أعلنت الولايات المتحدة أنها سترسل نظاما متقدما مضادا للصواريخ المعروف بمنظومة “ثاد” وعددا من القوات إلى إسرائيل، مما يزيد من تورط أميركا في الصراع المتصاعد بينما تستعد المنطقة لضربات إسرائيلية انتقامية ضد إيران .

تم الإعلان عن القرار قبل ساعات فقط من تنفيذ حزب الله غارة بطائرة بدون طيار على قاعدة عسكرية إسرائيلية، مما أسفر عن مقتل أربعة جنود وإصابة 67 آخرين دون إثارة حالة تأهب.

ما هي منظومة “ثاد”؟

تتطلب منظومة الدفاع الصاروخي للارتفاعات العالية المعروفة باسم THAAD عادة حوالي 100 جندي لتشغيلها، وهي مزودة بستة منصات إطلاق محمولة على شاحنات، مع ثمانية صواريخ اعتراضية على كل منصة، بالإضافة إلى رادار قوي. وهي قادرة على اعتراض الصواريخ الباليستية على مدى يتراوح بين 100 إلى 125 ميلاً.

قال العميد المتقاعد تسفيكا حايموفيتش، رئيس قوات الدفاع الجوي الإسرائيلي الأسبق، إن إسرائيل تتوقع هجوما صاروخيا أكبر من إيران في "المرحلة المقبلة"، بعد أن أطلقت طهران أكثر من 180 صاروخا على إسرائيل في الأول من أكتوبر.

وقال إن إسرائيل تحتاج إلى نظام ثاد بالإضافة إلى أنظمة الدفاع الجوي الصاروخي المعروفة باسم القبة الحديدية، للتعامل مع أي هجمات، وأن هذا الحاجز الأخير في دفاع إسرائيل من المقرر أن يصل في الوقت الذي تزن فيه الدولة ردها على هجوم إيران.

وقال هايموفيتش بحسب تقارير دولية وإسرائيلية: "إنك تحتاج دائمًا إلى مزيد من القوة. ونحن نحاول التنبؤ في المستقبل بأن الإيرانيين سوف يستخدمون مرة أخرى هذه الطريقة في إطلاق الصواريخ الكبيرة، والتي قد تكون أكبر حتى من هذه الصواريخ البالغ عددها 200 صاروخ".

التورط الأميركي في الأزمة

لقد ساعدت الولايات المتحدة دفاعات إسرائيل ضد الهجمات الصاروخية الإيرانية من خلال توفير الدعم من السفن الحربية والطائرات المقاتلة في الشرق الأوسط. ولكن وجود المعدات والقوات الأميركية داخل إسرائيل من شأنه أن يعمق من التورط الأميركي في الأزمة.

ورغم أن نظام "ثاد" لم يكن بالضرورة كافيا لمنع الضربة القاتلة التي نفذها حزب الله يوم الأحد، إلا أن هايموفيتش قال إنه من شأنه أن يساعد في تخفيف العبء عن الدفاعات الجوية الإسرائيلية المنهكة.

وقال عن الطائرات بدون طيار "إنها التهديدات الأكثر تحديًا وتعقيدًا التي نشعر بها"، مضيفًا "إنها صغيرة جدًا، وعلى ارتفاع منخفض، وسرعة منخفضة، مما يشكل تحديًا كبيرًا للكشف عنها".

وأضاف "وجدنا أن قواتنا الدفاعية تمتد من الجنوب إلى الشمال، ومن الشرق إلى الغرب، تتعامل في وقت واحد مع الطائرات بدون طيار، والصواريخ المجنحة، والصواريخ والقذائف".
وأضاف "نحن لسنا مستعدين بما فيه الكفاية لهذا الوضع، والحقيقة أن أعداءنا يدركون ذلك".

خطوط حمراء 

ورد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على الأخبار المتعلقة بنظام ثاد محذرا من أن الولايات المتحدة تعرض حياة جنودها "للخطر" من خلال نشرهم لتشغيل أنظمة الصواريخ في إسرائيل.

وقال عراقجي في تغريدة على حسابه في تويتر: "بينما بذلنا جهودا جبارة في الأيام الأخيرة لاحتواء حرب شاملة في منطقتنا، أقول بوضوح إنه ليس لدينا خطوط حمراء في الدفاع عن شعبنا ومصالحنا".

وقال فواز جرجس، أستاذ العلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد، لشبكة إن بي سي نيوز، إن الرئيس جو بايدن يرسل رسالة إلى إيران مفادها أن الولايات المتحدة ستفعل "كل ما يلزم لحماية إسرائيل"، لكنه حذر من أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تصعيد الصراع الإقليمي .

وأضاف أن "هذه الاستراتيجية المحفوفة بالمخاطر قد تؤدي إلى حرب إقليمية شاملة وأوسع نطاقا. وهذا هو العكس تماما لما كانت إدارة بايدن تحاول القيام به".

إن وصول نظام ثاد والدعم الأميركي ربما يخفف العبء على نظام الدفاع الإسرائيلي، ولكن اعتماد إسرائيل الأخير على حلفائها من أجل الحماية ربما يشير أيضاً إلى وجود شقوق واضحة في درعها، الذي كان ينظر إليه على أنه لا يمكن اختراقه.

وأضاف جرجس أن "حزب الله عاد إلى الوقوف على قدميه تقريباً. إن وصول الدعم الأميركي ينعكس بشكل سيئ على الردع الإسرائيلي. ومن وجهة نظر حزب الله، فإن إسرائيل معرضة للخطر وقد تنزف"

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: منظومة ثاد إسرائيل الولايات المتحدة ايران حزب الله الولایات المتحدة حزب الله

إقرأ أيضاً:

مصادر: نائب وزير خارجية تايوان قام بزيارة سرية إلى إسرائيل

قالت ثلاثة مصادر لرويترز إن فرانسوا وو‭ ‬نائب وزير الخارجية التايواني قام بزيارة لم يعلن عنها من قبل إلى إسرائيل في الآونة الأخيرة، في وقت تتطلع فيه تايوان إلى إسرائيل من أجل تعاون دفاعي.

ولا تربط تايوان علاقات دبلوماسية رسمية إلا بعدد قليل من الدول بسبب ضغوط الصين التي تعتبر الجزيرة جزءا من أراضيها وليست دولة مستقلة. ومثل معظم الدول الأخرى، لا تعترف إسرائيل رسميا إلا ببكين وليس بتايبه.

ورغم أن كبار الدبلوماسيين التايوانيين يقومون بجولات خارجية، فإن زياراتهم لدول مثل إسرائيل نادرة.

ومع ذلك، تعتبر تايوان إسرائيل شريكا ديمقراطيا مهما وقدمت دعما قويا لها بعد هجوم حركة حماس في أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل والحرب اللاحقة في قطاع غزة، ومنذ ذلك الحين زاد مستوى التواصل بين الجانبين.

وقالت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها نظرا لحساسية المسألة، لرويترز إن وو ذهب إلى إسرائيل في الأسابيع القليلة الماضية. وقال اثنان من المصادر إن الرحلة جرت هذا الشهر.

وأحجمت المصادر عن الإدلاء بتفاصيل عمن التقى بهم وو أو الموضوعات التي ناقشها، وما إذا كان قد تطرق إلى نظام الدفاع الجوي التايواني الجديد متعدد الطبقات المسمى (تي-دوم)، والذي كشف عنه الرئيس لاي تشينغ-ته في أكتوبر، وهو مصمم جزئيا بما يشابه نظام القبة الحديدية الإسرائيلي.

ورفضت وزارة الخارجية التايوانية التعليق على ما إذا كان وو قد زار إسرائيل.

وقالت في بيان "تتشارك تايوان وإسرائيل قيم الحرية والديمقراطية، وستواصلان العمل بشكل عملي على تعزيز التعاون والمنفعة المتبادلة" في مجالات مثل التجارة والتكنولوجيا والثقافة، وترحبان بمزيد من "أشكال التعاون ذات المنفعة المتبادلة".

ولم ترد وزارة الخارجية الإسرائيلية على طلب من رويترز للحصول على تعليق.

تهديد عسكري

ترى تايوان أن هناك تشابها كبيرا بين التهديد العسكري الذي تواجهه تايوان من الصين، وبين ما تواجهه إسرائيل.

أما الصين فلديها على خلاف ذلك علاقات قوية مع الفلسطينيين واعترفت بدولة فلسطينية منذ 1988. وقالت تايوان في المقابل إنها لا تعتزم الاعتراف بدولة فلسطينية.

وقال وزير الخارجية التايواني لين تشيا لونغ في تايبه الشهر الماضي "بالتأكيد، هناك تبادل للخبرات والتفاعلات في مجالي التكنولوجيا والدفاع" بين تايوان وإسرائيل. وأضاف أن إسرائيل لديها نظام القبة الحديدية مثلما أعلنت تايوان عن نظام تي-دوم.

ويتشابه نظام تي-دوم مع النظام الدفاعي الإسرائيلي، لكنهما يختلفان في بعض الجوانب.

ويشمل نظام الدفاع الإسرائيلي متعدد الطبقات القبة الحديدية ومقلاع داود وصواريخ آرو ومنظومة ثاد الأميركية.

ويدمج تصميم تي-دوم أنظمة قائمة مثل صواريخ باتريوت الأميركية وصواريخ سكاي بو المصنعة في تايوان ومدافع مضادة للطائرات.

وتستضيف تايوان، التي ترفض حكومتها مطالب الصين بالسيادة عليها، مسؤولين ومشرعين إسرائيليين.

وتورطت تايوان في هجوم إسرائيلي وقع العام الماضي على عناصر جماعة حزب الله في لبنان، بعد أن حملت أجهزة البيجر التي انفجرت العلامة التجارية لشركة تايوانية.

وقللت كل من تايوان وإسرائيل آنذاك من شأن تأثير ذلك على العلاقات الثنائية.

مقالات مشابهة

  • تعرف على شروط الكاش باك .. إجراءات تقسيط السيارة بديلة التوك توك مع البنوك
  • برلمانية: الأونروا خط الدفاع الإنساني الأخير عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين ولا بديل عنها
  • الولايات المتحدة تعلن عن نشر منظومة دفاعية لحماية البنية التحتية في إقليم كردستان
  • تركيا: لا تعديل على منظومة إس-400 ومحادثات إف-35 مستمرة
  • الولايات المتحدة ترحب بإعادة بوليفيا علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل
  • إسرائيل تبلغ الولايات المتحدة بأنها ستتحرك بنفسها لنزع سلاح حزب الله في لبنان
  • إعلام عبري: إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بالتحرك لنزع سلاح حزب الله
  • مشاهد تعكس حجم العمل.. تعرف على منظومة الخدمات في المسجد الحرام
  • الولايات المتحدة تطالب إسرائيل بإزالة الأنقاض من غزة
  • مصادر: نائب وزير خارجية تايوان قام بزيارة سرية إلى إسرائيل