في ذكرى ميلاده..مكرم عبيد الخطيب المفوه.. ومصطفى النحاس اعتقله بمقتضى قانون الطوارئ
تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT
توافق اليوم الجمعة 25 أكتوبر ذكرى ميلاد مكرم عبيد في عام 1889 ، ويعد مكرم عبيد أحد رموز الحركة الوطنية في مصر، حيث كان ضمن الوفد المصاحب لسعد زغلول باشا ونُفي مع بقية الوفد إلى جزيرة مالطا وعادوا بعد ثورة 1919، ويُعد من أبرز رموز حزب الوفد بعد تأسيسه عام 1918، وبعد وفاة سعد زغلول تولّى منصب سكرتير لحزب الوفد وترشح لعضوية مجلس النواب حتى عام 1946، وأحد مفكري مصر في حقبة الأربعينيات والخمسينيات.
كان مكرم عبيد خطيباً بارعاً، حيث ساهم في ذلك إتقانه الشديد للّغة العربية، يُعد مكرم عبيد أيضاً هو صاحب فكرة النقابات العمالية وتكوينها، والواضع الأول لكادر العمال في مصر ووضع الحد الأدنى للأجور وتوفير التأمين الاجتماعي لهم، وواضع نظام التسليف العقاري الوطني، كما أنه صاحب الأخذ بنظام الضريبة التصاعدية للدخل.
الخطيب المفوّهفي عام 1913 عمل سكرتيراً للوقائع المصرية، واختير سكرتيراً خاصا للمستشار الإنجليزي طوال مدة الحرب العالمية الأولى، ولكن بسبب كتابته رسالة في معارضة المستشار الإنجليزي «برونيات» شارحاً فيها مطالب الأمة المصرية وحقوقها إزاء الإنجليز قاموا بالاستغناء عنه، ثم عُيِّن بعد ذلك أستاذًا بمدرسة الحقوق لعامين كاملين وفي عام 1919 انضم إلى حزب الوفد وعمل في مجال الترجمة والدعاية في الخارج ضد الاحتلال الإنجليزي حتى إن الجريدة الناطقة بلسان حزب الوفد أطلقت عليه لقب “الخطيب المفوه”.
عمل مكرم باشا بالمحاماة، وكرّس وقته للدفاع عن المقبوض عليهم في تهم سياسية ومن لاحقه البوليس السياسي، ولا زالت أصداء مرافعاته معروفة في تاريخ المحاماة في مصر حيث كان يعتمد في دفاعه على التحليل المنطقي لدوافع الجريمة، وكان يستشهد بالقرآن في مرافعاته كثيرا، اُختير نقيباً للمحامين ثلاث مرات وكان هو الذي قام بالدفاع عن عباس العقاد حين اتهم بسب الذات الملكية.
في عام 1919 انضم إلى حزب الوفد وتولِى العمل في مجال الترجمة والدعاية في الخارج ضد الحكم والاحتلال الإنجليزي وكان له دعاية نشطة في إنجلترا وفرنسا وألمانيا، ولما نُفي سعد زغلول ثار مكرم عبيد وقام بإلقاء الخطب والمقالات مما تسبب في القبض عليه ونفيه هو الآخر.
مناصبه الوزاريةشكّل مصطفى النحاس الحكومة عام 1928م وعُيِّن مكرم وزيراً للمواصلات، وفي عام 1935 أصبح سكرتيراً عاماً للوفد، وبعد معاهدة 1936 عُيِّن مكرم عبيد وزيراً للمالية، وحصل على الباشوية، وشارك في الوزارات الثلاثة التي تشكلت برئاسة كل من أحمد ماهر والنقراشي في عام 1946.
