كتب- محمد سامي:

سلَّمَ المهندس مصطفى الصياد، نائب وزير الزراعة، شهادات التخرج لـ14 مبعوثًا من 11 دولة إفريقية في البرنامج التدريبي "التغيرات المناخية وتأثيرها علي الأمن الغذائي"، نيابةً عن علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي.

ونقل الصياد تحيات وزير الزراعة إلى المشاركين في البرنامج التدريبي، ويأتي ذلك في إطار تفعيل التعاون بين كل من الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية بوزارة الخارجية المصرية والمركز المصري الدولي للزراعة.

وأشار الصياد إلى أن الدول المشاركة في البرنامج هي إفريقيا الوسطى-تنزانيا- توجو- غينيا بيساو- كينيا- ملاوي- موزمبيق- الجابون- الصومال- الكونغو برازافيل- النيجر)، مؤكدًا أهمية هذه البرامج في دعم قدرات العاملين بقطاع الزراعة بدول القارة الإفريقية؛ حيث تتمتع دول القارة بثروات طبيعية هائلة كفيلة بتحقيق الأمن الغذائي لدول القارة إذا ما تم استغلالها بالشكل المناسب.

وقدم الصياد الشكر إلى المركز الدولي المصري والعاملين به، على ما يقدمونه من مجهودات تهدف إلى رفع كفاءة وبناء قدرات العاملين بقطاع الزراعة بدول القارة الافريقية،

وقال د.سعد موسى، المشرف على العلاقات الزراعية الخارجية، إن انعقاد هذه البرامج بالتعاون مع الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، يأتي في إطار استراتيجية تعزيز التعاون مع دول القارة الإفريقية التي أعلنها الرئيس السيسي، والتكليفات الصادرة عن علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي؛ بهدف تحقيق الأمن الغذائي لدول القارة الإفريقية.

وأشار موسى إلى أن المركز المصري يبذل كل الجهد لتفعيل مبادرات التعاون مع دول القارة الإفريقية؛ خصوصًا التدريبية منها، والذي يأتي في إطار دور المركز الرئيسي في نشر الوعي الزراعي بدول قارة إفريقيا.

وأضاف المشرف على العلاقات الزراعية الخارجية، أن الشق النظري للبرنامج التدريبي تضمن موضوعات تخص الإنذار المبكر ودوره في التكيف مع تغير المناخ وتطبيقات البيانات الزراعية المناخية والأرصاد الجوية الزراعية، وكذلك سيناريوهات تغير المناخ والنظام الزراعي الجديد، فضلاً عن تقنيات الزراعة دون تربة والزراعة الذكية والأمراض النباتية والحشرية في ظل الظروف المناخية، وكذا تأثير تغير المناخ على قطاع الإنتاج الحيواني وعلى الموارد المائية.

وأشار موسى إلى أن الشق العملي تضمن زيارات ميدانية للمعمل المركزي للمناخ الزراعي (محطات الأرصاد الجوية- زراعة الأسطح- تدوير المخلفات العضوية)، ومحطة بحوث سخا؛ لمشاهدة المحاصيل الحقلية، وتكيف المناخ وزيارات لمزارع الرمان والبرتقال وحديقة أنطونيادس؛ لمشاهدة نباتات الزينة، وأيضًا زيارة لمراقبة البستان (زراعات محمية- صوب خيار وفلفل- مصنع مخصبات تربة) ومزرعة (للإنتاج الحيواني بمشروع شباب الخريجين بالنوبارية).

وأوضحت علياء أبو النجا، وزير مفوض بالوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية بوزارة الخارجية المصرية، أن هذه البرامج تأتي في إطار حرص وزارة الخارجية على مساعدة الدول الإفريقية في النهوض بقطاع الزراعة وتحقيق الأمن الغذائي لشعوبها.

جدير بالذكر أن البرنامج التدريبي تضمن أيضًا تنفيذ بعض الجولات السياحية إلى محافظات الجيزة والإسكندرية؛ لإلقاء الضوء على أهم معالم مصر التاريخية والأثرية، وكذلك مكانة مصر التاريخية على مر العصور.

حضر الاحتفال ومراسم تسليم الشهادات المهندسة سهير الحفني مدير عام المركز المصري الدولي للزراعة،

وبعض ممثلي سفارات الدول الإفريقية المشاركة في البرنامج.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: طوفان الأقصى حكاية شعب حسن نصر الله سعر الدولار الطقس أسعار الذهب الهجوم الإيراني الانتخابات الرئاسية الأمريكية الدوري الإنجليزي محور فيلادلفيا التصالح في مخالفات البناء سعر الفائدة فانتازي برنامج التغيرات المناخية القارة الإفریقیة الأمن الغذائی وزیر الزراعة فی البرنامج فی إطار

إقرأ أيضاً:

محمية الدبابية بصعيد مصر ... نافذة علمية استثنائية لفهم التغيرات المناخية عبر العصور الجيولوجية

الأقصر "د.ب.أ": على بُعد قرابة 30 كيلومترا جنوبي مدينة الأقصر التاريخية بصعيد مصر، تقع "محمية الدبابية" التي تُعد واحدة من أهم المحميات الطبيعية في العالم. وهي المحمية التي ساعدت العلماء علي كشف أسرار الحياة على سطح الأرض منذ 56 مليون سنة، وهي الفترة التي شهدت موت معظم الأحياء، نظراً لارتفاع درجة الحرارة لأعلى معدل لها على كوكب الأرض.

