في خطوة جادة تعبر عن اتخاذ الحكومة خطوات جادة تجاه تحقيق العدالة الاجتماعية وتعزيز شبكة الأمان الاجتماعي وتوسيع مظلتها لتشمل جميع فئات المجتمع، بما في ذلك العاملين في القطاع غير الرسمي، أعلن محمد جبران وزير العمل عن ضم عمال التراحيل إلى منظومة العمالة غيرالمنتظمة، وتوفير الحماية اللازمة لهذه الفئة العريضة من العمال.

الإعلان عن ضم أول قائمة يتم حصرها لعمال التراحيل الذين يعملون باليومية، في القطاع غير الرسمي، بمحافظة القاهرة، إلى منظومة العمالة غير المنتظمة، سيفتح الباب أمام تحفيز عمال هذه الفئة على تسجيل أسمائهم للحاق بركب زملائهم خاصة مع المزايا العديدة والحقوق التي سيحصلون عليها جراء الانضمام لشبكة العمالة غير المنتظمة، فبالإضافة إلى التسجيل الرسمي في قاعدة بيانات العمالة غير المنتظمة، الذي يمنحهم هوية مهنية واضحة، يحصلون أيضًا على مجموعة من الخدمات والحماية الاجتماعية، بما في ذلك التأمين الصحي والاجتماعي، و6 منح مالية الدورية، وتعويصات في حالة الوفاة أو الإصابة، هذه المزايا تساهم بشكل كبير في تحسين أوضاعهم المعيشية وتوفير الاستقرار المالي لعائلاتهم.

لا يقتصر أثر هذا القرار على المستوى الفردي، بل يتعداه إلى المستوى المجتمعي. فمن خلال ضم هذه الفئة الكبيرة من العمال إلى المنظومة الرسمية، تساهم الدولة في الحد من الاقتصاد غير الرسمي وتعزيز الشمول المالي. كما أن توفير الحماية الاجتماعية لهذه الفئة يساهم بناء مجتمع أكثر عدالة وتماسكًا.

وتأتي هذه الخطوة تماشيا مع رؤية الدولة المصرية في تحقيق التنمية المستدامة والشاملة، في ظل إطلاق الرئيس عبدالفتاح السيسي لمبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان، فمن خلال الاستثمار في الإنسان وتوفير الحماية الاجتماعية له، تستثمر الدولة في مستقبلها وتضمن تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: العمالة غیر هذه الفئة

إقرأ أيضاً:

خواطر اجتماعية.. الدكتورة سعاد العزازي: لا بد من الصحوة الأسرية وإعادة التفكير في مفاهيم التعليم والنجاح

استكمالًا لموضوع الثانوية العامة، وحديثي هنا موجَّه إلى الأسرة: أعزائي الآباء والأمهات، أَلَم يَأنِ الأوان لتغيير المفاهيم الخاطئة التي تشوب ثقافة التعليم والشهادة الجامعية؟


ألم يَأنِ الأوان أن نرحم أبناءنا من الوقوع فريسةً للأمراض النفسية والاجتماعية، فقط لأنهم لم يحققوا “أحلامكم” في الالتحاق بكلية “مرموقة”؟

من الذي قرر ما هي “الكلية المرموقة”؟

مصطلح “كلية مرموقة” مصطلح واسع وفضفاض…
لكن من الذي حدد هذه “المرموقية”؟

 من وجهة نظر الدين؟
 أم من نظرة المجتمع المحلي؟
 أو من منظور الاقتصاد وسوق العمل؟
أم مجرد قناعات موروثة عن أن “الناس لا تحترم إلا الدكاترة والمهندسين”؟

لماذا لم نتوقف لحظةً لمراجعة هذا المفهوم؟


لماذا لم نُجْرِ تصحيحًا لهذه الثقافة التي حوّلت حياة الكثير من الأسر إلى قلق وضغط دائمين؟

أين ذهب دفء الأسرة؟

لقد افتقدنا، وبدون مبالغة، قيمًا ومعاني عميقة:

جلسات العائلة الهادئة
 الأحاديث العفوية عن الذكريات


 النقاش حول تطلعات الحياة بعيدًا عن الدرجات والامتحانات

تحوّل البيت إلى مركز دروس مكثفة:
درس داخل المنزل وآخر خارجه لنفس المادة!
بل أحيانًا مع أكثر من مدرس…
هل أصبح هذا هو “الطبيعي” الجديد؟
يا الله، لطفك بنا.