لم تمضِ حياة مكرم عبيد على وتيرة التفاهم والتصالح، حيث وقع في عام 1942 أكبر خلاف له مع رئيس الوفد مصطفى باشا النحاس، وهو الخلاف الذي كان سببه الرئيسي “زينب هانم”، زوجة النحاس، والتي أرادت إزاحة مكرم حتى يمكن تجهيز فؤاد باشا سراج الدين لخلافة النحاس، على الرغم من أن الفضل يعود إلى مكرم عبيد في ضم سراج الدين لحزب “الوفد” هو الخلاف الذي أدى إلى انشقاق عبيد عن الوفد وتشكيله “الكتلة الوفدية” التي أصدر لها جريدة خاصة، حيث شاركت في الوزارات التي تشكلت برئاسة أحمد ماهر والنقراشي عام 1946.
خلاف مكرم عبيد مع مصطفى النحاس
بعد تعيين مكرم عبيد وزيرا للمالية رصد مخالفات عديدة، وجمعها في وثائق، وقام بطبع ما سمى بعد ذلك بالكتاب الأسود وقدم به عريضة للملك، بأحوال البلد وروى فيه ما حدث في حزب الوفد، من فضائح ومخالفات، وتقدم باستجواب لمجلس النواب، ووقف يعرض وقائع استجوابه، وجاءت الردود عليه، أمراً فادحاً. وانتهى الاستجواب بعد ثلاثة أيام.
وتقدم حسن ياسين باقتراح لإسقاط عضوية مكرم باشا من مجلس النواب لأن هذا الرجل كان سكرتيراً للوفد وصديقاً لمصطفى النحاس وابنا لسعد زغلول لم يعد جديراً بشرف النيابة، فجرى تصويت على الفور وفي نفس الجلسة، رغم أن فكري أباظة كان قد طلب إحالة الموضوع للجنة الشئون الداخلية في المجلس فرفض طلبه، وفصل مكرم عبيد من عضوية مجلس النواب.
اعتقال مكرم عبيدأصدر رئيس الوزراء مصطفى النحاس باشا، أمراً عسكرياً باعتقال مكرم عبيد باشا ، وبالفعل تم اعتقاله بمقتضى قانون الطوارئ ووضع في السجن.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مكرم عبيد سعد زغلول جزيرة مالطا الخطيب المفوه مصطفى النحاس مکرم عبید حزب الوفد ن مکرم فی عام
إقرأ أيضاً:
حكاية شعب.. مجمع إعلام قنا يحتفى بذكرى ثورة 30 يونيو بحضور المحافظ ومصطفى بكرى
نظم مجمع إعلام قنا، احتفالية بعنوان"٣٠ يونيو.. إرادة شعب وميلاد وطن" ضمن احتفالات قطاع الإعلام الداخلى بالهيئة العامة للاستعلامات للاحتفاء بالذكرى الـ12 لثورة 30 يونيو، تحت شعار " حكاية شعب" بحضور الدكتور خالد عبدالحليم، محافظ قنا، والكاتب الصحفي مصطفى بكري عضو مجلس النواب، والدكتور حازم عمر نائب المحافظ، واللواء أيمن السعيد السكرتير العام المساعد للمحافظة، ويوسف رجب، مدير مجمع إعلام قنا، وعدد من القيادات التنفيذية والشعبية والإعلامية.
وأكد الدكتور يوسف رجب، مدير مجمع إعلام قنا، في كلمته الافتتاحية، بأن ثورة 30 يونيو كانت لحظة إنقاذ تاريخية قادها الشعب المصري بعزيمة وإرادة، لإنهاء مخططات كانت تُحاك في الخفاء، حتى أدركها المواطن البسيط، فهبّ الشعب لإنقاذ وطنه من الضياع.
وتخللت الندوة قصيدة شعرية ألقاها شاعر فن الواو المعروف بمحافظة قنا، الشاعر أحمد الشباط، عبّر فيها عن مشاعر المصريين في تلك اللحظة الفارقة، وكيف سجّل التاريخ ملحمة شعب لا يعرف الانكسار.
