مؤرخ إسرائيلي: إسرائيل انقسمت إلى دولتين
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
يرى المؤرخ والباحث السياسي الإسرائيلي آفي شيلون بأن إسرائيل منقسمة فعليا إلى دولتين بالرغم من تواجدها كدولة واحدة رسميا.
واستدّل شيلون في مقال نشره بصحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية على ذلك بالخلافات بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت، وقال إنها ليست مجرد خلافات سياسية عادية، بل نزاع عميق يجسد استقطابا يتعدى السياسة إلى انقسام في النهج والرؤية بشأن مستقبل البلاد.
وقال شيلون "يمكن اعتبار الخلاف بين وزير الدفاع ورئيس الوزراء، ورفض نتنياهو الموافقة على رحلة غالانت إلى الولايات المتحدة، فصلا آخر في المؤامرات السياسية الشخصية التي رافقت حكومة نتنياهو خلال العام الماضي، بالإضافة إلى الضجة التي أحاطت بمحاولة استبدال غالانت بجدعون ساعر قبل بدء عملية البيجر في لبنان".
وأضاف "رغم أنه تم حل الخلاف بينهما، وأن غالانت سيسافر في النهاية إلى واشنطن، إلا أنه لن يتبقى لنا سوى الطعم المر لسلوك السياسيين، وحتى في زمن الحرب".
ورأى المؤرخ الإسرائيلي أن الجدال بين نتنياهو وغالانت نزاع عميق يجسد استقطابا يتعدى السياسة إلى انقسام في النهج والرؤية بشأن مستقبل البلاد.
وقال "يجب فهم الخلاف بين غالانت ونتنياهو بشكل أعمق، وهو ما يتوافق مع الحقيقة المجنونة المتمثلة في أنه في ذكرى 7 أكتوبر، أقيم احتفالان في إسرائيل. وبعبارة أخرى، فإن ما يحدث في إسرائيل اليوم يشير إلى أننا تجاوزنا بالفعل مرحلة الاستقطاب السياسي، ووصلنا إلى وضع تتصرف فيه إسرائيل رسميا كدولة واحدة، ولكنها في الواقع انقسمت بالفعل إلى دولتين".
اتجاهان مختلفانوتحدث المؤرخ عن اتجاهين مختلفين لكل من نتنياهو وغالنت اللذان "يقودان حربا واحدة لها أفقان مختلفان". وقال إن "نتنياهو يركب موجة نجاحات الجيش الإسرائيلي في لبنان وهو الآن مستعد للعمل بطريقة التصعيد حتى في مواجهة الأميركيين، الذين يسعون إلى ترتيب سياسي بعد النجاحات العسكرية".
وأضاف "لا تسعى سياسة نتنياهو إلى إنهاء الحرب في غزة لصالح صفقة رهائن ومحاولة للتوصل إلى تسوية سياسية هناك وفي لبنان. إنه يريد أن تستمر الحملات حتى ما يسميه النصر الكامل".
وحسب شيلون، فإن غالانت، على العكس من ذلك "يدعو إلى التنسيق الكامل مع الأميركيين، على أساس افتراض أنه إلى جانب الإنجازات العسكرية، فإن مصلحة إسرائيل تتوافق مع الأفق الذي اقترحته الإدارة الأميركية، وهو إنهاء المعركة في غزة بصفقة تسفر عن تسوية سياسية وتحالف إقليمي مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج المعتدلة، وتسوية في لبنان".
انقسام تاريخيوفي تحليل تاريخي للوضع، شبه شيلون الصراع الحالي بين نتنياهو وغالانت بالانقسام بين مملكتي يهوذا وإسرائيل -حسب التأريخ العبري-، حين كانتا تتحدان أحيانا لمواجهة أعدائهما، لكنها في النهاية انهارتا واحدة تلو الأخرى.
وعبر عن قلقه من أن عدم الاتفاق حتى على إحياء ذكرى واحدة لضحايا الصراع، وعدم الثقة المتبادلة بين القادة السياسيين، يُعدان إشارة خطيرة إلى التحديات التي تواجهها إسرائيل في الوقت الراهن.
واعتبر المؤرخ الإسرائيلي أن فشل الحكومة في إنشاء لجنة تحقيق مستقلة للوقوف على إخفاقات العام الماضي، "يعكس عمق الانقسام وعجز النظام السياسي عن استخلاص الدروس الضرورية".
