يمن مونيتور:
2025-06-14@00:37:48 GMT

مجلس التعاون والعمل الدولي

تاريخ النشر: 21st, October 2024 GMT

مجلس التعاون والعمل الدولي

عقدت في بروكسل العاصمة البلجيكية الأسبوع الماضي قمة دول مجلس التعاون وقيادات السوق الأوروبية تحت شعار من أجل السلام والازدهار.

هي خطوة متقدمة في العلاقات الدولية، دول الخليج لها مصالح مشتركة مع دول السوق، وكانت الأخيرة كمجموعة مترددة في التعامل مع مجلس التعاون لأنها كانت تفضل العمل مع الدول منفردة، وتشبك الموضوع الاقتصادي مع موضوعات أخرى لم تكن مقبولة، ومرت سنوات والمحاولات أن تلتئم المجموعتان كندين، من دون نجاح يذكر.

اقتنعت الدول الأوروبية أخيراً بأن الأفضل الحديث مع المجموعة الخليجية بصفة جماعية، وصدر بيان تاريخي بين الطرفين، شمل المواقف المشتركة في القضايا الدولية والمصالح البينية.

هذا الاجتماع نجاح للعمل الخليجي الموحد، وهو ليس فقط في الجانب الاقتصادي، بل أيضاً في الجانب السياسي؛ فدول الخليج لها موقف ثابت في إقامة (حل الدولتين) في فلسطين، القضية الملتهبة والتي لها صدى عميق في مسيرة الاستقرار، ومن الكلمات التي قدمت في اللقاء ظهر التوجه الذي أصبحت تعترف به دول السوق الأوروبية، وهو أن أصل الشرور في منطقة الشرق الأوسط ما وقع ويقع على شعب عربي هو الشعب الفلسطيني، ففي الوقت الذي تعترف الدول العربية بإسرائيل، آن لإسرائيل أن تعترف بالحق الفلسطيني.

على الرغم من التنمر من بعض (الأخوة الأعداء) على موقف دول الخليج، إلا أن ذلك التنمر لم يعق أن تقوم هذه المجموعة مدفوعة بإحقاق الحق، بالدعوة الجادة إلى حل سلمي ينجي الأطراف كافة من حمام الدم المتكرر والزعيق الأيديولوجي المعطّل.

تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين المجموعتين والعمل على المشترك وعلى الحفاظ على السلام الدولي والإقليمي، وحل الخلافات عبر الحوار واحترام القانون الدولي احتراماً صارماً واحترام حقوق الإنسان، هي القاعدة للسلم الاجتماعي.

اللافت أن ذلك اللقاء بعد أن تأخر سنوات، تم الاتفاق على أن يكون مؤسسة، أي عقده بشكل دوري، واللقاء الثاني سيكون العام المقبل في الرياض، العاصمة السعودية ومقر مجلس التعاون.

ربط المصالح والاستثمارات المشتركة وحماية الاستثمار من الهزات السياسية كان أيضاً موقع توافق، كما أشير في البيان أيضاً إلى ملفين مترابطين، وهما أمن الطاقة وكفاءة الطاقة، وهو يعني استمرار تدفق الطاقة من الخليج إلى العالم دون معوق، والتعاون في تطوير الطاقة البديلة، ما يخدم مصالح الشعوب.

لقد ثمن الطرف الأوروبي دور دول الخليج في السعي إلى حل النزاعات بالطرق السلمية، فقد كانت هناك خطوات مشهودة لدول المجلس في التدخل الإيجابي بين الأطراف المتنازعة في الساحة الدولية.

على الملف الساخن الذي يتفجر من حولنا الدماء وصراخ الأطفال والأرامل، أي حرب غزة ولبنان، سجل البيان رؤيته في ضرورة وقف إطلاق النار، والإفراج عن الرهائن من جهة، والأسرى الفلسطينيين من جهة أخرى ووصول المساعدات الإنسانية لهؤلاء الذي يصرخون من الجوع والعطش من دون تأخير، والأهم أن الفريقين، مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي توافقا على العمل معاً لتحقيق تلك الأهداف الإنسانية وإحلال السلام.

قراءة متأنية للبيان الختامي يمكن أن نستنتج أن معظم ما يعانيه العرب، وليس فقط دول مجلس التعاون، قد وضع على مائدة المحادثات، من فلسطين إلى لبنان إلى اليمن، وتم توافق أوروبي على أهمية حل كل القضايا حلاً عادلاً يتيح للإنسان العربي حياة كريمة وآمنة.

