يرى الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا أن تنفيذ إسرائيل غارة جوية واسعة النطاق، على معقل حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، يعد تصعيداً خطيراً و"نقطة تحول أساسية" في الصراع الدائر.

ووفقاً للتقارير الأولية، استهدفت الغارة الإسرائيلية عدة مبانٍ بالضاحية الجنوبية، مع وقوع 10 انفجارات متتالية، مما يشير لحجم وشدة الهجوم، ويثير تكهنات حول طبيعة الهدف، مع تقارير غير مؤكدة تشير إلى احتمال استهداف قيادات عليا بحزب الله، بما في ذلك الأمين العام حسن نصر الله.

وأوضح العميد حنا -خلال فقرة التحليل العسكري- أن حجم الانفجارات وتتابعها يدل على استخدام أسلحة متطورة وثقيلة، قد تصل حمولتها المتفجرة إلى 1800 كيلوغرام للقذيفة الواحدة، وأضاف "هذا الأمر يعكس أهمية الهدف الذي تسعى إسرائيل لاستهدافه".

مرحلة جديدة

وأشار الخبير العسكري إلى أن هذا التصعيد يأتي في سياق إستراتيجية إسرائيلية أوسع تهدف إلى تقويض قدرات حزب الله العسكرية والقيادية، فقد سبق هذا الهجوم سلسلة من الاستهدافات لقيادات ميدانية بالحزب، إضافة إلى محاولات لقطع خطوط الإمداد بين لبنان وسوريا.

وفي تطور آخر، لفت العميد حنا إلى أن إسرائيل قد تكون بصدد الانتقال إلى مرحلة جديدة في عملياتها، مستهدفة ما سماها "القيادة الأساسية" لحزب الله، وحذر من أن استهداف نصر الله، إذا تأكد، ستكون له تداعيات خطيرة على المنطقة بأكملها.

وفي سياق متصل، نبه الخبير العسكري إلى تزامن هذا التصعيد مع إجراءات عسكرية إسرائيلية على الحدود اللبنانية، حيث تم الإعلان عن فتح مخازن الاحتياط وتوزيع العتاد على القوات، كما تم حشد 6 فرق عسكرية بالمنطقة الشمالية، مما يثير مخاوف من احتمال شن عملية برية.

وعلق العميد حنا على هذه التطورات قائلاً "كل هذه الإجراءات تهيئ لسيناريو أسوأ، وهو عملية برية، لكنه أشار إلى أن السؤال يبقى: كيف ستنفذ هذه العملية، ولماذا، وإلى أي مدى وعمق سيدخلون لبنان؟".

مخطط نتنياهو

وفي قراءة عسكرية لهذا التصعيد، يرى الخبير العسكري أنه يمكن أن يكون محاولة من الحكومة الإسرائيلية للهروب إلى الأمام في ظل الضغوط الدولية المتزايدة لوقف إطلاق النار بغزة، منوها إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يكون لديه "مخطط معين" يبدأ من غزة وينتقل إلى الضفة الغربية ثم لبنان.

وحذر الخبير الإستراتيجي من أن أي رد قوي من الحزب اللبناني قد يؤدي إلى تصعيد شامل في المنطقة، مضيفا "حزب الله ليس لاعباً منفرداً على الساحة الإقليمية، وبالتالي هناك تداعيات أساسية قد تتجاوز حدود لبنان".

وفيما يتعلق بالموقف الدولي، أشار العميد حنا إلى أن الولايات المتحدة، رغم تصريحاتها الداعية لضبط النفس، قد تجد نفسها مضطرة لدعم حليفتها إسرائيل في حال اندلاع مواجهة شاملة، وذكر بأن الأميركيين "يقولون بسرعة: لا (عدة مرات) ولكن عندما يقوم نتنياهو بعملية ما فإنهم يتبنون هذا الأمر".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الخبیر العسکری إلى أن

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: انهيار معنويات الجنود سيجبر تل أبيب على التفاوض

يتوقع الخبير العسكري والإستراتيجي الدكتور أحمد الشريفي أن الانهيار النفسي والمعنوي في صفوف الجيش الإسرائيلي سيشكل عاملا ضاغطا وحاسما يدفع تل أبيب إلى تبني خيار التفاوض ووقف الحرب.

