المسلة:
2025-08-12@16:10:33 GMT

أوروبا في قبضة الحرّ والحرائق

تاريخ النشر: 12th, August 2025 GMT

أوروبا في قبضة الحرّ والحرائق

12 أغسطس، 2025

بغداد/المسلة: تختنق أوروبا الثلاثاء تحت وطأة موجة حرّ خانقة، فيما تتزايد الحرائق التي يُؤججها الاحترار المناخي، لا سيما في شبه الجزيرة الأيبيرية.

في إسبانيا، حيث أُبلغ عن عشرات الحرائق المتفاوتة الشدة، لقي رجل حتفه ليلا في حريق اندلع مساء الاثنين في بلدة تريس كانتوس الواقعة على بُعد 25 كيلومترا شمال مدريد، وأتى على أكثر من ألف هكتار.

وأصيب الرجل بحروق طالت أكثر من 90% من جسده.

وعلق رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز على منصة إكس قائلا “نحن مُعرّضون لخطر شديد بسبب حرائق الغابات”.

واضطر آلاف الأشخاص إلى قضاء الليل خارج منازلهم، مع إجراء عمليات إجلاء طارئة في بعض الأحيان.

وفي فرنسا، أعلنت السلطات حالة تأهب قصوى لمواجهة موجة حرّ شديد في 14 مقاطعة في الجنوب الغربي والوسط الشرقي. وقالت أندريا التي تعمل لدى جمعية وتجمع التبرعات من المارة في مدينة ليون (وسط شرق البلاد) “الجو خانق ولا هواء”.

كما اشتكى آلان بيشو قائلا “الجو حارٌّ جدا” وهو يجلس صباحا على شرفة في ديجون (وسط شرق) وأضاف “أفضل الذهاب إلى المكتب، على الأقل هناك مكيف هواء”.

قال خبير الأرصاد بجامعة ريدينغ البريطانية أكشاي ديوراس، في تصريح مكتوب لفرانس برس “موجة الحر التي تؤثر حاليا على فرنسا وإسبانيا ودول البلقان ليست مفاجئة”.

وأضاف “هذه الموجة ناجمة عن قبة حرارية مستقرة فوق أوروبا. وبسبب التغير المناخي، نعيش الآن في عالم أكثر دفئا بشكل ملحوظ، وهذا الواقع يزيد من تكرار موجات الحر وشدّتها”.

وأشار إلى أن الجفاف يمثل واقعا لأكثر من نصف أوروبا، بشكل خاص في المناطق المحيطة بحوض البحر المتوسط منذ أشهر عدة، ما يوفر ظروفا ملائمة لاندلاع الحرائق.

وأعربت وكالة البيئة البريطانية الثلاثاء عن قلق متزايد من نقص المياه في إنكلترا، الذي أصبح يُصنف الآن “مسألة ذات أهمية وطنية”. ويُعد النصف الأول من العام الجاري الأكثر جفافا منذ العام 1976، الذي شهد بدوره جفافا شديدا في أوروبا، ما يشير إلى ظاهرة مقلقة تهدد أوروبا برمتها.

وفي جنوب إسبانيا، تم تفادي كارثة مساء الاثنين بعد تجدد الحريق قرب تاريفا في الأندلس، وهي منطقة سياحية شهيرة تعرضت لحريق الأسبوع الماضي.

قال مستشار الشؤون الداخلية في الحكومة الإقليمية للأندلس أنطونيو سانز، “عشنا لحظات من الخطر الشديد، إذ وصلت ألسنة اللهب إلى مداخل المناطق السكنية”، مضيفا أن عمليات الإجلاء جرت “في وقت قياسي”.

وأُصيب أحد عناصر الحرس المدني خلال مشاركته في عمليات الإجلاء، بعدما صدمته سيارة.

وصباح الثلاثاء، سُمح لمئات الأشخاص من أصل نحو ألفي شخص تم إجلاؤهم من مقاطعة قادس بالعودة إلى منازلهم.

وتمكن حوالى 600 شخص من قرى متعددة أُجلي سكانها بسبب الحريق الذي اجتاح الموقع الطبيعي “لاس ميدولاس” المصنّف ضمن التراث العالمي لليونسكو في منطقة قشتالة وليون (شمال غرب مدريد)، من العودة إلى منازلهم صباح الثلاثاء، إلا أن حرائق عدة ظلت مشتعلة في المنطقة نفسها قرب مدينة سامورا.

وفي البرتغال، لا تزال ثلاثة حرائق مستعرة، أبرزها حريق ترانكوسو (وسط البلاد) الذي اندلع السبت، ويشارك في احتوائه 700 عنصر إطفاء مدعومين بأربع طائرات.

وتخشى السلطات يوما بالغ الصعوبة بسبب ارتفاع درجات الحرارة، التي قد تصل إلى 44 مئوية في الجنوب.

