خفضت وكالة موديز تصنيف إسرائيل الائتماني للمرة الثانية هذا العام، مع ارتفاع التكاليف الاقتصادية للحرب المستمرة في غزة وتصاعد التوترات مع حزب الله.

وقالت وكالة بلومبيرغ إنه قد تم تخفيض التصنيف بدرجتين من "إيه 2" (A2) إلى "بي إيه إيه 1" (Baa1)، وهذا ما يجعل إسرائيل على بعد 3 خطوات فقط من الدرجة غير الاستثمارية.

ووفقا لموديز، تم الإبقاء على النظرة المستقبلية السلبية لإسرائيل، وهو ما يعكس القلق المتزايد حول قدرتها على الحفاظ على استقرارها الاقتصادي في ظل الأزمات الأمنية المتصاعدة.

تزايد المخاطر الجيوسياسية

وأشارت موديز في إعلانها غير المجدول إلى أن "المخاطر الجيوسياسية تصاعدت بشكل كبير، وهو ما أدى إلى تأثيرات سلبية ملموسة على القدرة الائتمانية لإسرائيل على المدى القريب والطويل"، ويأتي هذا في ظل تصاعد القتال مع حزب الله في لبنان، حيث أطلقت إسرائيل هجمات على مقرات الحزب في ضاحية بيروت الجنوبية في واحدة من أكبر العمليات العسكرية ضد لبنان منذ قرابة عقدين أدت لمقتل أمين عام الحزب حسن نصر الله وقيادات الصف الأول.

هذا التصعيد أثار مخاوف من إمكانية انزلاق الأزمة وامتداد الحرب لتشمل إيران، التي تُعد الداعم الرئيسي لحزب الله، وهو ما يزيد من احتمال اندلاع نزاع إقليمي أوسع يشمل الولايات المتحدة أيضا على حد وصف بلومبيرغ.

توقعات موديز الاقتصادية لإسرائيل على المدى الطويل أصبحت أكثر قتامة (الأوروبية)

وقالت صحيفة كالكاليست الإسرائيلية إن توقعات موديز الاقتصادية لإسرائيل على المدى الطويل أصبحت أكثر قتامة، مشيرة إلى أن الاقتصاد الإسرائيلي "سيكون أضعف بشكل دائم نتيجة الصراع العسكري الحالي، مقارنة بالتوقعات السابقة". وفي تقييمها الجديد، توقعت موديز نمو الاقتصاد بنسبة 0.5% فقط هذا العام و1.5% عام 2025، وهو تراجع كبير مقارنة بالتقديرات السابقة، وهذا يعكس التأثير السلبي للصراع المتزايد على الاقتصاد، وفق كالكاليست.

وتقدر الحكومة الإسرائيلية أن تكلفة الحرب المستمرة قد تصل إلى حوالي 66 مليار دولار بحلول نهاية عام 2025، وهو ما يمثل أكثر من 12% من الناتج المحلي الإجمالي وفق ما قالته بلومبيرغ. ووفقا للتقديرات الحكومية، فإن هذه الأرقام تعتمد على افتراض عدم تصعيد الصراع مع حزب الله إلى مواجهة شاملة.

ردود فعل إسرائيلية

واعتبر المحاسب العام في وزارة المالية الإسرائيلية يالي روتنبرغ، أن قرار موديز "مبالغ فيه وغير مبرر". وقال لبلومبيرغ: "شدة هذا الإجراء لا تتناسب مع البيانات المالية والاقتصادية لإسرائيل". وأشار إلى أنه من الواضح أن الحرب على الجبهات المختلفة تفرض ثمنا على الاقتصاد الإسرائيلي، لكن هذا لا يبرر قرار وكالة التصنيف.

وتقول كالكاليست إنه رغم أن الحكومة تعارض بشدة هذا التخفيض، فإن الواقع المالي يبدو مقلقا، حيث يتوقع أن يصل العجز في الميزانية هذا العام إلى 7.5% من الناتج المحلي الإجمالي، في حين من المتوقع أن يرتفع معدل الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي إلى 70%، وهو ما يتجاوز بكثير تقديرات وزارة المالية السابقة.