توازن مهم: الصحة النفسية أم شهادة “كبيرة”؟

سؤال صريح لكل أب وأم:
أيهما أهم؟
أن يكون ابنك سويًّا نفسيًّا واجتماعيًّا؟
أم أن ينهار بسبب أعباء لم يخترها، لتحقيق حلم لم يكن حلمه من الأساس؟

حين تسأل بعض الطلاب: “ما هدفك من الثانوية العامة؟”
يُجيبون:

“لا أعرف… أبي وأمي يريدانني في كلية مرموقة.”

هكذا يعيشون لا لأجل أحلامهم، بل من أجل طموحات غيرهم.

خيبة الأمل بعد “النجاح”

بعض الأبناء، بالفعل، يدخلون كليةً “مرموقة”… لكنهم يكتشفون لاحقًا أن هذا التخصص لا يناسبهم، فيتوقفون عن الدراسة أو يفقدون شغفهم تمامًا.


يعيشون في عزلة، بخيبة أمل مريرة.

لابد من صحوة أسرية قبل فوات الأوان، صحوة نعيد بها حساباتنا وتصوراتنا حول التعليم والنجاح.

كيف نُعِد أبناءنا للحياة لا للامتحانات فقط؟

علينا أن نغرس فيهم القيم التالية:

   أن الله كرم الإنسان بالعقل لا بالشهادة
  أن النجاح الحقيقي يبدأ من الإخلاص والنية
  أن مراقبة الله والتقوى هما الأساس
 أن الإنسان قد يكون “مرموقًا” بأخلاقه وتأثيره وليس فقط بلقبه

أبناؤنا قادرون - بإذن الله - على بناء مستقبل مشرق،
لكن بشروطهم هم، وبما يوافق شخصياتهم وقدراتهم الفعلية، وليس بمقاسات اجتماعية مفروضة.

القدوة ليست دائمًا “أصحاب الشهادات”

كم من أشخاص نلتقيهم يوميًا، حاصلين على قدر بسيط من التعليم، لكنهم يمتلكون حكمة ونُضجًا، ويُقنعونك بفلسفة الحياة بكل بساطة وهدوء.
 

صاغوا لأنفسهم حياة كريمة، خالية من الضغط والتوتر، وأصبحوا قدوة حقيقية في مجتمعاتهم الصغيرة.

لنُعد التفكير… بثقافة جديدة، نحن شددنا على أنفسنا، فشدد الله علينا.. لسنا ملومين بالكامل، فثقافتنا تشكلت على عبارات مثل:

    • “اللي بيأكل على ضرسه ينفع نفسه”
    • “شهادتك هي سلاحك”
    • “ما حدش بيحترمك إلا لو بقيت دكتور أو مهندس”

لكن…
الآن حان الوقت لنعيد التفكير.

حان الوقت لتغيير هذه الموروثات، ولخلق بيئة هادئة، متزنة، تسودها الثقة والحب بين الأبناء وآبائهم، وتقوم على الحوار لا الإملاء،
وعلى الدعم لا الضغط.

فلنترك لأبنائنا الفرصة لصناعة ذواتهم، لماذا لا نترك أبناءنا وبناتنا يسعون لتحقيق ذواتهم، وفق مفهومهم هم عن الحياة؟
وفق اهتماماتهم، شغفهم، وطاقاتهم؟

دعونا نؤمن بهم… وندعمهم، لا نوجههم فقط.

أ.د / سعاد العزازي 
أستاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر الشريف 

طباعة شارك كلية مرموقة خواطر اجتماعية الصحوة

مقالات مشابهة

  • «لمي ورقك وامشي من هنا».. معاقبة أخصائية اجتماعية تعدّت بالسب والاتهام على مديرة مدرسة
  • في صيدا.. مخالفات بالجملة وإقفال ملحمة وفرن
  • مصر تستهدف 5 مليارات دولار صادرات سنوية من البترول والغاز بحلول 2030.. خطة طموحة لتعزيز الاقتصاد وجذب الاستثمارات
  • فرص استثمارية في قلب الرياض بمزاد مكاسب الرياض
  • عز الدين: لا يمكن تحقيق البناء ما لم تكن الحماية قائمة
  • خواطر اجتماعية.. الدكتورة سعاد العزازي: لا بد من الصحوة الأسرية وإعادة التفكير في مفاهيم التعليم والنجاح
  • برج الميزان .. حظك اليوم الإثنين 28 يوليو 2025: فرص اجتماعية
  • بالتفاصيل.. لهيب الشمس يكبّد العراق خسائر مالية واقتصادية
  • حوادث مأساوية تضرب محافظة سوهاج | حرائق بالجملة وشاب ينهي حياته بـ«قرص الموت»
  • بإيرادات نصف سنوية بلغت 5.344 مليار ريال.. "زين السعودية" تحقق نمواَ في أرباحها بنسبة 28%