وبحسب المتحدثة باسم سلطات محافظة الأقصر، نيرمين نجدي، فإن المحمية تكتسب أهمية كبيرة لدي علماء الجيولوجيا، لكونها تُبيّن التتابع الجيولوجي بين العصرين الجيولوجيين: "الباليوسين"، و"الميوسين"، وتأتي تلك الأهمية من أن التتابع بين هذين العصرين غير موجود في أي منطقة من العالم، رغم أن العصرين موجودين في مناطق متفرقة، لكن التتابع بينهما غير متصل، بينما التتابع بينهما في محمية الدبابية مكتمل لكون تاريخ الحياة في الدبابية كان مستمراً ولم ينقطع كما انقطع في بقية مناطق العالم.

نافذة علمية استثنائية

الأكاديمي والباحث المصري، الدكتور أحمد الجيلاني، قال لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ): إن محمية الدبابية الجيولوجية (جنوب الأقصر) تُشكِّل نافذة علمية استثنائية لفهم التغيرات المناخية عبر العصور الجيولوجية، حيث تُوثِّق طبقاتها الصخرية حدثًا بالغ الأهمية هو: الحد الأقصى الحراري الباليوسيني- الإيوسيني (PETM) قبل 56 مليون سنة.

وأشار إلى أن الموقع يُصنَّف كنقطة حدودية عالمية (GSSP) لاحتواء طبقاته على سجلٍ تفصيلي لارتفاع حاد في تركيزات الكربون الجوي، وانزياحات في النظم الإيكولوجية البحرية والبرية، مما يجعله نموذجًا مُعتمَدًا دوليًا لدراسة التفاعلات بين المناخ والكربون.

وأضاف "الجيلاني" بأن محمية الدبابية الجيولوجية، تكتسب أهميتها من دورها كمختبر طبيعي لفك تشفير آليات التغير المناخي القديم. وأوضح أن تشابه ظروف الـ PETM مع تسارع الاحترار العالمي الحالي يجعلها مرجعًا حيويًا لنمذجة سيناريوهات المستقبل المناخي.

ورأى أن حماية هذا الموقع ليست مجرد حفظ لتراث جيولوجي، بل ضمان لاستمرارية البحث العلمي الرصين، وتعزيز للسياحة الجيولوجية كأداة لربط المجتمع بالعلم. فالدبابية شاهدٌ على أن التغيرات المناخية ليست ظاهرةً معزولة، بل حلقةً متكررة في تاريخ الأرض، تُلزمنا بتبني نماذج تنموية متكيفة مع مبادئ الاستدامة.

شاهد جيولوجي فريد

وهكذا وبحسب الدكتور أحمد الجيلاني، فإن محمية الطبابية تُشكِّل شاهِداً جيولوجياً فريداً على أحد أهم الأحداث المناخية في تاريخ الأرض: الحد الأقصى للحرارة الباليوسيني- الإيوسيني، الذي حدث قبل نحو 56 مليون سنة. اكتُشِفَ هذا الموقع في مطلع القرن الحادي والعشرين، وسرعان ما أُدرج عام 2007 ضمن محميات وزارة البيئة المصرية، نظراً لقيمته العلمية الاستثنائية التي تجسِّدها طبقاته الصخرية، التي حفظت سجلاً مفصلاً للاضطرابات المناخية القديمة عبر حفرياتها الميكروسكوبية وعلاماتها الجيوكيميائية. تُعد هذه الطبقة مرجعاً عالمياً لفهم تداعيات التغيرات المناخية المفاجئة، مثل انقراض الكائنات واضطراب دورة الكربون، مما جعل الاتحاد الدولي للعلوم الجيولوجية يُعرِّف الموقع كـ "نقطة حدودية عالمية "(GSSP) لدراسة عصر الباليوسيني- الإيوسيني.

وتسعى سلطات محافظة الأقصر، وجهات أخرى بينها جامعة الأقصر، إلى الاستفادة القصوى من محمية الدبابية علميا واقتصاديا، عبر برامج علمية ومشروعات تروّج لنمط سياحي جديد يُضاف لما تتمتّع به الأقصر من مقومات سياحية في مقدمتها السياحة الثقافية.

وفي هذا الإطار، كشف الدكتور أحمد الجيلاني، عن وضع دراسة حملت عنوان: "منتزة الدبابية الجيولوجى"، واحتوت على مقترح متكامل للحفاظ على التراث الطبيعي وتعزيز السياحة في ضوء أهداف التنمية المستدامة.

