صحيفة التغيير السودانية:
2025-10-16@13:24:19 GMT

جميل أن تشرق الشمس فلا نجد هؤلاء 

تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT

جميل أن تشرق الشمس فلا نجد هؤلاء 

 

جميل أن تشرق الشمس فلا نجد هؤلاء 

خالد فضل

ليس هناك وقت، وبحسب ما تطرحه الخطة، على شكل فرضيات، الدعم السريع قوة لا يمكن سحقها بسهولة وفي زمن وجيز، لكن دعنا نمرر هذه الفرضية (يمكننا سحقه في ساعات) ذلك أدعى للتماسك رغم مخالفته للواقع، وبما أنّ الحرب خدعة على قول نبينا المصطفى (ص) فلا حرج طالما أننا على هديه نسير.

من المهم منذ اللحظة الأولى لإشعال الحرب أن نؤكد حضورنا في الساحة العسكرية عبر كتابئنا الجاهزة، ونرجئ الظهور السياسي العلني  لقراءة التطورات. قبل كل شيء نؤمن خروج قياداتنا من السجون أولا ولكن لا نعلن عن ذلك إلا بعد اشتعال القتال حتى يكون هناك غطاء منطقي للعملية.

سير العمليات العسكرية وتطوراتها نترك تقديراته لضباطنا في قيادة الجيش، مع إلتزام كتائبنا بتوجيهاتهم غض الطرف عن رأيهم فيها، يمكن للغرف الإعلامية الجاهزة عبر مختلف الوسائط والطرق أن تتولى توجيه ضباطنا في الجيش، وكأن هذا الأمر آراء شخصية ليس لنا  علاقة به . بالنسبة لإستراتيجيتنا الأصلية  وهي القضاء على وتجفيف بؤر ما يسمى بالثورة (وهي كما تعلمون مجرد مؤامرة دولية وإقليمية وخيانة داخلية) هذه الإستراتيجية تقتضي أن نربط ربطا تاما بين القوى السياسية الخائنة وقوات الدعم السريع، ونستخدم أدبياتهم نفسها التي يهتف بها المغفلون في الشوارع (الجنجويد والمليشيا) وبهذا يمكن جذب أكبر قدر من الناس إلى جانبنا، ونضطرهم لاستخدام نفس المصطلحات وهذا يظهرمدى انسجامنا مع القواعد الجماهيرية لهذه الأحزاب وتغبيش وعيهم تجاه مواقف أحزابهم التي يجب أن نركز في المرحلة الأولى على تحالف قحت باعتباره سبب الحرب والمحرض عليها، ونستشهد بأي عبارة وردت على ألسنتهم مثل خالد سلك قال الإطاري أو الحرب. وياسر عرمان قال تفكيك الجيش وتكوين جيش جديد نواته الدعم السريع .. إلخ، كما هو معروف لدينا بالخبرة الطويلة، سيطرة عقلية القطيع على غالبية السودانيين. وعلينا في إطار خطتنا المرحلية هذه ألا ندع أي فرصة لتفكير، بل يجب الضخ المتواصل للسيطرة على العواطف بهذه الطريقة يمكننا تطوير آليات الإستراتيجية  في فضاء متحكم فيه.

