رسائل حاسمة من السيسي بشأن سد النهضة ومياه النيل- كل ما قاله الرئيس
تاريخ النشر: 12th, August 2025 GMT
كتب- محمد نصار:
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، بقصر الاتحادية، رئيس جمهورية أوغندا، يويري كاجوتا موسيفيني، حيث عُقدت مراسم الاستقبال الرسمية، وتم عزف السلام الوطني لكل من جمهورية مصر العربية وجمهورية أوغندا.
وصرح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيسين عقدا اجتماعًا مغلقًا، أعقبه جلسة مباحثات موسعة شارك فيها وفدا البلدين، حيث بحث الجانبان سبل الارتقاء بالعلاقات الثنائية التاريخية بين مصر وأوغندا، واتفقا على مواصلة تعزيزها خاصة فيما يتعلق بالجوانب السياسية، والتجارية، والاستثمارية، وبما يحقق المصلحة المشتركة للشعبين الشقيقين.
وأضاف السفير محمد الشناوي، أن الرئيسين شهدا التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم في مجال التعاون الفني في قطاع إدارة الموارد المائية، وفي مجال التعاون الزراعي والغذائي، وفي مجال الاستثمار، وفي مجال الإعفاء المتبادل من تأشيرات الدخول لحاملي جوازات السفر الرسمية، وفي مجال التعاون الدبلوماسي لدعم إنشاء معهد دبلوماسي أوغندي.
وعقد الرئيسان، مؤتمرًا صحفيًا، عقب الانتهاء من المباحثات، حيث استعرضا نتائج المباحثات بين الجانبين.
وقال الرئيس السيسي، خلال المؤتمر الصحفي، إن هناك علاقات تاريخية تجمع بلدينا وشعبينا الشقيقين، المرتبطين برباط نهر النيل الأزلي، ويجمعهما عقود من التضامن والتعاون في مختلف المحافل والمجالات.
وأضاف السيسي: شهدت العلاقات الثنائية المصرية الأوغندية تطورًا ملحوظًا في الفترة الأخيرة، بما يعكس العلاقات والمصالح الوثيقة التي تربط بلدينا، ولقد أكدت خلال مباحثاتنا اليوم مع الرئيس موسيفيني حرص مصر على الارتقاء بالعلاقات مع أوغندا إلى آفاق أرحب، وتطلعنا لأن تمثل زيارته انطلاقة جديدة نحو شراكة حقيقية بين بلدينا.
وتابع الرئيس: وقد شهدنا اليوم التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم في مجالات التعاون الفني؛ في مجال إدارة الموارد المائية، وفي مجال التعاون الزراعي والغذائي، وفي مجال الاستثمار، وفي مجال الإعفاء المتبادل من تأشيرات الدخول لحاملي جوازات السفر الرسمية، وفي مجال التعاون الدبلوماسي لدعم إنشاء معهد دبلوماسي أوغندي.
وأشار الرئيس السيسي، إلى مناقشة سُبل تفعيل التعاون الاقتصادي، وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، والاتفاق على الإسراع في إجراءات تشكيل مجلس أعمال مشترك، وتشجيع الزيارات بين مجتمع الأعمال، بما يُسهم في تحقيق المصالح المتبادلة.
وأوضح أنه في هذا الإطار، سينعقد منتدى الأعمال المشترك على هامش الزيارة للتعرف على الفرص الاستثمارية المتاحة في البلدين، والبدء في اتخاذ خطوات تنفيذية وفعالة في هذا المجال.
كما تم التطرق إلى فرص التعاون في مجال التدريب وبناء القدرات، وتأكيد الحرص على المضي قُدمًا في التعاون في مجال مكافحة الأمراض البيطرية، فضلًا عن الاهتمام المتنامي بالتعاون في قطاع الطاقة.