ويستند هذا التوقع إلى أرقام تكشف عن ارتفاع عدد الجنود المنتحرين منذ بدء الحرب على غزة إلى 43 حالة بسبب أعراض نفسية ناتجة عن القتال المستمر.

وأفاد موقع والا الإسرائيلي بأن جنديا إسرائيليا انتحر بعد معاناته المستمرة خلال شهور الحرب الطويلة على غزة ولبنان وبعدما شاهده من فظائع وويلات هذه الحرب.

وذكر الموقع أن معاناة هذا الجندي التي انتهت بالانتحار بدأت بعد مقتل اثنين من أصدقائه في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، واستمرت مع خدمته العسكرية المتواصلة على جبهتي غزة ولبنان.

وقالت عائلة الجندي المنتحر إن ابنها كان يشتكي من رائحة الجثث ومن الفظائع التي كان يشاهدها باستمرار في ميدان المعارك، وذكرت العائلة أن ابنها كان ينقل جثث جنود من جبهتي لبنان وغزة خلال الحرب.

وما زال الجيش الإسرائيلي -وفقا للموقع- يرفض حتى الآن دفن الجندي المنتحر في مراسم عسكرية.

عامل الزمن

ويشكل عامل الزمن وعدم وضوح الأهداف ضاغطا نفسيا هائلا على المقاتلين وفقا للشريفي، فالمعنويات تقاتل إلى جانب السلاح، والمقاتل لا يستطيع إدامة زخم المعركة دون تعزيز عقيدته القتالية وروحه المعنوية.

وعندما تختل الروح المعنوية تنعكس سلبا على إرادة القتال، مما يؤدي إلى انهيار نفسي قد يدفع للانتحار.

وتكمن المشكلة في أن إسرائيل لم تحسب حساب العامل النفسي بدقة، مركزة على التجهيزات القتالية والدعم اللوجستي فقط، وهذا الخطأ في التقدير أثبت -بحسب الخبير العسكري- عدم كفاية التفوق المادي لمواجهة التحديات النفسية في الميدان.

وتتجلى هذه الأزمة في التطورات الميدانية، حيث أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بإصابة جنديين بجروح إثر إطلاق صاروخ مضاد للدروع في شمال غزة، وتكشف هذه الحوادث عجز الجنود عن التعامل بفاعلية مع تكتيكات المقاومة رغم التفوق الهائل في الإمكانيات.

إعلان

ورغم أن الجيش الإسرائيلي متفوق في الخدمات الإدارية وخطوط الدعم والقدرات التسليحية ويتمتع بقدرة العودة إلى الثكنات والاستراحة فإن الانهيار أصبح واضحا، مما يكشف خللا عميقا في العقيدة القتالية التي تشكل المحرك الأساسي للمقاتل، وفقا للخبير العسكري.

مقالات مشابهة

  • خبير استراتيجي: سلاح «حزب الله» لا مبرر لاستمراره اليوم
  • خبير عسكري: رسائل سياسية وراء قصف المقاومة غلاف غزة
  • "أنصار الله" تكشف تفاصيل استهداف إسرائيل بـ3 صواريخ باليستية و8 مسيّرات
  • وزير التعليم أمام البرلمان: "البكالوريا المصرية" نقطة تحول تاريخية في تطوير التعليم
  • خبير عسكري: انهيار معنويات الجنود سيجبر تل أبيب على التفاوض
  • برّاك في بعبدا في هذا الموعد و 3 نقاط أساسية تم الإتفاق عليها
  • أول ظهور علني لخامنئي بعد التصعيد العسكري مع إسرائيل (فيديو)
  • خبير: نتنياهو مستفيد من الصراع وقد يجبَر على القبول بوقف إطلاق النار بغزة
  • بعد استهداف إسرائيل للمواطنين في الجنوب... هاشم يطالب الحكومة بهذا الأمر!
  • استهداف مطار عسكري روسي