لبنان ٢٤:
2025-07-31@07:28:48 GMT

ماذا بعد يحيى السنوار؟

تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT

ماذا بعد يحيى السنوار؟

كتب نادر عز الدين في " النهار": تمكّنت إسرائيل من قتل يحيى السنوار، عدوّها الأبرز، العقل المخطط لطوفان 7 تشرين الأول ، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" وربما قائد "كتائب القسام"، بعملية في قطاع غزة كانت تستهدف ثلاثة مسلحين، ليتبيّن أنّه أحدهم، رغم الاعتقاد السائد أنّ الرجل كان يختبئ في أحد الأنفاق المحصّنة، تحت خان يونس أو رفح، محاطاً بثلاثين أو أكثر من الأسرى الإسرائيليين.


 
وإن كان مقتل السنوار الذي وضعته تل أبيب على رأس هرم أهدافها غير مفاجئ بحد ذاته، إلا أنّ المفارقة أنّه قضى مرتدياً بزّته العسكرية، وهو يقاتل جنود الجيش الإسرائيلي وجهاً لوجه فجر الخميس في حي تل السلطان في رفح، دون أن يكونوا على علم أو دراية بهويّته.
 
في الرواية الإسرائيلية، جرى الأمر بشكل "عشوائي" و"بالصدفة"، إذ تم رصد ثلاثة مقاتلين من "القسام" في أحد مباني المخيم الفلسطيني خلال "عمليّة روتينية"، فتمّ الاشتباك معهم. لم يتمكّن الجنود الإسرائيليون من التفوق بالرصاص في هذه المواجهة، فاستعانوا بدبابة قصفت المبنى ودمّرته وقتلت المجموعة. وعند الكشف صباحاً على المكان، اشتبه الجنود بأنّ إحدى الجثث تُشبه قائد "حماس" إلى حد كبير، وبعد التدقيق اللازم، نشر الإعلام العبري الخبر: "قُتل يحيى السنوار"، وبرفقته مسؤولان كبيران في الحركة هما محمود حمدان وهاني حميدان.
 
وكما خدع "أبو ابراهيم" رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في حياته عندما قاد أكبر عمليّة عسكرية – أمنية ضدّ الدولة العبرية، عاد ليخدعه حتى في مماته، فزعيم الليكود لن يستطيع الاحتفاء بإنجاز أمني. وبات سؤال الإسرائيليين الملح: إن لم يكن أسرانا درعاً للسنوار فأين هم إذاً؟
 
لقد ذهب السنوار ومعه الإجابات الجازمة لسلسلة طويلة من الأسئلة: ما كان هدف "طوفان الأقصى"؟ ما الذي تمكنت "حماس" من تحقيقه؟ لماذا انفرد بتوقيت العملية دوناً عن حلفائه؟ من اتخذ القرار؟ من نصحه؟ هل هناك من خدعه؟ هل كان ليكرّرها؟ عشرات الألغاز التي يصعب تفكيكها مع رحيل صاحب الإجابات، التي ربما لن تتوافر إلا لقلّة كانت إلى جانبه وقت "الطوفان".
وبعدما التحق السنوار بمن سبقه من قادة "حماس"، بات لازماً على من تبقى من قادة المكتب السياسي للحركة اختيار زعيم جديد. ولكن ربما ستكون المهمّة أشدّ صعوبة هذه المرّة، فالسنوار كان الخيار المنطقي عقب اغتيال اسماعيل هنية وسط طهران في تموز الماضي، إذ إنّه القائد الجامع للحمساويين، صاحب أكبر إنجاز في تاريخ الحركة، القائد العسكري والسياسي والمفاوض، وكان انتخابه بالإجماع رسالة إصرار على السير بخيار المقاومة. والأهم من كل هذا أنّه كان مدعوماً بقوّة من طهران و"حزب الله". إلا أنّ تطوّرات الأشهر الثلاثة الأخيرة، خاصة على الساحة اللبنانية، يمكن أن تقلب المشهد هذه المرّة.
 
إيران قد لا تتمكّن هذه المرة من بسط نفوذها داخل أروقة "حماس"، خاصة مع انشغالها بالهجوم الإسرائيلي على "حزب الله"، على اعتبار أنّ الأولوية للتنظيم اللبناني تحت أي ظرف. وبعدما جرى استبعاد خالد مشعل كخيار محتمل لخلافة هنية في قيادة "حماس"، بإيعاز من طهران، ربّما تتقدّم أسهمه هذه المرة، ولطالما كان على الضفة الأخرى، بعيداً عن "التيار الإيراني" في الحركة الذي قاده السنوار، وينتمي إليه نائبه في غزة خليل الحية، ومثّل "حماس" في مفاوضات وقف إطلاق النار مع إسرائيل، وهو المرشّح المحتمل الآخر لقيادة الحركة الفلسطينية.
 