وفي ظل هذه التحديات المالية، شدد روتنبرغ على الحاجة إلى اتخاذ "خطوات حاسمة وسريعة" لإقرار ميزانية الدولة لعام 2025. وقد أكدت وزارة المالية والبنك المركزي على أن عملية إقرار الميزانية تأخرت، وأن هناك حاجة ملحة لإجراء تخفيضات في بعض المجالات لمواجهة زيادة الإنفاق الدفاعي حسبما نقلت كالكاليست.

وأشار روتنبرغ إلى أن "الميزانية يجب أن تشجع محركات النمو، وتستثمر في البنية التحتية، وتراعي الاحتياجات الاجتماعية، وتلبي متطلبات الأمن الإسرائيلي".

ضغوط متزايدة

وتشير الأرقام إلى أن السندات الإسرائيلية تتعرض لضغوط شديدة، حيث ارتفعت العوائد على السندات الحكومية لمدة 10 سنوات بنحو 100 نقطة أساس هذا العام، في حين وصلت الفروق بينها وبين السندات الأميركية إلى أعلى مستوى لها منذ 11 عاما.

وتُعتبر السندات الإسرائيلية المقومة بالدولار من بين الأسوأ أداءً على مستوى العالم حاليا مقارنة بالسندات الحكومية الأخرى، وفقا لمؤشرات بلومبيرغ.

إسرائيل بحاجة إلى إستراتيجية خروج واضحة من الصراع العسكري إذا كانت ترغب في استعادة الاستقرار الاقتصادي (رويترز) نظرة مستقبلية غير مؤكدة

وتشير موديز إلى أن إسرائيل بحاجة إلى إستراتيجية خروج واضحة من الصراع العسكري إذا كانت ترغب في استعادة الاستقرار الاقتصادي وجذب الاستثمارات. ومع ذلك، تلاحظ الوكالة أن الحكومة الإسرائيلية لم تضع بعد إستراتيجية واضحة، وهذا يثير مخاوف حول قدرتها على التعامل مع التحديات المالية والجيوسياسية وفق قول كالكاليست.

ومن جانبها، أكدت "كالكاليست" أن إسرائيل تواجه معضلة كبيرة بين الاستمرار في التصعيد العسكري مع حزب الله أو محاولة تحقيق تعاف اقتصادي. وخلصت الوكالة إلى أن إسرائيل تحتاج إلى تحقيق توازن بين استعادة الاستقرار الاقتصادي والتعامل مع التهديدات الأمنية، فبدون هذا التوازن، قد تواجه مسارا من التدهور الاقتصادي المستمر.

وتوضح موديز أن الصراع المستمر سيؤدي إلى "زيادة كبيرة في المخاطر السياسية لإسرائيل، وإضعاف مؤسساتها التنفيذية والتشريعية، وتقويض قوتها المالية". وإذا استمر هذا الوضع، فإن الاقتصاد الإسرائيلي قد يجد نفسه في حالة من الضعف المستمر، ما لم تتخذ الحكومة إجراءات جادة وعملية للتعامل مع التحديات الحالية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات إسرائیل على مع حزب الله هذا العام إلى أن وهو ما

إقرأ أيضاً:

"موديز" ترفع التصنيف الائتماني لبنك نزوى إلى درجة الاستثمار "Baa3"

مسقط- الرؤية  

أعلنت وكالة موديز لخدمات المستثمرين عن رفع التصنيف الائتماني للودائع بالعملتين الأجنبية والمحلية على المدى الطويل لبنك نزوى من (Ba1) إلى درجة الاستثمار(Baa3) ، مع نظرة مستقبلية مستقرة. كما شهد كل من التقييم الائتماني الأساسي (BCA) والتقييم المُعدل للبنك تحسنًا ملحوظًا، وذلك في تطور مهم يعكس النمو الاستراتيجي المستدام لبنك نزوى.

 وتعكس هذه الترقيات المرموقة التزام بنك نزوى الراسخ بالتميّز المالي ومكانته القوية في ظل المشهد الاقتصادي المتطور في السلطنة. كما تُجسّد هذه التحسينات الزخم الإيجابي الناتج عن تحسّن الظروف التشغيلية، والتي تواصل بدورها تعزيز الأداء المالي للبنك، بما في ذلك دعم الاحتياطيات الرأسمالية.