وفي المجال الأمني، تم الاتفاق على مواصلة التعاون القائم، لا سيّما ما يشهده من تطورات مهمة، انطلاقًا من الزيارة الأخيرة لقائد قوات الدفاع الشعبي الأوغندية لمصر، والاتفاق على عقد لجنة التعاون العسكري سنويًا.
وتبادل الرئيسان، الرؤى حول نهر النيل، شريان الحياة للبلدين، وتم التوافق على أن التعامل الأمثل بين دول حوض النيل يتعين أن يتأسس على ضرورة تعزيز العمل لتحقيق المنفعة المشتركة، والعمل المشترك للحفاظ على هذا المورد الحيوي وتنميته، والتعاون بصيغة "مراعاة مصالح الجميع"، وعدم إيقاع الضرر وفقًا لقواعد القانون الدولي، كما ذكر الرئيس "موسيفيني": "بدون الحفاظ على بيئة حوض النيل، لن نجد شيئًا نتقاسمه".
وتابع الرئس السيسي: من هذا المنطلق، أكدت للرئيس "موسيفيني" دعمنا الكامل لجهود التنمية في أوغندا، وبقية الأشقاء في دول حوض النيل الجنوبي، واستعدادنا للمساهمة في تمويل مشروع سد "أنجلولو" بين أوغندا وكينيا، وذلك من خلال الآلية التي أطلقتها مصر للاستثمار في مشروعات البنية التحتية في حوض النيل بتمويل مبدئي قدره 100 مليون دولار.
وأعلن الرئيس، عن إبرام مذكرة تفاهم جديدة، اليوم، في مجال الإدارة المتكاملة للموارد المائية للبناء على التعاون الممتد لأكثر من عشرين عامًا بين البلدين، حفاظًا على بيئة نهر النيل وتنميةً لموارده، بقيمة إجمالية تبلغ 6 ملايين دولار على 5 سنوات، تأكيدًا على الالتزام الراسخ بدعم التنمية في أوغندا وبقية دول حوض النيل الشقيقة.
وفي ذات السياق، أكد الرئيس السيسي، الثقة في الدور البنّاء الذي تقوم به أوغندا لقيادة العملية التشاورية في مبادرة حوض النيل لاستعادة الشمولية والتوافق بين دول الحوض لتحقيق المنفعة المتبادلة، كما شدد على رفض مصر الكامل للإجراءات الأحادية في حوض النيل الشرقي، الذي سعت مصر أن يكون مصدرًا للتعاون لا للصراع: مُخطئ من يتوهم أن مصر ستغض الطرف عن تهديد وجودي لأمنها المائي، وسنظل متابعين وسنتخذ كافة التدابير المكفولة بموجب القانون الدولي للحفاظ على مقدرات شعبنا الوجودية.
وواصل الرئيس: اسمحوا لي هنا أن أتوقف لأن هذه الموضوع كان محل نقاش طويل بيني وبين الرئيس موسيفيني.. أولًا لحكمته وثانيًا لخبرته الطويلة.. والحقيقة أننا توافقنا على أن موضوع المياه مهم جدًا، وأن التنمية أيضًا مهمة.. ونحن موقفنا كان واضحًا منذ البداية.. وأننا لا نرفض أبدًا تنمية شركائنا وأشقائنا في دول حوض النيل.. ليس لدينا مشكلة في ذلك، وأنه يجب ألا يكون لهذه التنمية تأثير على حجم أو حصة المياه التي تصل إلى مصر.