ناحية أخرى مهمة وهي تشجيع  إشاعة الفوضى وعمليات النهب والسلب وكل الانتهاكات والجرائم عبر منسوبينا في قوات الدعم السريع دون أن يشعروا مستغلين بالطبع الموروث الثقافي لأغلبية عناصره مثل مفهوم الغنيمة، وتاريخهم المعروف لدينا من عنف و وحشية سيكون بالنسبة لنا أكبر مكسب فهم يندفعون بلا رشد أو تقيد بأسس الحرب وغيرها من ممارسات وهذا سيؤلب عليهم الرأي العام والمنظمات الخارجية التي لن تستطيع الصمت على جرائمهم ولو بداعي اظهار حيادها، وفي أتون تلك الهمجية يمكننا بسهولة فعل كل شئ والتهمة بالطبع جاهزة ومنفذها بالصرورة معلوم ولا نحتاج إلا لبيان من منصاتنا بإسناد التدبير الذي قمنا به للمليشيا، والإستفادة من التفلت الذي يصاحب الحرب عادة وتصويره بأنه من تخطيط  قحت  ونحن على يقين بأن لا أحد سينتبه إلى أن عناصر قحت ذاتها من ضمن الضحايا، بعد ضمان السيطرة على المشاعر وتغذية روح العداء لقحت يمكن بسهولة الالتفات للشيوعيين والبعثيين باستغلال تنافرهم القائم مع قحت ولهذا يجب عدم الربط بينهم وقحت في المرحلة الأولى حتى لا يستشعروا الخطر ويكون ذلك بمثابة حافز لهم للتقارب، بل العكس نعمل على قبول واجهاتهم وأذرعهم ضمن أي تشكيلات عسكرية نؤسسها وإن اقتضى الأمر تولية هذه الواجهات القيادة المتحكم فيها، وكما تعلمون حماس الشباب وبغضهم لقوات الدعم السريع من أيام حسم الفوضى في 2013م . وتوريطهم في حسم فوضى الإعتصام 2019م.

إنّ سبيل عودتنا القوية لمكاننا الطبيعي في قيادة السودان، والتحكم في مستقبله، تقتضي اجتثاث أي أثر لما يسمى الدولة المدنية والديمقراطية وغيرها من أدبيات العلمانيين والشيوعيين، وفرصة الحرب وما سيلاقيه الناس من ويلات فيها ستجعلهم أكثر قابلية لقبول سيطرتنا وهيمنتنا بفرض الأمن عبر آلياتنا المجربة من قبل مع تعديلات طفيفة لا تؤثر في الجوهر ,وسيقول الناس ( العود أحمد) وقد أتاحت لنا فرصة الفوضى السابقة للحرب فيما سميت فترة الانتقال الديمقراطي ؛ وهي فترة التشفي الانتقامي في حقيقتها  اختبار الساحة كلها وكشفها تماما وهذا يسهل من مهمتنا القادمة في التعامل مع مكامن الخطر حتى في داخلنا.

الآن بعد مرور حوالي 18 شهرا على الحرب، بات معظم ضحاياها يقولون ويمارسون كما رسمت الخطة. وصار من المريح جدا  لبعض السودانيين/ات رؤية بلادهم وقد خلصت لهم بعد أن تكون الأرض قد خسفت بالجنجويد، ومجتمعاتهم في دارفور وكردفان، وفي أي منطقة في السودان المرجو، أو في صحارى عرب الشتات، وقوى الحرية والتغيير، والثوار، تقدّم وعبدالله حمدوك؛ المتعاونين مع الجنجويد وهذه صفة تشمل كل من قال (لا) للحرب، المنظمات الدولية والأمم المتحدة، الإتحاد الإفريقي والإيغاد، مجلس حقوق الإنسان وبعثة تقصي الحقائق، الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد الأوربي، الإمارات العربية وتشاد وحفتر وسلفاكير زاتو، وإثيوبيا ويوغندا وروتو بتاع كينيا، ولجان المقاومة ومتطوعي التكايا، وفدوى فريد وأزهري محمد علي . السودان الجديد مصنوع من حديد . ولا نامت أعين المشفقين الخونة العملاء !!

السيد رضوان نويصر الخبير الأممي لحقوق الإنسان طالب في بيان (بتحقيق سريع مستقل ومحايد وشامل حول مزاعم تنفيذ إعدامات خارج نطاق القانون بحق مجموعة من الشباب في ضاحية الحلفايا شمال بحري، ومحاسبة الجناة حتى لا يستمر الإفلات من العقاب) . نويصر زاتو عميل وخائن ومتآمر متربص بالسودان، أين كان والجنجويد يرتكبون الجرائم؟ ده كلو من عمايل (تقدّم) كما صرّح الجنرال نبيل عبدالله الناطق الرسمي باسم حزب _عفوا_ القوات المسلحة السودانية!