ماذا بعد يحيى السنوار؟ مشعل أو الحيّة أو قائد من غزّة؟ استكمال للحرب والقتال أم اتفاق وتبادل؟ مواجهة أم استسلام؟ الإجابة فقط لدى "حماس".
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: یحیى السنوار

إقرأ أيضاً:

كتابٌ حول التشكّلات الفنيّة والموضوعيّة في شعر يحيى بن هذيل القرطبي

الجزائر "العُمانية": يُركّز كتاب "التشكلات الفنية والموضوعية في شعر يحيى بن هذيل القرطبي"، الصّادر عن دار ألفا دوك للنشر والتوزيع بالجزائر، للباحث الدكتور حاتم أحمد محمد الحمد على شاعر عاش في القرن الرابع الهجري في البيئة الأندلسية، وهو الشاعر يحيى بن هذيل القرطبي الأندلسي، وقد كان له أثر كبير في الشعر الأندلسي، ومكانة كبيرة بين شعراء عصره.

ويقول الباحث والدكتور في مقدمة الكتاب الذي يقع في 304 صفحات، "تتمثل المشكلة الرئيسة لهذه الدراسة في ضياع مجموعة كبيرة من أشعاره، ولم يصل إلينا إلا القليل، وهو ما قام بجمعه الباحث محمد علي الشوابكة، كما يمكن أن نضيف في المشكلة إنه لم يوف حقه من الدراسة والبحث، ولعله السبب في ضياع أشعاره، وبحدود اطلاع الباحث لا توجد دراسة شاملة وافية لجميع الجوانب الموضوعية والفنية والبلاغية والأسلوبية".

وحول الهدف من الدراسة، قال المؤلف: "لقد هدفت الدراسة إلى التعريف بابن هذيل وإبراز الدور الذي لعبه في منظومة الشعر العربي، كما هدفت إلى تقديم عرض للموضوعات الشعرية بالشرح والتحليل، كما قدمت جانب البلاغة بعناصرها المختلفة (علم البيان، علم المعاني، علم البديع) في إعطاء أشعاره قيمة عظيمة، كما بينت الدراسة الخصائص الأسلوبية ودورها في الجانب الدلالي، وأنها اعتمدت على المنهج الوصفي التحليلي والمنهج الأسلوبي لتحقيق أهداف الدراسة، وسيكون تطبيق هذا المنهج حسب خطوات البحث العلمي من خلال جمع المعلومات وترتيبها وتصنيفها، ثم تحليلها وتعميمها؛ حيث اعتمدت على كتاب الباحث محمد علي الشوابكة جمع وتحقيق لأشعار ابن هذيل".

وقسّم الباحث الكتاب إلى أبواب تناولت جوانب كثيرة من حياة الشاعر ابن هذيل على غرار مولده، وظروف نشأته، والموضوعات الشعرية التي تناولها في شعره، والخصائص الفنية والأسلوبية في شعره.

وقد خلصت هذه الدراسة العلمية إلى أنّ النتائج أظهرت أن الشاعر يحيى بن هذيل، كغيره من الشعراء لم يأخذ حقه من الدراسة والبحث الكافي، كما بينت مدى تميزه بخصائص حميدة وشخصية فريدة كونه عالمًا وفقيهًا وشاعرًا، وكان الشاعر مكثرا من أشعار الوصف، ولعل ذلك يعود لجمال الطبيعة الأندلسية التي عاش في ظلها، بالإضافة إلى إظهار مدى براعته في رسم الصورة الفنية المستوحاة من البيئة التي عاشها، واستخدامه الألفاظ والتراكيب والخيال.

ووصّت الدراسة بإفراد بحث خاص عن الصورة الشعرية في شعر ابن هذيل، وآخر عن المكان، وثالث عن التشبيه وما يندرج تحته، ورابع عن حضور المرأة في شعره، إذ إنها دراسات تثري المكتبات ويرجع إليها المهتمون بالأدب العربي، والأفراد الذين يعتنون بالمضمون الشعري ويلاحقون كل ما هو جديد.

مقالات مشابهة

  • الذكرى السنوية الأولى لاغتيال قائد "حماس" إسماعيل هنية
  • في ذكرى استشهاده.. حماس تُحيي إرث هنية.. ارتقى قائدًا كما عاش مقاومًا
  • من الدعوة إلى الدولة: قراءة هادئة في مسار الحركة الإسلامية في اليمن.
  • "حماس" تحذر من خطورة الوضع الذي يعانيه الأسرى داخل سجون الاحتلال
  • اعلان عن تعديل اسم تجاري للاخ يحيى الكحلاني
  • تعلن محكمة سنحان الابتدائية بأن الأخ/ يحيى محسن مهدي تقدم إليها بطلب انحصار وراثة
  • كتابٌ حول التشكّلات الفنيّة والموضوعيّة في شعر يحيى بن هذيل القرطبي
  • ماذا حدث في المفاوضات؟ ولماذا انقلبت “إسرائيل”؟
  • لم يخلع عباءته على مدى ربع قرن.. ما سر ولع يحيى الفخراني بالملك لير؟
  • تنامي الحركة السياحية.. مطار مرسى علم يستقبل 14 رحلة دولية اليوم