وهي خطوة تمثل الثقل الذي يمكن أن يحققه مجلس التعاون على الصعيد الدولي، وهو التجمع العربي الوحيد الذي استطاع أن يرتقي بعلاقاته البينية إلى مصاف التفكير العقلاني الذي يخدم الجميع. رسالة إلى الفرقاء أن الكل أكبر من مجموع الأجزاء.

*نشر أولاً في صحيفة “البيان” الإماراتية

يمن مونيتور21 أكتوبر، 2024 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام روسيا اقتراحاً لإصلاح مجلس الأمن ما بعد السنوار.. تساؤلات ومسارات مقالات ذات صلة ما بعد السنوار.. تساؤلات ومسارات 21 أكتوبر، 2024 روسيا اقتراحاً لإصلاح مجلس الأمن 21 أكتوبر، 2024 بسبب علم الانفصال.. المجلس الانتقالي يقر باقتحام مبنى السلطة المحلية في لحج 20 أكتوبر، 2024 تجدد المواجهات بين قوات طارق صالح ومجاميع قبلية غربي تعز وسقوط جرحى 20 أكتوبر، 2024 اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليق *

الاسم *

البريد الإلكتروني *

الموقع الإلكتروني

احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.

Δ

شاهد أيضاً إغلاق آراء ومواقف هل بالفعل هيأت بريطانيا جنوب اليمن ليكون هونغ كونغ؟ 16 أكتوبر، 2024 الأخبار الرئيسية ما بعد السنوار.. تساؤلات ومسارات 21 أكتوبر، 2024 مجلس التعاون والعمل الدولي 21 أكتوبر، 2024 روسيا اقتراحاً لإصلاح مجلس الأمن 21 أكتوبر، 2024 بسبب علم الانفصال.. المجلس الانتقالي يقر باقتحام مبنى السلطة المحلية في لحج 20 أكتوبر، 2024 تجدد المواجهات بين قوات طارق صالح ومجاميع قبلية غربي تعز وسقوط جرحى 20 أكتوبر، 2024 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 اخترنا لك ما بعد السنوار.. تساؤلات ومسارات 21 أكتوبر، 2024 هل بالفعل هيأت بريطانيا جنوب اليمن ليكون هونغ كونغ؟ 16 أكتوبر، 2024 احتفالات اليمنيين بذكرى ثوراتهم… صرخة في وجه الحوثي والفساد 14 أكتوبر، 2024 ماذا فعلت الطائفية بالمجتمعات ؟ 12 أكتوبر، 2024 الإمارات وتكبيل سقطرى بالأزمات 12 أكتوبر، 2024 الطقس صنعاء أمطار خفيفة 19 ℃ 25º - 17º 57% 2.42 كيلومتر/ساعة 25℃ الأثنين 25℃ الثلاثاء 26℃ الأربعاء 25℃ الخميس 24℃ الجمعة تصفح إيضاً ما بعد السنوار.. تساؤلات ومسارات 21 أكتوبر، 2024 مجلس التعاون والعمل الدولي 21 أكتوبر، 2024 الأقسام أخبار محلية 28٬237 غير مصنف 24٬184 الأخبار الرئيسية 14٬855 اخترنا لكم 7٬048 عربي ودولي 6٬932 غزة 6 رياضة 2٬338 كأس العالم 2022 72 اقتصاد 2٬242 كتابات خاصة 2٬081 منوعات 2٬001 مجتمع 1٬837 تراجم وتحليلات 1٬783 ترجمة خاصة 66 تحليل 13 تقارير 1٬606 آراء ومواقف 1٬541 صحافة 1٬485 ميديا 1٬405 حقوق وحريات 1٬321 فكر وثقافة 899 تفاعل 814 فنون 481 الأرصاد 317 بورتريه 64 صورة وخبر 36 كاريكاتير 32 حصري 22 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل English © حقوق النشر 2024، جميع الحقوق محفوظة   |   يمن مونيتورفيسبوكتويترملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويترملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 أكثر المقالات تعليقاً 1 ديسمبر، 2022 “طيران اليمنية” تعلن أسعارها الجديدة بعد تخفيض قيمة التذاكر 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 4 يوليو، 2024 دراسة حديثة تحلل خمس وثائق أصدرها الحوثيون تعيد إحياء الإمامة وتغيّر الهوية اليمنية 26 فبراير، 2024 معهد أمريكي يقدم “حلا مناسباً” لإنهاء هجمات البحر الأحمر مع فشل الولايات المتحدة في وقف الحوثيين أخر التعليقات Abdaullh Enan

نور سبتمبر يطل علينا رغم العتمة، أَلقاً وضياءً، متفوقاً على...

