خبيران عسكريان: الحرب مع إسرائيل ستكون غير تقليدية ومختلفة عن حرب 2006
تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT
توقع خبيران عسكريان أن يشن جيش الاحتلال هجوما بريا على 3 محاور مع لبنان، وقالا إن الرهان يكمن في قدرة حزب الله على استغلال قدراته القتالية، لأنها مواجهة غير تقليدية ومختلفة تماما عن حرب 2006.
وقال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن كل المؤشرات تقول إن العملية البرية الإسرائيلية قد بدأت فعليا لأنه ليس ضروريا أن تتجاوز القوات الخط الأزرق الحدودي، مؤكدا أن القصف المدفعي العنيف وإعلان منطقة عسكرية مغلقة ودخول قوات الهندسة كلها مقدمات حتمية للتوغل البري.
وأشار الدويري إلى أن جيش الاحتلال حشد ما يزيد عن 6 فرق وأعلن انفتاح 5 ألوية (أكثر من فرقة كاملة)، وتوقع أن يشن هجوما على شمال ووسط وجنوب الحدود.
وقال إن قوات حزب الله لن تكون قادرة على الدفاع بطول الحدود البالغة 105 كيلومترات وإنما ستحاول التركيز على المناطق الأكثر أهمية بالنسبة لها، مؤكدا أن الخطة الدفاعية -تماسكا وشمولية- سيكون لها دور حاسم في المعركة.
ولفت الخبير العسكري إلى الفيديو الذي عرضه الحزب قبل أسابيع لنفق كانت تتحرك بداخله شاحنة كبيرة، وقال إن استغلال هذه البنية التحتية سيكون جزءا مهما من المواجهات.
حرب مختلفة وغير تقليديةوأضاف الدويري "نحن نتحدث عن حرب غير تقليدية بين جيش يمتلك قوة جوية وبرية ومدرعة كبيرة إلى جانب دعم دولي مفتوح أمام جماعة مسلحة توصف بأنها من بين أقوى الجماعات المسلحة في العالم لكنها ليست جيشا في النهاية"، مرجحا أن يضحّي حزب الله بعمق معين على الأرض لجر قوات الاحتلال للدخول.
وأكد الخبير العسكري أن حزب الله لن يتبنى فكرة المعركة الحاسمة منذ البداية التي تجعله عرضة لخسارة كبيرة بسبب سلاحي الجو والمدفعية، الكبيرين اللذين يمتلكهما الاحتلال ورجح أن يلجأ الحزب لحرب العصابات "حتى لو تراجع لما وراء نهر الليطاني فإنه سيترك قوات لمباغتة العدو".
واستبعد الدويري أن تكون العملية الإسرائيلية المرتقبة محدودة كما تقول الولايات المتحدة والمسؤولون الإسرائيليون "لأن عقيدة جيش الاحتلال تقوم على استثمار النجاحات على الأرض بمعنى أنه لو حقق نجاحا في عيتا الشعب سيندفع لما وراء نهر الليطاني".
وأشار الدويري إلى أن النقطة الشديدة الخطورة تكمن في المسافة بين النبطية ونهر الليطاني، وقال إنها لو خضعت لسيطرة الاحتلال فستعزل قوة "نصر" التابعة لحزب الله بشكل كامل، لكنه توقع أن تشهد هذه المنطقة عُقدا قتالية عنيفة جدا. وقال إن توظيف صواريخ "م د" سيكون حاسما في هذه المواجهة البرية.
حرب مختلفة تماماواتفق العميد إلياس حنا مع حديث الدويري عن خطورة المنطقة بين النبطية والليطاني، لكنه قال إن الاحتلال يستهدف القيادة والسيطرة والبنية التحتية والحاضنة الشعبية لحزب الله مرة واحدة وبالتالي "لا نعرف ما وضْع صواريخ الحزب النوعية حتى الآن".
