سياسي: تدخلات أوكرانية مرفوضة على الأراضي السودانية
تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT
قال المحلل السياسي المهتم بالشأن السوداني هشام الدين نورين: إن وسائل أنباء عالمية منها "CNN"، نقلت منذ صيف عام 2023، أنباء وتقارير مفادها أن قوات النخبة الأوكرانية أرسلت خبراء وفنيين الى الأراضي السودانية لمحاربة التمدد الروسي في القارة الإفريقية على حد تعبيرها، وأكدت هذه الأنباء وسائل إعلام وأجهزة استخباراتية أوكرانية.
وأضاف أنه في بداية الصراع السوداني، والذي بدأ في إبريل من عام 2023، قامت القوات الأوكرانية بمساعدة الجيش السوداني، وأشارت أنباء أن القوات الأوكرانية قامت بمساعدة البرهان في الخروج من الحصار الذي فرضته عليه قوات الدعم السريع في مقر قيادة الجيش في وسط العاصمة السودانية الخرطوم، لكن وفي الشهور القليلة الماضية، أكدت بعض التقارير الصحفية أن القوات الأوكرانية تعمل الان على تدريب قوات الدعم السريع على استخدام المسيرات، بل ومدت القوات "المتمردة" بمسيرات أوكرانية وساهمت في عدة هجمات نفذها الدعم السريع على عاصمة إقليم دارفور في الأسابيع الأخيرة.
وتابع نورين، أن الخبراء الأوكران كذلك خلال الشهر الماضي دربوا عناصر تابعة لـ"ائتلاف الوطنيين من أجل التغيير" من جمهورية أفريقيا الوسطى، وهو ائتلاف من الجماعات المسلحة في جمهورية أفريقيا الوسطى تشكلت في عام 2020 لمنع إعادة انتخاب الرئيس فوستين آركانج تواديرا، ويعتبر تحالف الوطنيين من أجل التغيير كذلك داعم للرئيس السابق الموالي لفرنسا فرانسوا بوزيزي، وبدأوا هجومهم في ديسمبر 2020، عندما حاولوا استعادة العاصمة بانغي وإقالة الرئيس فاوستين آركانج تواديرا.
وأشار إلى أن فرنسا تدعم هذا التحالف منذ عام 2020، وتسعى من خلاله لإحداث توترات في البلاد للإطاحة بالرئيس الحالي واستعادة النفوذ الذي فقدته مؤخرًا.
ويرجح الخبير بالشؤون الأفريقية سفيان الحمايدة، بأن القوات الأوكرانية قامت بتدريب عناصر هذا التحالف في السودان بتعليمات مباشرة من فرنسا.
ويقول الحمايدة بهذا الصدد، إن الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك فرنسا بدأوا باتباع أسلوب الحرب بالوكالة في أفريقيا بعد خسارة فرنسا لنفوذها في القارة الأفريقية، وهذا لتقليل الخسائر وتحقيق مكاسب واستعادة النفوذ دون الحاجة لإرسال قوات عسكرية الى العواصم الأفريقية، وهذا يحقق المطلوب دون ضغوطات إعلامية وأممية، ولهذا تستخدم فرنسا اليوم القوات الأوكرانية المدربة من قبل الغرب في تحقيق مصالحها في القارة السمراء.
وأضاف أن أوكرانيا لا تملك إلا تنفيذ التعليمات الفرنسية لاستمرار الدعم الغربي بالسلاح والذخيرة، حيث تعاني القوات الأوكرانية على الجبهة من نقص في العتاد على الرغم من الدعم الغير متناهي من قبل الدول الغربية.
يذكر أن نظام كييف بدأ في التجنيد الإجباري لجميع الفئات العمرية مؤخرًا بسبب الخسائر الكبيرة التي تعرض لها الجيش على مدار ما يقرب من ثلاث سنوات من الحرب مع روسيا، ومع ذلك ترسل أوكرانيا قوات من النخبة لأفريقيا لتنفيذ أجندات غربية، وهذا ما يضع العديد من علامات الاستفهام حول الأسباب الحقيقية لتواجد خبراء وقوات نخبة أوكرانيين في أفريقيا بهذا الوقت.
وكان مندوب السودان في الأمم المتحدة قد أشار الى التدخل الأجنبي في دعم القوات المتمردة بالسلاح والذخيرة من قبل دول لم يذكرها، لكن أكد بعض الخبراء أنه يقصد الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغربيين، وهذا بعد الخلافات التي حدثت بين الجيش السوداني وواشنطن على خلفية المفاوضات التي كانت الإدارة الأمريكية تسعى لفرضها على الحكومة السودانية مع قوات الدعم السريع بما لا يتوافق مع سيادة وشرعية السلطات السودانية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأراضي السودانية القارة الإفريقية الصراع السوداني القوات الأوكرانية الخرطوم القوات الأوکرانیة الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
السوداني: سوريا تمثل أمنا قوميا للعراق.. أفكار التقسيم مرفوضة
أعرب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الثلاثاء، عن رفض بلاده فكرة تقسيم سوريا، واعتبر الإبادة المتواصلة في قطاع غزة "انتكاسة إنسانية".
وقال السوداني، إن "سوريا تمثل أمنا قوميا للعراق، واستقرارها مهم، ونحرص على أن يتمتع الشعب السوري بالأمن والاستقرار وبعملية سياسية تشمل جميع مكوناته".
ودعا إلى "أن يكون هناك موقف واضح ضد الإرهاب والعنف والكراهية والتطرف، وما قامت به بعض الجماعات في سوريا أمر مروع ومؤسف يذكرنا بالإرهاب الذي ضرب العراق".
وأضاف: "نرفض تقسيم سوريا، وقدمنا مبادرة لإقامة حوار وطني بين مكونات الشعب السوري في مؤتمر القمة العربية التي عقدت في بغداد".
وبشأن الإبادة الإسرائيلية في غزة، اعتبرها السوداني "انتكاسة حقيقية لكل المعايير الإنسانية والأخلاقية والقانونية، وهي ترسم مستقبلا قاتما للمجتمع الدولي، حيث أن غزة تشهد إبادة جماعية في ظل المجاعة والقتل، وهو أمر مؤسف".
وعن العدوان الإسرائيلي الأخير على إيران، أكد السوداني أن "ايران دولة جارة ولدينا معها علاقات مستندة إلى مشتركات دينية وثقافية واجتماعية، وقدمت لنا الدعم في الحرب ضد الإرهاب".
وأعرب عن رفضه "العدوان على الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، محذرا من "زج العراق بهذه الحرب، أو أن تكون أجواؤه ممراً للاعتداء على دولة جارة".
وبشأن الانتخابات البرلمانية المرتقبة في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، اعتبرها السوداني "حدثا ديموقراطيا مهما يؤكد رغبة الشعب العراقي في التمسك بالمسار الديموقراطي والتداول السلمي للسلطة".
وفيما يتعلق بالتحالف الدولي، أكد السوداني أن "الحكومة أجرت حوارا جادا ومسؤولا مع الأصدقاء في التحالف الدولي، وتوصلنا لاتفاق على إنهاء مهمة التحالف 2026".
وأضاف: "لن نسمح لأي جهة بمصادرة قرار السلم أو الحرب، وهو مسؤولية الحكومة وفق الدستور والقانون، وبدعم من المرجعية العليا والقوى السياسية والشعب العراقي".