ندّد مفتي راشيا  الشيخ الدكتور وفيق حجازي بجرائم العدو الصهيوني في حق لبنان وأهله وسقوط عدد كبير بين قتيل وجريح وتدمير المنازل السكنية والمستشفيات جراء تلك الاعتداءات على قرى وبلدات لبنان، مطالبا الدولة بـ  "الوقوف صفًا واحدًا  في مواجهة ذلك العدو، وتحصين البيت اللبناني من الشرذمة والمناكفات السياسية، لأن جرح الوطن كبير وعلينا جميعا ان نقف موقف الحريص على وطنه كل وطنه، ومنه وحدة الدولة بكل قراراتها  فلا يليق ضياع الوطن ولا دماره وتهجير او قتل أبنائه".



وحيا اللبنانيين "لوقوفهم مع النزوح الداخلي باعتبار ذلك خير دليل على حرص اللبنانيين على وطنهم وإنسانه"، مؤكدا أننا "نؤمن بهذا الوطن وعيشه المشترك وقرار دولته الموحد سلما وحربا"، محذرا من أن "يكون لبنان بريد رسائل للخارج أو مطية لمآرب إقليمية ومنددا بالصمت العالمي تجاه ما يحصل"، مذكرا بأن طما رأيناه من دول تتغنى بدعم فلسطين خلاف ما سمعناه، وكم من امرأة  في غزة ولبنان نادت وامعصماه لكن وسائل التواصل الإنسانية عند أولئك معطلة"، معتبرا بالمقابل أن "الإنسانية تحتم علينا نصرة المظلوم ومواجهة الظالمين"، وطالب الأمم المتحدة بـ "تقديم الدعم للنازحين وأهمه وقف آلة الحرب الصهيونية في حق لبنان وفلسطين".

وطالب أئمة المساجد بـ "العمل على تقديم الدعم للنازحين في القرى والبلدات لاعتبار ذلك واجبا إنسانيا وأخلاقيا ودينيا".

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

أحمد زيور باشا.. الحاكم الذي جمع القوة والعقل والإنسانية

أحمد زيور باشا، هذا الاسم الذي يلمع في صفحات التاريخ المصري، ليس مجرد شخصية سياسية عابرة، بل هو رمز للإصرار والعطاء والتفاني في خدمة وطنه. 

ولد زيور باشا في الإسكندرية عام 1864 في أسرة شركسية تركية الأصل، كانت قد هاجرت من اليونان، لكنه بالرغم من جذوره الأجنبية، حمل قلبه وروحه على مصر، وجعل منها مسرحا لحياته المليئة بالعطاء والمسؤولية. 

منذ نعومة أظافره، أظهر أحمد زيور براعة وحسا عميقا بالواجب؛ فقد التحق بمدرسة العازاريين، ثم واصل دراسته في كلية الجزويت ببيروت، قبل أن يتخرج من كلية الحقوق في فرنسا، حاملا معه العلم والخبرة ليخدم وطنه الغالي.

طفولته لم تكن سهلة، فقد كان صبيا بدينا يواجه العقوبات بحساسية شديدة، وكان العقاب الأصعب بالنسبة له مجرد “العيش الحاف”، لكنه تعلم من هذه التجارب الأولى معنى الصبر والمثابرة، وكان لذلك أثر واضح على شخصيته فيما بعد، إذ شكلت بداياته الصعبة حجر أساس لصقل إرادته القوية وعزيمته التي لا تلين.

عندما عاد إلى مصر بعد دراسته، بدأ أحمد زيور مسيرته في القضاء، ثم تقلد مناصب إدارية هامة حتى وصل إلى منصب محافظ الإسكندرية، وبدأت خطواته السياسية تتصاعد بسرعة. 

لم يكن الرجل مجرد سياسي يحكم، بل كان عقلا مفكرا يقرأ الواقع ويفكر في مصلحة الوطن قبل أي اعتبار شخصي، تولى عدة حقائب وزارية هامة، منها الأوقاف والمعارف العمومية والمواصلات، وكان يتنقل بين الوزارات بخبرة وإخلاص، ما جعله شخصية محورية في إدارة شؤون الدولة، وخصوصا خلال الفترة الحرجة بعد الثورة المصرية عام 1919.