الدراسة التي نم مناقشتها والنشر العلمي لها ضمن برنامج المؤتمرات العلمية لجامعة الأقصر، تهدف لدمج الحفظ الجيولوجي مع التنمية المجتمعية عبر ثلاثة محاور: المحور الأول هو إنشاء فندق إيكولوجي يُبنى من الحجر الجيري المحلي المتوفر بالمنطقة، ويعتمد على الطاقة الشمسية، ليكون نموذجاً للعمارة الخضراء.

والمحور الثاني: إنشاء مركز للعلوم والفنون التراثية، يُحيي المهارات التقليدية كالنحت على الحجر والحرف التراثية القائمة على اشجار النخيل والاثل والجميز.

والمحور الثالث: إطلاق ملتقى دولي سنوي للنحت، يُحوِّل من خلاله فنانون من العالم صخور الدبابية إلى منحوتات فنية تروي قصة التغيُّر المناخي القديم واستشراق مستقبل أخضر.

الحكايات والتراث الجيولوجي

وبحسب الدراسة، فإن تلك المحاور تنسجم مع أهداف التنمية المستدامة، وتُعزِّز السياحة البيئية التي تربط الزوار بتاريخ الأرض عبر "الحكايات الجيولوجية"، التي تُشجع على تبني ممارسات صديقة للبيئة، وتعزيز دور التراث الجيولوجي في تحفيز الوعي البيئي.

وهكذا ووفقا للدراسة، فإن الدبابية تظل نموذجاً واعداً يُعيد تعريف العلاقة بين الإنسان والطبيعة، وموقعاً فريداً يربط الزوار بتاريخ الأرض، ويُثبت أن حِفظ الماضي الجيولوجي ليس ترفاً أكاديمياً، بل ضرورةً لبناء مستقبلٍ مُستدام.

ومن جانبه، قال الدكتور رمضان عبدالمعتمد، وكيل كلية الفنون الجميلة لخدمة المجتمع والبيئة في كلية الفنون الجميلة بجامعة الأقصر، إن الهدف من المساعي الجارية لإنشاء "منتزة الدبابية الجيولوجي" هو أن يكون الاستغلال العلمي والسياحي لمحمية الدبابية منسجم مع السياق الطبيعي والثقافي للمنطقة المحيطة، وتعميق معرفة السائح بالبيئات الطبيعية والثقافية ومكوناتها والتعامل معها بعناية وبدرجة عالية من الوعي والإحساس بخصائصها ومتطلبات الحفاظ عليها.

وأعرب "عبدالمعتمد" عن أمله في أن يُشكِّل المتنزه الجيولوجي بكل مكوناته، رسالة تعليمية وتثقيفية تستطيع أن تحقق رضا السائح البيئي الذي تتكرر زياراته للمحمية، ورضا السائح التقليدي الذي يزور المحمية لأول مرة.

وتشير الكثير من المصادر، إلى أن منطقة الدبابية غنيّة بالخامات الطبيعية، منها الحجر الجيري الذي يمكن استخدامه في بناء أية منشئات سياحية وعلمية في المحمية، خاصة وأن الحجر الجيري يتمتع بخصائص طبيعية عازلة للحرارة، تقلل استهلاك الطاقة في التبريد بنسب كبيرة. إلى جانب ذلك، تتيح صلابة الحجر وقابليته للنحت تنظيم فعاليات دولية للنحت، حيث يمكن لفنانين عالميين تنفيذ منحوتات ضخمة تُخلد تاريخ المحمية، ما يحول الدبابية إلى متحف مفتوح في قلب الصحراء.

وهكذا يتحول مشروع الدبابية إلى أكثر من مجرد وجهة سياحية؛ بل إلى نموذج حقيقي للاقتصاد الدائري، حيث تتحول الموارد الطبيعية إلى فرص دخل مستدامة، ويُدمج التراث بالفن، وتُوظف العمارة الخضراء والزراعة الذكية لخدمة المجتمعات الريفية.

مقالات مشابهة

  • تعزيز قدرات الإعلاميين حول التغيرات المناخية محور لقاء نظمه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومديرية البيئة بمراكش (فيديو)
  • مستشار الرئيس للشؤون الزراعية: التغيرات المناخية لم تكن مفاجئة
  • طلب إحاطة عاجل لمواجهة آثار التغيرات المناخية على الإسكندرية
  • محافظ كفرالشيخ يعلن رفع درجة الاستعداد لمواجهة التغيرات المناخية
  • وزير الطيران: مصر تمثل صوت القارة الإفريقية داخل منظمة الطيران المدني
  • أمانة التنمية المجتمعية بالإسكندرية تنظّم ندوة حول التغيرات المناخية
  • وزير الزراعة يشهد حفل تخرج متدربين صوماليين ضمن برنامج إدارة التربة
  • عاجل. مبعوث ترامب: سنعلن أن دمشق ليست دولة راعية للإرهاب وثمة حاجة لاتفاقية عدم اعتداء بين سوريا وإسرائيل
  • محمية الدبابية بصعيد مصر ... نافذة علمية استثنائية لفهم التغيرات المناخية عبر العصور الجيولوجية
  • التغيرات المناخية وأثرها على مستقبل الاستزراع السمكي .. ورشه عمل بدمياط