واستطرد: ووجدت في النقاش مع الرئيس وجهة نظر يجب أن أذكرها لكم.. حيث تساءل الرئيس إن كنا جميعًا معًا.. فذكرتُ أننا جميعًا معًا بالطبع، وأنه لا يوجد خلاف على ذلك، وذكر الرئيس موسيفيني أن حجم المياه الذي يسقط على الحوض، سواء كان النيل الأزرق أو النيل الأبيض، بالأسس العلمية يصل إلى 1600 مليار متر مكعب من المياه سنويًا، وأنه يتم تقسيم هذه المياه على جزء إلى الغابات والمستنقعات، وجزء يُستخدم في الزراعة، وجزء يتخبر، وجزء إلى المياه الجوفية، والجزء اليسير هو الذي يصل إلى النيل الأبيض والأزرق.. وهو تقريبًا 85 مليار متر مكعب من المياه الذي نتحدث عنهم، بما يمثل نحو 4% من الـ1600 مليار متر مكعب.
وقال الرئيس السيسي: حينما نطلب أن هذا الحجم من المياه يصل إلى مصر والسودان من أجل العيش بهم حيث أن ليس لدينا مصدر آخر بخلافهم، هل يعني ذلك رفض التنمية في دول الحوض أو رفض الاستفادة من المياه المتاحة لديهم سواء كان في الزراعة أو في إنتاج الكهرباء؟ لا بالطبع، وأؤكد ذلك هنا، أمام الرئيس وأمامكم، وأقول للمصريين إن موقفنا منذ البداية أننا لسنا ضد التنمية، ولم نتحدث حتى عن الاقتسام العادل للمياه، حيث أن ذلك سيعني التحدث عن الـ1600 مليار متر مكعب من المياه، وإنما نتحدث عن المتبقي وهو لا يزيد على 4% أو 5%، وذلك أمر مهم جدًا، فنحن لا نردد "نحن وهم".. بل نحن جميعًا.. فلا أقول مصر والسودان فقط وهم.. وإنما أقول إننا جميعًا معًا.. نعيش جميعًا، وننمو جميعًا، ونتعاون جميعًا من أجل ازدهار واستقرار بلادنا، ومن أجل ذلك، أؤكد مرة أخرى فيما يتصل بموضوع المياه بالنسبة لمصر أن ليس هناك سبيلًا آخر لنا... وقد ذكر لي الرئيس أن مصر تعني "الحديقة" في أوغندا.. وهذه الحديقة لا يوجد لها مصدر آخر من المياه سوى النيل، فلا يوجد أمطار، وبالتالي فلا أحد يمكن له التصور أن مصر ستتخلى عنها، فالتخلي عن أي جزء منها يعني التخلي عن حياتنا، وذلك أمر لن يحدث.
وشدد الرئيس: وودتُ ذكر هذه النقطة، ونعول كثيرًا على اللجنة السباعية بقيادة أوغندا لأن تصل بنا إلى توافق لاستفادة الجميع والتعاون لدول الحوض، وهناك دولًا كثيرة لديها موضوعات مماثلة وقد وصلت إلى تفاهمات واتفاقيات للكل، ونحن نريد أن نصل إلى هذا الأمر.
وأضاف السيسي: اتصالًا بهذه النقطة، أود التوضيح أن من تتساقط لديه الأمطار لا يشعر أبدًا بإحساس من ليس لديه أمطار، فمصر لا تشهد أمطارًا، والشعب المصري لديه حذر شديد وقلق شديد من موضوع المياه، وأقول للمصريين إنني أقدر ذلك الأمر، وإنني مسؤول مع أشقائي والحكماء مثل الرئيس موسيفيني على إيجاد حل لا يؤثر أبدًا على حياة المصريين.
وتابع: تقابل مصر ضغوطًا كثيرة في هذا الموضوع، وقد تكون المياه جزءًا من حملة هذه الضغوط لتحقيق أهداف أخرى، ونحن مدركون لذلك، وأؤكد مرة أخرى أننا دائمًا ضد التدخل في شؤون الآخرين، وضد التآمر على الآخرين، وضد الهدم والتدمير، فنحن مع البناء، والتعاون، والتنمية، حيث أن بلداننا في أفريقيا قد كفاها سنوات طويلة من الاقتتال والصراع، أطمئن المصريين مرة أخرى، إن شاء الله في هذا الأمر، فلن نسمح أبدًا أن يتم المساس بالمياه التي يعيش عليها 105 ملايين، و10 ملايين تقريبًا من الضيوف، فلا نُسميهم باللاجئين.