وأكد حنا أن المعركة الحالية مختلفة بشكل كامل عن معركة 2006، "لأن كلا الطرفين تعلّم الدرس وزاد من قوته ودفاعاته، حيث أنفقت إسرائيل أكثر من 100 مليار دولار على تأمين الحدود، بينما تمكّن حزب الله من تجنيد عشرات آلاف الشباب وزاد من تسليحه حتى تحوّل إلى ما يشبه جيوش المنطقة".
وعن مؤشرات الحرب، قال حنا إن تقديم المدفعية إلى الحدود وتوزيع الدبابات والقصف الجاري حاليا كلها مؤشرات تكتيكية على قرب هجوم بري، مشيرا إلى أن إسرائيل حاولت إفراغ منظومة قيادة حزب الله من الداخل وبالتالي ستكون الخطوة التالية هي التوغل البري.
وختم بالقول إن حزب الله سيقاتل بطريقة هجينة -أي حرب العصابات والجيوش النظامية حسب الظرف- لأنه لا يسعى للحرب الفاصلة وإنما للقتال من المسافة صفر لأنه يمنحه تفوقا على العدو.
وقال إن جيش الاحتلال يطبق حرب المناورة هربا من الاشتباكات المباشرة ومن ثم فإنه قد يذهب لمنطقة إصبع الجليل لعزل منطقة البقاع ثم ضرب قوتي نصر وعزيز من الخلف، مشيرا إلى أن هذا النوع هو أشد أنواع الضربات.
وكان نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم قد أكد في أول ظهور له بعد اغتيال الأمين العام للحزب حسن نصر الله أن مقاتلي الحزب جاهزون للالتحام مع القوات الإسرائيلية حال توغلها وشدد على أن دخول لبنان لن يكون نزهة.
كما أكد أن منظومة القيادة والسيطرة في الحزب لم تتهاو بعد عمليات الاغتيال التي طالت مجموعة من قادته خلال الأيام الماضية وأن كل قائد بدأ تنفيذ الترتيبات الموضوعة مسبقا لمثل هذه الظروف.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات جیش الاحتلال حزب الله وقال إن إلى أن
إقرأ أيضاً:
كم وردة أحرقتها إسرائيل في غزة!
منذ أكثر من عام ونصف ونحن نُتابع كيف أن مئات الصحفيين حَمَلوا على عاتقهم شرف الدفاع عن فلسطين وأهلها ومقاومتها دون تحزب، أو تعصب إلا للقضية، والعدالة، والإنسانية، والحقوق المكفولة بموجب القوانين الدولية!
ومن المتوقع أن تجد خلالها مرحلة «الدفاع المبارك» بعض الأعداء الذين يحاولون الطعن بك وسبك وشتمك، والتقليل من شأن قلمك ومواقفك، وهذا أمر طبيعي لأنها مواجهة بين الخير والشر، والإنسانية والوحشية، والسلام والحرب، والنور والظلام، والحياة والموت، ومن المؤكد أنها مليئة بالأشواك، والألغام، والقنابل القاتلة والمدمرة، ومَن يسير في ميادين الحرب يتوقع الموت، والجرح والاعاقة، والطعن بكل الجوانب النبيلة.
والمرهق أن تَجد مَن يطعنك وهو يتصور نفسه من الداعمين للإنسانية والخير، والبناء والنور والحياة بحجة أن المقاومة يجب ألا تصارع «إسرائيل» وهي التي تسببت بمقتل عشرات آلاف المواطنين الفلسطينيين.
والحقيقة فإن الرد على هؤلاء مرهق ومزعج، وربما، عبثي، ولهذا يمكن الرد عليهم برد ذلك الشيخ الغزي الذي ظهر قبل أيام في عدة قنوات فضائية وهو يصرخ: «نحن غير نادمين على طوفان الأقصى».
