تفقد اللواء عماد كدواني محافظ المنيا، اليوم، عددا من مدارس التعليم الأساسي والثانوي بمدينة المنيا، في إطار متابعة سير العملية التعليمية، وذلك تفعيلا لأنشطة وفاعليات المبادرة الرئاسية «بداية جديدة لبناء الإنسان المصري» التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي لتعزيز التنمية البشرية وفى مقدمتها تطوير قطاع التعليم فى جميع مراحله.

تعزيز استخدام التكنولوجيا في العملية التعليمية

وتضمنت جولة محافظ المنيا مدرسة صفى الدين أبو شناف الثانوية بنين، ومدرسة الثانوية بنات، ومدرسة أبناء الثورة الابتدائية، مؤكدا أن برامج مبادرة «بداية» تركز في جانبها التعليمي على تطوير العنصر البشري من الطلاب والمعلمين والمناهج وتوفير برامج تدريبية متقدمة، فضلًا عن تعزيز استخدام التكنولوجيا في العملية التعليمية، إلى جانب تطوير البنية التحتية للمدارس والسعى لبناء مدارس جديدة لحل مشكلة الكثافة واستيعاب المزيد من الأنشطة والبرامج التربوية والثقافية والرياضية لأبنائنا الطلاب.

حرص المحافظ على تفقد أبنية المدارس والاطمئنان على الفصول والمقاعد ووسائل الإيضاح و منافذ التهوية ، إلى جانب أعمال النظافة، ودورات المياه ، مشددا على عدم السماح للباعة الجائلين بالتواجد فى محيط المدارس، وإزالة كافة الاشغالات، موجها بضرورة المتابعة الدورية لكافة المنشآت التعليمية للتأكد من الحفاظ على أعمال التطوير التي تمت بها، إلى جانب الالتزام بجداول الصيانة الدورية ورفع كفاءة المباني، والتأكد من الالتزام بالعدد المقرر للطلاب في كل فصل وعدم وجود أي عجز في أعداد المدرسين بمختلف التخصصات لضمان سير العملية التعليمية بشكل منتظم وفعال.

محافظ المنيا يكرم المتفقوين

وخلال زيارته للمدارس الثانوية، وجه اللواء كدوانى بتكريم الطلبة المتفوقين ممن التحقوا بالمرحلة الثانوية بعد حصولهم على مجموع 280 أو 279.5 درجة، مشيرا إلى أن أهمية تقدير التفوق والتميز، وتكريم المتفوقين والناجحين يعطى دفعة قوية لبذل المزيد من العمل للوصول إلى الأهداف المرجوة، رافق المحافظ خلال الجولة الدكتور على عبد السلام مدير مديرية التربية والتعليم ومحمد سليمان مدير إدارة المنيا التعليمية وعامر طه رئيس مركز ومدينة المنيا.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: المنيا محافظ المنيا يتفقد عدد من المدارس التعليم الأساسي و الثانوي العملیة التعلیمیة محافظ المنیا

إقرأ أيضاً:

نداء إلى محافظ المنيا

حين تتحول وسيلة نقل صغيرة إلى أزمة مجتمعية وأمنية واقتصادية، فإننا أمام ظاهرة تحتاج إلى وقفة واعية وتشخيص عميق. مركبة التوكتوك، تلك المركبة التي تسللت إلى الشارع المصري في مطلع الألفينات، لم تكن نتاج رؤية أو تخطيط منهجي لتطوير منظومة النقل المحلي، بل جاءت كاستجابة ارتجالية لفراغ تنموي طال المناطق الريفية والعشوائية، حيث تغيب المواصلات العامة وتنحسر فرص العمل والتعليم.

لكن الأهم أن دخول تلك المركبة إلى السوق المصري لم يكن عشوائيًا تمامًا، بل كان انعكاسًا لمرحلة من فساد تزاوج السلطة بالمال في عهد نظام مبارك، حين تغوّلت شبكات المصالح على حساب الصالح العام. فقد كان استيراد التوكتوك يتم عبر رجال أعمال بعينهم، يرتبطون بعلاقات نافذة مع دوائر القرار، فوجدوا في تلك المركبة وسيلة للربح السريع عبر تسويقها في بيئة تفتقد للخدمات. وهكذا، تحولت أزمة تنموية إلى تجارة مربحة لقلة، وفوضى يومية يعاني منها ملايين المواطنين.

ولفهم أسباب انفجار تلك الظاهرة، يجب العودة إلى التحولات الكبرى التي مرت بها مصر منذ التسعينيات، حين بدأت الدولة تطبيق برنامج "الإصلاح الاقتصادي والتكيف الهيكلي" بالتعاون مع صندوق النقد الدولي عام 1991. أدى ذلك إلى تقليص دور الدولة في الخدمات العامة، خاصة في التعليم الفني والزراعة والصناعة، وهي القطاعات التي كانت تشكّل قاعدة لتشغيل الشباب في الريف والمدن الصغيرة. وفي نفس الفترة، أصدر وزير التعليم الأسبق الدكتور حسين كامل بهاء الدين قرارات أضعفت المنظومة التربوية، مثل إلغاء العقاب البدني دون بديل تربوي، مما ساهم في اهتزاز هيبة المعلم وفقدان الانضباط داخل المدارس. بالتوازي، صدر في عام 1997 قانون العلاقة الجديدة بين المالك والمستأجر، والذي عُرف شعبيًا باسم "قانون طرد الفلاح"، فتعرّض ملايين الفلاحين للطرد من أراضيهم، وحدث نزوح كثيف من الريف إلى أطراف المدن بلا تأهيل أو عمل. وهكذا، نشأ جيل بلا فرص تعليم حقيقي، ولا أمل في التوظيف، فكانت مركبة التوكتوك هي الخيار الأخير - خيار الضرورة - لمن وجد نفسه على هامش الدولة.