لكن ما يميز أحمد زيور باشا ليس فقط المناصب التي شغلها، بل شخصيته الإنسانية التي امتزجت بالحكمة والكرم وحب الدعابة، إلى جانب ثقافته الواسعة التي جعلته يجيد العربية والتركية والفرنسية، ويفهم الإنجليزية والإيطالية. 

كان الرجل يفتح صدره للآخرين، ويمتلك القدرة على إدارة الصراعات السياسية بحنكة وهدوء، وهو ما جعله محل احترام الجميع، سواء من زملائه السياسيين أو من عامة الشعب.

عين رئيسا لمجلس الشيوخ المصري، ثم شكل وزارته الأولى في نوفمبر 1924، حيث جمع بين منصب رئاسة الوزراء ووزارتي الداخلية والخارجية، مؤكدا قدرته على إدارة الأمور بيد حازمة وعقل متفتح. 

واستمر في خدمة وطنه من خلال تشكيل وزارته الثانية، حتى يونيو 1926، حريصا على استقرار الدولة وإدارة شؤونها بحنكة، بعيدا عن أي مصالح شخصية أو ضغوط خارجية.

زيور باشا لم يكن مجرد سياسي تقليدي، بل كان رمزا للفكر المصري العصري الذي يحترم القانون ويؤمن بالعلم والثقافة، ويجمع بين الوطنية العميقة والتواضع الجم. 

محبا لوالديه، كريم النفس، لطيف الخلق، جسوره ضخم وقلوبه أوسع، كان يمزج بين السلطة والرقة، بين الحزم والمرونة، وبين العمل الجاد وروح الدعابة. 

هذا المزيج الفريد جعله نموذجا للقيادة الرشيدة في وقت كان فيه الوطن بحاجة لمثل هذه الشخصيات التي تجمع بين القوة والإنسانية في آن واحد.

توفي أحمد زيور باشا في مسقط رأسه بالإسكندرية عام 1945، لكنه ترك إرثا خالدا من الخدمة الوطنية والقيادة الحكيمة، وأصبح اسمه محفورا في وجدان المصريين، ليس فقط كوزير أو رئيس وزراء، بل كرجل حمل قلبه على وطنه، وبذل كل ما في وسعه ليبني مصر الحديثة ويؤسس لمستقبل أفضل. 

إن تاريخ زيور باشا يعلمنا درسا خالدا، أن القيادة الحقيقية ليست في المناصب ولا في السلطة، بل في حب الوطن، والعمل الدؤوب، والوفاء للعهود التي قطعناها على أنفسنا تجاه بلدنا وشعبنا.

أحمد زيور باشا كان نموذجا مصريا أصيلا، يحكي عن قدرة الإنسان على التميز رغم الصعاب، ويذكرنا جميعا بأن مصر تحتاج دائما لأمثاله، رجالا يحملون العلم والقلب معا، ويعملون بلا كلل من أجل رفعة وطنهم وشموخه. 

ومن يقرأ سيرته، يدرك أن الوطنية ليست شعارات ترفع، بل أفعال تصنع التاريخ، وأن من يحب وطنه حقا، يظل اسمه حيا في ذاكرة شعبه، مهما رحل عن الدنيا، ومهما تبدلت الظروف.

مقالات مشابهة

  • اللواء الركن لاوندس يشيد بجهود العسكريين: نقلة نوعية تعزّز ثقة اللبنانيين
  • أحمد زيور باشا.. الحاكم الذي جمع القوة والعقل والإنسانية
  • وقفة قبلية مسلحة في بني منصور بالحيمة تعلن النفير العام وتؤكد الجهوزية الكاملة لمواجهة العدو
  • بري: ما حدا يهدد اللبنانيين
  • خطوات الوطن الاقتصادية فوق صخب الظنون
  • إحالة قاتل شقيقه وطفليه بأبو كبير إلى المفتي
  • مطر: زيارة المفتي امام إلى أوستراليا تعكس تقدير الجالية لنهج الاعتدال
  • نائب:فساد كبير في عقارات الدولة
  • بعد العثور على مياه صرف صحي لونها أحمر... بيانٌ جديدٌ من مصلحة الليطاني
  • وقفة قبلية مسلحة في سنحان إعلانا للجهوزية لمواجهة أي تصعيد من العدو