 

الوسومالجيش السودانيين الدعم السريع المؤتمر الوطني تقدم حرب السودان

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الجيش السودانيين الدعم السريع المؤتمر الوطني تقدم حرب السودان

إقرأ أيضاً:

السودان بين مستنقع الميليشيات ومأزق الدولة المنهكة

منذ نيل السودان استقلاله في يناير 1956، لم يعرف هذا البلد الكبير طعم السلام الحقيقي. فالحروب الأهلية لم تنقطع، بل تنقلت من إقليم إلى آخر، مولّدةً معها أجيالًا من المقاتلين وميليشيات مسلحة باتت اليوم تشكل المشهد الأمني والعسكري الأبرز في البلاد. 

ومع اندلاع الحرب الحالية في منتصف أبريل 2023 بين الجيش و"قوات الدعم السريع"، تضاعفت الفوضى الأمنية، وتوسعت خريطة الولاءات، حتى قُدّر عدد الميليشيات بأكثر من 110، لكلٍّ منها أجندة وأسلحة وقيادات محلية.

مستنقع الميليشيات وتعدد الولاءات

يشير الكاتب أمير بابكر في كتابه "سلام السودان... مستنقع الميليشيات والجيوش شبه النظامية" إلى أن 92 حركة مسلحة كانت ناشطة عند اندلاع الحرب بين الجيش و"الدعم السريع"، منها 87 متركزة في إقليم دارفور، بينما تنتشر البقية في كردفان والنيل الأزرق وشرق السودان.

ويرى بابكر أن هذا التمدد العسكري غير المنضبط سيطيل أمد الحرب، إذ باتت الميليشيات اليوم تُقاتل تارة باسم الجيش، وتارة باسم "الدعم السريع"، وأحيانًا لتحقيق مصالحها القبلية أو الاقتصادية الخاصة.

أما الناشط السياسي مهادن الزعيم، فقد قدّر في تدوينة على "فيسبوك" وجود نحو 90 ميليشيا حالية، موزعة بين الطرفين وفق تكتلات جغرافية وآيديولوجية، مشيرًا إلى أن بعضها يحاول تأسيس نفسه كقوة ثالثة تُنافس على النفوذ الوطني بعد الحرب.

أنواع الميليشيات: أيديولوجية وجهوية وقبلية

تنقسم الميليشيات في السودان إلى ثلاثة أنواع رئيسية:

ميليشيات متحالفة مع الجيش تسعى لدعم موقع المؤسسة العسكرية في الصراع.ميليشيات منضوية تحت "الدعم السريع" تتلقى تمويلًا وتسليحًا كبيرًا.فصائل مستقلة تتبنى مواقف حيادية ظاهرية لكنها تمارس نفوذًا في مناطقها، وبعضها خرج من رحم الجريمة المنظمة ليتحول إلى قوة ميدانية تفرض الأتاوات وتمارس العنف ضد المدنيين.

ومن أبرز المجموعات المسلحة الموالية للجيش: حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، وحركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم، وحركة جيش تحرير السودان بقيادة بشير هارون. وقد توحدت هذه القوى تحت مظلة "القوة المشتركة"، فيما حافظت مجموعات أخرى كفصيل عبد الواحد محمد النور على موقف الحياد في جبل مرة.

ميليشيات النظام السابق وعودة "قوات الدفاع الشعبي"

تُعد الميليشيات المرتبطة بالنظام السابق والحركة الإسلامية أحد أبرز مكونات المشهد المسلح، إذ تشير تقارير محلية إلى وجود أكثر من 25 ميليشيا من هذا النوع، بينها "كتائب البراء بن مالك" و"أنصار الله" و"الفيلق الشبابي" و"درع الجزيرة".

كما عادت "قوات الدفاع الشعبي" – التي أنشأها نظام البشير عام 1989 – إلى الواجهة مجددًا بعد أن كانت حُلت في 2019. وتضم هذه القوات عناصر مؤدلجة تمتلك خبرة عسكرية، وتحصل على دعم استخباري وتسليح متطور من الجيش.

في المقابل، تعاني هذه المجموعات من عزلة مجتمعية ورفض شعبي واسع لكونها امتدادًا لحقبة الإسلاميين التي أطاحت بها الثورة.