في قلب محافظة المنيا، تبرز مدينة سمالوط وقراها كصورة حية لتلك الظاهرة. فقد أصبحت شوارع المدينة، والطرق الرئيسية والفرعية في القرى التابعة لها، تحت سيطرة شبه كاملة للتوكتوك. اختفت الحافلات الصغيرة، وتعذر التنقل الآمن، وتحولت بعض المداخل والمخارج إلى نقاط ازدحام مروري وفوضى عشوائية، بينما انتشرت مظاهر الانفلات والتحرش والبلطجة، دون رقابة فعلية. لقد تحولت التوكتوك من وسيلة نقل إلى أداة للفوضى، تهدد النظام العام، وتعبّر عن غياب التخطيط والرؤية المجتمعية.

وفي مواجهة ذلك، لا يمكن الاكتفاء بتنظيم جزئي أو تقنين محدود، بل لا بد من اتخاذ قرار واضح وجاد بإلغاء تلك المركبة نهائيًا داخل المدن والقرى، وعلى رأسها سمالوط، كخطوة أولى نحو بناء مجتمع منضبط وآمن. إن التوكتوك لا يليق ببيئة تنموية تحترم الإنسان، ولا يصلح لأن يكون جزءًا من الجمهورية الجديدة التي تسعى مصر لتأسيسها.

ولكن، لا يمكن إلغاء التوكتوك دون تقديم بديل واقعي وإنساني، يراعي من كانوا يعملون عليه تحت ضغط الحاجة. ولهذا، فإن الحل الأمثل هو إنشاء مراكز تدريب مهني حديثة في مدينة سمالوط وكافة قراها، تكون مهمتها إعادة تأهيل الشباب حرفيًا وتقنيًا، ومنحهم شهادات مهنية معتمدة تؤهلهم للالتحاق بوظائف مناسبة ومحترمة في القطاعين العام والخاص. هذه المراكز ينبغي أن ترتبط تعاقديًا مع المصانع، والشركات، ورجال الأعمال، لتكون جهة مسؤولة عن توفير العمالة الفنية الماهرة، بعد تدريبها بشكل عصري ومنضبط.

وفي موازاة ذلك، يجب على الدولة أن تُدخل وسائل نقل آدمية حديثة داخل المدن والقرى، مثل الميني باص الكهربائي أو وسائل النقل التشاركي الآمن، تحت إشراف مروري وإداري صارم، يحترم كرامة المواطن، ويُعيد الانضباط للشوارع المصرية، ويعكس صورة حضارية للدولة.

تشير إحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء إلى أن عدد مركبات التوكتوك في مصر تجاوز 3 ملايين مركبة بحلول عام 2020، 90% منها غير مرخصة. وهذا الرقم المهول يعكس حجم الانفلات، وضرورة الحسم، وليس التسويف. إن وجود هذه المركبات في قلب القرى والمدن مثل سمالوط لا يجب أن يكون أمرًا واقعًا نقبله، بل تحديًا يجب مواجهته.

من هنا، أوجه نداءً مباشرًا إلى اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، أن يتبنى مشروعًا وطنيًا يبدأ بإلغاء التوكتوك في مدينة سمالوط وقراها، مع إنشاء منظومة تدريب وتأهيل حقيقية للشباب، وإدخال وسائل نقل حضارية وآمنة. إن نجاح هذه المبادرة سيكون خطوة نوعية نحو إعادة تشكيل الواقع المحلي على أسس علمية وتنموية.

التنمية لا تبدأ من البنية التحتية فقط، بل من كرامة المواطن، وسلامة المجتمع، وأمن الشارع، وفرص العمل الحقيقية. إن مركبة التوكتوك، رغم حجمها الصغير، تعكس صورة أزمة كبيرة، لا تحتمل التأجيل، لكنها تحمل أيضًا مفتاحًا لتصحيح المسار وبناء مستقبل أفضل.

………….

•كاتب وباحث سياسي

مقالات مشابهة

  • محافظ المنيا يتفقد أعمال تطوير وصيانة المدارس ضمن برنامج المدارس الآمنة
  • الصين تعزز استخدام الذكاء الاصطناعي في الزراعة الذكية
  • نداء إلى محافظ المنيا
  • طريقة تقديم تظلم على نتيجة الثانوية الأزهرية 2025.. الإدارات التعليمية تتيح رابط رسمي
  • محافظ الوادي الجديد يوجّه بالاستعداد والجاهزية لانتظام سير العملية الانتخابية
  • البنك الأهلي يرعى مبادرة "العودة للمدارس" لدعم 2000 طالب
  • أخبار بني سويف.. المحافظ يتفقد مشروع تطوير ورفع كفاءة مسجد السيدة حورية ويبحث انطلاق أعمال مبادرة سكن كريم
  • عاجل |ولي العهد يؤكد أهمية تطوير قطاع التكنولوجيا وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص
  • الحكومة: تطوير 94 منهجًا لجميع المراحل التعليمية و الاستعانة بكبار الأكاديميين لمراجعة المناهج
  • الموافقة على تخصيص أراضٍ لـ 20 مدرسة جديدة لدعم العملية التعليمية بالمنيا