جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-28@02:51:58 GMT

لحظات من الوعي في مسار الحياة

تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT

لحظات من الوعي في مسار الحياة

 

رهف العولقية

تتوالى أحداث الحياة وتستمر، شاء الإنسان أم أبى، سواء تعلَّق بالماضي أو خاف من المستقبل أو عجز عن مُواجهة صعوبات الحاضر بسبب تعلقه أو خوفه، كما ذكرت سابقًا.

ما يُدمر حاضر الإنسان هو عدم استيعابه وإدراكه أنَّ الماضي قد ولَّى، وأن المُستقبل مُتغير وبيد الله. فلا يمكنه التحكم بشيء سوى حاضره.

لكن مع هذا الخوف والتعلق، يصبح عاجزًا وملولًا، متشائمًا، خصوصًا بعد خوض التجارب – في الماضي- وأن استمراره في هذا المنحنى يجعله أسيرًا لأفكاره السلبية، فيظل يحوم في نفس الدائرة ويقفل على نفسه سجنًا وهميًا وضعه بسبب أفكاره ولا يُفكر بمغادرة منطقة الراحة لديه.

يتجلى الفارق الجوهري بين الخبير والمبتدئ في عنصر واحد حاسم: الزمن واستغلاله، فرغم أن كليهما قد يصلان إلى نفس النتيجة، إلا أن المسافة الزمنية التي تفصل بينهما قد تكون شاسعة. تختلف الطرق التي يسلكها كل منهما؛ فالخبير قد خاض تجارب عديدة، وتعلم كيف يتجاوز العقبات، بينما المبتدئ لا يزال في خضم اكتشاف سُبل التفادي أو المواجهة. لكن الخبرة لا تقتصر على مجالات العمل أو الدراسة فحسب، بل تمتد لتشمل جوانب الحياة المختلفة. وكل شخص يقرأ هذه السطور سيجد في ذهنه سيناريو خاصاً به، يتماشى مع تجربته الفردية، فنحن جميعًا بشر، لكن عقولنا وأفكارنا تظل متباينة.

أما عن مفهوم الصبر، فهو بعيد عن مجرد التحمل. إنَّ الصبر هو الهدية الخفية وربما المظلمة التي تحملها النظرة الإيجابية. لا يستطيع أحد أن يتحمل ظلام الليل إلا إذا كان يؤمن بأنَّ الفجر قادم. ولا يستطيع المرء أن يواجه المرض إلا بعد أن يرسخ في قلبه إيمان بالشفاء.

بناءً على هذا المبدأ، يمكن تطبيق مفهوم الصبر في شتى جوانب حياتنا، ليصبح قوة دافعة نحو الاستيعاب والفهم والتطور . وعلى هذا النحو، يجب على الإنسان ألا يحزن أو يفقد شغفه وصبره بسبب عقبة ما، فما أنت إلا مبتدئ في مجال يملؤه العديد من الخبراء وما أنت إلا خبير في  مجال آخر يملؤه المبتدئون . فقد وُلد الإنسان ليتحدى ويستمر في القتال. فالفشل ليس نهاية، بل بداية جديدة تفتح آفاقًا للنمو والتعلم. لذا، ليحافظ الإنسان على شغفه وصبره، فالحياة هي معركة مستمرة، وكل عقبة هي دعوة لمزيد من القوة والإصرار.

وتمثل الإيجابية الزائدة أحيانًا، مرضًا يُعيق رؤية الحقيقة، وهذا ما أؤمن به. ففي بعض الأحيان، تؤثر الإيجابية المفرطة على قدرتنا على إدراك الواقع، مما يمنعنا من اكتشاف جوانب خفية في تجاربنا. هنا أرى أهمية التفكير النقدي، فكيف يمكن للإنسان أن يتطور ويتعلم إذا كان محاطًا بإيجابية تعميه؟ يجب أن يُواجه الفرد تحديات وصعوبات، إذ إنَّ الهدم ضروري لعملية إعادة البناء. يمكن تشبيه الإنسان بالبيت؛ عندما يكون طابقه الأول قائمًا على آراء إيجابية بحتة، فإنَّ ذلك لا يُسهم في تطويره. لكن، قد يؤدي التعرض لأفكار وتجارب سلبية ونقدية إلى إعادة بناء هذا البيت الذي يمثل الذات. مما يتيح للفرد التقدم إلى طوابق أعلى.