وفي كلمته، استعرض الكاتب الصحفي مصطفى بكري عضو مجلس النواب، محطات فارقة سبقت ثورة 30 يونيو، مشيرًا إلى حجم التهديدات التي واجهتها الدولة المصرية آنذاك، مؤكدًا أن المصريين سرعان ما كشفوا مخططات جماعة الإخوان، ورفضوا المشروع الذي كان يُراد فرضه بالقوة.
وتناول بكري تفاصيل حواره مع المشير محمد حسين طنطاوي آنذاك، مشيدًا بإيمانه بقدرة الشعب المصري على الدفاع عن وطنه، كما أشار إلى تحذيرات الفريق أول عبد الفتاح السيسي للرئيس الأسبق محمد مرسي من تداعيات الإعلان الدستوري في نوفمبر 2012.
وأوضح أن بيان القوات المسلحة في 8 ديسمبر من ذلك العام كان بمثابة إنذار نهائي، بعد أن سادت الفوضى، وخرجت ميليشيات الجماعة للسيطرة على مؤسسات الدولة، موجهة الهتافات العدائية ضد الجيش.
وأضاف بكري: "الجيش المصري أفشل سيناريو ما سُمي بالربيع العربي، ووقف سدًا منيعًا أمام الفوضى"، مؤكدًا أن مصر تواجه اليوم تحديات إقليمية متشابكة، لكنها تمتلك جيشًا وقيادة تعرف جيدًا كيف تدير الأمور.
وأشار بكرى، إلى أن تساؤلات البعض حول تسليح الجيش باتت مفهومة الآن، فالجيش هو درع الوطن وسنده، ولولاه لانزلقت البلاد نحو حرب أهلية، داعيًا إلى الحذر من الشائعات التي تُبث من الخارج لتشويه الإنجازات.
وتطرق بكري إلى مواقف الرئيس عبد الفتاح السيسي الوطنية، ومنها رفضه لمخططات التهجير رغم الضغوط الدولية، محذرًا من أن مصر مستهدفة بعد إيران، وأن هناك سيناريوهات لإفراغ الأرض الفلسطينية من سكانها لصالح المشروع الصهيوني، الذي لا يعترف بفلسطين ويرى في سيناء العاصمة الروحية لدولته المزعومة.
وختم بكري كلمته بالتأكيد على أن الشعب المصري قادر على الانتصار بفضل وعيه وقيادته الوطنية وجيشه الباسل، مشيدًا بالدور التاريخي لصعيد مصر في الدفاع عن الوطن، منذ معركة البارود ضد الحملة الفرنسية.
وأكد الدكتور خالد عبدالحليم محافظ قنا، بأن حماية مصر في تلك اللحظة العصيبة كانت حماية إلهية سخّر لها الجيش بقياداته الوطنية، ليقف إلى جانب الشعب، ويستعيد الدولة من براثن الانهيار.
وأضاف محافظ قنا: "بمجرد الخروج من الكابوس، جاءت القيادة الحكيمة للرئيس عبدالفتاح السيسي، لتبدأ مرحلة إعادة بناء الجمهورية الجديدة، واستعادة المكانة الإقليمية والدولية للدولة المصرية"، مشددًا على أن ما تحقق منذ عام 2014 لم تشهده مصر منذ عهد محمد على.
وأشار محافظ قنا، إلى أن الرئيس السيسي تحمل مسؤولية تاريخية كبرى من أجل حماية الدولة، واستعادة هيبتها، وبناء مستقبل يليق بمكانة مصر وشعبها العظيم.
وانتهت فعاليات الاحتفالية، بتقديم الدروع من مجمع إعلام قنا، لكل من محافظ قنا والمستشار العسكري للمحافظة، والكاتب الصحفي مصطفى بكري، تقديرًا لدورهما الوطني وتعبيرًا عن الامتنان لمشاركتهما الفعالة في إحياء ذكرى ثورة 30 يونيو.