مناظرة نارية في أمريكا.. والنزاع بين «والز» و«فانس» يشتعل حول إيران وترامب وقضية الإجهاض
تاريخ النشر: 2nd, October 2024 GMT
أظهر استطلاع رأي أجرته مؤسسة SSRS الأمريكية بين مشاهدي المناظرة، بين المرشحين لمنصب نائب الرئيس «تيم والز» و «جي دي فانس» انقسامًا كبيرًا حول أي المرشحين قام بعمل أفضل، وقد ترك الحدث للمشاهدين وجهات نظر أكثر إيجابية لكلا المرشحين مقارنة بما كانوا عليه قبل المناظرة.
ومن بين مراقبي المناظرة، يظل والز المرشح الذي ينظر إليه الناس بإيجابية أكبر، والذي يتواصل بشكل أكبر مع احتياجاتهم ورؤيتهم للبلاد.
وبعد المناظرة، قال 51% من المشاهدين إن فانس كان أفضل أداءً، بينما اختار 49% والز. وفي استطلاع للرأي أجري بين نفس الناخبين قبل المناظرة، كان والز المرشح الذي توقعوا أن يؤدي أداءً أقوى، بنسبة 54% إلى 45%.
وانقسمت وجهات النظر حول المرشحين لمنصب نائب الرئيس إلى حد كبير بعد المواجهة: قال 90٪ من مشاهدي المناظرة الذين يؤيدون ترشيح ترامب إن فانس قام بعمل أفضل، بينما رأى 82٪ من أنصار هاريس الذين تابعوا المناظرة أن والز هو الفائز.
خط فاصل بشأن الإجهاضحقوق الولايات المتحدة الأمريكية أم حقوق الإنسان؟ كان هذا هو جوهر المناقشة بين والز وفانس بشأن حقوق الإجهاض.
وبطبيعة الحال، جاء المرشحان مستعدين لمناقشة هذه القضية، ولكن ما كان لافتًا للنظر هو الوضوح الذي أبداه الطرفان.
وزعم فانس أنه بما أن الولايات المتحدة بلد متنوع للغاية في كثير من النواحي، فإن عملية وضع القواعد ينبغي أن تنتقل إلى أقصى حد ممكن ــ إلى الولايات، في رأيه.
وقال فانس، لدينا بلد كبير ومتنوع، وكاليفورنيا لديها وجهة نظر مختلفة حول هذا الأمر عن جورجيا، مشيرًا إلى موقف لم يكن ترامب واضحًا بشأنه.
وأكد «والز»، أن الولايات ستقرر ما هو مناسب لتكساس وقد لا يكون مناسبًا لواشنطن؟ هذه ليست الطريقة التي تسير بها الأمور. هذه حقوق إنسانية أساسية. لقد شهدنا ارتفاعًا حادًا في معدلات وفيات الأمهات في تكساس.
ولكن فانس، الذي قضى أغلب الليل في موقف دفاعي، كان أكثر حذراً أثناء هذا التبادل للآراء. ففي محاولة واضحة لإثارة مخاوف الناخبين المترددين، قال ــ كما وعد العديد من المدافعين عن مناهضة الإجهاض ــ إن الحزب الجمهوري يحتاج إلى بذل جهد أفضل في تعزيز السياسات "المؤيدة للأسرة"، بما في ذلك إتاحة الوصول إلى علاجات الخصوبة وجعل الإسكان أكثر يسراً.
من جهته، طُلب من والز مرارًا وتكرارًا الرد على ادعاءات كاذبة من ترامب بأن حاكم ولاية مينيسوتا يؤيد الإجهاض في الشهر التاسع. في إحدى أقوى لحظاته في تلك الليلة، أثار والز القصص الشخصية للنساء اللاتي واجهن أزمات صحية أو توفين بسبب حظر الإجهاض في الولاية.
وسُئل فانس عما إذا كانت حملة ترامب تريد إنشاء وكالة فيدرالية لمراقبة الحمل، في إشارة إلى ادعاء آخر سابق قدمه والز.
ورد فانس قائلاً: بالتأكيد لن نفعل ذلك.