إنَّ الحياة تستمر بهذه الديناميكية، وهذه مُجرد فلسفة تعكس أفكاري الشخصية في هذه اللحظة. لا يمكن اعتبارها حقيقة ثابتة، فهناك من يتفق معها ومن يُعارضها، وهناك من يتأمل لحظات الوعي. ما أكتبه هنا هو مجرد تعبير عن رؤيتي الراهنة، وما يهمني هو الإدراك، ولحظات الوعي في معركة الحياة المستمرة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مظاهرة حب في دار الأوبرا .. الإعلامية سلمى الشماع تروي لحظات لا تُنسى | فيديو

عبّرت الإعلامية سلمى الشماع عن سعادتها الكبيرة بتكريمها من الهيئة الوطنية للإعلام، ووصفت اللحظة بأنها "مظاهرة حب"، قائلة: "مظاهرة حب كبيرة... الحبايب كلهم كانوا موجودين. كانت فرحة زي فرحة الفرح. كل اللي حواليّ مش أغراب، يا إما اشتغلت معاهم، يا إما أنا اللي ربيتهم. كان إحساس رائع، صادق، ومليان شغف. الناس مكانتش بتتكلم لمجرد المجاملة، لكن بكلمات خارجة من القلب، كلها حب وشغف."

هالة خليل تفتح النار على سلمى الشماع.. ونجلاء بدر تتدخلداعمة لـ السينما وكوادرها.. يسري نصر الله يهنيء سلمي الشماع بتكريمها


وتابعت خلال لقائها في برنامجها "كلمة أخيرة" على قناة ON: “أنا عمري ما حسّيت إني ابتعدت عن أهل المهنة، دايمًا على تواصل معاهم. دلوقتي حاسة إني بقيت أم لكل الشباب اللي بيشتغلوا في الإعلام. إحساسي بيهم اختلف، أوقات بوجّههم بقسوة وبيزعلوا، لكن بعدها باخدهم في حضني”.

وكانت الهيئة الوطنية للإعلام، ممثَّلة في قطاع النيل للقنوات المتخصصة بإدارة الإنتاج المتميز، قد نظّمت احتفالية تكريم للإعلامية الكبيرة سلمى الشماع، بمركز الإبداع الفني بدار الأوبرا المصرية، تقديرًا لمسيرتها الإعلامية الرائدة، وإسهاماتها المؤثرة في تطوير العمل التلفزيوني والثقافي والفني.

طباعة شارك الشماع سلمى الشماع اخبار التوك شو الاذاعة لميس الحديدي

مقالات مشابهة

  • لحظات مرعبة لطائرة تلامس المدرج وتعود للتحليق .. فيديو
  • مظاهرة حب في دار الأوبرا .. الإعلامية سلمى الشماع تروي لحظات لا تُنسى | فيديو
  • نصائح للبنات لرفع طاقة الأنوثة وزيادة الطاقة الإيجابية
  • بوعياش في مؤتمر دولي: مخاطر وتهديدات حقيقية تمس حقوق الإنسان بسبب الذكاء الاصطناعي
  • السودان وفروقات الوعي السياسي
  • ولي عهد الكويت: مجلس التعاون الخليجي يرحب بالتطورات الإيجابية في سوريا ويؤكد دعمه لاستقرارها
  • شاب يكشف الكارثة التي أصابت صديقه بسبب الشيشة الإلكترونية
  • تقييم أممي: لا يمكن استخدام سوى أقل من 5% من الأراضي الزراعية في غزة
  • الشيخة فاطمة بنت مبارك تدعم حملة «وقف الحياة» بمبلغ 172 مليون درهم
  • لا ترى ولا تتنفس كالبشر.. تعرّف على السمكة التي تعيش في الصحراء