واختتم الرئيس قائلًا: هنا، أؤكد وأكرر أن وعي المصريين وصلابتهم، تعد الركيزة الأساسية التي أعول عليها في مجابهة أي تحدي أو أي تهديد محتمل، وفي النهاية، أشكركم، وأشكر الرئيس مرة أخرى، وأرحب به في بلده مصر.
اقرأ أيضًا:
وفاة الدكتور علي مصيلحي وزير التموين السابق
شديد الحرارة وأمطار رعدية.. الأرصاد تعلن تفاصيل طقس الـ6 أيام المقبلة
اليوم.. الرئيس السيسي يستقبل نظيره الأوغندي في قصر الاتحادية
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
الرئيس عبد الفتاح السيسي السيسي سد النهضة مياه النيل رئيس جمهورية أوغندا يويري كاجوتا موسيفينيتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقةالمصدر: مصراوي
كلمات دلالية: احتلال غزة تنسيق الجامعات الخاصة 2025 تنسيق الثانوية العامة 2025 الطريق إلى البرلمان زلزال كامتشاتكا سعر الفائدة صفقة غزة هدير عبد الرزاق الرئيس عبد الفتاح السيسي السيسي سد النهضة مياه النيل رئيس جمهورية أوغندا مؤشر مصراوي وفی مجال التعاون الرئیس موسیفینی فی مجال التعاون ملیار متر مکعب الرئیس السیسی دول حوض النیل التعاون فی من المیاه المیاه ا مرة أخرى جمیع ا أن مصر فی هذا
إقرأ أيضاً:
مدير الفاو يثمن جهود الرئيس السيسي والحكومة في دعم جهود المنظمة بمصر
خلال مُشاركة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، في فعاليات الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العالمي الثالث لمُمثلي مُنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفــاو"، بالعاصمة الجديدة؛ ألقى الدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة "الفــاو"، كلمة، استهلها بتأكيد سعادته بالتواجد اليوم في القاهرة لافتتاح المؤتمر العالمي الثالث لمُمثلي مُنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، التي تستضيف المكتب الإقليمي للمُنظمة، مُعرباً عن خالص امتنانه وتقديره للقيادة المصرية مُمثلة في الرئيس عبدالفتاح السيسي، والدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، الذي يعتبره أخاً له حيث عملا معا على مدار السنوات الماضية، مُثمناً جهود الرئيس ورئيس الحكومة في دعم جهود المنظمة.
كما أعرب الدكتور شو دونيو عن تقديره لكرم الضيافة والدعم المتميز لهذا الاجتماع المُهم للمنظمة، وجدد شكره للحكومة المصرية وشعبها الأصيل على دعمهم المُتواصل لاستضافة المكتب الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة للشرق الأدنى وشمال أفريقيا.
واعتبر المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفــاو"، أن هذا المؤتمر يُشكل فرصة فريدة لنا للتأمل وتبادل المعرفة ومواءمة جهود المُنظمة عبر مكاتبها اللامركزية ومقرّها الرئيسي مع الاحتياجات والأولويات العالمية، مؤكداً أننا نواجه في الوقت الراهن، واقعًا عالميًا لم نشهده من قبل، يتسم بانعدام الأمن الغذائي والنزاعات والصدمات المناخية وعدم الاستقرار الاقتصادي، مما يُعرقل مسيرة التقدم الذي نسعى إلى تحقيقه، ويدفع الملايين للوقوع في براثن الجوع، مشيراً إلى أن هذا المؤتمر العملي يُعقد في لحظة محورية، حيث تستعد المنظمة لتنفيذ خطتها الجديدة مُتوسطة الأجل، وتعمل على تعزيز استعدادها للاستجابة الاستباقية للسياق العالمي المُتسارع الذي يلقي بظلاله على نطاق واستمرارية دعم المنظمة للدول المستفيدة.
وأضاف الدكتور شو دونيو: "نحتفل هذا العام بالذكرى السنوية الثمانين لتأسيس مُنظمة الأغذية والزراعة، فعلى مدى ثمانين عامًا، قادت المنظمة الجهود العالمية لمكافحة الجوع وسوء التغذية، وساعدت الدول على تحويل نظمها الزراعية والغذائية، وتحسين سبل عيش شعوبها، وبناء قدرتها على الصمود، كما وقفت المنظمة إلى جانب المزارعين والمستهلكين والشباب والنساء والشعوب الأصلية والعلماء وأصحاب الحيازات الصغيرة، مُتحدين في إيمانهم الراسخ بأن الغذاء يمكن أن يكون ركيزة للسلام والكرامة والازدهار المشترك".
وذكر: "ومع افتتاح المنظمة لمتحف وشبكة الأغذية والزراعة الجديدين في 16 أكتوبر ، بالتزامن مع الاحتفال بيوم الأغذية العالمي، أصبح لدينا الآن مساحة عالمية جديدة نروي فيها قصة المنظمة ونوضح ما تبذله من جهود في إطار ولايتها لربط الغذاء والثقافة والمعرفة بطرق تلهم الحوار بين الأجيال".
وأكد المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفــاو"، أننا نقف اليوم عند لحظة مفصلية؛ فبينما نحتفل بالذكرى الثمانين لتأسيس المنظمة، يتعين علينا تحويل التحديات الراهنة إلى فرص، حيث يجب علينا أن نعتمد نهجًا استباقيًا، وأن نتحلى بالقدرة على الصمود والنظرة الاستشرافية، لضمان استمرارية استجابة استراتيجية المنظمة وبرامجها ودعمها الفني للاحتياجات الناشئة للدول الأعضاء، حيث لا تزال مهمتها ملحة كما كانت عند انطلاقتها الأولى.
وقال الدكتور شو دونيو: "تتيح لنا مراجعة الإطار الاستراتيجي للفترة 2022-2031، والخطة متوسطة الأجل للفترة 2026-2029، وبرنامج العمل والميزانية للفترة 2026-2027، فرصةً للاستفادة من الدروس المُستخلصة والتكيف مع التغيرات المستجدة، وتعد الولاية العالمية لمنظمة الأغذية والزراعة وقيادتها المعيارية من أركان قوتنا الأساسية، بيد أن طبيعة التحديات المترابطة التي تواجه النظم الزراعية والغذائية اليوم تتطلب منا التكيف المستمر، حيث يجب أن يتسم عملنا بالابتكار، وأن يكون موجهًا نحو النتائج ومتكاملًا استراتيجيًا عبر مستويات المنظمة كافة، فلم تعد الشراكات التحويلية والابتكار والتكنولوجيا اليوم مجرد خيارات ثانوية؛ بل أصبحت أدوات محورية لتعزيز قدراتنا الفنية، وسد فجوات المعرفة، وتعزيز التعاون، وتمهيد مسارات جديدة لإحداث التحول".
وأضاف: "سيمكننا التحديث الذي أقره مجلس المنظمة الأسبوع الماضي لاستراتيجية منظمة الأغذية والزراعة لإشراك القطاع الخاص، من توسيع نطاق مشاركتنا على المستويين الإقليمي والقطري، بما يتماشى مع أطر البرمجة القُطرية للمنظمة ويدعم الأولويات الوطنية، حيث يظل النهج اللامركزي الذي تتبناه مكاتبنا عنصرًا جوهريًا لتحويل ولاية المنظمة إلى إجراءات ملموسة، ولضمان استمرار تأثيرنا وتوسيع نطاقه، يبقى تزويدكم بالدعم الفني الآني والمُيسر والمُصمم خصيصًا لتلبية احتياجاتكم في صدارة أولوياتنا".
وأكد المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفــاو"، أنه انطلاقًا من روح هذا المؤتمر، فإن المنظمة تلتزم بتعزيز التعاون، وكسر الحواجز، وضمان الخبرات وتيسير الوصول إليها، بحيث تتدفق المعرفة أفقيًا ورأسيًا بسلاسة عبر المنظمة، مضيفاً أنه لتعزيز كفاءة المنظمة وقدرتها على الصمود وملاءمتها للأهداف واستعدادها للمستقبل، فقد عَمِلتُ منذ عام 2019 على تنفيذ إعادة هيكلة متعددة السنوات، وتعمل حاليًا على مراجعة شبكة مكاتبنا القطرية وتحسينها، لافتاً إلى أنه بجب أن ننتقل من منطق الاستجابة للأزمات إلى نهج بناء القدرة على الصمود، حيث إن البيئة التي نعمل فيها معقدة ومتسارعة التطور، حيث تتصاعد المخاطر الناجمة عن الظواهر المناخية الشديدة والآفات والأمراض والنزاعات طويلة الأمد، مما يتجاوز في كثير من الأحيان قدراتنا التقليدية على التكيف، ولذا يُعد عمل المنظمة في مجال الحد من مخاطر الكوارث والتدخلات الاستباقية أساسيًا لحماية سُبل العيش وضمان استدامة النظم الزراعية والغذائية، كما يجب أن نتحرك بشكل حاسم لبناء نظم زراعية وغذائية أكثر كفاءة وشمولاً وقدرة على الصمود واستدامة.
وأضاف الدكتور شو دونيو: "بفضل جهود فرقنا القُطرية، أصبحت المنظمة تُعرف على أنها رائدة في العمل الاستباقي، فقد ساعدنا نحو مليوني شخص سنويًا من خلال العمل الاستباقي في عامي 2023 و2024، ودعمنا الحكومات والأجهزة الإقليمية على إعداد وتبني اللوائح والسياسات وخطط العمل، ونحن كمنظمة نحتاج إلى زيادة مناصرتنا وجهودنا لتشجيع العمل الاستباقي والاستثمار به بوصفه سبيلاً مهماً في حفظ الأرواح وسبل عيش المجتمعات الريفية، حيث تعتمد فعالية دعمنا على قدرتنا على التنفيذ، وتعمل المنظمة في سياق متنوع ومعقد وسريع التغير، حيث تُعد الإدارة الاستباقية للمخاطر التي قد تؤثر على قدرتنا على التنفيذ أمرًا بالغ الأهمية.
وذكر: "من خلال إدارة المخاطر المؤسسية لدينا، مدعومة بالسياسة والتوجيهات والأدوات والتدريب الجديد، فإننا نُعزز رؤيتنا المُستقبلية وجاهزيتنا، وتتطلب البيئات مُتزايدة التعقيد أيضًا مرونةً وابتكارًا وتحسينًا مُستمرًا في تنفيذ البرامج، ومن خلال خارطة طريق الكفاءة لمنظمة الأغذية والزراعة، سنواصل تبسيط العمليات، وخفض التكاليف، وتعزيز الفعالية في مجالات المالية والمشتريات والخدمات اللوجستية والموارد البشرية وتكنولوجيا المعلومات والخدمات المشتركة".
وأكد: "صوتكم مُهم وملاحظاتكم أساسية، فهي تُمكّننا من مواءمة السياسات والإجراءات، وتضمن ترجمة مهمة المنظمة إلى إجراءات ملموسة، ولتعزيز ثقة المستفيدين والجهات المانحة في القدرة التشغيلية للمنظمة، وضعت المنظمة خطة عمل لسلسلة التوريد، وهي نهج حديث وشامل لإدارة سلسلة التوريد، مُصمم لتوفير المدخلات الأساسية بشكل موثوق في المكان والوقت المناسبين بشكل يُعزز الثقة بين المُستفيدين والشركاء، كما تحولت إدارة المشتريات إلى وظيفة أكثر استراتيجيةً وتمكينًا ولامركزية، وتشمل الإنجازات الرئيسية تفويض الصلاحيات التدريجي إلى المكاتب اللامركزية، وتعزيز إدارة المخاطر والضوابط الداخلية، وتبسيط إجراءات الموافقة الفنية، والتوسع في استخدام الأدوات الرقمية والذكاء الاصطناعي لتحسين الكفاءة، كما تزداد قدرة المكاتب القُطرية على الصمود، مدعومةً بتحسينات في البنية التحتية تشمل أنظمة الطاقة الشمسية ومشاريع جاهزة للتنفيذ السريع.
وأضاف الدكتور شو دونيو: "خضع مجمع المقر الرئيسي لعملية تجديد شامل؛ فقد تم تحديث قاعات الاجتماعات، ومضاعفة المساحات الخضراء، وأُنشئ موقف سيارات جديد متعدد الطوابق، وتم تزويد جناح الزوار بضوابط دخول أمنية متطورة، ولا يزال العلم والابتكار محور رؤيتي لتجديد المنظمة بحيث تدعم إطارنا الاستراتيجي للفترة 2022- 2032، وتعكس التزامنا بالأفضليات الأربع وهي إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل، دون ترك أحد خلف الركب، واسترشادًا بقدرات استراتيجية منظمة الأغذية والزراعة للعلوم والابتكار عبر واجهات العلوم والسياسات، تم تعزيز الزراعة الرقمية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي لضمان التميز الفني والتأثير على نطاق واسع، كما يُطبَّق الذكاء الاصطناعي لتحسين العمليات وتقديم الخدمات، ومن الإنجازات الحديثة إطلاق أول زميلة افتراضية للموارد البشرية في المنظمة، السيدة FAO AI، مما يوفر وصولاً فعالاً للخدمات والدعم، بما في ذلك هنا في القاهرة، ويُحسِّن تعزيز كفاءة منظمة الأغذية والزراعة ومبادراتها الرقمية لبيئة العمل العمليات الداخلية ويعزز التعاون والفعالية على مستوى منظومة الأمم المتحدة. ويمكن تجربة التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي التوليدي لتعزيز الامتثال وجودة الخدمات والتعاون على مستوى المنظومة".
وأكد الدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفــاو"، أن المؤتمر العالمي الثالث لممثلي المنظمة يُبرهن على التزامها بتعزيز الروابط بين المكاتب اللامركزية والمقر الرئيسي، وتعزيز القدرات والتعاون، حيث توفر المناقشات فرصة ممتازة لتحويل الاستراتيجية إلى عمل، حيث إن رؤى المشاركين المستمدة من التجارب تعد بالغة الأهمية في رسم مسارنا الجماعي نحو المستقبل.
وفي ختام كلمته، قال الدكتور شو دونيو: "بينما نتفاعل خلال هذا المؤتمر، أحثكم على المشاركة الكاملة، ومشاركة خبراتكم، وتحدي الافتراضات.. فإن ما نقوم به هنا معًا سيعزز قدرتنا على الأداء بكفاءة وفعالية وثبات لدعم أعضائنا وضمان أن تبقى المنظمة موثوقة وتحويلية ومتجاوبة.. فلنغتنم هذه الفرصة للتأمل معًا، والتعلم معًا، والتخطيط معًا، والعمل معًا.. بالعمل كمنظمة واحدة في المقرات والمكاتب اللامركزية، وبالشراكة مع الأعضاء، وجميع الشركاء، يمكننا ضمان أن تُترجم مهمتنا إلى تأثير ملموس على أرض الواقع حيث تشتد الحاجة إليها".