ولم تسلم إيطاليا من موجة الحر، حيث فُرض أعلى مستوى من التحذير في 11 مدينة، من بينها كبرى المدن الإيطالية مثل روما وميلانو وتورينو.

وسط هذا المشهد القاتم، شكّل التقدُّم في احتواء حريقٍ اندلع منذ السبت في منطقة شاسعة من متنزه جبل فيزوف الوطني، البركان المطل على خليج نابولي، بارقة أمل.

وفي جنوب شرق أوروبا، تصدرت منطقة البلقان المشهد، حيث لا تزال 14 بؤرة حريق نشطة في ألبانيا حتى الاثنين، إضافة إلى حرائق مستعرة في مونتينيغرو وكرواتيا. أما كوسوفو، فشهدت في تموز/يوليو الماضي أعلى درجة حرارة سجلت في تاريخها، بلغت 42,4 مئوية.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

حرائق الغابات قرب مدريد.. فرق الإطفاء تسيطر على النيران والسلطات تعلن مقتل شخص

أعلنت السلطات الإسبانية، الثلاثاء، عن مقتل شخص واحد على الأقل في حرائق غابات اندلعت في بلدة تريس كانتوس قرب العاصمة الإسبانية مدريد، بينما تمكّن رجال الإطفال من السيطرة على الحريق. اعلان

اندلع الحريق مساء الاثنين في منطقة غابات وعشبية على أطراف المنطقة، على بُعد 21 كيلومترًا (13 ميلًا) شمال مدريد.

ووفقًا للسلطات الإقليمية، أُرسلت 12 سيارة إطفاء وثلاث طائرات هليكوبتر إلى موقع الحادث، حيث كان مجمع سكني جديد في مرمى ألسنة اللهب، وقد تمّ إجلاء 180 شخصاً.

وأعلنت خدمات الطوارئ عن إنقاذ رجل مصاب بحروق في 98% من جسده، ونُقل إلى المستشفى.

لا تزال درجات الحرارة شديدة الارتفاع في جميع أنحاء إسبانيا، حيث تعاني أوروبا من موجة حر موسمية أخرى.

Related اشتداد حرائق الغابات في إسبانيا بسبب الحرارة والرياح موجة الحر تجتاح بفرنسا.. تحذيرات من حرائق الغابات وتدهور حاد في جودة الهواءحرائق الغابات في الاتحاد الأوروبي عام 2024: الأسباب والخسائر والدول الأكثر تضررًا

من المتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى 44 درجة مئوية (111.2 فهرنهايت) في بعض المناطق، وفقًا لخدمة الأرصاد الجوية الإسبانية AEMET.

اندلعت حرائق في منطقة أود الفرنسية المعروفة بحقول الكروم المستخدمة في صنع النبيذ، وعلى طول الحدود الجنوبية لبلغاريا، وبالقرب من عاصمة الجبل الأسود وساحلها، وفي شمال غرب تركيا. كما سجلت المجر درجات حرارة قياسية في نهاية الأسبوع.

قد يكون عام 2025 ثاني أو ثالث أدفأ عام مسجل في التاريخ، وفقًا لشركة كاربون بريف البريطانية.

وتتوافق الحرارة الشديدة في أوروبا مع هذا النمط العالمي، لكن القارة ترتفع فيها الحرارة أسرع بكثير من بقية العالم.

وبحسب وكالة "رويترز"، فإن صيف منطقة البحر الأبيض المتوسط الأكثر حرارة وجفافًا يعرضها لخطر كبير لاندلاع حرائق الغابات. فبمجرد اندلاع النيران، يمكن أن يتسبب جفاف النباتات والرياح القوية في انتشارها بسرعة واشتعالها بشكل يجعلها تخرج عن السيطرة أحيانا.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • عاجل: ضربت مناطق سياحية.. أوروبا في قبضة الحر وحرائق الغابات
  • العراق يغلي تحت شمس آب… والحرّ يطرق أبواب الفقراء
  • حرائق الغابات قرب مدريد.. فرق الإطفاء تسيطر على النيران والسلطات تعلن مقتل شخص
  • الجفاف يطال أكثر من نصف أوروبا وحوض البحر المتوسط
  • موجة الحر تجتاح بفرنسا.. تحذيرات من حرائق الغابات وتدهور حاد في جودة الهواء
  • موجة حر «غير مسبوقة» تضرب أمريكا وفرنسا.. تحذيرات عاجلة من حرائق مدمرة
  • فرنسا تفعّل الإنذار الأحمر جراء موجة حر جديدة
  • فوج إطفاء بيروت يصدر تعليمات للوقاية من حرائق موجة الحر
  • تركيا.. حرائق الغابات تستمر في سينوب