقبلية لعلاج الأمراض المزمنة والمستعصية، والتكامل مع رؤية السعودية 2030 التي تسعى إلى تطوير القطاع الصحي ودعم الابتكار في المجالات الدوائية والبحثية.مواكبة التطورات الصحية العالميةوفي كلمته، قال الدكتور عبدالله بن عبدالسلام يوسف: إن فعالية ”مستقبل الصيدلة“ تجسد التزام مستشفى الملك فهد الجامعي بنقل المعرفة ومواكبة التطورات العالمية في المجال الصحي، مؤكدًا أن التحول التقني والرقمي في الممارسات الصيدلانية أصبح ضرورة لتعزيز جودة الرعاية الصحية، وتحقيق التميز في خدمة المرضى، وتطوير كفاءات الصيادلة السعوديين بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
من جانبه، أشار الدكتور عبدالسلام عسيري إلى أن مهنة الصيدلة تشهد تحولًا نوعيًا في ظل التطور التقني السريع، موضحًا أن هذه الفعالية تسهم في رفع الوعي العلمي لدى الصيادلة وطلبة الامتياز، وتمكّنهم من استيعاب أدوات المستقبل مثل الذكاء الاصطناعي والطباعة الحيوية.
وأكد أن الاستثمار في المعرفة الصيدلانية الحديثة هو استثمار مباشر في صحة الإنسان وجودة الحياة وأن مستقبل الصيدلة يتجه بخطى متسارعة نحو التحول الرقمي، بفضل ما تشهده المملكة من دعم كبير للقطاع الصحي والبحثي، وتعزيز الابتكار في الرعاية الدوائية، بما يسهم في تحسين جودة الحياة وتحقيق التنمية المستدامة.