SALEH

تم مشاهدة طائر اللقلق مغرب يوم الاحد 8 سبتمبر 2024 في محافظة...

محمد عبدالله هزاع

يا هلا و سهلا ب رئيسنا الشرعي ان شاء الله تعود هذه الزيارة ب...

.

نرحو ايصال هذا الخبر...... أمين عام اللجنة الوطنية للطاقة ال...

issam

عندما كانت الدول العربية تصارع الإستعمار كان هذا الأخير يمرر...

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: ما بعد السنوار مجلس التعاون دول الخلیج

إقرأ أيضاً:

غروندبرغ في مجلس الأمن يقر بتعثر المفاوضات في اليمن وصعوبة الأوضاع الاقتصادية "نص الإحاطة"

أكد المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، الخميس، أن اليمنيين يعانون من انهيار اقتصادي في الوقت الذي يبذل جهودا تهدف لتمكين الحكومة اليمنية من استئناف تصدير النفط، لمعالجة التدهور الاقتصادي.

 

جاء ذلك خلال إحاطة جديدة للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، قدمها مساء اليوم، لمجلس الأمن الدولي.

 

وقال غروندبرغ إن اليمنيين يعانون من انهيار اقتصادي ونعمل على تمكين الحكومة من استئناف تصدير النفط.

 

وأضاف: يتوجب السماح للحكومة اليمنية بتصدير النفط وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى اليمن، في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية بشكل غير مسبوق.

 

وأشار المبعوث الأممي لتوافق إقليمي يؤكد أن التسوية التفاوضية وحدها من سيحل النزاع في اليمن، لافتا إلى أن التقدم في المفاوضات بطيء في الوقت الذي تعثر في محاولات عقد اجتماع بين الحوثيين والحكومة اليمنية.

 

وبحسب غروندبرغ، فإن الأمم المتحدة تسعى لوقف الأعمال العدائية في #البحر_الأحمر، لافتا إلى زيادة في الأعمال القتالية بجبهات القتال بمختلف المحافظات اليمنية، خصوصا في محافظة مأرب.

 

وطالب المبعوث الأممي لليمن جماعة الحوثي بإطلاق سراح المختطفين من البعثة الأممية لدى الحوثيين منذ أكثر من عام، في الوقت الذي حث المجتمع الدولي لعمل لحماية المدنيين في اليمن.

 

وأشار المبعوث الأممي إلى أن إسرائيل شنت هجمات على ميناء الحديدة ومطار صنعاء ما أدى لتدمير طائرات مدنية وأضرارا بالغة.

 

نص الإحاطة

 

شكراً لك، السيدة الرئيسة.

 

السيدة الرئيسة، قبل أيام، احتفلت الأسر في جميع أنحاء اليمن بعيد الأضحى المبارك، حيث اجتمعوا مع عائلاتهم وأصدقائهم ومجتمعهم. أود أن أبدأ إحاطتي بتهنئة جميع اليمنيين بعيد الأضحى المبارك.

 

لكن مع الأسف هذه المناسبة تُصادف أيضاً مرور عام على الاعتقال التعسفي لعشرات الموظفين من الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية ومنظمات المجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية على يد أنصار الله. بعض الزملاء محتجزون منذ عام 2021، واحتُجز آخرون في عام 2025. إن استمرار احتجازهم أمرٌ مُشينٌ. أُطالب مجدداً، وبأقوى العبارات، بالإفراج الفوري وغير المشروط عنهم. وسأواصل المطالبة بالإفراج عنهم - في كل فرصة تتاح لي - حتى يعودوا إلى ديارهم مع أسرهم. هذا هو العهد الذي قطعته في يناير لوالدة وزوجة وأبناء زميلي في الفريق، الذي لايزال رهن الاحتجاز منذ أكثر من عام.  أُؤكد لأسر جميع زملائنا المحرومين من حريتهم أن الأمم المتحدة ستواصل وقوفها إلى جانبكم. وأُحث أعضاء هذا المجلس جميعاً على استخدام أصواتكم المؤثرة، وقنواتكم الدبلوماسية، ونفوذكم، لممارسة أقصى درجات الضغط على أنصار الله للإفراج غير المشروط عن جميع المعتقلين.

 

اما فيما يتعلق بالتطورات الأخيرة، ففي حين ظل البحر الأحمر هادئاً بعد اتفاق وقف الأعمال العدائية بين الولايات المتحدة وأنصار الله، فقد قام أنصار الله بشن هجمات متعددة في الشهر الماضي على أهداف في إسرائيل، بما في ذلك مطار بن غوريون.