فهل يحق لنا بعد ذلك أن نتكلم؟
ثم لماذا لا يتحدثون بنفس الروحية والحماس عن الوحشية والطغيان والهمجية والقسوة «الإسرائيلية»، أم أن كرهكم لهذا الطرف أو ذاك من المعادلة الفلسطينية أعْماكم وجعلكم لا تُميزون بين الحق والباطل، والصح والخطأ، والهمجية والمدنية؟
ولماذا لا يتكلمون عن موجة الغضب في الداخل «الإسرائيلي» التي تصرخ ليلا ونهارا، وتؤكد أن الجيش الإسرائيلي فشل في هزيمة المقاومة الفلسطينية؟
والواقع فإن إسرائيل سواء أُوقفت الحرب، أم لم توقف، وسواء نجحت في حربها الهمجية على أهل غزة، أم فشلت، وسواء وسواء فإنها ستدفع الثمن باهظا، وسيكون لهذه الحرب آثار قاتلة على مستقبل الكيان الصهيوني.
ولا نريد أن نُجري سردا لمظاهر الرفض والمشكلات السياسية والاجتماعية والاقتصادية الضاربة للداخل الإسرائيلي ولكننا سنكتفي بتصريح يائير غولان زعيم حزب الديمقراطيين الإسرائيلي المعارض، يوم 5/6/2025، وقوله: «يجب إبعاد نتنياهو فورا عن دائرة صنع القرار».
فهل هنالك أزمة أوضح من هذه الأزمة التي تُظْهِر تَخبط قادة الاحتلال في الحرب ضد غزة والنقمة على الحكومة، وآخرها الإنذار الإرهابي الذي أصدره الجيش الإسرائيلي يوم 26/5/2025 بالإخلاء الفوري لسكان مناطق بني سهيلا، والقرارة، وعبسان بخان يونس جنوبي غزة.
فهل هذه التحركات الإسرائيلية دليل على القوة، أم الربكة العسكرية؟
جميع المعطيات الداخلية والخارجية تؤكد أن إسرائيل في ورطة كبيرة، وأنها آيلة إلى الهزيمة ولو بعد حين.
استهداف إسرائيل للمدنيين هو بداية انهيارها، ومنها الصور الاجرامية التي نُقِلت على الهواء مباشرة حيث كادت النيران أن تلتهم الطفلة «وردة الشيخ خليل» بعد أن التهمت أسرتها في خيمتهم بقطاع غزة.
وقد تابع العالم «المتحضر» المشهد المروع لوردة وهي تحاول النجاة بجسدها الغض من النيران التي تُحيط بها من كل جانب، بعد استشهاد عائلتها.
فكم «وردة» أحرقتها إسرائيل في غزة؟
منظمة الطفولة العالمية «اليونيسيف» أكدت منتصف نيسان/ أبريل 2025 أن 16 ألف طفل قتلوا في غزة منذ بداية الحرب، أي بمعدل 27 طفلا يوميا، وأن الحرب خلفت 39 ألف طفل يتيم بين ركام القطاع.
فأين القوانين الإنسانية، وأخلاقيات الحروب؟
حقيقة لا أدري كيف أُعلق على ركام غزة لأنه ليس حجارة وحديدا بل هو حجارة مزجت برماد أجساد الشهداء، وأشلائهم ودمائهم، فهل هنالك جرائم في الكون أبشع من هذه المناظر المخيفة!
وأخيرا ننقل كلمة «ديفيد هيرست»، رئيس تحرير موقع «ميدل ايست آي:
«هناك عاملان أساسيان سيُسرعان بإنهاء المذبحة الجارية، على غرار ما حدث في حرب فيتنام: تصميم الفلسطينيين على الصمود في أرضهم، والغضب العالمي المتصاعد ضد إسرائيل. إسرائيل قد تنتصر في المعارك العسكرية، لكنها، مثل الولايات المتحدة في فيتنام، ستخسر الحرب سياسياً وأخلاقياً في النهاية».
وهذا ما سيتحقق ولو بعد حين.
الشرق القطرية