وقال الفاضل خالد الكايد، الرئيس التنفيذي لبنك نزوى:" نتقدم بجزيل الشكر لمساهمينا، وعملائنا، والجهات الرسمية بما في ذلك البنك المركزي العُماني ووزارة المالية ووحدة إدارة الدين العام، على دعمهم المتواصل. والتزامهم الراسخ بالانضباط المالي والرقابة الاستراتيجية، مما أسهم في تهيئة بيئة مواتية لنمو وازدهار المؤسسات المالية في السلطنة، مشيراً إلى أنَّ هذا التصنيف يُعد شهادة على مرونة البنك التشغيلية، ويعكس في الوقت ذاته الثقة الراسخة التي نتمتع بها من قبل مساهمينا وعملائنا وشركائنا، كما يتماشى مع تطلعات رؤية "عُمان 2040"، التي تُرسي أسسًا متينة لنمو اقتصادي متنوع، واستدامة مالية قوية، وتمويل إسلامي قادر على الإسهام بفاعلية في بناء مستقبل متقدّم ومتين".

وأضاف: "بصفتنا أول بنك إسلامي في السلطنة، نعتبر هذه الترقية تأكيدًا متجددًا على الأهمية المتزايدة للتمويل المتوافق مع الشريعة الإسلامية كركيزة محورية لدعم الاستقرار الوطني، وتعزيز الشمول المالي، وتحقيق القيمة المستدامة، ويُعد هذا التصنيف تعزيزًا لثقة السوق في البنك، ودعمًا لمصداقيتنا على المدى الطويل، كما يُمكننا من مواصلة تقديم حلول مالية إسلامية تساهم بشكل فعّال في إحداث أثر تحويلي ملموس .

وتعكس ترقيات تصنيفات ودائع بنك نزوى وتصنيف الائتمان الأساسي (BCA) النظرة الإيجابية لوكالة موديز تجاه المتانة المالية الجوهرية للبنك، مؤكدة على قوة كفاية رأس المال، ووفرة السيولة، كما تعكس هذه الترقية قدرة البنك المستمرة على تحقيق أهدافه الاستراتيجية، والتي تتضمن توسيع نطاق عملياته المصرفية الإسلامية، مع الالتزام بضبط التكاليف واتباع مُمارسات النمو المستدام.

يأتي هذا التطور في وقت تحظى فيه سلطنة عُمان بتقدير عالمي مُتجدد لإصلاحاتها الاقتصادية وانضباطها المالي، حيث يعكس رفع وكالة موديز للتصنيف الائتماني السيادي للسلطنة إلى Baa3 جهود الحكومة في تعزيز الاستقرار، وتنويع الاقتصاد، وتقوية القطاع المالي. وتُعزز هذه التطورات قدرة بنك نزوى على العمل بثقة والمساهمة بفعالية في تحقيق الأهداف الاستراتيجية طويلة الأمد للبلاد.

 

مقالات مشابهة

  • هل الخيار المتطرف الذي تبحثه إسرائيل في غزة قابل للتنفيذ؟
  • وزير المالية: التسهيلات الضريبية والجمركية أداة مؤثرة فى مسار الإصلاح الاقتصادي
  • المعارضة الإسرائيلية تهاجم حكومة نتنياهو: قادتنا إلى كارثة سياسية ويجب وقف الحرب
  • "موديز" ترفع التصنيف الائتماني لبنك نزوى إلى درجة الاستثمار "Baa3"
  • وزير الخارجية: مؤتمر "حل الدولتين" يأتى فى مرحلة مفصلية من الحرب الإسرائيلية على غزة
  • زعيم المعارضة “الإسرائيلية” لبيد: الحرب على غزة فشلت ونتنياهو يقودنا للهاوية
  • فجوة كبيرة بين الرواية الإسرائيلية وأعداد قتلى جيش الاحتلال في غزة
  • زعيم المعارضة الإسرائيلية: الحرب على غزة فشلت ونتنياهو يقودنا للهاوية
  • منظمة “بتسيلم” الإسرائيلية: إسرائيل تنفذ إبادة جماعية في قطاع غزة
  • ورقة تحليلية: فجوة كبيرة بين الرواية الإسرائيلية وأعداد قتلى جيش الاحتلال في غزة