أكتوبر 2, 2024آخر تحديث: أكتوبر 2, 2024

المستقلة/- يعقد مجلس النواب العراقي اليوم الأربعاء جلسته الرابعة عشرة من الفصل التشريعي الثاني، حيث يأمل المراقبون أن تشهد هذه الجلسة تصويتًا مهمًا على مشروع قانون إعادة العقارات إلى أصحابها، والتي كانت مشمولة ببعض قرارات “مجلس قيادة الثورة المنحل”. إن هذا المشروع لا يُعتبر مجرد قانون لإعادة الحقوق، بل يمثل قضية حساسة تمس شريحة واسعة من المواطنين الذين فقدوا ممتلكاتهم خلال السنوات العصيبة التي مرت بها البلاد.

ومن المقرر أيضًا التصويت على قانوني الأحوال الشخصية ونقابة المبرمجين، وهي تشريعات تحمل أهمية كبيرة في تنظيم الحياة الاجتماعية والمهنية في العراق. ولكن هل ستُعزز هذه القوانين من التماسك الاجتماعي، أم ستزيد من انقسام المجتمع العراقي الذي لا يزال يعاني من آثار الفساد وعدم الاستقرار؟

في الجلسة السابقة، شهد البرلمان القراءة الأولى لمقترح قانون حماية وتحسين البيئة، الذي يُعد خطوة ضرورية للحفاظ على الموارد الطبيعية وصحة المواطنين. ولكن، هل يكفي هذا القانون لمواجهة التحديات البيئية الكبيرة التي يواجهها العراق؟ ومع تزايد التلوث وتدهور البيئة، تظل هذه التساؤلات بلا إجابة واضحة.

وفي الجانب الرقابي، تُثير مطالبة لجنة النقل والاتصالات النيابية بإيقاف الإجراءات التعاقدية لمشروع نظام تسجيل الهواتف النقالة علامات استفهام حول الشفافية والمساءلة في التعاملات الحكومية. كيف يُعقل أن تُبرم هيئة الإعلام والاتصالات عقدًا مع شركة استشارية بريطانية غير معروفة؟ إن هذا الأمر يفتح المجال للحديث عن الفساد الإداري ويطرح تساؤلات حول قدرة البرلمان على محاسبة الحكومة.

ومما يزيد من تعقيد الأوضاع هو إحياء الذكرى الخامسة لتظاهرات ثورة تشرين، حيث تذكر النواب بأن هذه الثورة كانت تعبيرًا عن الغضب الشعبي ضد الفساد وغياب العدالة الاجتماعية. يتساءل الكثيرون: هل ستتحقق المطالب التي نُوقشت في تلك التظاهرات؟ أم ستظل مجرد شعارات تُرفع في كل مرة تُناقش فيها القضايا السياسية؟

إن الجلسة المقبلة ليست مجرد جلسة روتينية، بل هي امتحان حقيقي لمدى قدرة البرلمان العراقي على الاستجابة لمتطلبات المواطنين ومواجهة التحديات الجسيمة التي تواجه البلاد. في ظل الأوضاع المتوترة، يبقى الأمل معقودًا على أن يتجاوز مجلس النواب هذه المرحلة الانتقالية، ويُظهر إرادة حقيقية للتغيير والإصلاح.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

إقرأ أيضاً:

هيئة مكافحة الفساد تطلق خطاً مجانياً لتلقي بلاغات المواطنين

وأكدت الهيئة أن تخصيص هذا الرقم يأتي ضمن خطوات عملية لتعزيز الشفافية وترسيخ قيم النزاهة في مؤسسات الدولة والمجتمع، باعتبار مكافحة الفساد مسؤولية مشتركة تتطلب مشاركة الجميع.

وأوضحت الهيئة أن هذه الخطوة تأتي انسجاماً مع التشريعات الوطنية، وفي مقدمتها قانون مكافحة الفساد رقم (39) لسنة 2006 ولائحته التنفيذية، وقانون الإقرار بالذمة المالية رقم (30) لسنة 2006، إضافة إلى ما تضمنته الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد 2022–2026، وتوجيهات حكومة التغيير والبناء.

ودعت الهيئة جميع المواطنين والموظفين إلى الإسهام في حماية المال العام من خلال الإبلاغ عن أي ممارسات مشبوهة عبر الرقم المجاني 8000118.

 

مقالات مشابهة

  • هيئة مكافحة الفساد تطلق خطاً مجانياً لتلقي بلاغات المواطنين
  • لمخالفة القوانين.. وزير الخارجية الفرنسي عن الغرامة المفروضة على منصة X: مجرد بداية
  • تشكيل معارضة داخل البرلمان وخارجه للدفاع عن خور عبدالله العراقي
  • رئيس البرلمان اليوناني: إلغاء المذكرة الليبية – التركية يصب أولاً في مصلحة ليبيا ثم في مصلحة اليونان
  • أفكار حول الجذور العميقة للأزمة السياسية البنيوية
  • مصطفى بكري: قدمت استجوابات في مجلس النواب ولا واحد اتناقش فيهم
  • مصطفى بكري: البرلمان القادم سيكون أكثره من المستقلين والمعارضة
  • الحكم في دعوى عدم دستورية عقوبة سب موظف عام بطريق النشر.. غدا
  • اليونان تطالب عقيلة بإلغاء المذكرة مع تركيا، وعقيلة ينفي اعتمادها
  • المجلس السني يحدد موعد إعلان مرشحه لرئاسة البرلمان العراقي