 

رداً على ذلك، شنّت إسرائيل خلال الأسابيع الماضية غارات على ميناء الحديدة وميناء الصليف ومطار صنعاء الدولي، مما أدى إلى تدمير طائرة مدنية.  أجدد دعوتي لجميع الأطراف الفاعلة لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية.  نشهد الآن وضعاً لا يتمكن فيه اليمنيون المقيمون في مناطق سيطرة أنصار الله من السفر جواً من مطار صنعاء لتلقي العلاج في الخارج، أو لأداء فريضة الحج، أو لزيارة عائلاتهم. كان هذا أحد أهم مكاسب السلام التي حققتها هدنة عام 2022، وقد ساهم في إرساء قدر من الشعور بعودة الحياة الطبيعية بين المدنيين وأملاً بمستقبل أفضل.

 

منذ إحاطتي الأخيرة لهذا المجلس، التقيتُ بممثلين عن كلٍّ من الحكومة اليمنية وأنصار الله، بالإضافة إلى جهات إقليمية فاعلة رئيسية مثل مصر وإيران وعُمان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وهناك إجماع عام على أن التسوية التفاوضية وحدها هي القادرة على حل النزاع في اليمن وتوفير الضمانات التي تحتاجها المنطقة، بما في ذلك البحر الأحمر.  لطالما لعبت الديناميكيات الإقليمية دوراً محورياً في تاريخ اليمن، وكذلك في مساره الحالي. وسيكون دعم المنطقة، الى جانب المجتمع الدولي، حاسماً في التوصل إلى حل مستدام لليمن.

 

مع ذلك، أؤكد مجدداً أن الوقت ليس في صالحنا.  فالظروف قابلة للتغير بسرعة وبشكل لا يمكن التنبؤ به. ولا تزال الجبهات المتعددة في جميع أنحاء اليمن هشة، وتنذر بخطر الانزلاق نحو تجدد الاشتباكات. تُعد مأرب، على وجه الخصوص، مصدر قلق في الوقت الحالي، مع ورود تقارير عن تحركات للقوات واندلاع اشتباكات بين الحين والآخر، بالى جانب أنشطة متفرقة في الجبهات الأخرى في محافظات الضالع والحديدة ولحج وتعز.

 

 يواصل مكتبي متابعة التطورات في الجبهات، والتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من جميع الأطراف، وتقديم بدائل تحول دون العودة إلى نزاع واسع النطاق.  وفي مناقشات فريقي مع أعضاء لجنة التنسيق العسكري، أود التأكيد على أن المسؤولية المشتركة الملقاة على عاتق جميع الأطراف لتفادي التصعيد واستئناف مناقشات وقف إطلاق النار.

 

السيدة الرئيسة، شهدنا خلال الشهر الماضي بوادر أملٍ في إعادة فتح طريق الضالع، وهو طريق رئيسي يربط بين عدن وصنعاء. وأشيد مجدداً بالميسّرين المحليين في الجبهات الذين عملوا جاهدين لتحقيق ذلك. وتجري الأمم المتحدة حالياً أعمال استطلاعية أولية لضمان سلامة المجتمعات المستخدمة لهذا الطريق، بدعم من المجتمع المدني ومن مكتبي. أحثّ الأطراف على حماية هذا الإنجاز، وآمل أن يُفضي ذلك إلى فتح المزيد من الطرقات.  إن اقتصاد اليمن في أمسّ الحاجة إلى خطوات إيجابية وبناءة للثقة كهذه.

 

لا يزال المواطنون اليمنيون يتحملون تداعيات التدهور الاقتصادي.  ويمكن، بل ينبغي، بذل المزيد من الجهود لتخفيف المعاناة الإنسانية والاقتصادية التي يواجهها الشعب اليمني. يشمل ذلك السماح للحكومة اليمنية بتصدير النفط والغاز، وتسهيل تدفق السلع دون عوائق داخل البلاد. ولكي يتمكن اليمن من الخروج من أزمته الاقتصادية الحالية، يتعين على الأطراف التخلي عن التوجهات ذات المحصلة الصفرية، والاتجاه نحو البراغماتية والتسوية.

