“لن تشرق الشمس” يفوز بجائزة أفضل فيلم عربي قصير في مهرجان مسكون بـ بيروت

فاز فيلم “لن تشرق الشمس”  للمخرج أدهم خالد بجائزة مسكون لأفضل فيلم عربي قصير ضمن فئة الأفلام القصيرة في مهرجان مسكون للأفلام الرائعة في بيروت فيأتى كأحد التجارب اللافتة فى السينما المستقلة والذى شارك ايضا بمسابقة أفلام الطلبة بمهرجان بورسعيد السينمائي الدولى فى دورته الأولى ، وهو مشروع تخرج للمخرج الشاب أدهم خالد تحت إشراف وإنتاج المعهد العالي للسينما.

العمل استطاع أن يتجاوز حدود التجربة الدراسية ليصبح فيلمًا يحمل بعدًا إنسانيًا ورؤية فكرية عميقة، انعكست فى الجوائز التى نالها والتقدير النقدي الذى حظى به.

يدور الفيلم فى عالم موازٍ افتراضى دُمرت فيه الحضارة الإنسانية جراء الحروب. وسط هذا الخراب، نتابع حكاية فتاة وشقيقها الأصغر الباحثين عن مأوى فى الغابة، فى محاولة للنجاة من الجوع ومواجهة الطبيعة القاسية. خلال رحلتهما يتقابلان مع شخص مجهول مثقل بجراح وآثار الحروب، ليصبح اللقاء نقطة تحول فى حياتهم جميعًا عندما يعثرون على شيء يغير مسار الأحداث.

 

الفيلم يتناول ثنائية مستمرة عبر العصور:

الصراع من أجل البقاء مقابل القيم الإنسانية ، البراءة فى مواجهة القسوة ، الإنسانية أمام العنف.

العمل يطرح تساؤلات مفتوحة: هل يمكن أن تنتصر البراءة وسط فوضى العنف؟ هل يمكن للإنسان أن يحافظ على إنسانيته حين يكون البقاء مرهونًا بالقوة والدهاء؟

اعتمد المخرج أدهم خالد على لغة بصرية قوية، جعلت من الصورة بطلًا أساسيًا إلى جانب الشخصيات. يظهر ذلك جليًا فى:

التصوير السينمائي الذى أبرز قسوة الطبيعة وظلامية العالم الموازى، وهو ما أهله لنيل جائزة أفضل تصوير بمهرجان القاهرة للسينما الفرنكفونية (مسابقة الطلبة – الدورة الرابعة).

الإيقاع البصرى الذى يوازن بين المشاهد التأملية الطويلة ومشاهد التوتر والصراع.

الموسيقى التصويرية (على الغمراوى) التى أضافت بعدًا وجدانيًا وعززت من الإحساس بالتيه والبحث.

التلوين البصرى (شادى عادل) الذى رسّخ حالة ما بعد الدمار بلقطات قاتمة تميل إلى الرمادية.

الأزياء (نور عبد الله) والمكياج والمؤثرات (مريم حبشى) اللذان رسما ملامح شخصيات تحمل ندوب الحرب وأثرها الجسدى والنفسى.

الفريق والتمثيل

يشارك فى بطولة الفيلم كل من:

ناجى شحاتة

ريم عامر

ماسيمليانو

وقدموا أداءً داخليًا يعتمد على التعبير الصامت والانفعالات المكبوتة أكثر من الحوار، وهو ما يتماشى مع أجواء الفيلم القائمة على التأمل والرمزية.

السيناريو كتبه أحمد أمين، وجاء مباشرًا وبسيطًا فى الحوار لكنه مكثف فى المعنى، مما أعطى مساحة للرؤية البصرية لتأخذ مكانها.

الجوائز والتقدير

رغم كونه فيلم تخرج، إلا أن “لن تشرق الشمس” حظى بتقدير نقدى ومهرجانى مهم:

جائزة أفضل تصوير – مسابقة الطلبة، مهرجان القاهرة للسينما الفرنكفونية (الدورة الرابعة – برئاسة الكاتب د. ياسر محب).

هيباتيا الفضية – مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير السينمائي الدولي 2024.

هذه الجوائز تؤكد قدرة الفيلم على ملامسة القضايا الكبرى بلغة سينمائية جادة تتجاوز حدود المحلية إلى بعد إنسانى شامل.

الفيلم يعكس رؤية جيل جديد من المخرجين الشباب الذين يسعون إلى إعادة صياغة الأسئلة الوجودية من منظور معاصر. فعالم ما بعد الحرب هنا ليس مجرد خلفية، بل استعارة للحاضر الذى نعيشه، حيث الصراعات السياسية والعنف المجتمعى والبحث الدائم عن النجاة.

كما أن الاعتماد على المكان المغلق/المفتوح (الغابة مقابل العالم الخارجى المدمر) يقدم مفارقة بصرية تعكس ضيق الأفق أمام الشخصيات، وفى نفس الوقت احتمالية العثور على أمل جديد.

يؤكد فيلم “لن تشرق الشمس” أن السينما الشابة فى مصر تمتلك طاقات إبداعية قادرة على المنافسة، وأن المعهد العالى للسينما يظل منبعًا لتجارب تحمل ملامح مختلفة وجادة. العمل ليس مجرد فيلم قصير، بل رؤية فلسفية عن الصراع الأبدى للإنسان بين الحياة والموت، العنف والرحمة، الخوف والأم

المصدر: بوابة الوفد