وقفة قبل عبور الحالة المدارية
تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT
يتمركز فـي هذا الوقت منخفض مداري قابل للتطور إلى منخفض مداري عميق فـي بحر العرب وتشير توقعات المركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة إلى احتمال توجهه إلى محافظة ظفار وخليج عدن خلال الأيام الثلاثة القادمة، حيث يتوقع أن تصل الحالة المدارية إلى ذروتها يوم الثلاثاء، فـي الوقت الذي تتأثر فـيه المحافظات الشمالية بأخدود من منخفض جوي ما يعني أن هذا الأسبوع سيكون أسبوعا ماطرا فـي سلطنة عمان.
وعبرت من محافظة ظفار خلال السنوات الماضية عدة حالات مدارية كبيرة وصلت إلى أعاصير تجاوزت قوتها الدرجة الأولى بمقياس الأعاصير، والأمر نفسه فـي المحافظات الشمالية وفـي كل محافظات سلطنة عمان تقريبا ما يعني تشكل وعي كبير وصورة واضحة حول تأثيرات الحالات المدارية وآلية التعامل معها والأخطار التي يمكن أن تتسبب بها سواء على الأرواح أو على الممتلكات العامة والخاصة. وهذا الوعي الذي من المفترض أن تعوّل عليه الجهات المعنية خاصة فـي الدفاع المدني وشرطة عمان السلطانية لا بدّ أن يتم استحضاره فـي هذا التوقيت الذي من المنطقي أن تشكل فـيه الأودية الناتجة عن الحالة المدارية أو حتى عن أخدود المنخفض الجوي بعض الخطر خاصة عند محاولة عبور مسارات الأودية فـي وقت جريانها.
إننا فـي أمسّ الحاجة فـي مثل هذه الأوقات إلى استحضار التجارب الماضية الفردية أو الجمعية خاصة تلك التي نتج عنها فواجع فـي الأرواح أو تلك التي عرضت حياة البعض إلى الخطر المحدق.. والهدف من استحضار مثل هذه الذاكرة هو الإعانة فـي بناء قراراتنا وفهم ما يجب علينا أن نفعله فـي لحظات الخطر.
ورغم أن نتائج بعض التجارب الماضية كانت كارثية إلا أن السبب الرئيسي فـي ذلك يعود إلى التهور والاستهانة بالخطر. لا نريد ونحن على موعد مع الأمطار، سواء كانت أمطار حالة مدارية أم أمطار أخدود من منخفض جوي أن نحول الأمر إلى لحظة حزن فـي وقت يمكننا بقليل من الحكمة والتعقل أن نتجاوز هذا الخطر ونحمي أنفسنا.
وتعمل كل أجهزة الدولة المدنية والعسكرية فـي مثل هذه الأوقات من أجل عبور الحالات المدارية والمنخفضات الجوية التي يصاحبها أمطار متفاوتة الغزارة من أجل حماية الأرواح والممتلكات، فلماذا لا يتحول الأفراد والأسر إلى إسناد هذا الجهد الوطني حتى نكتسب المزيد من الوعي والخبرة فـي التعامل مع الحالات المدارية ومع الأمطار خاصة أن مثل هذه الحالات فـي ازدياد مستمر بسبب التغيرات المناخية بل إن هذه الحالات فـي طريقها للتطرف أكثر ما يعني أن التعامل المستمر مع هذه الحالات دون حذر واستحضار لخطرها من شأنه أن يعرض حياة الكثيرين للخطر.. وهذا ما لا يريده أحد أبدا.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: مثل هذه
إقرأ أيضاً:
الفقر الخطر الذي يُهدد أمن الأمم
كل الأحداث والأزمات والتحديات التي كانت السبب الرئيسي في خلق ثقب في جسد الأمن القومي هو (الفقر).
الفقر.. هو السرطان الذي ينخر جسم أي أمة مهما امتلكت من إمكانيات أمنية وحربية وسياسية.
ولذلك فإن أي طرف محلي أو إقليمي أو دولي يستغل المجتمعات الفقيرة كثغرة فاعلة لزعزعة أمن أي دولة معادية أو منافسة.
البيئة الفقيرة ليس لديها ما تخسره لأنها دائماً تنظر إلى أهدافها من الزاوية المظلمة.
عندما نتطرق إلى الفقر، فإننا نعني بذلك تلك المجتمعات التي تعيش في حالة الشعور بعدم العدالة الاجتماعية، والتهميش، وعدم الشعور بالعدالة في توزيع ثروة الدولة، وعدم المساواة في الحقوق والواجبات، بالإضافة إلى غياب الحياة الكريمة وانعدام فرص العمل، وعدم الحصول على الحد الأدنى من الأجور بما يتماشى والوضع الاقتصادي، هذه الظروف تخلق حالة غامضة متخبطة ومظلمة تعيش في دوامة البحث عن وسائل للخروج من هذا النفق، ويكون لديها هدف هو رأس الدولة باعتباره المسؤول عن الحال الذي يعانون منه.
وهذه الأسباب والمعطيات دائماً هي القمة السابغة لطرف المعادي ووسيلة سهلة لخلق قاعدة متماسكة لتهديد الأمن القومي لأي دولة.. لسهولة التجنيد والإقناع والاستعداد لضرب الهدف الذي يعتقدون بأنه السبب الرئيسي في حالة مجتمعاتهم الفقيرة والمقهورة.
الأحداث السابقة في كل مكان وأينما وقعت أبطالها جاءوا من مجتمعات معدومة وفقيرة.
إن البيئة الحاضنة للإرهاب بأشكاله وصوره هي تلك البيئة التي تعاني الفقر في معناه الواسع وما يترتب عليه من سلوكيات متشددة والصور المظلمة اتجاه رأس الدولة.
العـلاج.. لا يكمن العلاج من وجهة نظرنا في محاربة هذه المجتمعات بقوة السلاح والترهيب وإرهاب الدولة والقتل والاعتقال والتهجير والإقصاء إلى آخر تلك الأساليب البوليسية التي أثبت الزمن وأثبت الأحداث بعدم جدوتها، وإنما زادت من تنامي ظاهرة الإرهاب بل زادت من استقطاب الرأي العام ضد الدولة.
إن العلاج.. يتطلب إعادة هيكلة الدولة في ملفاتها الاقتصادية والسياسية والأمنية، والتركيز على العدالة الاجتماعية، والمشاركة السياسية، والعدالة في توزيع ثروة الدولة، وتحسين الظروف المعيشية، والتعليم والصحة وأمن المواطن. وبذلك يمكن قطع الطريق أمام أي طرف معادي يسعى إلى استخدام تلك المجتمعات الفقيرة وتوجيهها إلى زعزعة أمن الدولة.
وهذا يشير إلى ضرورة اهتمام رأس الدولة بغالبية الشعب الذي عادة ما يمثل الطبقة البسيطة والمتوسطة والتي إذا ما ثارت قلبت الموازين رأساً على عقب دون مراعاة لأي معايير أو ترتيبات أو استراتيجيات ودون حساب العواقب وهنا يكون الكل خاسر الحاكم والمحكوم.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.