 

هناك مجال حقيقي لإحراز تقدم في المجال الاقتصادي. إن الدعوة إلى ذلك لا تقتصر على هذا المجلس. كما أن هذه المخاوف لا تُطرح فقط في الاجتماعات الدبلوماسية رفيعة المستوى.  فقد شهدنا خلال الشهر الماضي المزيد من الاحتجاجات التي قادتها النساء في عدن وتعز ولحج وأبين، مطالبات بحلول وإجراءات لمعالجة التدهور الاقتصادي الحاد ونقص الخدمات الأساسية. ويطالبن بحياة كريمة، بما في ذلك دفع الرواتب والمساءلة. وأؤكد على أهمية احترام حق جميع المواطنين في التظاهر السلمي. ويجب على جميع الأطراف حماية هذه المساحة المدنية. ويقلقني بشكل خاص استمرار أنصار الله في قمع أصوات المجتمع المدني، وشنها مؤخراً موجة اعتقالات جديدة في صفوف الصحفيين والشخصيات العامة، طالت هذه المرة محافظة الحديدة.

 

السيدة الرئيسة، يصادف هذا الشهر أيضاً مرور عام على آخر لقاء بين الحكومة اليمنية وأنصار الله تحت رعاية الأمم المتحدة لمناقشة إطلاق سراح المعتقلين على خلفية النزاع. ورغم المحاولات المستمرة لجمع الطرفين، تباطأ التقدم في هذا الملف حتى وصل إلى حالة جمود شبه تام. هناك آلاف المعتقلين، بعضهم يقبع في السجون منذ عشر سنوات. وهذا أمر غير مقبول. وعلى النقيض من ذلك، نشهد عمليات تبادل أسرى في صراعات أخرى قائمة حول العالم. وأدعو الطرفين إلى إعادة ترتيب أولويات هذا الملف الإنساني والمضي قدماً على أساس مبدأ "الكل مقابل الكل" المتفق عليه.

 

السيدة الرئيسة، لقد أكدتُ على أهمية الروابط بين اليمن والمنطقة ككل. علينا البناء على التوقف الأخير للأعمال العدائية في البحر الأحمر، وتقديم ضمانات مستدامة للمنطقة والمجتمع الدولي ككل، وضمان سلامة جميع مستخدمي هذا الممر المائي الحيوي. يتكامل هذا الجهد مع عملنا المستمر على وضع خارطة طريق تساعد اليمن على تجاوز انقساماته الحالية، وتؤدي إلى وقف شامل لإطلاق النار، وتدابير اقتصادية حاسمة، وعملية سياسية جامعة.

 

سأواصل العمل مع الأطراف اليمنية والمنطقة والمجتمع الدولي الأوسع لتحقيق هذا الهدف، وتحديد خطوات عملية وقابلة للتحقيق للمضي قدماً. إن ثمن التقاعس باهظ. فاليمن لا يستطيع تحمل سنوات أخرى من الانقسام والانهيار الاقتصادي والمعاناة الإنسانية.

 

السيدة الرئيسة، اسمحي لي أن أختتم كلمتي بالقول إن السلام في اليمن أكبر بكثير من مجرد احتواء لخطر. إن السلام، في المقام الأول، يتعلق باليمنيين. اليمن بلدٌ يزخر بفرصٍ هائلة، وتاريخٍ عريقٍ وغني، وحياةٍ واعدة.

 

أودُّ أن أشكر هذا المجلس مجدداً على دعمه الموحد والقيّم للغاية - حتى في ظل ما يشهده الوضع العام من تحديات جسيمة - لتحقيق هذه الإمكانات لليمن.

 

شكراً جزيلاً لك، السيدة الرئيسة.

 


مقالات مشابهة

  • وزيرا الإسكان والعمل يبحثان التعاون المشترك في مجال تدريب العمالة
  • غروندبرغ في مجلس الأمن يقر بتعثر المفاوضات في اليمن وصعوبة الأوضاع الاقتصادية "نص الإحاطة"
  • محمد بن زايد ورئيس الوزراء الكندي يبحثان هاتفياً تعزيز العلاقات والقضايا المشتركة
  • مجلس الأمن الدولي يناقش تطورات الأوضاع في اليمن
  • حصاد التعاون الدولي في التعليم العالي بالعام المالي (2024 _ 2025):
  • توقيع 42 اتفاقية تعاون بين مصر وفرنسا.. حصاد وزارة التعليم العالي للتعاون الدولي في العام المالي 2024 _ 2025
  • 198 ميدالية تايكواندو لـ «الشارقة للدفاع عن النفس»
  • الانتقال الذي لا ينتقل !!
  • حصاد التعاون الدولي للعام المالي 2025 بالتعليم العالي: 42 اتفاقية بين مصر وفرنسا
  • «التعليم العالي» تعلن حصاد التعاون الدولي في العام المالي 2024 - 2025