إيران والوضع في الشرق الأوسطوردًا على سؤال بشأن الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل، قال المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس تيم والز، إن الالتزام بضمان قدرة إسرائيل للدفاع عن نفسها أمر رئيسي وإنهاء الأزمة الإنسانية في غزة كذلك.
وشدد والز على أهمية القيادة الثابتة والرشيدة، مشيراً إلى أن ما تحتاجه أميركا في هذه اللحظات ليس دونالد ترمب البالغ من العمر 80 عاماً، وهو يتحدث عن حجم الحشود التي تحضر تجمعاته الانتخابية.
وقال: من هم قريبين إلى دونالد ترمب يعرفون كم هو خطر، بمن في ذلك مستشاره السابق للأمن القومي وكبير موظفيه السابق، ووزير دفاعه السابق.
وأضاف: أقرب الناس إليه حالياً، السيناتور فانس، قال إنه غير مؤهل للحكم.
وتابع: نحتاج قائداً يفهم أن حلفائنا مهمون. حين يرى حلفائنا ترمب يتحول إلى بوتين وكوريا الشمالية، نحن سنبقى ملتزمون بحلفائنا، وستكون هناك عواقب حين يتعرض حلفائنا لهجوم.
اقرأ أيضاًترامب: عندما كنت رئيسا كانت إيران تحت السيطرة الكاملة والآن العالم يحترق
الجارديان: قائمة السياسات الاقتصادية لـ «كامالا هاريس» أكثر شعبية من قائمة ترامب
«خائف».. ممثل الحزب الديمقراطي السابق يعلق على رفض «ترامب» إجراء مناظرة ثانية أمام «هاريس»
ترامب وفشل الملف النوويوقال والز إنه حين كان دونالد ترمب في السلطة انسحب من الاتفاق النووي مع إيران، والذي نجحت مجموعة من الدول في عقده معها لتحجيم برنامجها النووي، ولم يعقد معها أي اتفاق آخر.
واعتبر أن إيران أصبحت أقرب إلى السلاح النووي من أي وقت مضى بسبب قيادة دونالد ترمب المتقلبة، وحين أسقطت إيران طائرة أمريكية في المجال الجوي الدولي، غرد ترمب على تويتر لأن هذه هي دبلوماسية ترمب، وحين أُطلقت صواريخ إيرانية بالقرب قوات أمريكية، وتسببت في أضرار دماغية لهم، اعتبر ترمب أنهم أصيبوا بصداع.
وتابع: حلفائنا يفهمون أن ترمب متقلب، وسيذهب إلى من يجاملونه، القيادة الرشيدة هي ما رأيته اليوم، تم صد الهجومين الإيرانيين على إسرائيل، والتحالف قوي، ونحن نحتاج القيادة الثابتة التي توفرها كامالا هاريس.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: ترامب مدينة نيويورك جي دي فانس تيم والز حاكم ولاية مينيسوتا ولاية أوهايو جي دي فانس مناظرة نائب الرئيس الأمريكي مناظرة والز وفانس والز فانس دونالد ترمب
إقرأ أيضاً:
أوراق أمريكا المتساقطة في خريف ترامب
محمد بن علي البادي
منذ تأسيسها، سعت الرئاسة الأمريكية إلى ترسيخ صورة الدولة القائدة للعالم "الحر"، المتحدثة باسم الديمقراطية، والحارسة لمصالحها عبر تحالفات محسوبة وخطابات مدروسة.
لكن هذه الصورة لطالما بدت مزدوجة، تمارس الضغط وفرض الهيمنة بقدر ما تروّج للقيم. ومع وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، بلغ هذا التناقض ذروته، حين تحوّل التعامل الأمريكي مع الشرق الأوسط إلى صفقات مكشوفة، وتراجع دور المؤسسات لصالح نزوات الرئيس ومصالحه الضيقة.
فقد دعم أنظمة قمعية باسم "الاستقرار"، وتخلى عن قضايا عادلة كالقضية الفلسطينية، وروّج لما سُمي بـ"صفقة القرن" دون اعتبار لحقوق الشعوب.
وبدا الشرق الأوسط في نظره ليس أكثر من سوق صفقات، يتعامل معه بمنطق التاجر لا رجل الدولة.