الميليشيات القبلية والجهوية: السلاح باسم الهوية

في الشرق والوسط والشمال، تزايدت الميليشيات ذات الطابع القبلي والجهوي، مثل "درع السودان" و"سيف النصر" و"الدرع النوبي".

وفي شرق السودان وحده، تشير التقارير إلى وجود 10 ميليشيات كبرى مدعومة من بعض دول الجوار بحكم التداخل القبلي، أبرزها "درع شرق السودان" و"الحركة الوطنية للعدالة والتنمية" و"تجمع أحزاب وقوات شرق السودان".

تستمد هذه المجموعات قوتها من العصبية القبلية والدعم الخارجي، لكنها تعاني من انقسامات حادة تحول دون تشكيل قيادة موحدة، ما يجعلها قنابل موقوتة قابلة للانفجار الداخلي.

قوات الدعم السريع: من "الجنجويد" إلى جيش موازٍ

تُعتبر "قوات الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي" أبرز الميليشيات تطورًا في تاريخ السودان الحديث. فقد تأسست رسميًا عام 2013 كقوة موالية لعمر البشير، قبل أن تتحول إلى جيش شبه نظامي يضم أكثر من 100 ألف مقاتل.

ومع اندلاع الحرب الأخيرة، تحالفت "الدعم السريع" مع فصائل منشقة عن "العدل والمساواة" و"تحرير السودان"، وشكّلت في فبراير 2025 تحالفًا جديدًا باسم "تأسيس"، ضم حركات سياسية ومسلحة معارضة للجيش.

وبالرغم من قوتها العسكرية وتمويلها الضخم، تواجه هذه القوات اتهامات بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات واسعة ضد المدنيين، خاصة في دارفور والخرطوم.

الانقسام الجغرافي والتكاثر المسلح

امتد نفوذ الميليشيات إلى كل أقاليم السودان تقريبًا. ففي الشمال، ظهرت مجموعات جديدة مثل "كيان الشمال" الذي أعلن تدريب 50 ألف مقاتل، وفي الغرب تشكلت ميليشيات "درع كردفان" و"تحالف الكرامة"، بينما شهدت ولايات الوسط بروز "قوات شعب الوسط" و"درع السودان".

هذا التوسع العشوائي جعل السودان يعيش حالة "تفكك أمني" غير مسبوقة، حيث لم تعد الدولة قادرة على احتكار استخدام السلاح، بل أصبحت طرفًا بين أطراف عديدة تتنازع الشرعية والسيطرة.

يقف السودان اليوم على مفترق طرق خطير، إذ لم يعد الصراع مقتصرًا على جيشين متحاربين، بل أصبح شبكة معقدة من الولاءات والميليشيات والجهويات المتصارعة.

طباعة شارك السودان الدعم السريع الجيش حركة تحرير السودان جيش تحرير السودان

مقالات مشابهة

  • الدعم السريع تكثف هجماتها باستخدام الطائرات المسيرة.. من أين تحصل عليها؟
  • السودان بين مستنقع الميليشيات ومأزق الدولة المنهكة
  • مجازر مليشيا الدعم السريع المروعة في الفاشر ترقى إلى جريمة الإبادة الجماعية
  • “لن تشرق الشمس” يفوز بجائزة أفضل فيلم عربي قصير في مهرجان مسكون بـ بيروت
  • الجيش السوداني: دمرنا راجمة تابعة لميليشيا الدعم السريع في مدينة الفاشر
  • تدمير راجمة صواريخ لمليشيا الدعم السريع المتمردة كانت تقصف المواطنين بالفاشر
  • انفجارات تهز أم درمان وسط تصدي الجيش السوداني لمسيرات تابعة للدعم السريع
  • الدعم السريع تقصف بالمسيرات والجيش السوداني يصد هجوما بالفاشر
  • الأمم المتحدة تُـدين استهداف الدعم السريع “المتكرر والمتعمد” للمدنيين في الفاشر
  • السودان.. مسيرتان للدعم السريع تستهدفان منطقة عد بابكر شرقي الخرطوم