واشنطن بوست: إسرائيل حددت هجماتها ضد إيران على أمل تخفيف التوترات بالمنطقة
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
تنتظر إسرائيل ودول العالم لمعرفة ما إذا كانت الضربات الجوية التي شنتها ضد إيران خلال الساعات الاولى في فجر اليوم السبت، ستنهي الجولة الأخيرة من الهجمات المتبادلة بين اثنين من القوات المصنفة كـ أقوى جيوش المنطقة، أو ما إذا كانت تمثل خطوة أخرى في مسيرة نحو حرب أوسع.
ولا يزال النطاق الدقيق لموجة الضربات التي شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية، والتي استمرت أربع ساعات، قيد التقييم، لكن لم ترد أنباء فورية عن وقوع إصابات جماعية، وفقا لما عرضت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية
وأشارت التقارير إلى أن المواقع العسكرية كانت الأهداف الوحيدة - وليس حقول النفط الإيرانية أو مختبرات الأبحاث النووية - ما يشير إلى أن إسرائيل اختارت الانتقام المدروس من وابل الصواريخ الذي أطلقته طهران في الأول من أكتوبر.
وتم ضرب حوالي 20 هدفًا، وفقًا لمسؤول إسرائيلي تحدث، مثل آخرين، بشرط عدم الكشف عن هويته لمناقشة أمور سرية. وأعرب المحللون العسكريون والدبلوماسيون الذين كانوا يستعدون لاحتمال حدوث ضربة أكثر انتشارًا وتدميرًا عن أملهم في إمكانية تخفيف التوترات، في الوقت الحالي على الأقل.
وقال الحرس الثوري الإيراني إن الضربات الإسرائيلية استهدفت منشآت عسكرية في محافظات طهران وعيلام وخوزستان.
وسارع القادة الإيرانيون ووسائل الإعلام الرسمية إلى التقليل من الأضرار التي سببتها الضربات، رغم أن المسؤولين قالوا إن جنديين على الأقل قتلا.
وكان هؤلاء الجنود من قوات الدفاع الجوي الإيرانية، وفقًا للصور التي نشرتها وكالة أنباء فارس شبه الرسمية الإيرانية، ما يشير إلى أن الأنظمة المضادة للطائرات قد تعرضت للضرب على الأرجح، مما قد يجعل إيران أكثر عرضة لضربات مستقبلية.
وقال سلاح الدفاع الجوي الإيراني في بيان بثته وسائل الإعلام الرسمية إنه تم اعتراض معظم الصواريخ الإسرائيلية، على الرغم من وقوع أضرار محدودة في بعض المناطق، وإن السلطات تحقق في “أبعاد” الهجوم.
وقالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني في بيان بثته وسائل الإعلام الرسمية إنه “لم تحدث سوى أضرار محدودة”. وقال الحرس الثوري الإسلامي، أقوى مؤسسة أمنية في إيران، إن الهجمات شنت على طهران في الشمال ومحافظة خوزستان في الجنوب الغربي ومحافظة إيلام في الغرب على الحدود مع العراق.
لكن خبراء إسرائيليين قالوا إن الهجمات كانت أكثر من مجرد وخز، وأنها ربما ألحقت ضررا كبيرا بالدفاعات الجوية الإيرانية وقدراتها الصاروخية.
وأضافوا أن الأمر سيستغرق بعض الوقت لتحديد ما إذا كان الإيرانيون سيشعرون بأنهم مجبرون على الرد عسكريا، أو ما إذا كان بإمكانهم إعلان انتهاء الأمر، كما فعل الجانبان بعد تبادل محدود للهجمات الصاروخية والهجمات بطائرات بدون طيار في أبريل.
وقال جوناثان كونريكوس، زميل بارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، نقلا عن صحيفة واشنطن بوست: 'يبدو أن الضربة الإسرائيلية حققت بعض الأهداف: تم إخراج أهم مكونات الدفاعات الجوية الإيرانية، وقصفت منشآت تخزين مئات الصواريخ'.
وأشار كونريكوس إلى أن التقييم الشامل سيعتمد على تحليل الأقمار الصناعية في الأيام المقبلة. وأضاف: 'طهران، بكل أهداف النظام والبنية التحتية الحساسة، قد تكون الآن معرضة تمامًا لضربات إسرائيلية مستقبلية'.
وكانت إدارة بايدن تضغط على الإسرائيليين، علناً وخلف الكواليس، لتجنب رد فعل واسع النطاق يمكن أن يزيد من تأجيج المنطقة التي هي بالفعل في خضم الحروب في غزة ولبنان. وكانت إسرائيل قد أشارت في الفترة التي سبقت هجوم يوم السبت إلى أنها تخطط لهجوم معتدل نسبيا، حيث قال مسؤولون لصحيفة واشنطن بوست إنهم قاموا بإزالة حقول النفط ومواقع الأبحاث النووية من القائمة المستهدفة.