سياسة بلا بوصلة
منذ اللحظة الأولى لتسلّمه الحكم، ظهرت ملامح الارتباك في تعاطي ترامب مع القضايا الدولية.. فقد بدا أقرب إلى رجل أعمال يراوغ ويتفاوَض ويهدد، منه إلى رئيسٍ يدير ملفات عالمية بحسٍّ مسؤول.. وتصريحاته المتقلّبة، قراراته المفاجئة، وانفعالاته المتكررة، كلها جعلت الثقة في منصب الرئاس ة تتآكل، داخليًا وخارجيًا.
كثير من تصريحاته كانت متناقضة أو تفتقر للدقة، ما أضعف مصداقيته وأربك شركاءه.. تعامل بفوقية مع الحلفاء، وبمزاجية مع الخصوم، وانسحب من اتفاقيات دولية كبرى دون تبرير واضح.. كل ذلك ساهم في تقويض صورة أمريكا بوصفها دولة مؤسسات، وأظهرها كدولة تُدار بتغريدة.
ازدواجية فاضحة
من أبرز مظاهر تخبطه، تردده في ملف إيران؛ يتفاوض عبر قنوات سرية، ثم يأمر بضرب منشآت نووية فجأة.. يتحدث عن السلام، ثم يشعل التوترات.
أما في ملف حقوق الإنسان، فقد سقطت كل الأقنعة، حين دعم بشكل سافر الاعتداءات الإسرائيلية على غزة، متجاهلًا دماء المدنيين وآهات الأطفال.
ينادي بالقيم في العلن، ويدعم من ينتهكها في الخفاء.
اليد الأمريكية في تجويع غزة وتدمير قوى المقاومة
وقف ترامب بقوة إلى جانب إسرائيل في سياستها العدوانية ضد أهالي غزة، متجاهلًا معاناة المدنيين المحاصرين الذين يعانون من الحصار والتجويع المستمر.
لم يقتصر دعمه على الكلمات، بل شمل تقديم دعم سياسي وعسكري لتمكين إسرائيل من تنفيذ حملات التدمير ضد قوى المقاومة، بدءًا من غزة مرورًا بجنوب لبنان وسوريا، وصولًا إلى اليمن وإيران.
هذا الدعم ساهم في تفاقم الأزمات الإنسانية، وتدمير البنى التحتية، وإضعاف قدرات المقاومة، ما عزز من حالة عدم الاستقرار في المنطقة، وأغرق الشعوب في معاناة مستمرة بلا أفق للحل.
رئيس بلا هيبة
تجلّى الارتباك حتى في حضوره الدولي؛ قادة يتجاهلونه، وآخرون يُظهرون عدم احترامه علنًا... كُشف عن صفقات سرّية معه، وأحرج في مؤتمرات صحفية أكثر من مرة. لقد تراجعت هيبة الرئاسة الأمريكية في عهده، وتحوّل الحضور السياسي إلى عرض مرتجل، خالٍ من الحكمة والاتزان.
انهيار الثقة
كيف يمكن لحلفاء أن يثقوا برئيس ينقض الاتفاقيات، ويبدّل المواقف، ويُعلن السياسات في تغريدة ويلغيها في أخرى؟ كيف تُبنى التحالفات مع قيادة لا تفرّق بين الدولة والمصلحة الشخصية، ولا تثبت على موقف أو شراكة؟
لقد زرع ترامب الشك حتى في أروقة الحلفاء، وأدار أمريكا كما تُدار شركة خاصة، حيث مصير الشعوب مرهون بمزاج المدير.
خاتمة
ترك عهد ترامب ندوبًا عميقة في صورة أمريكا، التي كانت رمزًا للثبات والقوة. تحولت الرئاسة إلى حكم متقلب قائم على الأهواء الشخصية، بعيدًا عن الحكمة والاستراتيجية.
أمريكا صارت دولة ضائعة بين تغريدات متناقضة ودعم متحيز على حساب العدالة وحقوق الإنسان.
السؤال: هل يمكن استعادة الثقة والسياسة الرشيدة التي تحترم الشعوب وتحافظ على السلام، أم أن أوراق أمريكا ستظل تتساقط في خريفٍ لا ينتهي؟
فالاستقرار العالمي لا يبنى على مزاج قائد، بل على مسؤولية وطنية وعالمية حقيقية.