تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في الساعات الأولى من صباح يوم السبت، أعلنت إسرائيل تنفيذ غارات جوية "موجهة بدقة" على أهداف عسكرية داخل إيران. 

جاء هذا التصعيد عقب سلسلة هجمات نسبتها إسرائيل للنظام الإيراني ووكلائه في المنطقة، وفي حين وصفت القيادة الإسرائيلية الضربة بأنها رد على "أشهر من الهجمات المستمرة"، أثار الهجوم المحدود تساؤلات عديدة حول طبيعته، ومدى تأثيره على التوترات الإقليمية، وما إذا كان يحمل رسائل سياسية تتعلق بالساحة الدولية، خاصة في سياق الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

دلالات الهجوم المحدود على طهران

تأتي هذه الضربة الإسرائيلية في وقت يشهد فيه العالم تصاعدًا في التوترات الإقليمية، لا سيما مع تنامي النفوذ الإيراني في المنطقة عبر وكلاء متعددين.

كما تشير التصريحات الإسرائيلية، إلى أن الضربة كانت "محدودة" و"موجهة بدقة"، وهو ما يُشير إلى أن الهدف لم يكن إحداث ضرر واسع النطاق، بل ربما إيصال رسالة محددة إلى القيادة الإيرانية، دون الرغبة في إثارة تصعيد شامل قد يخرج عن السيطرة.

تدل الضربة المحدودة أيضًا على أن إسرائيل ربما ترغب في إبقاء مستوى التوتر تحت السيطرة، خاصة أن الجيش الإسرائيلي لم يغير تعليمات الجبهة الداخلية، مما يبرز حرصًا إسرائيليًا على تفادي التدهور الأمني الداخلي في ظل هذا التصعيد الخارجي. كما يمكن تفسير هذا الحرص بوجود نية لتجنب توجيه رسالة مبالغ فيها للمجتمع الدولي، الذي غالبًا ما يكون له ردود أفعال متفاوتة حيال الضربات العسكرية في المنطقة.

أبعاد الهجوم العسكري مقابل الدلالات السياسي

هناك إشكالية في اعتبار هذا الهجوم ضربة عسكرية أو ضربة سياسية، إذ أن الجانبين متداخلين إلى حد كبير. فمن الناحية العسكرية، يمكن النظر إلى الضربة كجزء من محاولات إسرائيل لإضعاف القدرات العسكرية الإيرانية، وكبح جماح التهديدات المتزايدة من طهران وحلفائها، إلا أن محدودية الضربة قد تشير إلى أن الهدف العسكري بحد ذاته لم يكن تحجيم القدرات الإيرانية بصورة نهائية.

من الناحية السياسية، يتزامن الهجوم مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والتي تشهد فيها المنطقة تركيزًا أكبر على النفوذ الإيراني. ومن المحتمل أن تكون إسرائيل قد قامت بتصعيد محدود لكسب دعم الإدارة الأمريكية أو على الأقل لضمان الاستمرار في تلقي دعم حاسم في حالة تغير القيادة السياسية في الولايات المتحدة. هذا التوقيت قد يكون عاملًا سياسيًا رئيسيًا في سياق السعي الإسرائيلي لتعزيز تحالفاته مع الولايات المتحدة عبر استعراض ما تعتبره "حقًا مشروعًا في الدفاع عن النفس".

تأثير الهجوم على الانتخابات الأمريكية

تحظى السياسة الأمريكية تجاه إيران بوزن ثقيل في الانتخابات الرئاسية، خاصة في ظل السجالات التي تتعلق بملفات عديدة، منها الملف النووي الإيراني، والعلاقات الأمريكية مع حلفاء الخليج، وأمن إسرائيل. ومن المرجح أن الضربة المحدودة جاءت لتعزز صورة إسرائيل كدولة متقدمة على إيران في قدرتها على الرد، وهو أمر يُكسبها دعمًا أمريكيًا مستمرًا خاصة من القوى السياسية الداعمة لإسرائيل داخل الولايات المتحدة.

وقد يكون هذا التحرك مؤشرًا على رغبة إسرائيل في كسب الإدارة الأمريكية الحالية بجعل الملف الإيراني في قلب المشهد الدولي، ما يساهم في الضغط على المرشحين في الانتخابات الرئاسية لتأكيد مواقفهم الداعمة لإسرائيل في مواجهة إيران.