وقال "الحقيقة غير المفهومة أنه في إسرائيل الحالية من المستحيل حتى الاتفاق على حفل تذكاري مشترك لآلاف ضحايا مأساة العام الماضي؛ بالإضافة إلى حقيقة أنه عشية هجوم إسرائيلي متوقع على إيران، لا يثق رئيس الوزراء بما سيقوله وزير دفاعه خلال اجتماعاته مع القوة العظمى الأميركية، والتي بدونها ليس لدينا قدرة حقيقية على مواصلة الحرب، هي إشارة خطيرة من التاريخ البعيد إلى الوقت الحاضر".
وخلص إلى القول "ليس عليك أن تذهب بعيدا في التاريخ. إن حقيقة أن النظام السياسي غير قادر على الاتفاق حتى على لجنة تحقيق مستقلة.. لا تبشر بالخير لمستقبلنا"
وتابع "إذا لم نقم بإصلاح هذا الوضع في الوقت المناسب، فسوف ندفع جميعا ثمن الانقسام، من كلا المعسكرين".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی لبنان
إقرأ أيضاً:
محلل سياسي إسرائيلي كبير: “إسرائيل” فقدت شرعيتها الدولية لمواصلة الحرب
#سواليف
في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، أكد #المحلل_السياسي الإسرائيلي البارز #إيتمار_أيخنر أن ” #إسرائيل ” فقدت شرعيتها الدولية للاستمرار في #الحرب، محذرًا من تداعيات هذه العزلة المتزايدة. واعتبر أن استمرار #القتال في ظل غياب الدعم الدولي قد يؤدي إلى إضعاف قدرة “إسرائيل” على الدفاع عن نفسها، ويعرّضها لعقوبات سياسية واقتصادية، وقرارات تنفيذية ضدها في الأمم المتحدة.
وبحسب أيخنر، فإن “إسرائيل” أهدرت الزخم الدولي الذي حظيت به عقب 7 أكتوبر، حيث #فشل رئيس وزراء بنيامين #نتنياهو في ترجمة الدعم العالمي إلى #إنجازات_سياسية. وأشار إلى أن هذا الإخفاق كان جليًا خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السعودية ودول الخليج، حيث فضّل القادة هناك تجاهل نتنياهو، ما حول “إسرائيل” إلى لاعب هامشي.
ويضيف أيخنر أن نتنياهو ووزراء خارجيته، من إيلي كوهين إلى يسرائيل كاتس وجدعون ساعر، يفتقرون إلى الحد الأدنى من الكفاءة الدبلوماسية. فالدبلوماسية، وفق رأيه، تتطلب الاستماع والفضول والمرونة، وهي صفات لا يمتلكها هؤلاء. أما الوزير رون ديرمر، فليس سوى منفذ لأوامر نتنياهو، من دون أدوات دبلوماسية حقيقية.
مقالات ذات صلة البروفيسور الدكتور محمد علي المعايطة: أيقونة الطب العربي، وعبقرية واحتراف جراحة الوجه والفكين 2025/05/29ويشير أيخنر إلى أن “إسرائيل” كان بإمكانها حشد دعم عالمي لإعادة إعمار غزة لو قدمت خطة واضحة لـ “اليوم التالي”، لكن نتنياهو فضّل ضمان بقاء ائتلافه الحكومي على حساب الإنجاز السياسي وحتى على حساب #الأسرى_الإسرائيليين. ونتيجة لهذا الإخفاق، خسرت “إسرائيل” التعاطف الدولي الذي حصلت عليه بعد الهجوم، ولم يتبقّ لها سوى علاقات متينة مع رئيس وزراء المجر أوربان والرئيس الأرجنتيني ميلي.
ويتابع أيخنر بالقول إن الواقع السياسي الجديد يفرض معادلة قاسية: ترامب هو من سيقرّر مصير غزة الآن، من دون الرجوع إلى نتنياهو. فالرئيس الأميركي بدأ بالتفاوض مع السعودية وإيران وحماس والحوثيين وحتى مع الحاكم الجديد لسوريا، وكل ذلك من دون إشراك “إسرائيل” في التفاصيل. ويعتبر أن “إسرائيل” أصبحت على الهامش في معادلة ترسيم مستقبل الشرق الأوسط.
ويذكّر أيخنر بحقيقة تاريخية معروفة: الحروب تفتح أحيانًا فرصًا سياسية. فالأذرع الأمنية الإسرائيلية – الموساد، الجيش، والشاباك – قدمت لنتنياهو إنجازات عسكرية. لكن رغم الغطاء العسكري، أخفق المستوى السياسي في توظيف هذه الإنجازات دبلوماسيًا، نتيجة خوف نتنياهو من تفكك ائتلافه، ما انعكس في تراجع التصنيف الائتماني لإسرائيل وتصاعد مشاعر الإحباط لدى الإسرائيليين الذين يفكرون بمغادرة فلسطين المحتلة.
ويؤكد أيخنر أن تحميل المسؤولية لفشل “الهاسبارا” (الدعاية الإسرائيلية) ليس دقيقًا، رغم أن أداءها ضعيف فعلاً. إذ لا يظهر على الشاشات سوى عدد محدود من المتحدثين الإسرائيليين القادرين على مخاطبة العالم، وحتى عندما يظهر السفراء مثل تسيبي هوتوفيلي، يتعرضون لهجمات إعلامية شرسة. لكنه يرى أن الصمت قد يكون أفضل، لأنه ببساطة “لا توجد أجوبة مقنعة حاليًا”.
كما يلفت أيخنر إلى خطأ استراتيجي ارتكبه رئيس الأركان الجديد لجيش الاحتلال، إيال زامير، بتغيير المتحدث باسم الجيش أثناء الحرب. فقد تم استبدال المتحدث المحنّك بشخص لا خبرة له في الإعلام ولا يظهر أمام الكاميرات. وهو أمر أثار الاستغراب حتى داخل الحكومة، حيث عبّر بعض المسؤولين عن عدم رضا نتنياهو عن هذا التعيين منذ البداية، وتساءلوا: أين المتحدث باسم الجيش؟.
ويختم أيخنر مقاله بالتأكيد على أن ما تبقّى لإسرائيل هو محاولة التنسيق مع الأميركيين لوضع خطة لمرحلة ما بعد الحرب، وإعلان استراتيجية خروج واضحة. ويلقي جزءًا من المسؤولية على ترامب نفسه، لأنه هو من سوّق للوهم القائل بإمكانية “إعادة توطين” سكان غزة. ويشير إلى أن ترامب لم يؤمن بذلك فعليًا، بل أراد فقط أن يقول للدول العربية إن أميركا لن تدفع الثمن، وأن عليها تمويل إعادة الإعمار وهو ما أراد أن يفهمه الأوروبيون أيضًا بالنسبة لأوكرانيا.
ويضيف أيخنر أن ترامب تسبّب أيضًا في توقف الدعم العلني لإسرائيل، ما شكّل إشارة إلى العالم وإلى خصوم “إسرائيل” بأن “الضوء الأحمر” قد أُشعل بين “إسرائيل” وواشنطن. وهذا ما يفسّر تغيّر مواقف بعض حلفاء “إسرائيل” في العالم، ممن باتوا يقرؤون التحولات الجارية في واشنطن جيدًا.
وفي ختام تحليله، يحذر أيخنر من اقتراب لحظة الحقيقة، حيث سيكون مصير الحرب مرهونًا بإمكانية استخدام الولايات المتحدة حق الفيتو في مجلس الأمن. فحتى اللحظة، لا تزال “إسرائيل” تحتمي بالمظلة الأميركية، لكن هذا الوضع لن يدوم طويلاً. ووفق تقييمه، يبدو أن ترامب يقترب من لحظة اتخاذ قرار جذري، وقد لا تمر أسابيع قليلة حتى يقول: “كفى، أوقفوا قرع طبول الحرب”.
ويختتم أيخنر بالقول إن “إسرائيل” ستواجه خلال أسابيع تحديين كبيرين: أولاً، الاتفاق النووي المحتمل بين واشنطن وطهران، وثانيًا، المؤتمر الدولي الذي تخطط له فرنسا والسعودية للاعتراف بالدولة الفلسطينية في 17 يونيو. ويعتقد أن صمت واشنطن تجاه هذا المؤتمر – رغم تصريحات نائب السفير الأميركي في الأمم المتحدة – يشير إلى أن كل شيء يسير نحو تثبيت واقع دبلوماسي جديد، ستكون نتيجته الحتمية إعلان فشل سياسة نتنياهو الخارجية، الذي امتلك المؤهلات، لكنه فضّل التضحية بمستقبل “إسرائيل” من أجل استمرار ائتلافه.