وقال مسؤولون إسرائيليون سرا إن عملية يوم السبت كانت مصممة لتوجيه ضربة رادعة لإيران بعد إطلاقها ما يقرب من 200 صاروخ باليستي في وقت سابق من هذا الشهر، وهي ضربة لن تجبر النظام على مواصلة دائرة الانتقام.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: واشنطن بوست إلى أن ما إذا
إقرأ أيضاً:
بعد حرب الـ12 يوما مع إيران.. بماذا أوصت مراكز الأبحاث الإسرائيلية نتنياهو؟
اعتبرت مراكز الدراسات الإستراتيجية الإسرائيلية الهجوم على إيران فرصة لتفكيك المشروع النووي الإيراني وتقويض محوره الإقليمي، مع إجماع على أهمية استمرار الضغط العسكري وعدم التسرع في التسوية. ويُظهر تحليل الجبهة الداخلية الإسرائيلية ومواقف الرأي العام دعما ملموسا للعملية العسكرية.
ويتفق باحثو هذه المراكز على أن الحل المثالي للمعضلة الإيرانية هو إسقاط النظام، وأن هذا يمكن أن يحدث من خلال ضربات عسكرية واستخباراتية لمقدرات النظام ومؤسساته، وتشجيع الجمهور الإيراني على إطلاق انتفاضات لإسقاط النظام الإيراني.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"دبلوماسية التجارة لا المعونة".. إستراتيجية أميركية جديدة في أفريقياlist 2 of 2أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالميend of listواستقصت ورقة تحليلية عنوانها: "مراكز الأبحاث الإسرائيلية والهجوم على إيران توصيات بمواصلة الضربات ومنع تطوير الصواريخ الإيرانية" نشرها مركز الجزيرة للدراسات للباحث نهاد محمد الشيخ خليل، ما تناولته مراكز الأبحاث الإسرائيلية عن الحرب الإسرائيلية الإيرانية، التي اندلعت بين 13 و23 يونيو/حزيران 2025، بالبحث والتحليل.
وناقشت الورقة ما صدر عن مركزين يحظيان بأهمية في إسرائيل، هما: معهد دراسات الأمن القومي والإستراتيجية الصهيونية (مسجاف)، ومعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي "آي إن إس إس" (INSS).
وقد اعتمدت هذه الورقة على تحليل نصوص الأوراق المنشورة على موقعي المعهدين خلال الحرب، بوصفها مؤشرا على المزاج الإستراتيجي الإسرائيلي.
وتم تقسيم الدراسة إلى 6 محاور أساسية هي:
إنجازات الضربة العسكرية. تشخيص واقع إيران ومحورها. أهداف الحرب كما طرحتها مراكز البحث. صمود الجبهة الداخلية الإسرائيلية. المواقف الإقليمية والدولية. الموقف الأميركي. خلاصة واستنتاجاتتُظهر الورقة تفاعلا واسعا ومعمقا ومواكبا للوقائع من معهدي الأبحاث اللذين تناولت الدراسة أوراقهما (معهد دراسات الأمن القومي والإستراتيجية الصهيونية، ومعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي).
ويمكن إجمال أبرز الاستنتاجات التي خلصت لها الدراسة في النقاط التالية:
أولا: تمجيد الإنجازات العسكرية في مجالي الدفاع والهجوم، إضافة إلى القدرات الاستخبارية، والنجاح في استعادة الردع بعد هزة السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهذه نقطة اتفاق بين المعهدين. ثانيا: برزت تباينات بين توقع إمكانية إسقاط النظام الإيراني، كما رأى باحثو مسجاف، وتحذيرات مركز "آي إن إس إس" من المبالغة في تقدير الضعف الداخلي الإيراني. كما يظهر تباين في تقييم صمود إيران؛ إذ رأى بعض المحللين أنها ضعيفة وقابلة للانهيار، بينما شدد آخرون على تماسك النظام ورغبته في جرّ إسرائيل لحرب استنزاف. ثالثا: تشابه الخطاب في كلا المعهدين في تصوير الحرب فرصة إستراتيجية لتفكيك المشروع النووي الإيراني وتقويض محوره الإقليمي، مع إجماع على أهمية استمرار الضغط العسكري وعدم التسرع في التسوية. رابعا: يُظهر تحليل الجبهة الداخلية الإسرائيلية ومواقف الرأي العام دعما ملموسا للعملية العسكرية؛ وهذا يعطي غطاء سياسيا للقدرة على استمرارها في حدود 3 أشهر على أقصى تقدير، لكن الأغلبية كانت تبدي استعدادا للصمود لمدة شهر واحد. خامسا: تتقاطع التحليلات في قراءة حذرة لمواقف دول الخليج والأردن، التي تمزج بين إدانة الهجوم وتفادي التصعيد مع إيران، وفي نفس الوقت المشاركة في اعتراض الصواريخ والطائرات المُسيّرة المنطلقة من إيران باتجاه إسرائيل. سادسا: يتفق باحثو المعهدين على أن الحل المثالي للمشكلة الإيرانية هو إسقاط النظام، وأن هذا يمكن أن يحدث من خلال ضربات عسكرية واستخباراتية لمقدّرات النظام ومؤسساته، وتشجيع الجمهور الإيراني على إطلاق انتفاضات لإسقاط النظام الإيراني. إعلان