احتمالات التصعيد العسكري

السؤال الأبرز هو ما إذا كان هذا الهجوم سيفضي إلى تصعيد عسكري شامل. نظرًا لأن الهجوم الإسرائيلي بدا محددًا وموجهًا، فالتوقعات تشير إلى أنه لم يهدف إلى خلق مواجهة مباشرة واسعة النطاق. ومع ذلك، فإن ردود الفعل الإيرانية قد تحمل مفاجآت، خاصة إذا شعرت طهران بأن الضربة تمس سيادتها أو تستهدف قدراتها بشكل أكثر جدية. يظل خطر التصعيد قائمًا، خاصة أن القوى المتحالفة مع إيران في المنطقة قد ترى في ذلك فرصة للرد، مما قد يؤدي إلى استنزاف عسكري شامل يمتد لعدة جبهات، وهو ما تخشاه القوى الدولية الداعمة للاستقرار في المنطقة.

إن الهجوم الإسرائيلي المحدود على إيران يحمل رسائل متعددة الأبعاد تتخطى الجانب العسكري لتصل إلى الساحة السياسية، وخاصة الأمريكية، في ظل موسم انتخابي حافل. وما بين الرغبة الإسرائيلية في تقويض التهديدات الإيرانية وتعزيز التحالفات الدولية، يبدو أن إسرائيل تحاول تحقيق توازن بين إظهار قوتها وتجنب جر المنطقة إلى مواجهة عسكرية شاملة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الهجوم الإسرائيلي الرد الإيراني الرد الإيراني على إسرائيل الانتخابات الامريكية إيران طهران الانتخابات الرئاسیة فی المنطقة إلى أن

إقرأ أيضاً:

إيران: لن نسمح بأي تغييرات جيوسياسية على حدودنا مع أرمينيا

الثورة نت/..

أعلن عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، علاء الدين بروجردي، اليوم الأحد، رفض بلاده القاطع لأي تغييرات جيوسياسية على حدودها، مشدداً على أن الأراضي الأرمنية الملاصقة للحدود الإيرانية هي المعترف بها رسمياً، ولن إيران تقبل بوجود أي كيان آخر يغيّر السيادة في تلك المنطقة.

ونقلت وكالة “مهر” للأنباء، عن بروجردي قوله: “أمن إيران القومي يقتضي الحفاظ على الحدود السياسية والجغرافية كما هي، وأي معبر يتم إنشاؤه في المنطقة يجب ألا يمس وحدة أراضي أرمينيا”.

وأضاف أن أرمينيا نفسها “أكثر حساسية تجاه هذه المسألة من أي طرف آخر”، محذراً من أن التجارب السابقة في المنطقة أثبتت أن “التواجد الأميركي، حتى عبر شركات خاصة، كان دائماً سبباً في خلق التوتر وانعدام الأمن، ولن تسمح طهران بأي تهديد لأمن حدودها”.

وشدد بروجردي، على أن “الخط الأحمر لإيران هو أمن حدودها، والأمريكيون، في أي صيغة أو إطار، يشكلون تهديداً مباشراً للاستقرار الإقليمي”.

مقالات مشابهة

  • نيويورك تايمز: هل اتفقت الصين مع إيران والحوثيين لمواصلة عبور سفنها البحر الأحمر؟ (ترجمة خاصة)
  • فتح: إسرائيل تسعى إلى تهجير سكان غزة والحرب لن تنتهي قبل انتخابات 2026
  • وزير الخارجية الأسبق: إسرائيل تسعى لتحويل غزة إلى أرض محروقة وتفكيك القضية الفلسطينية
  • إيران تسعى لمواجهة التضخم.. إزالة أربعة أصفار من العملة الوطنية
  • إسرائيل تكثف قصف غزة بعد تهديد نتنياهو بتوسيع الهجوم
  • نشأت الديهي: إسرائيل تسعى لجعل مصر دولة استقبال للاجئين الفلسطينيين من غزة
  • إيران: لن نسمح بأي تغييرات جيوسياسية على حدودنا مع أرمينيا
  • إبادة جماعية.. الخارجية الإيرانية تحذر: إسرائيل تسعى لطمس هوية فلسطين
  • عبد المنعم سعيد: قرار إسرائيل بإعادة احتلال غزة بالكامل تصعيد للحرب
  • وائل ربيع: إسرائيل تسعى لتنفيذ إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني