استعدادات المونديال تُحرّك ملف الكلاب الضالة بالمغرب.. عربي21 ترصد التفاصيل
تاريخ النشر: 12th, August 2025 GMT
من الرباط إلى أكادير، ومن طنجة إلى وجدة، بات مشهد جماعات من الكلاب الضّالة، دون رقيب، وهي تتجوّل بكامل من الحرية في قلب الأحياء السكنية والأسواق والأزقة، مألوفا بشكل يوصف بـ"المقلق"؛ ما يثير مخاوف السكان، خاصة العائلات التي تخشى على أطفالها من الاعتداءات أو الإصابة بأمراض خطيرة، أبرزها داء السعار.
وفيما يستعد المغرب لتنظيم كأس العالم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال، أصبحت هذه الظاهرة تفرض نفسها بإلحاح أكبر، ليس فقط لكونها قضية بيئية وصحّية، بل كذلك لأنّها ملف حقوقي وإنساني، أضحى يقسم الشارع المغربي بين مطالب بالتدخل الصارم، وبين مؤكّدين على المطالبة بـالرفق بالحيوان.
بين مطاردة واحتضان
في الوقت الذي توجّه فيه عدد من جمعيات حقوق الحيوان، أصابع الاتهام، للسلطات المغربية، بزيادة عمليات قتل الكلاب الضالة، في إطار التحضير لاستضافة التظاهرات الرّياضية الدولية؛ فإنّ الجهات الرسمية تنفي ذلك، وتؤكد اعتماد مقاربة "تعقيم، تلقيح، إطلاق"، المعروفة بـ(TNVR)، وذلك منذ سنة 2019.
وزارة الداخلية المغربية، من جهتها، أفادت في عدد من تقاريرها الرسمية بأنها: رصدت اعتمادات تفوق 70 مليون درهم على مدى خمس سنوات، من أجل دعم الجماعات الترابية في إنشاء محاجز جماعية أو إقليمية للكلاب والقطط الضالة، مع 34 مليون درهم خلال سنة 2023 وحدها، خصّصت لبناء مراكز ولتنفيذ عمليات التعقيم والتلقيح.
وزير الداخلية: "عدد الكلاب الضالة بالمغرب يشهد تزايدا كبيرا وداء السعار تسبب في 33 حالة وفاة سنة 2024"#برلمان #المغرب pic.twitter.com/P3HiuqA9fF — 2M.ma (@2MInteractive) July 22, 2025
مثير للجدل..
في تموز/ يوليوز الماضي، أثير جدل متسارع، عقب مصادقة الحكومة المغربية، التي يرأسها عزيز أخنوش، على مشروع القانون رقم 19.25، ويهدف إلى: تنظيم التعامل مع الحيوانات الضالة وحمايتها من الإهمال والعنف. عبر جُملة من المقتضيات الصارمة، بينها منع المواطنين من إيواء أو إطعام الكلاب الضالة، تحت طائلة غرامات مالية، قد تصل إلى 3.000 درهم (300 ما يناهز دولار).
وفي السياق نفسه، اعتبرت منظمة "بيتا" الدولية، عبر سفيرتها وداد إلما، أنّ المادة الخامسة من القانون "تجرّم الرحمة، وتحوّل من يتعاطف مع الحيوانات إلى مخالف للقانون". فيما انتقدت ما وصفته بـ"غياب إلزامية تطبيق برنامج (TNVR)، وأنّ ذلك يفتح الباب أمام القتل الجماعي المغلف قانونيا".
وأوضحت المنظمة: "النص المقترح بعيد كل البعد عن أن يكون كافيا أو منصفا، فالمادة الخامسة تُعد إشكالية وخطيرة للغاية، فهي تمنع أي فرد من إطعام أو إيواء أو علاج الحيوانات الضالة. في بلد تكاد تنعدم البنية التحتية العمومية الخاصة برعاية الحيوانات فإن أغلب المواطنين المغاربة هم من يعتنون يوميا بالقطط والكلاب في الشوارع".
وأضافت على لسان سفيرتها: "هذا ليس فقط ظلما، بل هو تعارض مع قيمنا الإنسانية؛ يتنافى مع تعاليم القرآن الكريم، ويتعارض مع روح الثقافة المغربية المبنية على الرحمة والتكافل والكرم".
ثم استرسلت: "فوق ذلك فإن مشروع القانون لا يضمن تفعيل برنامج الإمساك والتعقيم والتطعيم ثم الإطلاق (TNVR)، رغم أنه اعتمد رسميًا منذ عام 2019. وبدون هذا الإلزام ستستمر عمليات القتل الجماعي تحت غطاء قانوني. كما يفتقر القانون إلى الشفافية والرقابة المستقلة والمساءلة الفعلية، فهو لا يحمي الحيوانات، ولا يحمي أولئك الذين يدافعون عنها".
من جهتها، وزارة الداخلية، تؤكّد أنّ الهدف من هذه الإجراءات هو حماية الصحة العامة، والحد من انتشار الأمراض الخطرة والقاتلة من قبيل: داء السعار، الذي يسجّل في المغرب ما بين 20 و30 حالة وفاة سنويا عند الإنسان، وقرابة 300 حالة عند الحيوانات.
ما تفاصيل القانون؟
القانون الذي ينتظر أن يدخل لحيز التنفيذ بعد مناقشته والمصادقة عليه من قبل البرلمان، لا يكتفي فقط بتنظيم التعامل مع الحيوانات الضالة فقط، بل يُقر أيضا عدّة إجراءات جديدة بحق أصحاب الحيوانات الأليفة، إذ يلزمهم باتخاذ التدابير اللازمة لحمايته من الأخطار التي تهدد صحته وسلامته، مع تجنّب أسباب شروده أو تواجده في الفضاءات العامة، مشترطا عليهم لهذه الغاية، التصريح بأي حيوان في ملكيتهم عبر منصة إلكترونية سيتم إحداثها لهذا الغرض.
"مع الحرص على حمله لرقم تعريفي بشكل دائم، والتوفر على دفتر صحي خاص به، وتحيين المعطيات المرتبطة به، خاصة في حالة نفوقه أو إصابته بمرض خطير، أو انتقال ملكيته إلى شخص آخر" وفقا للنص القانوني نفسه.
أما بخصوص المراكز المتخصصة التي لا تحترم شروط الترخيص أو لا تُبلغ السلطات بأي تغيير في نشاطها، فإنها أيضا قد تواجه غرامات تصل إلى 50.000 درهم (ما يناهز 5000 دولار). كما يُشدد المشروع العقوبة على المراكز التي تعمل دون ترخيص قانوني، حيث يمكن أن تصل الغرامة في هذه الحالة إلى 500.000 درهم (ما يناهز 50000 دولار).
النص القانوني نفسه، الذي يمنح للسلطات صلاحيات مراقبة أي مكان يُشتبه بإيوائه أو رعايته لحيوانات ضالة، يفرض عقوبات جنائية على كل من يتسبب في تعذيبها أو قتلها، تصل إلى 6 أشهر سجنا مع غرامة مالية تصل إلى 20.000 درهم (ما يناهز 2000 دولار).
وينص مشروع القانون المرتقب، أيضا، على إحداث مراكز لرعاية الحيوانات الضالة على مستوى المكاتب الجماعية لحفظ الصحة، تتولى رصد هذه الحيوانات وجمعها وترقيمها وتقييم حالتها الصحية، مع اعتماد "آليات علمية ومبتكرة، للحد من تكاثرها، إلى جانب اتخاذ جميع التدابير الكفيلة بالتقليل من معاناة الحيوانات التي لا يُرجى شفاؤها، أو التي يشكل تواجدها خطرا على صحة المواطنين وسلامتهم أو على صحة حيوانات أخرى، بما في ذلك اللجوء إلى: القتل الرحيم".
هل القانون كافي؟
عدد من منظمات المجتمع المدني، تقول إنّ: "القانون وحده لا يكفي، على الرّغم من تقدّمه التشريعي"؛ بينهم جمعية "الشباب الأخضر" التي أشارت إلى أنّ: "القتل لا يجدي نفعا"، ودعت إلى: "تعامل علمي وإنساني مع الظاهرة، يأخذ بعين الاعتبار التقاليد الدينية والثقافية للمغاربة، الذين لطالما عرفوا بتعاطفهم مع الحيوانات".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية المغرب الكلاب الضالة الحيوانات الضالة المغرب البرلمان المغربي الكلاب الضالة شوارع المغرب الحيوانات الضالة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحیوانات الضالة الکلاب الضالة مع الحیوانات ما یناهز تصل إلى 000 درهم
إقرأ أيضاً:
شاهد.. أبو تريكة يطالب بإيقاف الرياضيين الإسرائيليين وسحب المونديال من أميركا
طالب نجم الكرة المصرية السابق محمد أبو تريكة، الأحد، الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والاتحاد الأوروبي (يويفا) بوقف الفرق والرياضيين الإسرائيليين وسحب مونديال 2026 من الولايات المتحدة، وذلك على خلفية الإبادة التي ترتكبها تل أبيب بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
وستقام بطولة كأس العالم في الفترة الممتدة بين 11 يونيو/ حزيران إلى 19 يوليو/ تموز 2026، وستستضيفها بشكل مشترك 16 مدينة في ثلاث دول في أمريكا الشمالية، وهي كندا والمكسيك والولايات المتحدة التي ستستضيف معظم مباريات البطولة.
وستقام المباراة النهائية لمونديال 2026 على ملعب نيوجيرسي بولاية نيويورك الأمريكية في 19 يوليو/ تموز من العام نفسه، وفق ما أعلنت (فيفا) سابقا.
وقال أبو تريكة، خلال تواجده بالاستديو التحليلي لمباراة كريستال بالاس وليفربول على لقب الدرع الخيرية "هناك 760 رياضي فلسطيني استشهدوا على يد إسرائيل، منهم 420 لاعب كرة قدم، فيما دُمرت 140 منشأة كرة قدم".
وتابع "نشاهد الإبادة بغزة عبر البث مباشر، ونحن هنا نتحدث في المجال الرياضي. الفيفا واليويفا، أوقفا روسيا بسبب حربها مع أوكرانيا، فمتى يتم إيقاف الاحتلال الإسرائيلي، لا نريد كلاما فقط ولكن نريد فعل حقيقي".
وأضاف "على مدار عامين (674 يوما) نشاهد تلك الإبادة ولم يتم إيقاف الفرق أو الرياضيين الإسرائيليين، ولا تخبرونا عن خلط الرياضة بالسياسة، فالأمور بالفعل مختلطة".
ردًا على تغريدة صلاح بشأن سليمان العبيد.. أبو تريكة يذكّر الفيفا بأعداد الرياضيين الفلسطينيين الذين استشهدوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي#اقتباس pic.twitter.com/wWtaNQBAge
— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) August 10, 2025
واستطرد أبو تريكة "إذا كنتم تريدون اتخاذ موقف حازم فيجب سحب كأس العالم من الولايات المتحدة فهي مساهمة بشكل مباشر مع إسرائيل، لا للاحتفال مع سمسار العقارات (في إشارة للرئيس الأميركي دونالد ترامب) على منصة التتويج في نهائي كأس العالم للأندية، ويداه ملطختان بالدماء".
إعلانوتابع انتقاداته "فرنسا وبريطانيا وألمانيا بدأت تغسل يديها من جرائم إسرائيل، هناك إبادة لشعب يحرق ويتم تجويعه، ويتذرعون بأن الفلسطينيين هم من بدأوا العنف، يجب أن نفهم جيدا أن هذا احتلال وهناك مقاومة تدافع عن أرضها".
واختتم النجم المصري السابق "إذا كان الفيفا واليويفا صادقين في إدانتهم يجب منع الفرق الرياضية الإسرائيلية من المشاركة، وإلا فإنهما مشاركين بهذه الإبادة، كما هو الحال بالنسبة لنا إذا صمتنا".
وبدعم أميركي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفا و430 شهيدا و153 ألفا و213 مصابا من الفلسطينيين، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.